الجريح
22 / 02 / 2005, 46 : 07 PM
أثار اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق سلسلة من الآراء والاتهامات، التي وإن اجتمعت على التنديد بمقتله، تباينت فيما بينها حول الجهة المسؤولة عن الهجوم في مسرح سياسي معقد مثل المسرح اللبناني، نطرح من بينها رأيا تبنته وكالة 'برينسا لاتينا' الكوبية، حيث تناولت الأمر من منظور جديد.
المقال: يذكر الاغتيال العنيف الذي أودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، يوم الاثنين الماضي في بيروت بنهاية الحرب الأهلية في هذه الدولة الصغيرة وبتشابه محزن: اغتيال الرئيس رينيه معوض.
وكان رينيه معوض، الذي تم اختياره من قبل البرلمان ضد معارضة قائد الجيش اللبناني السابق العماد ميشيل عون، الذي يعيش الآن في المنفى الذهبي لفرنسا، ينتمي لنفس طائفة عون، إلا أنه كان من منطقة زغرتا، حيث يقل التأثر الفرنسي ويزيد الإحساس الوطني العربي.
ولم يستمر معوض في منصبه إلا 17 يوما بالكاد قبل أن يودي اعتداء تفجيري بحياته إثر مشاركته في احتفال رسمي على بعد 500 متر فقط من مكاتب وكالة 'برينسا لاتينا' في العاصمة اللبنانية.
والآن يأتي دور الحريري، المعروف بالثري اللبناني، ضحية هجوم تتوفر فيه كل الدلائل على أنه عمل من أجل تصفية سياسي لم تجب افتراضاته على كل مصالح الغرب التي كانت تهدف إليها كل من واشنطن وباريس، الممثليْن الدولييْن الرئيسييْن في المسرح اللبناني.
وتوضح تصفية الحريري كذلك أنه عقب مرور 15 عاما على انتهاء المواجهات لازال للحرب في لبنان وجود منذر بالسوء.
وتعددت الروايات حول هوية منفذي الاعتداء الذي استهدف الحريري، الذي تقدر ثروته الشخصية بآلاف ملايين الدولارات.
ورفض رفيق الحريري في نهاية عقد الثمانينات أن يتم تعيينه كرئيس وزراء في حكومة لبنانية إصلاحية منتظرا فرصة أكثر استقرارا ودواما كما حدث بالفعل عقب ذلك بأشهر قليلة.
وفي تلك الأثناء ضمن الاقتصادي الثري، الذي نشأ في منطقة صيدا الجنوبية، السيطرة على ملكيات شاسعة في بيروت المدمرة وباقي الدولة، حتى تم اتهامه باستغلال منصبه للاستيلاء على الدولة.
ولكن افتراض أن مجرد بعض النزاعات من أجل المال كانت سبب الاعتداء قد يعد إفراطا في تبسيط الأمر في مسرح معقد كما في لبنان حيث تتم المؤامرات بشكل يومي.
ويبدو جليا أن الهدف من وراء الاعتداء، الذي أودى بحياة الرجل وليس المصالح التي يمثلها، السيطرة على الوضع في الدولة العربية، التي يمنحها وضعها الجغرافي وسماتها التاريخية أهمية بالغة بالمقارنة بمساحتها التي لا تتخطى 10 آلاف كيلو متر مربع.
ويرى الخبراء المتخصصون في المنطقة أن أقل جهة مستفيدة من زعزعة استقرار الدولة هي سوريا، ثاني أهم ممثل في المسرح اللبناني، والمرتبطة مع بيروت بمعاهدة أخوة كان الحريري قد رفض شجبها بالرغم من الضغوط بهذا الشأن.
وإثر وفاة عرفات وفي ظل عراق محتل بينما تقع إيران تحت وطأة تهديدات أمريكية متزايدة، يبدو واضحا أن الوقت قد بات ملائما لإخضاع سوريا، التي تتبنى حكومتها موقفا متماسكا فيما يتعلق بالنزاع مع 'إسرائيل'.
وإذا كنا بصدد استنتاجات، فمن الواضح أن إيجاد سوريا ضعيفة هو تماما صفر المعادلة الناقص من أجل فرض حلول تعمل على ضمان الوجود الأمريكي في كل دول المنطقة.
وهكذا، فبعيدا عن أية تخمينات أو ستائر دخان أخرى، يبدو الهدف من وراء التوقعات حول مقتل الحريري واضحا، ذلك الرجل الذي تحول من ثور ذهبي إلى كبش فداء لأزمة الشرق الأوسط التي لازالت سجلاتها مفتوحة!!
المقال: يذكر الاغتيال العنيف الذي أودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، يوم الاثنين الماضي في بيروت بنهاية الحرب الأهلية في هذه الدولة الصغيرة وبتشابه محزن: اغتيال الرئيس رينيه معوض.
وكان رينيه معوض، الذي تم اختياره من قبل البرلمان ضد معارضة قائد الجيش اللبناني السابق العماد ميشيل عون، الذي يعيش الآن في المنفى الذهبي لفرنسا، ينتمي لنفس طائفة عون، إلا أنه كان من منطقة زغرتا، حيث يقل التأثر الفرنسي ويزيد الإحساس الوطني العربي.
ولم يستمر معوض في منصبه إلا 17 يوما بالكاد قبل أن يودي اعتداء تفجيري بحياته إثر مشاركته في احتفال رسمي على بعد 500 متر فقط من مكاتب وكالة 'برينسا لاتينا' في العاصمة اللبنانية.
والآن يأتي دور الحريري، المعروف بالثري اللبناني، ضحية هجوم تتوفر فيه كل الدلائل على أنه عمل من أجل تصفية سياسي لم تجب افتراضاته على كل مصالح الغرب التي كانت تهدف إليها كل من واشنطن وباريس، الممثليْن الدولييْن الرئيسييْن في المسرح اللبناني.
وتوضح تصفية الحريري كذلك أنه عقب مرور 15 عاما على انتهاء المواجهات لازال للحرب في لبنان وجود منذر بالسوء.
وتعددت الروايات حول هوية منفذي الاعتداء الذي استهدف الحريري، الذي تقدر ثروته الشخصية بآلاف ملايين الدولارات.
ورفض رفيق الحريري في نهاية عقد الثمانينات أن يتم تعيينه كرئيس وزراء في حكومة لبنانية إصلاحية منتظرا فرصة أكثر استقرارا ودواما كما حدث بالفعل عقب ذلك بأشهر قليلة.
وفي تلك الأثناء ضمن الاقتصادي الثري، الذي نشأ في منطقة صيدا الجنوبية، السيطرة على ملكيات شاسعة في بيروت المدمرة وباقي الدولة، حتى تم اتهامه باستغلال منصبه للاستيلاء على الدولة.
ولكن افتراض أن مجرد بعض النزاعات من أجل المال كانت سبب الاعتداء قد يعد إفراطا في تبسيط الأمر في مسرح معقد كما في لبنان حيث تتم المؤامرات بشكل يومي.
ويبدو جليا أن الهدف من وراء الاعتداء، الذي أودى بحياة الرجل وليس المصالح التي يمثلها، السيطرة على الوضع في الدولة العربية، التي يمنحها وضعها الجغرافي وسماتها التاريخية أهمية بالغة بالمقارنة بمساحتها التي لا تتخطى 10 آلاف كيلو متر مربع.
ويرى الخبراء المتخصصون في المنطقة أن أقل جهة مستفيدة من زعزعة استقرار الدولة هي سوريا، ثاني أهم ممثل في المسرح اللبناني، والمرتبطة مع بيروت بمعاهدة أخوة كان الحريري قد رفض شجبها بالرغم من الضغوط بهذا الشأن.
وإثر وفاة عرفات وفي ظل عراق محتل بينما تقع إيران تحت وطأة تهديدات أمريكية متزايدة، يبدو واضحا أن الوقت قد بات ملائما لإخضاع سوريا، التي تتبنى حكومتها موقفا متماسكا فيما يتعلق بالنزاع مع 'إسرائيل'.
وإذا كنا بصدد استنتاجات، فمن الواضح أن إيجاد سوريا ضعيفة هو تماما صفر المعادلة الناقص من أجل فرض حلول تعمل على ضمان الوجود الأمريكي في كل دول المنطقة.
وهكذا، فبعيدا عن أية تخمينات أو ستائر دخان أخرى، يبدو الهدف من وراء التوقعات حول مقتل الحريري واضحا، ذلك الرجل الذي تحول من ثور ذهبي إلى كبش فداء لأزمة الشرق الأوسط التي لازالت سجلاتها مفتوحة!!