النـاقد
11 / 05 / 2010, 52 : 07 AM
الغرور والمغرور
بسم الله الرحمن الرحيم
الغرور والمغرور
لا أعتقد أن فينا من لم يصادف مغروراً أو متكبراً أو متعالياً (أسموه ما شئتم) ..
وحتى نكون منصفين .. فمن النادر أن تجد إنساناً لم يصيبه الغرور يوماً .. لكنها حالة طارئة ما تلبث أن تتبخر .. لأن الإنسان الطبيعي يعرف قيمته ومكانته الحقيقية .. وأنه مهما بلغت به المراتب والدرجات .. هو من طبقة ولد آدم .. وبالتالي فهناك من هو خير منه ..
وحتى نعلم أن هذه الصفة دخيلة علينا .. ولا وجود لها عند الأسوياء .. فهاهو خير البرية وأكملها عقلاً ومنزلة .. رسول الله صلى الله عليه وسلم .. من أكثر الناس تواضعاً .. يجلس في المكان الذي يراه خالياً .. لا يحب أن يقوم له أحد .. ولا يستطيع أن يميزه أحد لا يعرفه .. لأنه لا يتميز على جلسائه بالملبس أو بالمجلس .. حتى أن الداخل الغريب يسأل : أيكم محمد؟
يلعب مع الصبية .. تأتي الأمة الصغيرة وتأخذه من مجلسه وتسير به كيفما شاءت ولا يسألها عن حاجتها من فرط تواضعه ..
ولم ينقل عنه أحد أنه تكبر أو تعالى على مخلوق .. لأن المتكبر .. ينازع الله في صفة لا ينبغي لأحد أن ينازعه بها ..
ولأن الموضوع يهمنا جميعاً دعونا نفكر بصراحة وجلاء من خلال إظهار تساؤلاتنا ومحاولة إيجاد الإجابات المناسبة لها ..
ما الداعي للكبر ؟ وكيف يبدو المتكبر؟
برأيي أن المتكبر يعاني من نقص في تكوينه النفسي، يحاول أن يسده بالوهم .. فالغرور يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالكذب والزيف .. فالمغرور يخجل من واقعه لذلك تجده يستعير شيء أعلى ليضيفه على نفسه ، فيمثل الغنى وهو الفقير .. ويمثل الجاه وهو الوضيع .. يعني باختصار .. يبدو لمن يراه كمن يلبس ثوباً أكبر من مقاسه .. ولكم أن تتخيلوا هذا المنظر .. لذلك فهو محل سخرية من الآخرين ..
إن العظيم الحقيقي من يصغر في عين نفسه ويكبر في أعين الناس .. لأن من لم يعجبه ما وصل إليه سيبحث فعلياً عما هو أعلى .. بينما المغرور من يعظم في عين ذاته ويصغر في أعين الناس ..
وقد تعلمنا من هذه الحياة أن المتكبر أو المتعالي أو المتغطرس كالبالون .. ينتفخ ويمتلئ بالهواء ويطير بالهواء ثم لا يلبث أن ينفجر بعد أن يتجاوز حدوده أو يصطدم بشيء صغير .. فيتلاشى ليتحول إلى حقيقته .. لا شيء ..
والكبر نقص في التكوين النفسي .. وهو مرض كسائر الأمراض النفسية التي تستوجب العلاج ..
ومن أبرز صفات المتكبر :
- تصاحبه في الغالب نرجسية .. يمجد نفسه .. ويكثر الحديث عنها .. لأنه غُرَّ فيها .. ولم يعرف قدره الحقيقي ..
- يحتقر الآخرين ويتجاهلهم ..
- لا يسلم .. ولا يرد السلام ..
- يحاول أن لا يقع نظره على من حوله وإذا صادف ونظر إلى أحدهم يرمقه بنظرة من أسفل إلى أعلى ..
- إنسان سلبي جداً لا ينفع أحداً ويعتقد أن الناس لم يوجدوا إلا لخدمته ..
والمغرور .. هو الذي يضع نفسه بمكانة هو ليس أهل لها .. لأن الإنسان العاقل لا يسعى لتقييم ذاته وليس مطلوب منه ذلك .. لأنه حتى وإن نجح مرة فسيفشل مرات ..
وبالمناسبة ليس هناك رابط ما بين محاسبة النفس وتقييم الذات .. لأن المحاسب نفسه سيلصق النقص بها ويقلل من شأن عمله حتى يحصل على ما هو أفضل ..
فلنحاول مجتمعين معالجة هذا المرض بأن نغسل ما في ذواتنا أولاً ثم نعالج من يحيطون بنا ..
لأنه لا توجد خصلة تثير حنقك وتجعلك تحقد على من يتصف بها أكثر من الغرور والكذب ..
دمتم بكل خير وسعاده
بسم الله الرحمن الرحيم
الغرور والمغرور
لا أعتقد أن فينا من لم يصادف مغروراً أو متكبراً أو متعالياً (أسموه ما شئتم) ..
وحتى نكون منصفين .. فمن النادر أن تجد إنساناً لم يصيبه الغرور يوماً .. لكنها حالة طارئة ما تلبث أن تتبخر .. لأن الإنسان الطبيعي يعرف قيمته ومكانته الحقيقية .. وأنه مهما بلغت به المراتب والدرجات .. هو من طبقة ولد آدم .. وبالتالي فهناك من هو خير منه ..
وحتى نعلم أن هذه الصفة دخيلة علينا .. ولا وجود لها عند الأسوياء .. فهاهو خير البرية وأكملها عقلاً ومنزلة .. رسول الله صلى الله عليه وسلم .. من أكثر الناس تواضعاً .. يجلس في المكان الذي يراه خالياً .. لا يحب أن يقوم له أحد .. ولا يستطيع أن يميزه أحد لا يعرفه .. لأنه لا يتميز على جلسائه بالملبس أو بالمجلس .. حتى أن الداخل الغريب يسأل : أيكم محمد؟
يلعب مع الصبية .. تأتي الأمة الصغيرة وتأخذه من مجلسه وتسير به كيفما شاءت ولا يسألها عن حاجتها من فرط تواضعه ..
ولم ينقل عنه أحد أنه تكبر أو تعالى على مخلوق .. لأن المتكبر .. ينازع الله في صفة لا ينبغي لأحد أن ينازعه بها ..
ولأن الموضوع يهمنا جميعاً دعونا نفكر بصراحة وجلاء من خلال إظهار تساؤلاتنا ومحاولة إيجاد الإجابات المناسبة لها ..
ما الداعي للكبر ؟ وكيف يبدو المتكبر؟
برأيي أن المتكبر يعاني من نقص في تكوينه النفسي، يحاول أن يسده بالوهم .. فالغرور يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالكذب والزيف .. فالمغرور يخجل من واقعه لذلك تجده يستعير شيء أعلى ليضيفه على نفسه ، فيمثل الغنى وهو الفقير .. ويمثل الجاه وهو الوضيع .. يعني باختصار .. يبدو لمن يراه كمن يلبس ثوباً أكبر من مقاسه .. ولكم أن تتخيلوا هذا المنظر .. لذلك فهو محل سخرية من الآخرين ..
إن العظيم الحقيقي من يصغر في عين نفسه ويكبر في أعين الناس .. لأن من لم يعجبه ما وصل إليه سيبحث فعلياً عما هو أعلى .. بينما المغرور من يعظم في عين ذاته ويصغر في أعين الناس ..
وقد تعلمنا من هذه الحياة أن المتكبر أو المتعالي أو المتغطرس كالبالون .. ينتفخ ويمتلئ بالهواء ويطير بالهواء ثم لا يلبث أن ينفجر بعد أن يتجاوز حدوده أو يصطدم بشيء صغير .. فيتلاشى ليتحول إلى حقيقته .. لا شيء ..
والكبر نقص في التكوين النفسي .. وهو مرض كسائر الأمراض النفسية التي تستوجب العلاج ..
ومن أبرز صفات المتكبر :
- تصاحبه في الغالب نرجسية .. يمجد نفسه .. ويكثر الحديث عنها .. لأنه غُرَّ فيها .. ولم يعرف قدره الحقيقي ..
- يحتقر الآخرين ويتجاهلهم ..
- لا يسلم .. ولا يرد السلام ..
- يحاول أن لا يقع نظره على من حوله وإذا صادف ونظر إلى أحدهم يرمقه بنظرة من أسفل إلى أعلى ..
- إنسان سلبي جداً لا ينفع أحداً ويعتقد أن الناس لم يوجدوا إلا لخدمته ..
والمغرور .. هو الذي يضع نفسه بمكانة هو ليس أهل لها .. لأن الإنسان العاقل لا يسعى لتقييم ذاته وليس مطلوب منه ذلك .. لأنه حتى وإن نجح مرة فسيفشل مرات ..
وبالمناسبة ليس هناك رابط ما بين محاسبة النفس وتقييم الذات .. لأن المحاسب نفسه سيلصق النقص بها ويقلل من شأن عمله حتى يحصل على ما هو أفضل ..
فلنحاول مجتمعين معالجة هذا المرض بأن نغسل ما في ذواتنا أولاً ثم نعالج من يحيطون بنا ..
لأنه لا توجد خصلة تثير حنقك وتجعلك تحقد على من يتصف بها أكثر من الغرور والكذب ..
دمتم بكل خير وسعاده