المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلبّس الجنّ بالإنس .. بين الواقع والخيال ..؟!


قوت القلوب
25 / 04 / 2010, 04 : 09 PM
تلبس الجان بين الحقيقة والخيال

http://www.alhadf-r.com/wp-content/uploads/ARHGfhg_A_GHOST_by_fresh4u.jpg

خرافة تلبس (http://women.bo7.net/girls92695)الجن حققت نجاحا كبيرا ودخلا اقتصاديا ثريا للمشعوذين، والذين استغلوا الدين ( كما يستغله الكثير غيرهم في اموراخرى) للضحك على عقول الناس.
وعندما سألت احد المؤمنين بها وسبب انتشار هذه الخرافة، قال لي: "تبا وسحقا لك!!
لقد كفرت بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم!!"

قلت له: اولا، الله وحده هو الذي يكفر ولست انت، وثانيا لماذا تقوللي هذا الكلام؟

قلت له: وما الدليل على ذلك ؟

قال لي: اية المس موجودة القران ((كالذي يتخبطه الشيطان من المس))



قلت له: ولكننا نتحدث عن تلبس الجن وما دخل المس؟




قال لي: المس في اللغة معناه تلبس (http://women.bo7.net/girls92695)الجن !!!


انتهى الحوار وتذكرت ما قال الله عز وجل في اهل الكتاب: (( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)) 78 - آل عمران.


http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20091105/Images/i30.jpg


كتبت الملايين من الصفحات وسجلت آلاف الاشرطة التسجيلية حول الجن، وتسمع الكثير من المقولات والاراء وطرق التلبس، وآلاف القصص،وعشرات التصانيف للجن، ومئات طرق اخراجهم، ولكل مؤلف طريقة لإخراج الجن وفك التلبس،ولكل مشعوذ اسلوب لهذا الشيء..





رحمة الله على كل انسان وكل شخص ابدأ رأيه في هذا الموضوع ونسأل له الهدى والتوفيق، فهم اساتذتنا وعلمائنا وكرسوا حياتهم في خدمة هذا الدين، ولكن في النهاية يبقى كل ما كتبوه كلام بشري غير مقدس وقابل للقبول والرفض.


من هذا المنطلق تركت هذه الكتب المنتشرة في كل مكان والتي تختلف فيها الاراء والاقاويل، ووجهت فكري الى كتاب الله ( القرآن الكريم ) فهو الكتاب الوحيد المقدس والذي لا يوجد فيه اختلاف لمن يتدبره كما نصت عليه هذه الاية ((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِاللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا))

1) حقيقة الجن:


نجيب على السؤال الكبير: هل يوجد خلق اسمه جن؟
والجواب نعم وقد وردت في كثير من الايات في القرآن الكريم، وهم مكلفون في الحياة الدنيا ((وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))

كما انهم مبعوثون ومحاسبون في الحياة الاخرة والايات في ذلك كثيرة.
ويكفي وجود سورة كاملة باسم الجن.

أي باختصار الجن خلق موجود ولكن يصنف بالنسبة لنا كغيب لانعلمه ولا نعلم طرق التواصل والعلاقة معه الا بدليل.
ولنرى حدود العلاقة مع هذا الخلق.

2) رؤية الجن Vision:



يقول الله عز وجل في آية واضحة لالبس فيها (( يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)) (27) – الاعراف.




فما اوقح من كذب هذا الاية وادعى بكل جرأة رؤية الجن، ويأتي بعض المشككين ويقول ان هذه الاية تتكلم عن الشيطان الذي اخرج ابوينا ادم، نقول له نعم ولكن لا ننسى انه هو ابليس والذي هو –في الاصل- من الجن كما قال الله عنه: ((..... إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ))



من الاية القبل الاخيرة (27:الاعراف) نستطيع ان نقول ان اتجاه الرؤية من الجن الى الانس ممكنة ولكن العكس غير صحيح:

الجن يرى =====> الانس
الانس لا يرى =====> الجن


3) محادثة الجن وسماعهم Conversation and Hearing:


لا يوجد أي دليل في القرآن الكريم يثبت لنا حقيقة سماع الجن من قبل البشر ولا أي امكانية للتخاطب معهم. ولكن كما في مثال الرؤية Vision في الفقرة السابقة، توجد اشارتين بأن الجن


يسمعون حديث الانس:



((قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا)) (1) – الجن



((وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ)) (29) – الاحقاف.


من الايات السابقة نستنتج:

الجن يسمع =====> الانس
الانس لا يسمع =====> الجن


ولمن يعرف قصص الايات السابقة، فالمخاطب هنا محمد صلى الله عليه وسلم، ونريد ان نسأل سؤال: ان كان حبيبنا وسيدنا وامامنا واشرف الانبياء والمرسلين لم يسمعهم ولا توجد اشارة بان البشريسمعهم، فماذا نقول ونرد على من ادعى انه يسمع احاديث الجن؟


4) الشفاء من الامراض Restoration:

لا يوجد أي دليل يوحي بان الجن يشفي او يسبب أي مرض،وقد حصر الشفاء بالله وحدة فقط ((وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)) (80) – الشعراء.
ولا توجد اشارة بأن الجن يمكن ان يسبب مرض للانسان.

5) تسخير/ استعباد الجن Slaving:



لا يوجد أي دليل ولا اية تشير الى امكانية تسخير الجن من قبل البشر او استغلالهم لخدمة البشر في القران الكريم، ولكنها تكثرعند كتب المشعوذين.

وتأتي قصص سليمان عليه السلام، ونحن لا ننكر ذلك ابدا ابد،ولكن ذلك تم بقدرة الله عز وجل بتغيير النواميس الطبيعية في الكون فهي معجزة خاصة بنبي (كمعجزة احياء الموتى وابرا الاكمه والابرص عند عيسى عليه السلام)، ولا ننسى ان تسخير الجن كان ايضا استجابة لدعوة سليمان عليه السلام في ملك لا ينبغي لاحد بعده ((قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)) (35) – ص.

وفعلا، ملك لن ينبغي لاحد بعده كتسخير الرياح والمحادثة مع الطيور، وايضا الجن.

ولاحظ ان عملية تسخيرالجن له جاءت بإذن الله ((.. وَمِنَ الْجنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ))

والجن لا يرغبون في هذا الشيء ولكنهم كانوا مهددون لانهم ان لم يخدموا سليمان عليه السلام، فالعذاب من نصيبهم ((... وَمَنْ يَزِغْمِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ))


ولا اعلم كيف يدعي هؤلاء المشعوذين بتسخير الجن!!!

6) تنبأ الجن ومعرفتهم لعلم الغيب Prediction:


يستند الكثير من احبابنا الى الاية التاسعة في سورة الجن بانهم يقعدون مقاعد للسمع (( وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا)) (9) – الجن.



ولا اعلم على أي دليل او اساس فسرت بأن استراق السمع هو معرفة لعلم الغيب، وحتى لا نجادل كثيرا في هذا الموضوع، لنفترض ان المعنى هو معرفة علم الغيب، لكن تأتي الاية التي تليها لتقول لنا انهم لا يدرون ماذا يراد بمن في الارض من خير وشر ((وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا)) (10) – الجن.

مما تنفي معرفتهم بعلم الغيب.

توجد اية –اعتبرها- اكثر وضوحا من الاية السابقة بخصوص معرفة الغيب،وهي قصتهم مع سليمان عليه السلام ((فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْكَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ)) (14) – سبأ.


فالجن لا يعلم الغيبَ كُلاً أو بعضاً ، فها هم في زمن سليمان عليه السلام مسخرون على خلاف طبيعتهم ، في أشد الشوق للعودة لطبيعتهم ، ويموت سليمان عليه السلام وهم يشاهدونه قائما ، ولا يعلمون أنه ميت.

فاذا جاء مشعوذ يدعي انه اتصل بالجن واخبره بعلم الغيب، تستطيع تسكيته بهذه الاية الواااااااااضحة...


7) تحولهم وتجسيدهم على مخلوقات Conversion or Imagining:




وجود قدرة للجن للتحول ، أو التمثل بالناس ، أو الحيوانات ، لاحقيقة له ، وليس عليه دليلٌ ، بل هذا الأمر مجردُ إدِّعاء ، إذ كلمة الجن تعني الستر ، أي عدم الظهور ، والمشاغبة بأحاديث الآحاد ، لا ينهض دليلا لوحده ، فكيف إذا تعارض مع القرآن الكريم ! ؟




ومن يدعي ان كلمة (جان) في قصة موسى عليه السلام (((( وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ)) (10) – النمل.




تعني جن، نقول: انها حية (ثعبان) وليست جن، لا جنساً ، ولا تمثلاً ، واستعمال اسم الجان للحية ، أو بالحقيقة لنوع معين من الحيات ، وهي الحيات الرفيعة السريعة الحركة. فكما قال الفعل في الاية (تهتز).

والاهتزاز هو الميل في الحركة والعودة في نفس الموضع بسرعة كما تفعل الحية. وكما حدث لجذع النخلة مع قصة مريم عليها السلام

‏‏{‏وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً‏} ...

8 - التلبس:



من الفقرات السابقة اكتشفنا انه لا توجد أي علاقة بين الجن والبشر، وتأتي حيلة المشعوذين الكبرى في الاية (( كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)) (275)– البقرة.


ونقول لهؤلاء الدجالين اتقوا الله واقرأوا الاية كاملة على الناس حتى تفهم وتفضح زيفكم.. فالآية تتكلم عن الربا ونفسية اكلي الربا:



(( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) (275) – البقرة



فهل يعني ان من يأكل الربا يدخل فيه جني؟

واذا كان الامركذلك، فهؤلاء المشعوذين الدجالين يدعون ان كلمة "المس" في الاية تعني تلبس (http://women.bo7.net/girls92695)الجن،ولا اجد شخصيا أي اشارة توحي الى ذلك، فكلمة مس كلمة لها معاني كثيرة في الاصل العربي منها اصابة الشيء:

(( قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ )) 18– يس


وقد تأتي بتعابير مجازية كثيرة، كالاتصال الجنسي:



(( قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ )) (47) – آلعمران

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ)) (49) – الاحزاب


او كحدوث او وقوع امر:

(( ... قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ )) 88 - يوسف
(( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ )) (140) – آل عمران


وغيرها من المعاني،وان اصر المشعوذون بالتلاعب بالألفاظ اللغوية وتفسير "يتخبطه الشيطان من المس" على انها تلبس (http://women.bo7.net/girls92695)الجن، وذلك بسب وجود اسم الشيطان، نقول لهم ماذا تقولون في ايوب عليه السلام حين قال: (( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّ يمَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ))



(41) – ص. هل ايوب عليه السلام دخل فيه جني


اللهم اني استغفرك واتوب اليك...


http://www.maganin.com/files/51054.jpg

</SPAN></B>اعتاد معظم الناس أن يُلقوا بأسباب النكبات التي تحل بهم على الآخرين، ليجدوا لأنفسهم بعضاً من العذر للفشل الذي لحق بهم، أو للضعف الذي أصابهم، فيَركنوا للواقع مستسلمين له.. وحين يقع بعضهم بمشكلات اجتماعية، وحالات نفسية معقدة، يصعب عليهم مواجهة الحقائق والتصرف إزاءها، فينطوي الواحد منهم على نفسه محاولاً الهروب بادعائه أنه مصاب بكذا وكذا، ويُستجلب له الأطباء فلا يكادون يعرفون داءه أو دواءه.. ويستغل المشعوذون صيد الضعفاء ويدّعون أموراً غيبية، كأن يكون جنياً قد توغل بداخلهم وأنهم قادرون على إخراجه.. لا شك إنها همجية شرسة على عقولنا.. عقول العرب والمسلمين، لا من الجن فحسب وإنما من شياطين الإنس يُشارك بها مغفلو المؤمنين..

وتلبّس الجان، هو أحد المواضيع المختلف عليها بين الكثير من الناس، وهو من المواضيع التي لا تناقش علانية في العادة، وذلك للمخاوف المرتبطة به والتي تتفاوت بين التسفيه والتكفير من البشر وخوف المجهول من الجن.

وكثيراً ما أوقف الكلام في هذا الموضوع لمجرد عدم المقدرة على الفهم، أو لعدم استطاعة التخيل.

ولا شك أن عالم الجن حق كما أن عالم الإنس حق، وأن عقيدتنا في ذلك ثابتة راسخة لا خلاف حولها. لكن الاعتقاد والإقرار بعالم الجن شيء، ومحاولة الربط بين هذين العالمين بالعلاقات والتداخلات والتلبسات والاستعانات والتسخيرات والاعتداءات…الخ شيء آخر. فهذا الأخير هو مدار الخلاف وموطن النظر

حصرالقرآن الكريم أوجه العلاقة والتأثير بين عالم الجن وعالم الإنس في شيء واحد هو الوسوسة
لقد حرص القرآن الكريم على حصر أوجه العلاقة والتأثير بين عالم الجن وعالم الإنس في شيء واحد هو الوسوسة، فقال تعالى على لسان إبليس: (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي) (إبراهيم: 22). أي أن الأمر محصور في جانب الوسوسة فقط.

كما أننا نتحدى أولئك الذين يدّعون تأثير الجن خارج نطاق الوسوسة بأن يسخّروا الجن لإحقاق حق وكشف باطل. ونقول لهم: أعطونا دليلاً واحداً أنّ النبي صلى الله عليه وسلم استعان بالجن مسلمين كانوا أم غير ذلك!!

أما رأينا كيف أن الله قد أعانه بالملائكة.. وبالملائكة فقط؟!!

لكن، هناك عوارض مرضية كالصرْع مثلاً، تتكرر وقوعها بين الناس، فهل هذا يعتبر مؤشراً عند بعض الناس لإثبات قضية تأثير الجن على الإنسان؟ الصرْع مشكل صحي عصبي، يتجلى بواسطة النوبات والأزمات الصرعية الناتجة عن تفريغ تلقائي للخلايا العصبية التي تكون في حالة تهيج مفرطة يمكن تشبيهها بعاصفة كهربائية

وهنا نؤكد، بأن الصرْع من الناحية العلمية: هو عَرَض ناجم عن إطلاق مؤقت للحركة العصبية في الدماغ، والناجمة عن أسباب من داخل الرأس أو باقي أعضاء الجسم، ويتصف الصرْع بنوبات محدودة قد تميل إلى التكرار، وتتسم باضطرابات في الحركة أو الإحساس أو المزاج أو الفكر. وهو من أكثر الأعراض العصبية انتشاراً بين البشر، ويُصاب به ما بين واحد إلى اثنين بالمائة من الناس بصورة متكررة.

وأكثر أنواع الصرْع شيوعاً هو الصرْع الكبير، وفيه يفقد المريض الوعي ويسقط على الأرض وجسمه في حالة تشنج كامل مما يؤدي إلى احتباس التنفس، وخروج الزبد من الفم، وميول لون الجلد إلى الزراق، ويرافق ذلك حركة انتفاضية في كافة العضلات تؤدي إلى اهتزاز الجسم بعنف، وقد يؤدي هذا للتبول. وتنتهي أعراض النوبة بعد دقائق معدودة على الأغلب، ولا يذكر المريض شيئاً من هذا ولا يحس به لأنه فاقد لوعيه، أي في غيبوبة تامة
http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L200xH111/talbes-aljan-bain-alhaqeqa-walkhayal_2-6-2008-db2b8.jpg

http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L16xH14/puce_rtl-58b6b.gif مريض يعاني من نوبة صرْع

هذا المنظر المخيف للإنسان المصروع، قد أكسبه نوعاً من القدسية منذ أقدم العصور، باعتباره متلبسا بالأرواح، مما أعطى الصرْع اسم المرض المقدّس في بعض فترات التاريخ. إلى أن جاء "أبقراط" الذي فنّد مفهوم قدسية المرض واعتبره مرضاً من الأمراض، وكانت آراؤه بهذا الشأن فتحاً جديداً في تاريخ الطب. ولا نزال حتى يومنا هذا نعاني من المخلفات الأسطورية القديمة المرتبطة بموضوع الصرْع، وما هي في الواقع إلا أوهام وتصورات خاطئة.

فقد ذُكرتْ لي قصة فتاة تتعرض للصرْع، وادّعت أنها متزوجة من جنّي، وبعد البحث تبين أنها مغتصَبة وقد تقدم بعضهم لخطبتها، فأرادت أن تتخلص من مشكلة عذريتها بهذا الأسلوب. كما ذُكر لي قصة الشاب المتزوج جنيّة، وبعد التحقيق وحلف اليمين بأن لا نخبر والده بالأمر، تبين أنه كان يمارس الحب مع صديقته على الهاتف ليلاً، واضعاً سماعة أذن خارجية على أذنيه، وبينما كان يتحدث معها على الهاتف دون أن يحتاط بإغلاق الباب أو خفض الصوت، فإذا بأبيه يقف خلف الباب ليستمع إلى مكالمته كاملة، وعندما دخل عليه أبوه تذرع الشاب بأنه متزوج جنية، وأنه كان يتحدث معها.

وذُكر لي أيضاً أنه جيء بطالب صُرع وتحدث ببعض الكلمات العبرية، وأكد غير واحد أنه لم يتعلمها، فطلبتُ زيارة بيته واطلعت على كتبه، فإذا بينها كتاب "تعلم اللغة العبرية في خمسة أيام" فزال عجبي!!

أما ما يروّج في بعض الكتب المتحدثة عن الجن، بأن بعض أطباء الغرب وافقوا فكرة الصرْع وقالوا بها، ليس فيه توثيق علمي، وإنما هي مزاعم أخذت من الجرائد والمجلات غير العلمية وتحتاج إلى توثيق، خصوصاً وأنّ نتائج الدراسات في هذا الموضوع لا تقبل إلا إذا كانت منشورة في مجلات علمية متخصصة ومحكّمة!! لذلك، أرجو أن يلاحِظ القارئ بأن الدكتور "عمر الأشقر" نقل بعض هذه الآراء في كتابه "عالم الجن والملائكة" ونقلها عنه جمع ممن كتبوا في هذا المجال، كـ"وحيد بالي" و"عبد الكريم نوفان" وغيرهما، ولما طبع د. "عمر الأشقر" كتابه مرة ثانية نقّح فيه وفصّل وزاد ونقّص، وجعل كتابه كتابين فسماهما: "عالم الجن والشياطين" و"عالم الملائكة الأبرار". فحذف ما نقله سابقاً من أقوال أطباء الغرب في هذه المسألة، وكأنه
أدرك أن النقل غير علمي.

http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L132xH200/talbes-aljan-bain-alhaqeqa-walkhayal_2-6-2008_2-2e27a.jpg


يمكن أن يستمر الصرْع لشهور أو يبقى مدى الحياة مع انقطاع لمدة عشر سنين في المعدل، ويشفى 50% من الأطفال المصابين بهذا المرض عند بلوغهم مرحلة المراهقة، بينما يضطر الباقون لملازمة الأدوية التي غالباً ما تكون ناجعة وتمكنهم من حياة عادية.

ولكن، قد يعترض بعضهم بادعاء أن قول الله تعالى في سورة البقرة (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) هو دليل على تلبس الجن للإنسان وتأثيره عليه. وهنا أود أن أشير إلى أنه لا يُفهم من هذه الآية إثباتها لتلبس الجن، فالآية الكريمة تتحدث عن الوسوسة لا عن أي شيء آخر.

قال القاضي أبو يعلى في "المعتمد في أصول الدين": "ولا سبيل للشيطان إلى تخبيط الإنس، كما كان له سبيل إلى سلوكه ووسوسته"، وكذا قال ابن حزم في رسائله.

والمسّ في هذه الآية هو الإغواء والوسوسة، كذا قال الفيروز أبادي في "معجم مقاييس اللغة"، وقد فسّر الزمخشري وابن عاشور والبيضاوي وأبو السعود وغيرهم من المفسرين، فسّروا هذه الآية على معنى: الذين يأكلون الربا هم من الذين أغراهم الشيطان بالفساد ولا يقومون من مجالسهم في الدنيا أو من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المجنون الذي يحاول أن ينهض فيسقط، فهو كالذي لا يدري أين يتوجه أو كالذي أفسده الشيطان فتنكّب سبيل الرشد وسلك سبيل الغواية. وفي هذا تقارب مع قول الله تعالى في سورة الأنعام (كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ) (الأنعام: 71).




http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L147xH200/talbes-aljan-bain-alhaqeqa-walkhayal_2-6-2008_3-2-6fa30.jpg
من الأعراض العامة لنوبة الصرْع:


* فقدان الوعي والسقوط.
* تصلب عضلي عام.
* تشنج واختلاج إيقاعي.

* كثرة الإفرازات اللعابية.
* غيبوبة واسترخاء عضلي وقد يحدث معه تبول أو خروج براز.
* غالباً ما يكون هناك تقيؤ.
* ارتباك عند اليقظة.
* لا يحتفظ المصاب بأي ذكرى من النوبة.
* مدة النوبة 3 أو 4 دقائق لكن أحياناً يمكن انتظار 20 دقيقة قبل الرجوع إلى الحالة الأصلية.


وعلى هذا أيضاً، يُحمل قوله تعالى في سورة صاد: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) (ص: 41). على المعنى ذاته أيضاً. فالمراد بهذه الآية كما قال ثقات المفسرين: ما كان يوسوس له به الشيطان في مرضه من تعظيم ما نزل به من البلاء وما يغريه به من الكراهة والجزع، حتى ضاق بهذه الوسوسة وهذا الإغراء، ولقي منهما عَنتاً وعذاباً، فالتجأ إلى الله تعالى وسأله أن يكفيه ذلك بكف البلاء.

ومما بقي من إثباتات مدّعي تلبس الجان، ورود أحاديث كثيرة تثبت تأثير الجن في الصرْع وفي تلبس الجن للإنسان منها قوله عليه الصلاة والسلام: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فكيف نفسر ذلك؟

إن معظم الأحاديث الواردة حول تلبس الجن للإنسان وتأثيره عليه بالصرْع لم تثبت صحتها عن النبي صلى الله عليه وسلم، أما الحديث تحديداً: إنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فهذا حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، إلا أنّ الاستشهاد بهذا الحديث في غير محله؛ لأن مناسبته تقتضي أنّ المراد به الوسوسة. فعن صَفية بنت حُييّ قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفاً فأتيته أزوره ليلاً، فحدثته ثم قمتُ لأنقلب، فقام معي ليقلبني (أي ليردّني إلى منزلي) وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمرّ رجلان من الأنصار، فلما رأيا الرسول صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال النبي على رسلكما، إنها صفية بنت حُييّ. فقالا سبحان الله يا رسول الله!!
قال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يَقذف في قلوبكما شيئاً.

أي بأن تظنّا بي سوءاً لأنني مع امرأة ما عرفتم من هي.

سُلاَفْ القَصِيدْ
26 / 04 / 2010, 11 : 03 AM
جزآك الله خير
ولآحرمكِ الآجر
والله يشفي مرضانا ومرضى المسلمين

» اِلـَوَفْآءْ بـِنْـتْ
26 / 04 / 2010, 33 : 06 AM
اتخوفْ منْ هالموآضيعَ الله يحمينآ ياربّ
شكراً يالغلا
وماننحرمُhttp://www.t9oor.com/forum/images/smilies/0000100.gif (http://www.tumaer.com/vb/showthread.php?t=65623)

قوت القلوب
28 / 04 / 2010, 55 : 06 AM
آميييين الله يشفيهم
اسعدني مروركم يالغوالي
شكري وتقديري