المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرجل الشهم الذي أخرج 38 سجيناً من عنبر الحقوق المالية في ساعة واحدة‎


ام منى
30 / 03 / 2010, 49 : 11 PM
مطالبة مالية زجت به في السجن فلبث ستة شهور كاملة حاولنا قدر ما فينا أن

ننقذه فواجب الجيرة يحتم علينا ذلك لكن المبلغ كبير وهو الكفيل وما باليد حيلة

ومادام المكفول قد خان بالعهد وغدر فقد أصبح لزاما عليه دفع المبلغ

هي النخوة العربية حين تقود إلى الكفالة الغرمية ثم إلى السجن مباشرة

ومضت الشهور الستة

وخرج قبل يوم واحد من دخول الشهر الكريم رمضان وفور علمنا بذلك جهزنا الوليمة

ودعونا الأحبة ,

ونحن في مجلسنا جلس أمامنا

فكان السؤال الأول عن كيفية خروجه فنظر إلينا فرأينا الدمعة تطفر من عينيه قلنا له

هون على نفسك وأقصص علينا

فقال : في صباح يوم الأحد دخل رقيب العنبر مناديا على اسمي فقلت خير إن شاء

الله وكنت أدعو ربي أن يفرج كربتي

فذهب بي إلى مكتب الضابط فرأيته جالسا يبتسم فرحب بي وقال أجلس فجلست

فكان أمامي رجل متلثم بشماغه رأيت في عينيه بشرى

فقال الضابط : سوف يسألك الأخ عدة أسئلة فأجبه

فقلت حسنا

فأخذ الرجل يسألني عن اسمي وعمري وعدد الأولاد وعن سبب سجني وكان في

أسئلته ما يدل على علمه بحالي

ثم أقترب مني حتى ثافنني (ألصق الركبة بالركبة) فأخذ ينصحني عن الكفالة

ويذكرني أن ما حدث ابتلاء وأنه إلى انتهاء

حينها تذكرت حديث العنبر عن رجل يأتي قبل رمضان فيفرج كرب المسجونين

فقال لي هل تريد أن تخرج وترى أطفالك ..... حينها لم أتمالك نفسي

فبكيت ........بكيت فرحا لأنني علمت وتذكرت حديث العنبر عن رجل شهم وكريم

يأتي قبل رمضان فيخرج من هم مثل حالتي أولئك الذين أوقعتهم نخوتهم وفزعتهم

وتيقنت أن ساعة الإفراج قد أزفت

فأخذ يربت على كتفي ويقول أبشر........ بإذن الله ستكون على صحن واحد وقت

الغداء مع أطفالك


ولا تنسنا من صالح الدعاء

فأمسكت به أريد أن أعرف من يكون

فقال دعني ولا تحرمني الأجر إنني ما فعلت ذلك إلا طلبا لرحمة الرحمن ومغفرته

وخرج من عندي

فدخل الضابط فسألته عن الرجل فقال لا تسأل يكفيه منك أن تدعو له

ثم بدأت عملية الإفراج فورا فيما عدت أنا للعنبر من أجل أشيائي الباقية وحين دخلت

العنبر رأيت بعضهم يبارك لبعض ورأيت شيوخ يبكون ما ظننت أنهم سيبكون فلقد أفرج

ذلك الرجل عن 38 مدين في تلك الساعة وهو لا يفرج عن النصابين أو غيرهم من

الذين يعبثون ويتلفون الأموال

بل من أوقعه حسن ظنه وقلة خبرته في بئر الحقوق المالية

وبعد أن أنهى قصته لف شماغه على وجهه يريد أن يخفي عينيه

فقلنا له لقد انتهى الأمر وأنزاح الهم

فهلم نضحك ونأكل وأعذرنا على السؤال وعلى ذكرى ولت بإذن الله لن تعود

فقال أنا أبكي لأجل شيء واحد

لقد طلبت أن أقبل رأسه فرفض

( كان معنا على تلك الوليمة رجل فسل قبيح الكلمة ......حين سمع بسجن أبو رائد

قال : خله الغبي من قاله يكفل )

شتان بين هذا وذاك ........ شتان

الرجل الكريم : مازال يسدد عن أمثال أبو رائد

أبو رائد : يردد كلمة الدنيا بخير وتاب من الكفالة

النذل الذي كان معنا على الوليمة : صدق أو لا تصدق في السجن بسبب مطالبة مالية

سُلاَفْ القَصِيدْ
01 / 04 / 2010, 02 : 12 PM
تذكرت قصة (جابر عثرات الكرام ) وأنا أقرأ الموضوع
جزاه الله خير والله يوفقه ويستر عليه في الدنيا والاخرة
مشكوره ام منى
ويعطيك العافيه

» اِلـَوَفْآءْ بـِنْـتْ
01 / 04 / 2010, 50 : 05 PM
جزاكِ الله خيرِ على هالطرحَ
ماننحرمُ

ام منى
01 / 04 / 2010, 52 : 05 PM
اللهم امين
ولكن بالمثل
بارك الله فيكم