المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجرد ... نيبالي ...!!


رجل الشهامة
24 / 01 / 2010, 55 : 06 AM
مجرد ...نيبالي...!!



يقول يرحمه الله ....



جاء مسرعاً بسيارته التي أوقفها في منتصف المحطة ...ثم ترجّل عنها ... وساق خطاه حثيثاً إلى العامل المناوب ... وقبل أن ينبببنت شفة , سدد له صفعة على وجهه أسقطته على الأرض , ثم ركله على بطنه ركلة قوية , قبل أن ينهال عليه بوابل من اللكمات والركلات ...!



كنت ارقب الموقف من داخل سيارتي قبل أن أركض نحوهم لأفض النزاع وأنقذ هذا المسكين من بين يدي هذا الشاب الأرعن ...!




سألته ... ما سبب المشكلة..؟؟ فرد علي وهو يلهث ...




( الحيوان ... باقي لي خمسة ريالات .. وما رجع لي إلا أربع ريالات ...!)




رددت عليه ...( يمكن يكون ناسي أو اخطأ في الحساب ...أو...)




قاطعني قائلاً ... ( لا يا حبيبي ... أنا اعرف هالأشكال زين ... ... واعرف كيف أتعامل معهم ... عشان ثاني مره ما ينسى ولا يخطي...!! )



قال هذه الكلمات ... ثم التفت إلى العامل المسكين الذي لازال يتلوى على الأرض ثم بصق عليه واتجه إلى سيارته منتشياً فرحاً بهذا العمل البطولي ...!!




نظرت إلى هذا الرجل الملقى على الأرض ... وتساءلت في نفسي ... ياااالله ... غلطة بسيطة في ريال واحد تحاسب عليها بكل هذه القسوة ...!!... ياااالله ... لو كان هذا العامل سعودياً هل كان سيحصل له مثل ما حصل لهذا الرجل ...؟؟



هذا الرجل جاء مسافراً من مملكة النيبال الواقعة على سلسلة سفوح جبال الهمالايا ... هذه المملكة ... التي تعد من أفقر بلاد الدنيا ... ودخل الفرد فيها هو الأقل بين بقية الشعوب والدول التي ترزح تحت خط الفقر , والحاجة , والتخلف , والاضطرابات السياسية الدموية من قبل الثوار الشيوعيين الدكتاتوريين ...



جاء هذا الرجل مسافراً ... كما جاء الكثير من أبناء بقية تلك البلدان الفقيرة ... بحثاً عن لقمة العيش , وما يسد الرمق , ويقيم حال الأولاد , ويستر وجوههم عن ذل السؤال والحاجة ...



ترك أمه التي تعاني من الأمراض ... ووالده المقعد ... وإخوانه الذين يعتمدون عليه بعد الله في إكمال مصاريف دراستهم.....



ترك زوجته ... بعد ارتباطه بها بستة أشهر ... ورزق منها بولد هو الآن في الثانية من عمرة ... لم يره منذ ولادته ... ولا يعرف عنه إلا اسمه ...!!


ترك وطنه ... ترك حارته ... ترك منزله ... ومراتع صباه ... وجاء إلى هنا وحيداً فقيراً ... يقف على قدميه طوال اليوم ... ويعد ليالي الغربة وساعاتها ... ليحصل في نهاية الشهر مبلغاً زهيداً لا يتجاوز الخمسمائة ريال ... ينفقها الشاب منا في ليلة واحدة ... وتنفقها الفتاة ... في قطعة قماش واحدة ...!!



تركوا أوطانهم ... وأهليهم ... وجاءوا إلى هنا ليلاقوا أنواع الإذلال ... وأشكال الازدراء , والاحتقار ...




اعتادوا على تقبل الاهانات ... والشتائم ...كاتمين غيظهم ... محتسبين ما يجدون عند من لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا علمها وجازى بها يوم تنشر الصحف وتجازى كل نفس بما كسبت ...





واليوم ... نشأ فينا جيل , ظن لفرط غبائه , وثرائه ... أن هؤلاء البشر ما خلقوا إلا لخدمتهم ... وما وجدوا إلا لرعايتهم ... والعناية بهم ... حتى أضحت الطفلة في الثامنة من عمرها تصرخ في وجه خادمة في عمر أمها ... لأنها نسيت إحضار كوب ماء لها ..




وصار الطفل في العاشرة من عمره يهين سائقاً في عمر والده ... لأنه تأخر عن موافاته في موعد خروجه من المدرسة ...




واتخذهم شباب هذا الجيل , وسيلة للترفيه , والتسلية واستعراض العضلات ...في تجبّر ... وأنانية ... وغرور ...!!





متناسين أن هذه المخلوقات ما هي إلا بشر مثلنا ... لها كرامتها كما لنا كرامتنا ... ولها إنسانيتها كما لنا إنسانيتنا ... ولها همومها ومشاكلها كما لنا همومنا ومشاكلنا بل أكثر ... !!





يمرضون كما نمرض ... ويبكون كما نبكي ...





ويتعوذون بالله من قهر الرجال ...!!





جيل ( للأسف ) جبل على إصدار الأوامر ... وتوجيه التعليمات ... لا يقبل الخلل ... ولا يغفر الزلل ... تشربت عقولهم أنهم شعب الله المختار ... وأنهم هم الأفضل دائماً وأبداً وان ما سواهم مجرد حثالات ... وحشرات ... !!




فسكروا بهذا المبدأ حتى الثمالة ... وأصبح الواحد منهم يردد في غمرة سكرته ..دائماً ...




( مجرد نيبالي ... ما يسوى ريال ...!) , ( قطعة بنغالي ... نجس ...! ) , ( مصري ... حرامي ...! ) , ( هذا هندي ... لا يهمك ...! )





ويا ليت شعري ... متى سيفيق هؤلاء من سكرتهم ... ويقلّبوا صفحات التاريخ ( الذي يعيد نفسه دائماً ) حتى يعلموا أن ( الهندي ) كان يوما من الأيام كفيلاً لأجدادهم .... ويدركوا ماذا فعل ( المصري ) لآبائهم ...؟!!






أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا منهم )) }لحجرات : 11{



منقول للكاتب


د. صــــالــــح

توأم الجود
24 / 01 / 2010, 06 : 09 AM
نرجو من الله سبحانه و تعالى ان يغفر ذنوبنا و نحن نعاقب النيبالي اشد العقاب على غلطه ربما كانت غير مقصوده ؛؛ كيف نستطيع ان نعاقب خلق الله في اقل الاخطاء او الزلات و نحن نعصي الله جهاراً ؛؛ ليلاً و نهارً ؛؛

جزاك الله خيرا اخوي رجل الشهامه ؛ و ننتظر منك المزيد

تحياتي

رجل الشهامة
25 / 01 / 2010, 34 : 01 AM
اشكرك على مرورك


وجزاك الله خير

أبـوحـمـد
25 / 01 / 2010, 41 : 01 AM
تركوا أوطانهم ... وأهليهم ... وجاءوا إلى هنا ليلاقوا أنواع الإذلال ... وأشكال الازدراء , والاحتقار ...


مره من المرات رئيت اعراب غي الشارع العام ماسكين عامل حاول الهرب
منهم وضربه عده ضربات

لماذا؟؟

لانهم لم يعطوه راتبه
لانه يعامل معامله احتقار
معامله سيئه
لازال هذا المنظر امامي حتى هذه الساعه
حاولت اني اتكلم مع العامل لكن الرجل البطل
هرب بالعامل لكن وين بيروح من الله..

موضوع جميل اخوي ..
تحياتي لك..