المرهف
14 / 10 / 2009, 54 : 12 PM
إلى الله أشكولاإلى الناس فقده,,,, ولوعة حزن أوجع القلب داخله
من المعلوم أن رحيل الأخيار الرحيل النهائي مؤلم ومؤثر في النفوس، ولا سيما إذا كان أباً أو أماً بل وجميع من تربط الإنسان بهم رابطة رحم أو صداقة متينة، فإن غياب ذلك وغروب شمسه عن الوجود محزن جدا، ومحدث فجوة وفراغا واسعا في محيطه العائلي، فيظل ذكره هاجسا محزنا مع تذكر أفضاله وخصاله الحميدة، وذكر عدد من محاسنه ومآثره الجميلة، وما يتحلى به من كرم ولين جانب، فهذه الصفات الحميدة تتمثل في شخص - أبو ظاهر - الوجيه في قومه الشيخ الفاضل عبدالله بن ظاهر بن عبدالحميد الخريف الذي رحل عنا إلى دار الخلود قبيل صلاة عصر يوم الجمعة 20-10-1430هـ، حيث فاجأه هادم اللذات ومفرق الجماعات بعد وضوئه لأداء صلاة العصر فلم يمهله لأدائها، وهذا مصداق قول الحي القيوم جل ذكره:
{إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ
يَسْتَقْدِمُونَ} (49) سورة يونس.
فكان وقع هذا النبأ على قلوب أسرته كالصاعقة الملتهبة المتطاير شررها بين جوانحهم - كان الله في عونهم -، فنرجو أن يكون التشهد والتأهب لأداء الصلاة علامة رضا من الله وعلامة خير له، فمن كان آخر كلامه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله يرجى له المغفرة والنعيم المقيم في دار الخلود:
ولاخيرفي الدنيا لمن لم يكن له,,,,, من الله في دار المقام نصيب
وقد ولد في مدينة تمير عام 1339هـ ونشأ وترعرع على تراب تلك البلاد وعاش في أكنافها بين أحضان والديه ومع أقرانه ولداته، وتلقى تعليمه على بعض أئمة المساجد وفي الكتّاب هناك..، وكان ملازما لوالده في تنقلاته مما أكسبه قوة في بناء شخصيته واتساعا في مداركه الذهنية والفكرية، والإفادة من أحاديث الرجال وما يدور في مجالسهم من روايات وقصص وعبر تثري الحصيلة الثقافية والتاريخية لدى المنصت لأقوال الرجال والحكماء وتجاربهم في الحياة مما كان له الأثر في إثراء مخزون ذاكرة أبي ظاهر، قال عمر بن عبدالعزيز محببا محادثة ذوي العقول والآداب (إن في المحادثة تلقيحا للعقل، وترويحا للقلب، وتسريحا للهم، وتنقيحا للأدب) انتهى وقد صدق رضي الله عنه، وما أصدق ما قيل:
ومابقيت من اللذات إلا,,,,,,,, محادثة الرجال ذوي العقول
وقد تجلى ذلك في نبوغه في الشعر مبكرا، وله ديوان شعر مطبوع تطرق فيه إلى أغراض متعددة بعيدة عن التكسب من أبرزها الرثاء، والوصف والنصح، ويعتبر من أبرز شعراء المناسبات التي تقام في احتفالات أهالي تمير، وله قصيدة ضافية في رثاء العم عبدالله بن إبراهيم الخريف، ومثلها مرثية في ابن العم عبدالعزيز بن حمد الخريف، وكلا القصيدتين بين دفتي الديوان..، وكان شعره جيدا يتصف بعفة اللسان وتغلب عليه الحكمة وسعة الأفق..، بل إن جميع أنجاله وكريماته لا يعييهم قول الشعر والترنم به..، ومن المناسب ذكر أن الأستاذ عزام قد تأثر بوالده كثيرا ما يشنف أسماع الحضور في المنتديات والمناسبات الجميلة بغر قصائده الفورية.
الشعرمصباح أقوام إذا التمسوا,,,, نورالحياة وزند الأمة الواري
الشعرأنشودة الفنان يرسلها,,,,,, إلى القلوب فتحيا بعد إقفاري
كما أن العم عبدالله أبو ظاهر - رحمه الله - يتمتع بسرعة الحفظ ويعتبر رواية لبعض الشعراء أمثال الشاعر حاضر بن حضير وقد حفظ قصيدته الطويلة وهي عبارة عن ملحمة تقارب الثلاثمائة بيت، وفي مجال الحياة العملية فقد تنقل في مواقع عدة بجوانب مملكتنا الحبيبة حيث التحق بالحرس الوطني بمدينة عرعر في عام 1379هـ ومكث هناك ما يقارب ثلاث السنوات، ثم انتقل إلى نجران وإلى غيرها من المواقع، ثم انتقل إلى الأحساء حتى تقاعد عام 1414هـ وكان محبوبا لدى مرؤوسيه لإخلاصه وحنكته وبعد نظره وآرائه السديدة، فالحياة كلها مدرسة والتنقلات المتعددة من جهة إلى أخرى تصقل مواهب الرجال وتفتح آفاق المعرفة لديهم:
سح في البلاد إن أردت تعلماً,,,, إن السياحة في البلاد تفيد
فعلى أي حال فإن العم عبدالله عميد أسرة آل خريف في مدينة تمير الذي تربع على تسعة عقود وأطل على العقد العاشر قد مر على هذه الحياة وذاق حلوها ومرها حميدة أيامه ولياليه، فقد اتصف بالكرم وبالشجاعة وسداد الرأي، فهو مرجع في إصلاح ذات البين وقوله مسموع كما أن منزله ملتقى لمن يؤم مدينة تمير من أسرته أو أي قادم يسمع عنه ليأنس بدخول بيته ويستمتع بأحاديثه وقصصه الهادفة، فهو في الغالب لا يشعر ضيفه بالتكلف ويميل إلى البساطة والترغيب في تكرار الزيارة لعمله إن المبالغة في التكريم قد تنفر وتكون سببا في الجفوة غير المتعمدة:
حبيب إلى الزوارغشيان بيته,,,, جميل المحيا شب وهوكريم
وحينما علمنا بنبأ وفاته ورحيله المفاجئ المحزن قدمنا من حريملاء وسرنا بصحبة الشيخ ناصر بن الأخ محمد ورفيقه الاستاذ سليمان العلي الخريف اللذين قدما من الرياض فاتجهنا سويا لأداء الصلاة عليه بجامع تمير القديم بعد صلاة الظهر من يوم السبت 21-10-1430هـ، وقد اكتظ المسجد بمئات المصلين من مدينة تمير والقادمين من البلدان المجاورة، ثم تبعه خلق كثير الى مضجعه بإحدى مقابر تمير وكلهم يدعو له بالرحمة وطيب الإقامة في جدثه إلى أن يأذن رب الخلائق ببعثهم، وقد خيم الحزن على أجواء تلك المدينة والقادمين إليها تأسفا على فقد أبي ظاهر ورحيله، والعزاء في ذلك كله أنه خلف ذرية صالحة تدعو له وتحيي ذكره فمنهم الشيخ الفاضل ظاهر إمام وخطيب جامع تمير القديم ومدرس التربية الإسلامية، والدكتور عبدالعزيز والشاعر عزام وبقية أبنائه وبناته الكرام، تغمده الله بواسع رحمته وألهم ذريته وأسرته وعقيلته أم ظاهر الصبر والسلوان. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
بقلم الشيخ / عبدالعزيزبن عبدالرحمن الخريف -حريملاء
http://www.al-jazirah.com/179194/rj3d.htm
من المعلوم أن رحيل الأخيار الرحيل النهائي مؤلم ومؤثر في النفوس، ولا سيما إذا كان أباً أو أماً بل وجميع من تربط الإنسان بهم رابطة رحم أو صداقة متينة، فإن غياب ذلك وغروب شمسه عن الوجود محزن جدا، ومحدث فجوة وفراغا واسعا في محيطه العائلي، فيظل ذكره هاجسا محزنا مع تذكر أفضاله وخصاله الحميدة، وذكر عدد من محاسنه ومآثره الجميلة، وما يتحلى به من كرم ولين جانب، فهذه الصفات الحميدة تتمثل في شخص - أبو ظاهر - الوجيه في قومه الشيخ الفاضل عبدالله بن ظاهر بن عبدالحميد الخريف الذي رحل عنا إلى دار الخلود قبيل صلاة عصر يوم الجمعة 20-10-1430هـ، حيث فاجأه هادم اللذات ومفرق الجماعات بعد وضوئه لأداء صلاة العصر فلم يمهله لأدائها، وهذا مصداق قول الحي القيوم جل ذكره:
{إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ
يَسْتَقْدِمُونَ} (49) سورة يونس.
فكان وقع هذا النبأ على قلوب أسرته كالصاعقة الملتهبة المتطاير شررها بين جوانحهم - كان الله في عونهم -، فنرجو أن يكون التشهد والتأهب لأداء الصلاة علامة رضا من الله وعلامة خير له، فمن كان آخر كلامه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله يرجى له المغفرة والنعيم المقيم في دار الخلود:
ولاخيرفي الدنيا لمن لم يكن له,,,,, من الله في دار المقام نصيب
وقد ولد في مدينة تمير عام 1339هـ ونشأ وترعرع على تراب تلك البلاد وعاش في أكنافها بين أحضان والديه ومع أقرانه ولداته، وتلقى تعليمه على بعض أئمة المساجد وفي الكتّاب هناك..، وكان ملازما لوالده في تنقلاته مما أكسبه قوة في بناء شخصيته واتساعا في مداركه الذهنية والفكرية، والإفادة من أحاديث الرجال وما يدور في مجالسهم من روايات وقصص وعبر تثري الحصيلة الثقافية والتاريخية لدى المنصت لأقوال الرجال والحكماء وتجاربهم في الحياة مما كان له الأثر في إثراء مخزون ذاكرة أبي ظاهر، قال عمر بن عبدالعزيز محببا محادثة ذوي العقول والآداب (إن في المحادثة تلقيحا للعقل، وترويحا للقلب، وتسريحا للهم، وتنقيحا للأدب) انتهى وقد صدق رضي الله عنه، وما أصدق ما قيل:
ومابقيت من اللذات إلا,,,,,,,, محادثة الرجال ذوي العقول
وقد تجلى ذلك في نبوغه في الشعر مبكرا، وله ديوان شعر مطبوع تطرق فيه إلى أغراض متعددة بعيدة عن التكسب من أبرزها الرثاء، والوصف والنصح، ويعتبر من أبرز شعراء المناسبات التي تقام في احتفالات أهالي تمير، وله قصيدة ضافية في رثاء العم عبدالله بن إبراهيم الخريف، ومثلها مرثية في ابن العم عبدالعزيز بن حمد الخريف، وكلا القصيدتين بين دفتي الديوان..، وكان شعره جيدا يتصف بعفة اللسان وتغلب عليه الحكمة وسعة الأفق..، بل إن جميع أنجاله وكريماته لا يعييهم قول الشعر والترنم به..، ومن المناسب ذكر أن الأستاذ عزام قد تأثر بوالده كثيرا ما يشنف أسماع الحضور في المنتديات والمناسبات الجميلة بغر قصائده الفورية.
الشعرمصباح أقوام إذا التمسوا,,,, نورالحياة وزند الأمة الواري
الشعرأنشودة الفنان يرسلها,,,,,, إلى القلوب فتحيا بعد إقفاري
كما أن العم عبدالله أبو ظاهر - رحمه الله - يتمتع بسرعة الحفظ ويعتبر رواية لبعض الشعراء أمثال الشاعر حاضر بن حضير وقد حفظ قصيدته الطويلة وهي عبارة عن ملحمة تقارب الثلاثمائة بيت، وفي مجال الحياة العملية فقد تنقل في مواقع عدة بجوانب مملكتنا الحبيبة حيث التحق بالحرس الوطني بمدينة عرعر في عام 1379هـ ومكث هناك ما يقارب ثلاث السنوات، ثم انتقل إلى نجران وإلى غيرها من المواقع، ثم انتقل إلى الأحساء حتى تقاعد عام 1414هـ وكان محبوبا لدى مرؤوسيه لإخلاصه وحنكته وبعد نظره وآرائه السديدة، فالحياة كلها مدرسة والتنقلات المتعددة من جهة إلى أخرى تصقل مواهب الرجال وتفتح آفاق المعرفة لديهم:
سح في البلاد إن أردت تعلماً,,,, إن السياحة في البلاد تفيد
فعلى أي حال فإن العم عبدالله عميد أسرة آل خريف في مدينة تمير الذي تربع على تسعة عقود وأطل على العقد العاشر قد مر على هذه الحياة وذاق حلوها ومرها حميدة أيامه ولياليه، فقد اتصف بالكرم وبالشجاعة وسداد الرأي، فهو مرجع في إصلاح ذات البين وقوله مسموع كما أن منزله ملتقى لمن يؤم مدينة تمير من أسرته أو أي قادم يسمع عنه ليأنس بدخول بيته ويستمتع بأحاديثه وقصصه الهادفة، فهو في الغالب لا يشعر ضيفه بالتكلف ويميل إلى البساطة والترغيب في تكرار الزيارة لعمله إن المبالغة في التكريم قد تنفر وتكون سببا في الجفوة غير المتعمدة:
حبيب إلى الزوارغشيان بيته,,,, جميل المحيا شب وهوكريم
وحينما علمنا بنبأ وفاته ورحيله المفاجئ المحزن قدمنا من حريملاء وسرنا بصحبة الشيخ ناصر بن الأخ محمد ورفيقه الاستاذ سليمان العلي الخريف اللذين قدما من الرياض فاتجهنا سويا لأداء الصلاة عليه بجامع تمير القديم بعد صلاة الظهر من يوم السبت 21-10-1430هـ، وقد اكتظ المسجد بمئات المصلين من مدينة تمير والقادمين من البلدان المجاورة، ثم تبعه خلق كثير الى مضجعه بإحدى مقابر تمير وكلهم يدعو له بالرحمة وطيب الإقامة في جدثه إلى أن يأذن رب الخلائق ببعثهم، وقد خيم الحزن على أجواء تلك المدينة والقادمين إليها تأسفا على فقد أبي ظاهر ورحيله، والعزاء في ذلك كله أنه خلف ذرية صالحة تدعو له وتحيي ذكره فمنهم الشيخ الفاضل ظاهر إمام وخطيب جامع تمير القديم ومدرس التربية الإسلامية، والدكتور عبدالعزيز والشاعر عزام وبقية أبنائه وبناته الكرام، تغمده الله بواسع رحمته وألهم ذريته وأسرته وعقيلته أم ظاهر الصبر والسلوان. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
بقلم الشيخ / عبدالعزيزبن عبدالرحمن الخريف -حريملاء
http://www.al-jazirah.com/179194/rj3d.htm