المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (خيانة الله العظمى علي السيستاني


الجريح
17 / 11 / 2004, 59 : 08 PM
عبدالرحمن عبدالوهاب
كاتب مصري

11/9/2004

(خيانة الله العظمى علي السيستاني )


وعجزي أن أعربه تبعاً لمدرسة آل البيت:



مما لا شك فيه أن أسس وآليات الفكر تجاه المعضلات السياسية تختلف من بلد لآخر ومن مرجعية لأخرى وكل على الساحة له بصمته المميزة ودربه الخاص ذلك لاختلاف المصدرية والمرجعية التي يستقى منها- أو يتم الرجوع إليها - في التعاطي مع مفردات وأبجديات المعضلة .

وإذا أردنا أن نقرأ الواقع السياسي في العالم ككل و ثم العراق بالتحديد سنجد أن قضيتنا أي مقاومة الاحتلال .. قضية اتفقت عليها شرائع السماء وقوانين الارض .. فما بال السيستاني ينقلنا من المحكم الى المتشابه كما قال الاستاذ عبد الحليم قنديل .. ليصبح البحث عن الحقيقة كالبحث عن قطة سوداء في غرفة ظلماء ..

نقول بداية وبالرغم ان القضية محسومة سلفا .. الا انه كان ولابد ان نخوض هذا التمهيد لما تقتضيه ظروف المقال .. العالم الغربي له ميراثه الحضاري اليوناني والروماني و الذي ما زال مستأثرا به ولا يفرط فيه .. متكئا على زخمه الفلسفي في منهجية التفكير والمسلك .. انتهاء إلى الثورة الفرنسية كمحطة مركزية وما أرسته من أسس ومنطلقات وشعارات يعتبرها مصدر الوحي والإلهام له .. تقدح زناد فكره ، و لتكون الفكرة الكبرى المتوهجة التي من خلالها يشعل بها بقية أفكاره .. وتنير دربه ورؤاه وتصوراته في الحكم والحياه والعلم ..

إلا أن تلك الفكرة المتوهجه للثورة الفرنسية والتي بدورها قد نحت البعد العقدي عن دائرة الحياة .. كان لنا إزاءها بعض الخطوط الحمراء والاستفهامات؟ كما هو الحال لموقف السيستاني .. الذي لم يستق من ال البيت إزاء أزمتنا في العراق أي شيء على الاطلاق ..

ولا حتى شطرا من خطبة زينب او زين العابدين في مجلس يزيد .. او فقرة من نهج البلاغة .. أو وقفة ثائرة كوقفة الحسين .. أو كلمة راقية من خطبة الامام الحسين في الكوفة أو كربلاء ..

وبالرغم ان التجربة الإنسانية في العلم والفكر حق مشاع كتراث إنساني قابل للأخذ والرد إلا أننا حينما نتعاطى مع القانون بالذات فالأمر يختلف.. نعم .. نختلف معه لاعتبارات خاصة.. ذلك لأن التصور الإسلامي للحكم والقيادة والتعاطي مع المعضلات السياسية يحكمه عندنا نحن المسلمون نوع من الثوابت أي(القوانين) التي نزلت من السماء وسنة الرسول التي تأخذ وضعية القانون ذلك لأنه ما ينطق عن الهوى .. ذلك لأن صمته تشريع وكلامه تشريع صلوات الله عليه .. وهي تختلف إجمالا وتفصيلا، سواء فيما يتعلق بالتراث الفلسفي اليوناني والروماني وقد تتقاطع ظروف الثورات على واقع الاستبداد مع ما جاءت به الثورة الفرنسية بعد ذلك واعتبروها كذاوية تحول .. او اخيرا ما أنتجته قرائح وبنات أفكار البشر .. وعليه تدور حاليا رحى الصراع و التعاطي مع الواقع السياسي

التي تتسم بالقصور والمحدودية وضيق الأفق وقصر النظر بحيث لا تتعدى الرؤية البصرية إلا ما هو كائن ضمن خطوط العرض الفكرية والحياتية التي وضعها البشر بأنفسهم قياسا لما نزل من عند الله . ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ).. وسنة الرسول الاكرم التي تأخذ مجرى التشريع والقانون في حياة البشر ..

ثورة الحسين والثورة الفرنسية :

إن القضية بالنسبة للمسلمين كانت مختلفة ذلك لان الثورة التحريرية التي جاء بها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم تجاه الجنس البشري لتكون (لا اله إلا الله ) كقضية كبرى في الكون وكمنهج حياة بمثابة الفكرة الكبرى المتوهجة التي من خلالها ما زالت تشعل بقية أفكار رجالات الفكر في شتى أرجاء العالم .. لتملأ مصنفاتهم الفكرية ارفف المكتبات بكم ضخم من المصنفات و الكتب والمراجع الفكرية من وهج مبدأ ( لا اله إلا الله )..

وعلى الجهة الأخرى كان لدينا كتاب كمرتكز يختلف عن كل ما في كتب الكون قاطبة وبلا استثناء ذلك لأنه نزل من السماء و ميراث حضاري خط حروفه الأولى الأنبياء كثوار الله في الارض . وأبناء الانبياء الذين ورثوا الثورة أقصد الامام الحسين ..

كما قال الشاعر

فما المجد الا ما بني والد الصدق واحيا فعاله المولود

نعم كان الميراث الفكري والحضاري للامة الإسلامية مختلف عما هو لدى الغرب ذلك لأنه يتسم بالطاقة الروحية الهائلة التي يحملها الإسلام .. كان المعيار الأساسي في آليات الحكم عندنا ليس كتاب الأمير لميكافيللي الذي استبدله السيستاني بكتاب نهج البلاغة وليس الغاية تبرر الوسيلة .. فلقد جاء الرسول لتستقيم البشرية على كلمة الله ومنهجية السماء ومن ثم كان ال البيت مستقيمين كإستقامة المسطرة وقاطعين في اشكالية الاستبداد كحد السيف .. بل كانت مهمتهم في أن يستقيم الواقع السياسي .. ولو على جثتهم .. فعندما نزلت الاية الكريمة ( أفإن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ) وسمع الامام علي هذه الايه ..قال والله لا ننقلب على اعقابنا ومن ينقلب لأقومنه بسيفي هذا ..

فما بالنا نرى السيستاني .. انقلب على عقبه في قضية .. اتفقت عليها شرائع السماء .. وقوانين الارض .. ومن ثم يأخذنا من المحكمات الى المتشابهات .. ليميع قضية .. مبتوت فيها من آلا ف السنين لا تحتاج الى فتوى بل و يستطيع ان يفصل فيها طفل صغير يلعب في الطين على ضفاف الفرات أو ضفاف النيل .. او نهر بردى أو نهر الاردن .. قضية محسومة .. ومنتهية .. احتلال واغتصاب ارض وعرض .. وبالتالي مقاومة أحتلال .. وانتزاع حرية .. فأين فقهه الذي يستقيه من القرآن والسنة كمسلم ومن آل البيت كمرجعية شرعية للشيعة.. عجزت أن افهم هذا الرجل .. وهو يغض الطرف حينا ويهرب حينا حتى تتم الجريمة في النجف ..أي آية عظمى تلك .. وايم الله انها خيانة الله العظمى ...

فقد سئل بن السماك ..في عهد يزيد بن معاوية كيف حال من وراءك ..

قال جئت من عند مظلوم لا ينتصف وظالم لا ينتهي .. فكانت مهمة الحسين شطب واقع من الظلم ولو بدماءه ولنتخيل الموقف

كانت ليلة العاشر من محرم .. لم يكتمل فيها القمر ..خرجت زينب تلملم عباءتها .. تبحث عن اخيها الحسين ..

كان الحسين مشغولا بقطع اشجار الشوك على ارض كربلاء حتى لا تؤذي اقدام الصغار في الغد تحت سنابك جند يزيد .. بينما كان الصغار في وادي الطفولة الا انهم من خلال الحزن المخيم على المكان كانوا يدركون أن ثمة مر جلل سيحدث .. نعم كانوا يعيشون المأساة .. جلس الحسين وحيدا .. يردد بعض الأبيات يا دهر أف لك ممن خليل كم لك بالاشراق والاصيل من طالب وصاحب قتيل لينتهي بالبيت .. وانما الأمر الى الجليل .. سمعت زينب كلمات الحسين وعرفت انه ينعي نفسه .. فأجهشت بالبكاء و أغمى عليها ..سكب الحسين على وجهها الماء وحاول ان يطيب خاطرها ..بألا تخمش عليه وجها .. ولا تشق عليه جيبا ..

فارس وثائر غير عادي من ال بيت النبوه وجيشه المؤلف من القليل من الرجال والعديد من صبيان ال البيت الذين لم يبلغوا الحلم سيواجهون ..جيش دولة بكاملة .. أي بما يقدربـ 70 رجلا وطفلا .. سيواجهون 30 الفا من جنود يزيد أبى أن يهادن .. ابى أن يقر إقرار العبيد .. أبى أن يعطي الدنية .. بالرغم من ان الموقف الانساني ليس سهلا والنظرة في أعين طفلك الصغير الدامعة قد تغير من مواقفك في الحياة والزاويا الفكرية والمصيرية الخاصة بك الى 180درجة ..

أكانت وحشة الليل في ليلة العاشر من محرم وتفرقة الانصار وبكاء زينب والغريب ينعي نفسه في ارض قفراء ..هل كان كل ذلك عاجزا عن انتزاع العبقري من هيامة بأصول الاشياء فترده عن المضي بنفسه الى قمة نفسه فكان المجد في امتطاء الفرس وحيدا في الهيجاء بين آلاف الطعنات .. ويقظة الحس وكل ابجديات الاشياء

فكان الحسين بمثابة الحرف المدمى في سفر المجد على ارض كربلاء

لم يتعلم السيستاني :

كان درسا عظيما في الكرامة والاباء والكرامة والميتة النبيلة ..نقف في هيبة الحسين.. ونحنني للشهادة .. والمعاني النبيلة .. وللمباديء التي كانت لدى الحسين غير قابلة للكسر .. ونفس عالية تأبى الانهزام والرضوخ .. ال البيت علموا البشرية من ماو تسي تونغ الصيني.. الى غاندي الهندي.. الى برس سايكس الانجليزي فقه المجد والثورة .. وكيف ينتصر الدم على السيف .. وكيف ينتصر المبدأ على ذهب العز وسيفه .. ولكن للاسف لم يتعلم السيستاني ..

تعلمنا من ال البيت وأن الغاية لا تبررها الوسيلة.. فلما كانت الغاية مثالية كان لابد أن تكون الوسيلة الموصلة إليها نزيهة .. ناهيك عن المحور المركزي ألا وهو التقوى ..

الا انني من خلال ابحاري المتعمق في فكر ال البيت .. كسني شافعي المذهب و موال ومحب لآل البيت اتضح لي أن ثورة الامام الحسين لا تقل في اهميتها عن الثورة الفرنسية من ناحية انها زاوية تحول سياسي ولها ثقل لا يستهان به في التعاطي مع واقع مستبد وظالم .. اراد الامام الحسين ان يصححه ولو كان الامر بدمه ودم الصغار من أطفال أل البيت ..

لقد كان ال البت على القمة والبشرية كلها في السفح .. نعم لقد كان آل البيت على منصة الاستاذية .. كما قال الكاتب خالد محمد خالد ..لأنهم .. كانوا أحرار أبرار .. كما قال الكواكبي يرفضون الفقه المخنث مع الاستبداد .. مش سكتهم ولا طريقهم .. ولم يخلقوا لهذا

فأين السيستاني من هذا كله ؟!!..

فلقد كان موقفه عجيبا مهادنة للاحتلال من اول يوم دخلت فيها القوات الامريكية أرض العراق .. يتعاطى بفقه ومعالجات عجزت ان اعربها .. من زاوية أهلنا من السنة ..أو من زاوية ال البيت الذي يعتبر كذاوية ارتكاز في فقه الثورة الاسلامي ككل..فهو موقف .أي موقف السيستاني . كتاء التأنيث بدون فعل .. ولا محل له البته من الاعراب تبعا لمدرسة ال البيت .. متعاطيا مع الاحتلال بشعرة معاوية..لا سيف علي . لا عبا بورقة البحث عن عظمة قد يلقى بها الامريكان للشيعة في الحكومة المستقبلية .. في وقت وقف السنة موقف الرجال .. وخاضوا الكفاح ولم ينظروا الى فتات موائد الامريكان .. ولا عظمة يابسة قد يلقون بها اليهم .. لقد كانوا أكبر وأرفع من ذلك .. لقد كان موقف السنة أكثر وفاء لمباديء ال البيت من السيستاني .. وزمرة آل الحكيم .. لقد كان السنة في المحرقة من اول يوم ..يدفعون ضريبة الحرية والكرامة ..بدماءهم ..
ايها السادة القراء .. من بعد عمامة الامام الحسين وعباءته المطروحة في عراء كربلاء والممزقه من طعنات السهام والرماح تلك العمامة التي تحمل شرف البيت وكاريزما الثوار .. كفرت بعدها بكل العمائم السوداء .. لقد قالها الامام علي يوما لعمار بن ياسر ..في وقت كان يناقش عمار احد الانتهازيين .. دعه ياعمار دعه .. فإنه لم يأخذ من دينه الا ما قاربه من دنياه ليجعل الشبهات جسرا لسقطاته ..

هذا هو الاعراب الوحيد من مدرسة ال البيت لموقف السيستاني وزمرته ومن هم على شاكلته ..

ايها السادة من بين خوذات الأبطال .. ورايات النضال .. وأكاليل الغار .. لم يأخذ لباب عقلي ولا شغاف روحي الا .. عباءة الإمام الحسين .. الشهيد الغريب .. المطروح في عراء كربلاء بلا رأس ولاغسل ولا أكفان .. الذي لم يظلله يومها احد فظللناه برموشنا المبتلة بالدموع ..

ايها السادة .. ان زعمت اقوام أن احدا لا يطاول لها قامة ولا مجدا .. فهاهو اسم محمد يهتف بإسمه من فوق المآذن الشاهقة .. وذبحت رأس الحسين لتوضع على اسنة الرماح فتدنت تحتها كل الرؤوس ..

اين انت من كل هذا يا خيانة الله .. السيستاني …. لقد تعلمنا من ال البيت كسنة أن ال البيت ثوار ضد الظلم والاستبداد .. وهذا هو السر الأساسي في محاربة فكر ال البيت كرموز للثورة النبيلة والكفاح الراقي ..فأين السيستاني وما هو موقعة من الاعراب ..

آسف ايها السادة .. لقد كانت ثمة معالجة فكرية عاجلة لسؤال ملح يدور في ذهن الملايين عن السيستاني .. لا أدام الله ظله . رحم الله الشهداء وفليحيا الشرفاء .. وتبا للخونة ..

هادي
18 / 11 / 2004, 30 : 10 PM
مشكووووووووووور

وما قصرت

موضوعاتك واخبارك لها وقع خاص

سلام

ولدعنبر
18 / 11 / 2004, 49 : 10 PM
جزيت خيراً

على هذا الموضوع

والمتتبع للتاريخ يعرف ان الشيعة

دائماً خونه