وسيم تمير
27 / 08 / 2009, 52 : 04 PM
لاتزال قضيه العنف ضد المرأة قضية شائكة , رغم وجود كل هذه الهيئات والجمعيات الحقوقيه ولجنة العنف الأسري التي تعني برفع الظلم عن المظلومين من النساء والأطفال الذين يلاقون عنفآ جسديآ من قبل بعض الذكور , مازالت المرأة تضرب الضرب المبرح ليس في المناطق القروية والبدوية فحسب بل حتى في المناطق المتطورة والأحياء المتمدنة 0 ولست ألوم تلك الجهات والجمعيات الحقوقية بحجم ما ألوم ثقافة ترى ضرب المرأة
حقآ مشروعآ يمارسه الأب والزوج والأخ الكبير والصغير , وأسال الله ألايصبح هذا حقآ مشروعا للابن أيضآ بحكم أنه ( ذكر ) وله مشروعية التطاول على ( الأنثى ) , مؤسف أن هذه الفكرة مازالت موجودة ومتداولة في مجتمعنا !
ماذا يمكن أن تفعل جمعيات وهيئات حقوق الانسان ولجان العنف الأسري , وكيف يمكن أن ترفع الظلم عن بنت يضربها أهلها , إذاكان الأخ أو الأب سيخرج لأعضاء تلك الجمعيات متقمصآ بالرشاش أوبالمسدس أو حتى باللسان ؟ لا شك أن تدخل الجهات الحقوقية هنا غير مناسب ولن يزيد حالة المرأة _ الضحية _ إلا سوءآ ولن يغير وضع العنف الممارس ضدها إلا أن يزيده ضراوة وشراسة 0 فليست البنت ( المحترمة ) من تشتكي أهلها للغريب , وإنما واجبها أن تتحمل الضرب وتكسير العظام والإهانات والحرمان من ابسط الحقوق من أجل اسم العائلة وسمعة القبيلة 0
هذا الوضع لايعني الاستسلام والخضوع لهذا الوضع غير الطبيعي لكن العمل على تخفيف والغاء معاناة المرأة في مجتمعاتنا يجب أن يكون واقعيا وعمليا ومتدرجا , وألا نحاول أن نحرق المراحل ونقفز إلى المرادات النهائية البعيدة , اول مايمكن أن نفعله هو التوعية بكل وسيلة ممكنة , بحيث نبدأ هذا من المدرسة ونغير قناعات أطفالنا عن العلاقة بأخواتهم , ونستغل كل وسائل الإعلام لكي تصل الرسالة وتتخزن في الذاكرة الجمعية بأن ضرب المرأة ليس بعمل مشرف وقد جاء في الحديث النبوي عن محمد بن عبدالله , صلى الله عليه وسلم _ أنه وصف الرجال الذين يضربون نساءهم فقال ( لاتجدون أولئك خياركم ) وأنه لما جاءته امرأة تستفتيه في رجل يخطبها لكي تتزوجه أوترده فقال لها ( إنه رجل ضراب للنساء ) فضرب النساء عنده _ عليه الصلاة والسلام _ هو عيب شنيع وشديد في الرجل الذي يرى أنه يستحق أن ترد خطبته وأن ترفض مصاهرته من وجهة نظر نبينا الأمين على أمته عليه الصلاة والسلام 0
بحكم متابعتي لما يقدم من جهود مؤسساتية أقول كلمة حق : إنها جهود جبارة وقفزت سريعآ , لكن هناك أمران قد يكونان غائبان عن هذه الجهود , الأمر الأول : جذور تلك الثقافة السلبية التي من المفترض أن نعمل جميعآ على اقتلاعها من الجذور , وأهمها الفهم الديني الخاطئ الذي صنع أمورآ جدلية في هذا السياق 0 أما الأمر الثاني : فهو العنف النفسي ضد المرأة المتمثل في حرمانها من كثير من حقوقها والتمييز ضدها في المعاملة 0
من ناحية أخرى يمكن أن تستخدم وسائل ألاعلام لتوجيه رسائل مباشرة لأشخاص بعينهم ممن عرفوا بالعنف ضد المرأة , عن طريق حملات إعلامية منظمة ومدروسة , وأقترح أن تعمل هيئة حقوق الإنسان على رسم خطة إعلامية متكاملة لهذه الحملة , ولا بد أن توجه رسالة واضحة للآباء أن نكون على قدر عال من الشفافية بحيث نذكر الإحصاءات الدقيقة التي تتعلق بحالات الانتحار عند النساء التي لاتقارن بحالات ألانتحار عند الرجال , وأسبابها معروفة , وذلك لعل قلوب الآباء تحن على بناتهم , كما يمكن أيضآ للجهات الحقوقية أن تستصدر قوانين ولوائح وانظمة بالتنسيق والعمل مع الجهات التشريعية , تنص على عقوبات واضحة وصريحة لمن يمارس العنف , ثم السعي وراء هذه القوانين لكي تفعل وتطبق وتعمل لها دعاية كافية لكي تصل لكل بيت ولكل ممارس للعنف لعله يخاف إن لم يستح 0
هذه مجرد محاولات لتقريب الصورة والتفكير فيما يمكن عمله في هذا الشأن وأنا متاكدة أن المختصات والمختصين يمكن أن يأتوا بأفكار وخطط أفضل مما كتب هنا , لكن ألمهم ليس في التخطيط وإنما في التنفيذ والبدء في العمل
كتب / سمر المقرن
حقآ مشروعآ يمارسه الأب والزوج والأخ الكبير والصغير , وأسال الله ألايصبح هذا حقآ مشروعا للابن أيضآ بحكم أنه ( ذكر ) وله مشروعية التطاول على ( الأنثى ) , مؤسف أن هذه الفكرة مازالت موجودة ومتداولة في مجتمعنا !
ماذا يمكن أن تفعل جمعيات وهيئات حقوق الانسان ولجان العنف الأسري , وكيف يمكن أن ترفع الظلم عن بنت يضربها أهلها , إذاكان الأخ أو الأب سيخرج لأعضاء تلك الجمعيات متقمصآ بالرشاش أوبالمسدس أو حتى باللسان ؟ لا شك أن تدخل الجهات الحقوقية هنا غير مناسب ولن يزيد حالة المرأة _ الضحية _ إلا سوءآ ولن يغير وضع العنف الممارس ضدها إلا أن يزيده ضراوة وشراسة 0 فليست البنت ( المحترمة ) من تشتكي أهلها للغريب , وإنما واجبها أن تتحمل الضرب وتكسير العظام والإهانات والحرمان من ابسط الحقوق من أجل اسم العائلة وسمعة القبيلة 0
هذا الوضع لايعني الاستسلام والخضوع لهذا الوضع غير الطبيعي لكن العمل على تخفيف والغاء معاناة المرأة في مجتمعاتنا يجب أن يكون واقعيا وعمليا ومتدرجا , وألا نحاول أن نحرق المراحل ونقفز إلى المرادات النهائية البعيدة , اول مايمكن أن نفعله هو التوعية بكل وسيلة ممكنة , بحيث نبدأ هذا من المدرسة ونغير قناعات أطفالنا عن العلاقة بأخواتهم , ونستغل كل وسائل الإعلام لكي تصل الرسالة وتتخزن في الذاكرة الجمعية بأن ضرب المرأة ليس بعمل مشرف وقد جاء في الحديث النبوي عن محمد بن عبدالله , صلى الله عليه وسلم _ أنه وصف الرجال الذين يضربون نساءهم فقال ( لاتجدون أولئك خياركم ) وأنه لما جاءته امرأة تستفتيه في رجل يخطبها لكي تتزوجه أوترده فقال لها ( إنه رجل ضراب للنساء ) فضرب النساء عنده _ عليه الصلاة والسلام _ هو عيب شنيع وشديد في الرجل الذي يرى أنه يستحق أن ترد خطبته وأن ترفض مصاهرته من وجهة نظر نبينا الأمين على أمته عليه الصلاة والسلام 0
بحكم متابعتي لما يقدم من جهود مؤسساتية أقول كلمة حق : إنها جهود جبارة وقفزت سريعآ , لكن هناك أمران قد يكونان غائبان عن هذه الجهود , الأمر الأول : جذور تلك الثقافة السلبية التي من المفترض أن نعمل جميعآ على اقتلاعها من الجذور , وأهمها الفهم الديني الخاطئ الذي صنع أمورآ جدلية في هذا السياق 0 أما الأمر الثاني : فهو العنف النفسي ضد المرأة المتمثل في حرمانها من كثير من حقوقها والتمييز ضدها في المعاملة 0
من ناحية أخرى يمكن أن تستخدم وسائل ألاعلام لتوجيه رسائل مباشرة لأشخاص بعينهم ممن عرفوا بالعنف ضد المرأة , عن طريق حملات إعلامية منظمة ومدروسة , وأقترح أن تعمل هيئة حقوق الإنسان على رسم خطة إعلامية متكاملة لهذه الحملة , ولا بد أن توجه رسالة واضحة للآباء أن نكون على قدر عال من الشفافية بحيث نذكر الإحصاءات الدقيقة التي تتعلق بحالات الانتحار عند النساء التي لاتقارن بحالات ألانتحار عند الرجال , وأسبابها معروفة , وذلك لعل قلوب الآباء تحن على بناتهم , كما يمكن أيضآ للجهات الحقوقية أن تستصدر قوانين ولوائح وانظمة بالتنسيق والعمل مع الجهات التشريعية , تنص على عقوبات واضحة وصريحة لمن يمارس العنف , ثم السعي وراء هذه القوانين لكي تفعل وتطبق وتعمل لها دعاية كافية لكي تصل لكل بيت ولكل ممارس للعنف لعله يخاف إن لم يستح 0
هذه مجرد محاولات لتقريب الصورة والتفكير فيما يمكن عمله في هذا الشأن وأنا متاكدة أن المختصات والمختصين يمكن أن يأتوا بأفكار وخطط أفضل مما كتب هنا , لكن ألمهم ليس في التخطيط وإنما في التنفيذ والبدء في العمل
كتب / سمر المقرن