المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيـــن تـخـتـــفي الملـيــارات ... فــي بــــلادنـــــــا ؟؟؟


النجدي
30 / 07 / 2009, 38 : 01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:

فقد كنت خلال مدة تنويمي في المستشفى أستمع إلى أحاديث الزائرين , وما ينقلونه من معاناة كثير من أبناء هذه البلاد المباركة عن الصحة ومآسيها , ما لو دوَّنت له عشرات المجلدات لما أحاطت ببعض مايستحقه , مما أضاف إلى مالدي من رصيد ضخم , قناعة تامة أننا نعيش في بلد منكوب أو شبه منكوب وللأسف الشديد .

حين نفتح المذياع , أو نقرأ في موقع وكالة الأنباء خبر إعلان الميزانية العامة , ثم نأخذ ميزانية وزارة الصحة تحديدا , ثم نتناولها بقسمة بدائية مبسطة , نجد أن نصيب الفرد منها يفوق كل التوقعات , ويدحض كل المزاعم التي تتحدث عن شُحٍّ في الميزانية , ومن هنا يبرز السؤال العريض : أين تذهب تلك المليارات ؟ .

بل ويتبع هذا السؤال عشرات أو مئات الأسئلة , التي ربما غالبها يدور حول استجداء ابن البلد بعض الكرام للتدخل بأمر علاجه , ومتى سيكون علاج ابن البلد حقَّا من حقوقه , بمقدوره تناوله متى ما احتاج إليه .

لقد لفت نظري وأنا أتلقى العلاج في مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية شيخ طاعن في السن , وقد بترت قدمه , وكف بصره , ورأيت أنه يحظى بمزيد اهتمام ومتابعة , حيث يرد إليه كلَّ مايشتهيه ويطلبه , فسألت عنه , ومن يكون ؟ , فقيل لي : هذا رجل من عامة الناس , وقد كتب عنه وعن حالته في إحدى الصحف المحلية , فبلغ ذلك الأمير محمد بن نايف – حفظه الله - , فوجَّه من فوره بنقله إلى المستشفى , والتكفل بجميع مايلزم لعلاجه على نفقته , وكتابة تقرير يومي مفصل عن حالته , وترجمته بالعربية , وبعثه إليه مباشرة .

حينها سألت وبصوت مرتفع : أليس هذا واجب وزارة الصحة ومسؤوليتها ؟ .

لن أحول بين هذا الأمير ومواقفه النبيلة المعلنة والخفيَّة , ولكني أطالب وبقوة ألا يحتاج ابن البلد إلى من يُشهر قضيته للملأ حتى يتدخل في علاجها أهل النخوة والنبل .

نريد من وزارة الصحة أن يكون لها مستشفيات تستوعب المحتاج حين ملكت القدرة على قبول الحالات السيامية الخارجية .

فإذا كان القصد من علاج تلك الحالات الدعاية الإعلامية , فإن الذي نكسبه إعلاميا بقبولنا لتلك الحالات , نخسر أضعافه بردِّنا لحالات داخلية ينتهي بها الأمر للموت .

إنه لعار وأيُّ عار أن يموت بيننا من أفنى عمره لخدمة هذا البلد والمساهمة في نهضته ورقيِّه , ونحن نسعى جاهدين لحياة من سيغادرنا حين ينعم بالصحة والعافية , وربما لن يذكرنا بعدها أبدا .

لماذا نحتاج لنقل المريض , من مكان إصابته , أو مرقده , لموافقة وزير الدفاع أو نائبه , أو وزير الداخلية أو نائبه أو مساعده , ولهم جميعا – حفظهم الله - في هذا المجال أيادي بيضاء , مع أن هذا ليس من صميم عملهم , في حين تتقاعس وزارة الصحة عن نخصيص طائرات إخلاء طبي أسوة بكثير من الدول التي لاتقارن بنا ماديا ؟ .

والله إن الإنسان أغلى من الغزال وحمار الوحش , والمسلم أعظم حرمة من الكعبة , ومع هذا فإننا نرى هيئة حماية الحياة الفطرية تمتلك طائرات لمراقبة المحميات , ووزارة الصحة لازالت تحت وطأة سيارات الإسعاف المتهالكة , وهذا تفريط من الوزارة نفسها , وضربي مثلا لحماية البيئة لايلزم منه الاعتراض على ماتقوم به , بل هو لتذكير المسؤولين بوزارة الصحة بما يجب عليهم أن يقوموا به , ولو كان ذلك بضرب الأمثال لمن سبقهم في مجالات هم أولى بالسبق إليها وأحق .

وأعظم من هذا وذاك , تلك الكتل البشرية المتكدسة في استقبال الطوارىء في عامة المستشفيات , والحجة في تأخيرهم أو المماطلة في علاجهم , عدم وجود أسرَّة وكوادر , وهذا منطق عجيب وغريب , فأين ذهبت تلك المليارات , وكيف استطاع أصحاب المستشفيات الأهلية تأمين تلك الكوادر الطبية المتخصصة , وبناء المستشفيات الضخمة , والمراكز الطبية المتقدمة ؟ .

بل والسؤال الأحق بالتأمل : ما ذا يعني إنشاء عيادات طبية خاصة لكثير من أساطين الطب في بلادنا ؟ .

أليست مستشفياتنا أحقُّ بهذا الوقت الذي يقضونه في عياداتهم الخاصة ؟ , ولماذا لاتتم مضاعفة أجورهم أسوة ببعض بذوي الدماء الزرقاء , والعيون العسلية , ممن هم عالة علينا , ولم نستفد منهم إلا إشباع عقدة النقص أمام الغرب ؟ .

ومن جانب آخر , وهذا من المضحكات المبكيات , فأسعار المستلزمات الطبية تتفاوت تفاوتا عجيبا بين محلات بيعها للفرد العادي , إلا أنها تتحد في بيعها على المؤسسات الرسمية , وتأخذ طابع الغلاء الفاحش دائما , فلا أدري هل ذلك بسبب غفلة المشترين , أم هو استغلال من الباعة , أم وراء الأكمة ما وراءها ؟ .

لماذا لاتكون هناك لجان متخصصة بالشراء , ولجان أخرى بالمراقبة والتدقيق , ولماذا لايتم تجاوز بعض الباعة الاستغلاليين هنا واستيراد مايلزم استيراده بعيدا عن استغلالهم واحتكارهم ؟ .

لست أدعو إلى قطع أرزاق الناس , ولا أعترض مصالحهم , لكن المصلحة العامة أولى بالمراعاة والاعتبار , لأنه من الخطأ أن نقدم رغبة انتهازي استغلالي , بشراء سلعة يمكن شراؤها للفرد العادي بعشر قيمتها , وهذا مانراه جليَّا واضحا في فواتير الشراء لكثير من المستلزمات الطبية , حيث تحسب على الدولة بقيمة خيالية , وذلك تحت حجة أن الدولة قوية !

وهذا مما يؤكد الحاجة على مراجع أسعار الشراء وفواتيرها , ويتطلب إقصاء الشركات الاسنغلالية عن دائرة التعامل , كما يحتم على المعنيين بالأمر في وزارة الصحة سلوك سبل أكثر عقلانية في التعامل مع المال العام لأنه ملك لكل أبناء المجنمع , وهم شركاء فيه , وذهابه إلى أفراد معينين تحت وطأة الغفلة , أو التغافل , أو المجاملة والمحسوبية , من خيانة الأمانة التي لا يرضاها الله ولا رسوله ولا المؤمنون .

كما لا يفوتني هنا أن ألفت النظر إلى قضية يمكن وصفها بالظاهرة , وهي كثرة الصيدليات , بحيث أصبحت تنافس محلات الاتصالات والتموينات , وهذا يعني أن مجتمعنا موبوء , أو أن ملاَّك تلك الصيدليات قد بلغت بهم الفراسة مبلغاً أهَّلهم لمعرفة ماسيحيق بالمجتمع من أخطار ومايستقبله من أمراض .

إن المبالغة في تعداد هذه الصيدليات , وبأحجام بعض ملاعب الكرة , ومقارنة ذلك بهزال وضعف أداء القطاع الصحي , يعني أننا أمام أمر محيِّر نحتاج جميعاً لكشف طِلَّسْمِه , وإماطة اللثام عن خفاياه .


فهل سنشاهد قريبا مستشفيات يلج إليها المحتاج دون عناء ؟ .


وهل ستصبح أحاديث الناس عن مآسيهم مع الصحة من الذكريات ؟ .


وهل ستتلاشى مواضيع الإثارة هنا وهناك , بحثا عن فاعل خير , أو وجيه معتبر ؟ .

أذكر أنني اتصلت بالأمير محمد بن نايف – حفظه الله - لإنقاذ حياة أحد المصابين بحادث شنيع , حيث تعذرته كثير من المستشفيات , فبادر مشكورا بالتوجيه بقبوله ونقله عن طريق الإخلاء الطبي , لكنه سألني سؤال المتحسِّر المتألم حيث قال : طيب واللي مايقدر يوصلنا يموت ؟ .

إن موقف سمو الأمير محمد بن نايف – حفظه الله – لم يكن متصنُّعا , ولامفتعلاً , والدليل على ذلك , أن الرقم التسلسلي للملفات الطبية في مستشفى قوى الأمن وحده قد جاوز المليون , مع أننا على يقين أن عدد منسوبي وزارة الداخلية المدنيين والعسكريين لم يبلغ هذا الحد .

إضافة إلى قيام الخدمات الطبية في وزارة الداخلية بالتوسع النوعي , بالتعاقد مع بعض المستشفيات الأهلية لعلاج الحالات التي يتوفر عندهم علاجها , وذلك ليستفيد كل مريض من فرصة العلاج , وللتخفيف على المستشفى الرئيسي ليحافظ على مستوى خدماته .


أسوق هذا , ليس من باب التلميع والتزلُّف , بل هو لاستنهاض همم المعنيين بالشأن الصحي ليقوموا بواجبهم , ويستفيدوا من أفكار غيرهم وحكمته .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصر مجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .


اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .
اللهم أصلح أحوال المسلمين , وردهم إليك ردا جميلا .
اللهم أصلح الراعي والرعية .
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .



سليمان بن أحمد بن عبدالعزيزالدويش
كــاتــب ســعـــودي

أبـوحـمـد
30 / 07 / 2009, 59 : 01 AM
هذا الواقع الله يصلح الحال

اللهم أمين

من لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم ..

» اِلـَوَفْآءْ بـِنْـتْ
30 / 07 / 2009, 19 : 02 AM
اللهم أصلح بطانتهم
سلمت أخي
كون بخير

.
.
مسلفه الراجحي

النجدي
30 / 07 / 2009, 23 : 11 AM
هذا الواقع الله يصلح الحال

اللهم أمين

من لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم ..







هذا هو الواقع لانعدام الحسي الإنساني عند مسؤولي وزارة الصحة ، ولو عملوا يتفان وإخلاص لأسعدوا الناس .

كيف بربك تهنأ بعيشك وأنت تعلم أنك بعملك هذا تمنع مريض يتألم من شدة المرض يعاني ما يعاني وتعاني معه أسرته تمنعه من حق له مكتسب لمصلحتك الشخصية .

أين أنت أيها المسؤول من ألئك القوم الذين يضحون بحياتهم وأموالهم وأوقاتهم من أجل إسعاد الناس

أبو حمد

شاكر لك مرورك

النجدي
30 / 07 / 2009, 26 : 11 AM
اللهم أصلح بطانتهم
سلمت أخي
كون بخير

.
.
مسلفه الراجحي

ما نقول إلا ... الخير يعطى للنفوس البعيده ،،، وإبن الوطن شحاذ ياقف على الباب

مسلفة الراجحي

شاكر لك مرورك

ابقي بخير

سويد السويدي
31 / 07 / 2009, 18 : 03 PM
الله يصلح الحال