السعودي
18 / 10 / 2004, 38 : 04 PM
من نازعته نفسه الى لذة محرمة فشغله نظره اليها عن تأمل عواقبها وعقابها , وسمع هتاف العقل يناديه :ويحك لا تفعل , فأنك تقف عن الصعود وتأخذ في الهبوط , ويقال لك :ابق بما اخترت فان شغله هواه فلم يلتفت الى ماقيل له , لم يزل في تزول , وكان مثله في سوء اختياره كالمثل المضروب : أن الكلب قال للأسد :ياسيد السباع غير اسمي فانه قبيح , فقال له :أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم . قال فجربني فأعطاه شقة لحم وقال :احفظ لي هذه الى غد وأنا أغير اسمك . فجاع وجعل ينظر الى اللحم ويصبر فلما غلبته نفسه قال : وأي شئ باسمي , وماكلب الا اسم حسن , فأكل , وهكذا الخسيس الهمة , القنوع بأقل المنازل المختار عاجل الهوى على أجل الفضائل , فالله الله في حريق الهوى اذا ثار ونظر كيف تطفئه ,قرب زلة في بئر بوار , ورب أثر لم ينقلع , والفائت لا يستدرك على الحقيقة , فابعد عن أسباب الفتنة , فان المقاربة محنة لا يكاد صاحبها يسلم ......
من كتاب (صيد الخاطر) لابن الجوزي ـ رحمه الله
من كتاب (صيد الخاطر) لابن الجوزي ـ رحمه الله