شبعنا من عناهم
24 / 05 / 2009, 10 : 10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبع هداهم إلى يوم الدين وبعد
استطرد العلماء في التحذير من المعاصي , وبيان آثارها السيئة , وعواقبها الوخيمة , على
الفرد والأمة , وممن عني بذلك ابن القيم رحمه الله فقال : وللمعاصي من الآثار القبيحة
المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدتيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله ...
-- فمنها حرمان العلم ..
-- ومنها حرمان الرزق ..
-- ومها وحشة يجدها العاصي في قلبه , وبينه وبين من لا توازيها ولا تقارنها لذة أصلاً
ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها , لم تَفِ بتلك الوحشة ..
-- ومنها الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس , ولا سيما أهل الخير منهم ..
-- ومنها تعسير أموره عليه , فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه ..
-- ومنها ظلمة يجدها في قلبه , فإن الطاعة نور , والمعصية ظلمة ..
-- ومنها أن المعاصي توهن القلب والبدن ..
-- ومنها حرمان الطاعة ..
-- ومنها - وهو من أخوفها على العبد : أنها تضعف القلب عن إرادته , فتقوى إرادة المعصية ,
وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً , إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية ..
-- ومنها أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه , وسقوطه من عينه ..
-- ومنها أن العبد لا يزال يرتكب الذنب حتى يهون عليه ويصغر في قلبه , وذلك علاقة الهلاك
فإن الذنب كلما صغر في عين العبد , عظم عند الله ..
-- ومنها أن المعصية تورث الذل - ولا بد - فإن العز - كل العز في طاعة الله عز وجل ..
-- ومنها أن المعاصي تفسد العقل ..
وسُئل الشيخ ابن باز رحمه الله - من إحدى المسلمات , قالت :
قرأت أن من نتائج الذنوب العقوبة من الله , ومحق البركة , فأبكي خوفاً من ذلك , أرشدوني
جزاكم الله خيراً ؟
فأجاب الشيخ ابن باز رحمه الله وقال :
لا شك أن اقتراف الذنوب من أسباب غضب الله عز وجل , ومن أسباب محق البركة , وحبس
الغيث , وتسلط الأعداء , كما قال الله سبحانه وتعالى : ( ولقد أخذنآ ءال فرعون بالسنين
ونقصٍ من الثمرات لعلهم يذّكرون ) . وقال سبحانه وتعالى : ( فكُلاً أخذنا بذنبه فمنهم من
أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من
أغرقنا وما كان اللهُ ليظلمهُم ولكن كانوا أنفُسهُم يَظلمون ) .
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن العبد ليُحرمُ الرزق بالذنب يُصيبُهُ ) .
فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من الذنوب , والتوبة مما سلف منهما , مع حسن الظن
بالله ورجائه - سبحانه - المغفرة , والخوف من غضبه , وعقابه ..
كما قال تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضُهُم أوليآءُ بعض يأمرون بالمعروف وينهون
عن المنكر ويُقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويُطيعون الله ورسولهُ أُولئك سيرحمُهُمُ الله
إن الله عزيزٌ حكيم ) .
ويشرع للمؤمن والمؤمنه مع ذلك , الأخذ بالأسباب التي أباح الله عز وجل , وبذلك يجمع بين
الخوف والرجاء , والعمل بالأسباب , متوكلاً على الله سبحانه - معتمداً عليه في حصول المطلوب
والسلامة من المرهوب , والله - سبحانه - هو الجواد الكريم القائل عز وجل : ( ومن يتقِ الله
يجعل لهُ مخرجاً ** ويرزقهُ من حيثُ لا يحتسب ) . والقائل سبحانه ( ومن يتقِ الله
يجعل لهُ من أمره يُسراً ) . والقائل سبحانه ( وتوبوآ إلى الله جميعاً أيُّه المؤمنون
لعلكم تُفلحون ) .
وقيل للشيخ ابن باز رحمه الله - أيضاً :
-- ما حكم ارتكاب بعض المعاصي , لا سيما الكبائر , وهل يؤثر ذلك في تمسك العبد
بالإسلام ؟ فقال رحمه الله :
نعم , يؤثر ذلك , فإن ارتكاب الكبائر , كالزنا , وشرب الخمر , وقتل النفس بغير حق ,
وأكل الربا , والغيبة , والنميمة , وغير ذلك من المعاصي يؤثر في توحيد الله , والإيمان به ,
ويضعفه , ولكن لا يكفر المسلم بشئ من ذلك ما لم يستحله , خلافاً للخوارج فإنهم يُكفرون
المسلم بفعل المعصية , كالزنا , والسرقة , وعقوق الوالدين وغير ذلك من كبائر الذنوب ,
ولو لم يستحلها , وهذا غلطٌ عظيم من الخوارج , فأهل السنة والجماعة لا يكفرونه بذلك ,
ولا يخلدونه في النار , ولكنهم يقولون : هو ناقص غلإيمان والتوحيد , ولكن لا يكفر
كفراً أكبر , بل يكون في إيمانه نقص وضعف , ولهذا شرع الله في حق الزاني الحد بالجلد ,
إذا كان بكراً , يجلد مئة جلدة , ويُغربُ عاماً .. وهكذا شارب الخمر يجلد , ولا يقتل , وهكذا
السارق تقطع يده , ولا يقتل , ولو كان الزنا وشرب الخمر والسرقة توجب الكفر الأكبر لقتلوا ,
لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من بدل دينه فاقتلوه ) .
أما العاصي إذا دخل النار , فيبقى فيها إلى ما شاءالله , ولا يخلد خلود الكفار , ولكن قد
تطول مدته , ويكون هذا خلوداً خاصّاً مؤقتاً , ليس مثل خلود الكفار , كما قال سبحانه - في
آية الفرقان , لما ذكر المشرك والقاتل والزاني , قال سبحانه : ( ومن يفعل ذلك يلق أثاماً **
يُضاعف لهُ العذاب يوم القيامة ويخلُد فيه مُهاناً ) .
فهو خلود مؤقت لهُ نهاية , أما المشرك فخلوده دائم أبد الآباد ,, كما قال تعالى : ( إن الله
لا يغفر أن يُشرك به ويغفرُ ما دون ذلك لمن يشاء ومن يُشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً ) .
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد أفضل الصلاة والتسليم ...
الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبع هداهم إلى يوم الدين وبعد
استطرد العلماء في التحذير من المعاصي , وبيان آثارها السيئة , وعواقبها الوخيمة , على
الفرد والأمة , وممن عني بذلك ابن القيم رحمه الله فقال : وللمعاصي من الآثار القبيحة
المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدتيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله ...
-- فمنها حرمان العلم ..
-- ومنها حرمان الرزق ..
-- ومها وحشة يجدها العاصي في قلبه , وبينه وبين من لا توازيها ولا تقارنها لذة أصلاً
ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها , لم تَفِ بتلك الوحشة ..
-- ومنها الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس , ولا سيما أهل الخير منهم ..
-- ومنها تعسير أموره عليه , فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه ..
-- ومنها ظلمة يجدها في قلبه , فإن الطاعة نور , والمعصية ظلمة ..
-- ومنها أن المعاصي توهن القلب والبدن ..
-- ومنها حرمان الطاعة ..
-- ومنها - وهو من أخوفها على العبد : أنها تضعف القلب عن إرادته , فتقوى إرادة المعصية ,
وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً , إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية ..
-- ومنها أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه , وسقوطه من عينه ..
-- ومنها أن العبد لا يزال يرتكب الذنب حتى يهون عليه ويصغر في قلبه , وذلك علاقة الهلاك
فإن الذنب كلما صغر في عين العبد , عظم عند الله ..
-- ومنها أن المعصية تورث الذل - ولا بد - فإن العز - كل العز في طاعة الله عز وجل ..
-- ومنها أن المعاصي تفسد العقل ..
وسُئل الشيخ ابن باز رحمه الله - من إحدى المسلمات , قالت :
قرأت أن من نتائج الذنوب العقوبة من الله , ومحق البركة , فأبكي خوفاً من ذلك , أرشدوني
جزاكم الله خيراً ؟
فأجاب الشيخ ابن باز رحمه الله وقال :
لا شك أن اقتراف الذنوب من أسباب غضب الله عز وجل , ومن أسباب محق البركة , وحبس
الغيث , وتسلط الأعداء , كما قال الله سبحانه وتعالى : ( ولقد أخذنآ ءال فرعون بالسنين
ونقصٍ من الثمرات لعلهم يذّكرون ) . وقال سبحانه وتعالى : ( فكُلاً أخذنا بذنبه فمنهم من
أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من
أغرقنا وما كان اللهُ ليظلمهُم ولكن كانوا أنفُسهُم يَظلمون ) .
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن العبد ليُحرمُ الرزق بالذنب يُصيبُهُ ) .
فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من الذنوب , والتوبة مما سلف منهما , مع حسن الظن
بالله ورجائه - سبحانه - المغفرة , والخوف من غضبه , وعقابه ..
كما قال تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضُهُم أوليآءُ بعض يأمرون بالمعروف وينهون
عن المنكر ويُقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويُطيعون الله ورسولهُ أُولئك سيرحمُهُمُ الله
إن الله عزيزٌ حكيم ) .
ويشرع للمؤمن والمؤمنه مع ذلك , الأخذ بالأسباب التي أباح الله عز وجل , وبذلك يجمع بين
الخوف والرجاء , والعمل بالأسباب , متوكلاً على الله سبحانه - معتمداً عليه في حصول المطلوب
والسلامة من المرهوب , والله - سبحانه - هو الجواد الكريم القائل عز وجل : ( ومن يتقِ الله
يجعل لهُ مخرجاً ** ويرزقهُ من حيثُ لا يحتسب ) . والقائل سبحانه ( ومن يتقِ الله
يجعل لهُ من أمره يُسراً ) . والقائل سبحانه ( وتوبوآ إلى الله جميعاً أيُّه المؤمنون
لعلكم تُفلحون ) .
وقيل للشيخ ابن باز رحمه الله - أيضاً :
-- ما حكم ارتكاب بعض المعاصي , لا سيما الكبائر , وهل يؤثر ذلك في تمسك العبد
بالإسلام ؟ فقال رحمه الله :
نعم , يؤثر ذلك , فإن ارتكاب الكبائر , كالزنا , وشرب الخمر , وقتل النفس بغير حق ,
وأكل الربا , والغيبة , والنميمة , وغير ذلك من المعاصي يؤثر في توحيد الله , والإيمان به ,
ويضعفه , ولكن لا يكفر المسلم بشئ من ذلك ما لم يستحله , خلافاً للخوارج فإنهم يُكفرون
المسلم بفعل المعصية , كالزنا , والسرقة , وعقوق الوالدين وغير ذلك من كبائر الذنوب ,
ولو لم يستحلها , وهذا غلطٌ عظيم من الخوارج , فأهل السنة والجماعة لا يكفرونه بذلك ,
ولا يخلدونه في النار , ولكنهم يقولون : هو ناقص غلإيمان والتوحيد , ولكن لا يكفر
كفراً أكبر , بل يكون في إيمانه نقص وضعف , ولهذا شرع الله في حق الزاني الحد بالجلد ,
إذا كان بكراً , يجلد مئة جلدة , ويُغربُ عاماً .. وهكذا شارب الخمر يجلد , ولا يقتل , وهكذا
السارق تقطع يده , ولا يقتل , ولو كان الزنا وشرب الخمر والسرقة توجب الكفر الأكبر لقتلوا ,
لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من بدل دينه فاقتلوه ) .
أما العاصي إذا دخل النار , فيبقى فيها إلى ما شاءالله , ولا يخلد خلود الكفار , ولكن قد
تطول مدته , ويكون هذا خلوداً خاصّاً مؤقتاً , ليس مثل خلود الكفار , كما قال سبحانه - في
آية الفرقان , لما ذكر المشرك والقاتل والزاني , قال سبحانه : ( ومن يفعل ذلك يلق أثاماً **
يُضاعف لهُ العذاب يوم القيامة ويخلُد فيه مُهاناً ) .
فهو خلود مؤقت لهُ نهاية , أما المشرك فخلوده دائم أبد الآباد ,, كما قال تعالى : ( إن الله
لا يغفر أن يُشرك به ويغفرُ ما دون ذلك لمن يشاء ومن يُشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً ) .
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد أفضل الصلاة والتسليم ...