شبعنا من عناهم
18 / 05 / 2009, 32 : 09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين .. اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد , وأسألك شُكر نعمتك
وحسن عبادتك والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه
ومن اتبع هُداه إلى يوم الدين أما بعد :
قال الله تعالى : ( فيومئذً وقعت الواقعة ** وانشقت السماءُ فهي يومئذً واهيةٌ ) .
وقال تعالى : ( واستمع يوم يُنادِ المُنادِ مِن مكانٍ قريب ** يوم يسمعون الصيحةَ بالحق ذلك يومُ الخُروج )
وقد قال الإمام أحمد حدتنا عبدالرزاق حدثنا عبدالله بن بحير الصنعاني القاضي : أن عبدالرحمن بن يزيد الصنعاني أخبرهُ أنه سمع ابن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مَن سَرّهُ أن ينظُر إلى
يوم القيامة رأي العين .. فليقرأ ( إذا الشمسُ كُورت ) و ( إذا السماءُ انفطرت ) و ( إذا السماءُ
انشقت ) .
وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يُبعثُ الناسُ يوم القيامة والسماء تطُشُ
عليهم ) . وفي معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( تطُشُ عليهم ) احتمالان أحدهما :
أن يكون ذلك من المطر , يقال : أصابهم طَشٌ من مطر , وهو الخفيف منه , والثاني أن يكون ذلك
من شدة الحر , والله أعلم .. وقد قال الله تعالى : ( ألا يظُنُ أولئك أنهم مبعوثون ** ليومٍ عظيم **
يوم يقومُ الناس لرب العالمين ) . وثبت في الصحيح أنهم يقومون في الرّشح أي العرق إلى
أنصاف آذانهم , وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن العرق يوم القيامة ليذهبُ
في الأرض سبعين عاماً , وإنه ليبلُغ إلى أفواه الناس , أو إلى آذانهم ) ...
1 - أحوال الناس بعد قيامهم من القبور :
فإذا قام الناس من قبورهم وجدوا الأرض غير صِفة الأرض التي فارقوها , قد دُكت جبالها
وزالت تلالها وتغيرت أحوالها وانقطعت أنهارها وبادت أشجارها وسُجرت بحارها وتساوت مهادها
ورُباها وخربت مدائنها وقُراها , وقد زُلزلزت زلزالها , وأخرجت الأرض أثقالها , وقال الإنسانُ
مالها ؟؟ وكذلك السماوات قد بُدلت , نُجُومها قد انكدرت وانتثرت ونواحيها قد تشققت , وأرجاؤها
قد تفطرت , والملائكة على أرجائها قد أحدقت , وشمسها وقمرها مكسوفان بل مخسوفان , في مكان واحد
مجموعان , ثم يُكوران بعد ذلك , ثم يُلقيان كأنهما ثوران عقيران ..
وقد قال الله تعالى : ( يوم تُبدلُ الأرضُ غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار ) .
وثبت في الصحيحين من حديث أبي حازم , عن سهل بن سعد , عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال ( يُحشرُ الناسُ يوم القيامة على أرضٍ بيضاء عفراء كقُرصة النقي ليس فيها معلمٌ لأحدٍ ) .
2 - مجئ الرب سبحانه وتعالى كما يشاء يوم القيامة لفصل القضاء :
فحينئذً تنشقُ السماوات بغمام النور , وتتنزل الملائكة تنزيلا , فينزلُ أهل سماء الدنيا , وهم قدرُ أهل
الأرض , ومن هنالك من الملائكة , فيُحيطون لهم دارة , ثم كذلك السماءُ الثانية , ثم الثالثة , ثم الرابعة
ثم الخامسة , ثم السادسة , ثم السابعة , فكل أهل سماء يُحيط بمن قبلهم دائرة , ثم ينزلُ الملائكة
الكرُوبيون , وحملة العرش , والمُقربون , ولهم زجلٌ بالتسبيح , والتقديس , والتعظيم , يقولون :
سُحان ذي العِزة والجبروت , سبحان الحي الذي لا يموت , سُحان الذي يُميتُ الخلائق ولا يموت
سبحان ربنا الأعلى , ربّ الملائكة والروح , سُبحان ربنا الذي يُميتُ الخلائق ولا يموت .
وعن ابن عباس قال : إذا كان يوم القيامة مُدت الأرض مدّ الأديم , وزيدَ في سعتها كدا , وتُجمعُ
الخلائق بصعيدٍ واحد , جِنُّهُم و إنسُهُم , فإذا كان كذلك قيضت هذه السماء الدنيا عن أهلها ,
ونُثروا على وجه الأرض , ولأهل هذه السماء الدنيا وحدهُم أكثرُ من جميع أهل الأرض , فإذا
رآهم أهلُ الأرض فزعوا إليهم ويقولون : أفيكُم ربنا ؟ فيفزعون من ربهم , ويقولون : سُحان ربنا
ليس فينا , وهو آتٍ . ثم تُفاضُ السماء الثانية , ولأهل السماء الثانية أكثرُ من أهل هذه السماء
الدنيا , ومن جميع أهل الأرض , فإذا نُثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهلُ الأرض , ويقولون :
أفيكُم ربنا ؟ فيفزعون من قولهم ويقولون : سُحان ربنا , وهو آتٍ .
ثم تُقاض السماوات , سماءً سماءً , كلما اقتُضت سماءٌ كانت أكثر من أهل السماوات التي
تحتها , ومن جميع أهل الأرض جنّهم و إنسهُم , كلما نُثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهلُ الأرض
ويقولون لهم مثل ذلك .. حتى تُقاض السماء السابعة , ولأهلها وحدها أكثرُ من أهل ست
سماوات , ومن أهل الأرض , ويجيء اللهُ فيهم , والأمم جِثيٌ صُفوف , فينادي منادٍ :
سيعلمون اليوم من أصحابُ الكرم , ليقُم الحمّادون لله على كل حال , فيقومون , فيُسرحون
إلى الجنة .. ثم ينادي الثانية : سيعلمون من أصحاب الكرم اليوم , ليقُم الذين كانت ( تتجافى
جُنُوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم يُنفقون ) فيقومون , فيسرحون
إلى الجنة .. ثم ينادي الثالثة : سيعلمون من أصحاب الكرم اليوم , ليقُم الذين كانوا ( رجالٌ لا
تُلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلبُ فيه القلوب
والأبصار ) فيقومون , فيسرحون إلى الجنة .. فإذا لم يبق أحد من هؤلاء الثلاثة خرج عُنُقٌ
من النار , فأشرف على الخلائق , لهُ عينان مُبصرتان , ولسانٌ فصيح , فيقول : إني وكلتُ بكُل
جبارٍ عنيد , فيلقُطُهم من الصفوف لقط الطير حبّ السمسم , فيخنسُ بهم في جهنم , ثم يخرجُ
الثانية فيقول : إني وكُلتُ بمن آذى الله ورسوله , فيلقُطُهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم
فيخنسُ بهم في جهنم , ثم يخرج الثالثة فيقول : إني وكلتُ بأصحاب التصاوير , فيلقطهم من
الصفوف لقط الطير حب السمسم فيخنس بهم في جهنم ..
قال : فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة , ومن هؤلاء ثلاثة , نُشرت الصُحف , ووضعت الموازين ,
ودُعيت الخلائق للحساب ....
ولنا إن شاء الله تكملة للموضوع أعلاه ,, هذا والله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد أفضل الصلاة والتسليم .
الحمدالله رب العالمين .. اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد , وأسألك شُكر نعمتك
وحسن عبادتك والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه
ومن اتبع هُداه إلى يوم الدين أما بعد :
قال الله تعالى : ( فيومئذً وقعت الواقعة ** وانشقت السماءُ فهي يومئذً واهيةٌ ) .
وقال تعالى : ( واستمع يوم يُنادِ المُنادِ مِن مكانٍ قريب ** يوم يسمعون الصيحةَ بالحق ذلك يومُ الخُروج )
وقد قال الإمام أحمد حدتنا عبدالرزاق حدثنا عبدالله بن بحير الصنعاني القاضي : أن عبدالرحمن بن يزيد الصنعاني أخبرهُ أنه سمع ابن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مَن سَرّهُ أن ينظُر إلى
يوم القيامة رأي العين .. فليقرأ ( إذا الشمسُ كُورت ) و ( إذا السماءُ انفطرت ) و ( إذا السماءُ
انشقت ) .
وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يُبعثُ الناسُ يوم القيامة والسماء تطُشُ
عليهم ) . وفي معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( تطُشُ عليهم ) احتمالان أحدهما :
أن يكون ذلك من المطر , يقال : أصابهم طَشٌ من مطر , وهو الخفيف منه , والثاني أن يكون ذلك
من شدة الحر , والله أعلم .. وقد قال الله تعالى : ( ألا يظُنُ أولئك أنهم مبعوثون ** ليومٍ عظيم **
يوم يقومُ الناس لرب العالمين ) . وثبت في الصحيح أنهم يقومون في الرّشح أي العرق إلى
أنصاف آذانهم , وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن العرق يوم القيامة ليذهبُ
في الأرض سبعين عاماً , وإنه ليبلُغ إلى أفواه الناس , أو إلى آذانهم ) ...
1 - أحوال الناس بعد قيامهم من القبور :
فإذا قام الناس من قبورهم وجدوا الأرض غير صِفة الأرض التي فارقوها , قد دُكت جبالها
وزالت تلالها وتغيرت أحوالها وانقطعت أنهارها وبادت أشجارها وسُجرت بحارها وتساوت مهادها
ورُباها وخربت مدائنها وقُراها , وقد زُلزلزت زلزالها , وأخرجت الأرض أثقالها , وقال الإنسانُ
مالها ؟؟ وكذلك السماوات قد بُدلت , نُجُومها قد انكدرت وانتثرت ونواحيها قد تشققت , وأرجاؤها
قد تفطرت , والملائكة على أرجائها قد أحدقت , وشمسها وقمرها مكسوفان بل مخسوفان , في مكان واحد
مجموعان , ثم يُكوران بعد ذلك , ثم يُلقيان كأنهما ثوران عقيران ..
وقد قال الله تعالى : ( يوم تُبدلُ الأرضُ غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار ) .
وثبت في الصحيحين من حديث أبي حازم , عن سهل بن سعد , عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال ( يُحشرُ الناسُ يوم القيامة على أرضٍ بيضاء عفراء كقُرصة النقي ليس فيها معلمٌ لأحدٍ ) .
2 - مجئ الرب سبحانه وتعالى كما يشاء يوم القيامة لفصل القضاء :
فحينئذً تنشقُ السماوات بغمام النور , وتتنزل الملائكة تنزيلا , فينزلُ أهل سماء الدنيا , وهم قدرُ أهل
الأرض , ومن هنالك من الملائكة , فيُحيطون لهم دارة , ثم كذلك السماءُ الثانية , ثم الثالثة , ثم الرابعة
ثم الخامسة , ثم السادسة , ثم السابعة , فكل أهل سماء يُحيط بمن قبلهم دائرة , ثم ينزلُ الملائكة
الكرُوبيون , وحملة العرش , والمُقربون , ولهم زجلٌ بالتسبيح , والتقديس , والتعظيم , يقولون :
سُحان ذي العِزة والجبروت , سبحان الحي الذي لا يموت , سُحان الذي يُميتُ الخلائق ولا يموت
سبحان ربنا الأعلى , ربّ الملائكة والروح , سُبحان ربنا الذي يُميتُ الخلائق ولا يموت .
وعن ابن عباس قال : إذا كان يوم القيامة مُدت الأرض مدّ الأديم , وزيدَ في سعتها كدا , وتُجمعُ
الخلائق بصعيدٍ واحد , جِنُّهُم و إنسُهُم , فإذا كان كذلك قيضت هذه السماء الدنيا عن أهلها ,
ونُثروا على وجه الأرض , ولأهل هذه السماء الدنيا وحدهُم أكثرُ من جميع أهل الأرض , فإذا
رآهم أهلُ الأرض فزعوا إليهم ويقولون : أفيكُم ربنا ؟ فيفزعون من ربهم , ويقولون : سُحان ربنا
ليس فينا , وهو آتٍ . ثم تُفاضُ السماء الثانية , ولأهل السماء الثانية أكثرُ من أهل هذه السماء
الدنيا , ومن جميع أهل الأرض , فإذا نُثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهلُ الأرض , ويقولون :
أفيكُم ربنا ؟ فيفزعون من قولهم ويقولون : سُحان ربنا , وهو آتٍ .
ثم تُقاض السماوات , سماءً سماءً , كلما اقتُضت سماءٌ كانت أكثر من أهل السماوات التي
تحتها , ومن جميع أهل الأرض جنّهم و إنسهُم , كلما نُثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهلُ الأرض
ويقولون لهم مثل ذلك .. حتى تُقاض السماء السابعة , ولأهلها وحدها أكثرُ من أهل ست
سماوات , ومن أهل الأرض , ويجيء اللهُ فيهم , والأمم جِثيٌ صُفوف , فينادي منادٍ :
سيعلمون اليوم من أصحابُ الكرم , ليقُم الحمّادون لله على كل حال , فيقومون , فيُسرحون
إلى الجنة .. ثم ينادي الثانية : سيعلمون من أصحاب الكرم اليوم , ليقُم الذين كانت ( تتجافى
جُنُوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم يُنفقون ) فيقومون , فيسرحون
إلى الجنة .. ثم ينادي الثالثة : سيعلمون من أصحاب الكرم اليوم , ليقُم الذين كانوا ( رجالٌ لا
تُلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلبُ فيه القلوب
والأبصار ) فيقومون , فيسرحون إلى الجنة .. فإذا لم يبق أحد من هؤلاء الثلاثة خرج عُنُقٌ
من النار , فأشرف على الخلائق , لهُ عينان مُبصرتان , ولسانٌ فصيح , فيقول : إني وكلتُ بكُل
جبارٍ عنيد , فيلقُطُهم من الصفوف لقط الطير حبّ السمسم , فيخنسُ بهم في جهنم , ثم يخرجُ
الثانية فيقول : إني وكُلتُ بمن آذى الله ورسوله , فيلقُطُهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم
فيخنسُ بهم في جهنم , ثم يخرج الثالثة فيقول : إني وكلتُ بأصحاب التصاوير , فيلقطهم من
الصفوف لقط الطير حب السمسم فيخنس بهم في جهنم ..
قال : فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة , ومن هؤلاء ثلاثة , نُشرت الصُحف , ووضعت الموازين ,
ودُعيت الخلائق للحساب ....
ولنا إن شاء الله تكملة للموضوع أعلاه ,, هذا والله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد أفضل الصلاة والتسليم .