المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إشراقات تربوية


أبو أبراهيم
08 / 09 / 2004, 55 : 08 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده:
ان تربية الأبناء على الصراحةوالوضوح ينبغي ان تكون معلماًوهدفاً في ذاته ينبغي ان لا يتخطاء المربون او يحيدون عنه.. ذلك ان المجامله في غير موضعها تعد ضعفاًوخوراًوان كلمة الحق في موضعها اللائق بها تعد مفخرة ونجاحاًوتستحق كل تأييد وتشجيع.. واليكم نموذج لأحد الصحابة رضي الله عنه في تربية الأبناء وخصوصاً ونحن في استقبال العام الدراسي الجديد وقد يمر على بعض الأبناء من المواقف التي يخير فيها بين الصدق او الكذب اما مع المدرس او مع زملائه:‍‍
هذا عبدالله بن الزبير امه أسماء بنت ابي بكر وابوه الزبير بن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم اجمعين وجدته لأبيه صفيه بنت عبدالمطلب المجاهدة الصابرة ينشأ الفتى في حضن التربية الصحيحه فيستقر الحق في نفسه كأعظم مايكون رسوخاً وثباتاً.. وتظهر عليه سمات الرجوله والشجاعة وهو لايزال طفلاًصغيراًوتحدثنا مواقفه وافعاله عن قوة شخصيته رضى الله عنه إذ انه ذات يوم كان يلعب مع الصبيان فيمر عمر بن الخطاب امير المؤمنين عليهم وهم يلعبون فينصرف الصبيان مسرعين ويبقى عبدالله ثابتاً في مكانه..؟
فيسأله عمر رضي الله عنه: ياعبدالله لم لم تفر كما فر اصحابك؟
فيقول عبدالله : ولم ياامير المؤمنين ؟
لم ارتكب ذنباً فاخافك وليست الطريق ضيقه فاوسعها لك ان هذه الروح القويه التي يتمتع بها عبدالله بن الزبير هي التي ينبغي ان يهتم بغرس مثلها المربون وهم يقومون بمهمتهم تلك والا فإن الخور وضعف الشخصيه والإنسحاب من مواجهة المواقف في الحياة سوف تنعكس سلباًعلى اصحابها وتجعلهم يعيشون في هامش الحياة لا في صميمها.
وهذا إياس بن معاوية الذي كان يضرب المثل بذكائه لايخاف من ذكر الحق والتصريح به حتى ولو كان معلنه شخص نصراني. إذ أنه في الكتاب وهو صبي فجعل أولاد النصارى يضحكون من المسلمين ويقولون أنهم يزعمون أن لافضلة لطعام أهل الجنة فقال لمعلمه النصراني :ألست تزعم أن في الطعام ماينصرف في غذاء الأبدان؟ قال:بلى فقال إياس على الفور :فما ينكر أن يجعل الله طعام أهل الجنة كله غذاء لأبدانهم ؟ فقال له المعلم:ماأنت إلا شيطان.
نعم إن موقف إياس بن معاوية وهو صغير ليستحق من المربين أن ينبهوا تلاميذتهم عليه ليحتذوا بمثل هذه الشجاعة الأدبية وانه ليستحق أن تصفق له الأيدي محبة وتقديراً.
وهذا موقف آخر من مواقف إياس التي يصلح أن تكون قصة تضرب في باب الحرص على الحق والإصرار عليه.
إذ يقول بن كثير في البداية والنهاية عن إياس أنه تحاكم وهو صبي شاب وشيخ إلى قاضي عبدالملك بن مروان فقال له القاضي إنه شيخ وأنت شاب فلا تساوه في الكلام فقال إياس إن كان كبيراًفالحق أكبر منه فقال له القاضي :اسكت فقال ومن يتكلم بحجتي إذا سكت؟
فقال القاضي ماأحسبك تنطق بحق في مجلسي هذا حتى تقوم فقال إياس أشهد أن لاإله إلا الله زاد غيره فقال القاضي :ماأظنك إلا ظالماً له فقال :ماعلى ظن القاضي خرجت من منزلي.
إن إياس الذي أصر على أخذ حقه من ذلك الشيخ الذي كان القاضي عنه مدافعاًلم يأبه بمحاولات القاضي المتكررة في أن ينصرف عن محاكمة خصمه رغم مفارقة السن والمكانة الاجتماعية بينه وبين ذلك الخصم لقد كان إياس مثلاً لقول الحق والبوح به جرأة في الحق وانتصاراً له فلم يعرف الكذب إليه طريقاًوقد كان أبوه رجلاًصالحاً ، وكان إياس يحب والده ويحترمه ويقول: مايسرني أن أكذب كذبة يطلع عليها أبي معاوية.
ان التربية على الثقة بالنفس وقول الحقيقة مهما كانت الظروف يلعب دوراًاساسياً في الاخذ بتلك الشخصية الى الطريق القويم ، والى النجاح في مواجهة الخطوب مهما ادلهمت ، لان الواثق بنفسه ،الواثق بما يحمل من حجة ورأي يجبر الآخرين ـحتى الأعداءـ على احترامه والانصات إليه .انتهى
(ونحن مع بداية العام الدراسي الجديد اوجه رسالة الى كل معلم يجب عليك ان تتصور عظم الأمانه التي على عاتقك وان تبداء في بذل الجهد لكي يتعلم شباب هذه الأمه ويكونوا قدوة حسنة لمن خلفهم من الأجيال ويجب ان نعلمهم الصدع بالحق وان لايخافوا في الله لومة لائم ولنا في سلفنا السابق قوة حسنة فنأمل من المربون ان يخرجو لنا من امثال عبدالله بن الزبير وإياس بن معاوية.) والسلام عليكم

هادي
08 / 09 / 2004, 14 : 09 PM
اهلا بك اخي الكريم وبما انك تكلمت عن تربية الاببناء فأنا احب ان اذكر بشيء اختفى في التربية وهو

مبدأ الثواب والعقاب في تربية الابناء

وقد نقلت لكم هذا الموضوع للفائده ولكم مني كل شكر وتقدير

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام علي سيد الخلق و المرسلين نبينا محمد وعلي اله و صحبه اجمعين و من تبعهم باحسان الى يوم الدين.
الثواب والعقاب عنصران رئيسيان في العمليه التربويه بل هما عنصران اساسيان في رعاية الرعيه وقيادة اى مجموعه بشريه حيث اننا لايمكن تصور مؤسسه ناجحه من غير لوائح الثواب والعقاب للعاملين فيها،ولا يمكن ان نتصور مؤسسه ناجحه تعامل الموظف المجد المبدع ،كزميله الكسول غير المنتج دون ان تعبأ باالفروقات الشاسعه في انتاجية كل منهما،ولو اننا تخيلنا على سبيل الافتراض ان مجتمعا من المجتمعات قرر الغاء العقوبات او الثواب لعمت الفوضى وازدادت الجريمه ،وانعدم الامن ،وتوقف الناس عن العمل ،وتحول ذلك المجتمع لغابه كبيره يفترس فيها القوي الضعيف .
الاسرة في المجتمعات هي الخليه الاساسيه التي يتكون منها المجتمع،ومتى ينجح الابوين في تسيير دفة هذه الاسرة وتربية ا ابنائهما تربية صحيحه بمخرجات سليمه لابد من اعتماد مبدأ (الثواب والعقاب)وعندما نبدأ حديثنا عن الثواب نتذكر قوله تعالى : (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان)(الرحمن اية 60)
للتدليل على اصالة هذا المبدأ الالهي ،الذي يقتضي مكافأة المحسن في الدنيا والذي اجتهد وتعب وبذل كل مالديه من طاقه في سبيل تحقيق ما أمره به الله في الدنيا فيجزيه الله الجنة وما بها مما لم تسمع به اذن ولم تره عين ،ولم يخطر على بال بشر ،هذا هو الامر الذي يجعل العاملين في سبيله يتحملون الصعاب في هذه الدنيا وينجزون اعظم الانجازات البشريه ويقفون المواقف الرائعه في سبيل الحصول على الجنة.
لاشك الابوان لابد لهما من اعتماد هذا المبدأ لتحفيز ابنائهما على فعل الخير ،ولتاصيل القيم والمبادىء الصحيحه في نفوسهم فنكافئهم عندما يقومون با الفعل الحسن . والثواب ينقسم الى قسمين
((معنوي ومادي ))
المعنوي لون من المكافأه لايلمسها بيده بل يحسها بشعوره ،اما المادي فهو لون من المكافأه يلمسها بيده. والمعنوي ينقسم الى قسمين :
مباشر وغير مباشر ، والمباشر هو الذي يتعامل معه الانسان في حياته ،وغير المباشر فهو يتعلق بأمور غيبيه كاالوعد بالجنه وما يتصل بها من رضا الله تعالى وغيرها.

المباشر:ومعظم انواع الثواب المعنوي المباشر تندرج تحت لافتة التقدير appreciation والتقدير حاجه اساسيه للانسان كحاجته للطعام وباقي الحاجات والانسان منا يحب او يكره الاخرين بسبب مقدار مايعطونه او يحرمونه من هذه الحاجه،فيحب فلانا لانه يقدره والبعض الاخر لانه لايقدره ،فما هي انواع هذا التقدير؟

النوع الاول:التشجيع فاالطفل يقوم باانواع كثيرة من السلوكيات بعضها يقوم بها عشوائيا لاكتساب التجارب الحياتيه،وبعضها تقليدا للافراد الذين يراهم في محيطه،او مايراه في الاجهزه المرئيه ،وواجب الابوين ملاحظة هذا السلوك وتعديل الخاطىء منه،وتشجيعه على مايكون صوابا كأن يقال له (انت ولد مؤدب عندما يتصرف بما يوحي هذا السلوك مع والدته او اخوانه).او انت ذكي ،فهذه بمجموعها رسائل ايجابية تحدث له بتواليها عليه قناعة بصحة مايفعل وفائدة مايقوم به فيستمر فيه .

النوع الثاني فهو (الاستماع)فا الاستماع يعتبر من اعلى درجات التقدير وللاستماع شروط واداب لايمكن ان يكون فعالا بدونها ،واهم الاداب النظر الى وجه الطفل او الابن وهو يتكلم ،وعدم الالتفات عنه الى امور اخرى ،فان ذلك يترك لديه انطباعا بعدم اهتمامك بمايقول. ابداء التفاعل معه علي قسمات الوجه , و باقي الجوارح من غير تكلف لما يقول ,لإيصال رساله لهو بتقديرك له و تأثرك بما يقول .
عدم مقاطعته اثناء الحديث وترك الفرصه كامله له للآنتهاء مما يقول ,حتى وان كان مايقول تافها ولا يدخل في دائرة اهتمامك ,ولكنها بالنسبه له تعتبر قضيته الرئيسيه .
مشاركته بوضع الحلول لهذه المشكله او القضيه و اثارة بعض الاستيضاحات و التساؤلات معه ليشعر باهتمامك بموضوع الحديث .

النوع الثالث : القبله , ولا شك ان تقبيل الابناء لون من الوان الثواب المحبب اليهم ,وهو رساله عمليه بارزه في التقدير والحب وهي عند الطفل احب اليه من كثير من الوان المكافأت لانها تعني حبه من قبل من يقبله لقيامه بعمل صائب .

النوع الرابع: التكليف , فقد تعود الابناء على رؤيتهم التكاليف انها تسند للام او الخادمه ,فعندما يقوم الاب او الام بتكليفهم ببعض الامور تراهم يتسابقون للقيام بها لان ذلك يشعرهم بثقة الوالدين بقدراتهم , وبالتالى يعتبرون التكليف مكافأه كبيره علي قيامهم ببعض السلوك الحسن , كأن يكلف احدهم بترتيب الصاله , واخر بترتيب سفرة الطعام ,واخر بشراء بعض الحاجات من البقاله , ولا تنتهي القضيه عند هذا الحد ........

ارجو ان لا اكون اطلت عليكم
مشكوووووووور اخوي


سلام

غلا
09 / 09 / 2004, 50 : 11 AM
السلام عليكم اخوي ابوابراهيـــــــــم..

وتربية الأبناء امر هام وينبغي ان تكون وفق الشريعة الاسلامية..

بمعنى لاافراط ولاتفريط..

طرح قيّم..

واضافة رائعة من الاخ هادي..

جزاك الله خير وبارك الله فيك..

ولدعنبر
09 / 09 / 2004, 54 : 02 PM
جزيت خيراً

اخي ابو ابراهيم

على ماتكتبه في هذا الموقع من مواضيع هادفه

ومفيده والشكر موصول للاخ هادي على اضافته الرائعة

ونسأل الله ان يجعلها في موازين حسناتكما