النجدي
21 / 02 / 2009, 55 : 04 PM
http://208.66.70.165/ismemo/media//imageGenerator.jpg
من خلال ما يعرض في المنتديات من الاهتمام المحموم بمباريات الكرة وما يلازمه- غالبًا- من التعصب الكروي الأعمى ، وقد يظن البعض أن هذه دعوة مني للقضاء على متعة الناس في مشاهدة المباريات.
وحقيقة لا يملك أحد الجزم بذلك ، حيث أن مشاهدة المباريات في حدود الانضباط الشرعي لا تثريب على فاعله، ما لم يكن فيه تضييع للواجبات- كالصلاة- أو اقترانه بمحرم، وما عدا ذلك فلا نملك أن نقول للناس لا تشاهدوا المباريات، وذلك لأن الرياضة المنضبطة بالشرع أمر مطلوب فيه، لما فيها من تقوية للبدن، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف))[صحيح مسلم]، فهذا ما يتعلق بالذي يمارس اللعب.
أما بالنسبة إلى من يشاهد المباريات، فإن ذلك أمر ترفيهي طالما كان وفق المعايير التي ذكرناها، والترفيه بالمباح أمر طيب يُدفع به الملل ويُجدد به النشاط للعمل الجدي، لكن تحفظنا على أولئك الذين يجعلون من أمر الكرة قضية خطيرة، تكون محل اهتمام تضيع معه الواجبات، وترتكب خلاله المحرمات، وتتهاوى معه الأواصر والروابط، ويكون الانحياز لفريق ما راية ينعقد عليها الولاء والبراء، ففي هذه الأحوال يخرج الأمر من إطار الإباحة إلى الحرمة.
نصائح ووصايا لمشاهد المباريات:
1- تعامل مع الكرة على أنها وسيلة ترفيه وليست غاية.
2- يحسن ألا تكثر من مشاهدتها، ولتكن مشاهدتك مثلًا للمباريات الهامة كالدولية أو مباريات فريقك الذي تحب، وذلك لأن المباريات التي تُعرض ليس لكثرتها حد، والحياة بها أمور كثيرة هامة تحتاج إلى وقت، والإنسان مسئول أمام الله عن وقته لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه ؟ وفيم أنفقه ؟ وماذا عمل فيما علم ؟)) [حسنه الألباني في صحيح الجامع (7299)]
3- تذكر أنه في حالة فوز فريقك، فإنك لن تشارك لاعبيه مكافآت الفوز والجوائز، وفي حالة الخسارة أدعوك ألا تكن أكثر منهم حزنًا عليها.
4- إذا حان وقت الصلاة فلب النداء أولًا وقم لأدائها في بيت الله، فإن 10 دقائق أو 15 دقيقة لله ليست بشيء، فإنه إن أتاك الموت وقد حان وقت الصلاة وأنت عاكف على مشاهدة المباراة فماذا تقول لربك إذ هو سائلك؟
5- حاول أن توجه اهتمامك نحو اللعب ذاته، فممارستك للعب الكرة أفضل من المشاهدة، حيث أنك ستستفيد استفادة حقيقية إذ ترتفع لياقتك البدنية.
6- أمسك لسانك فإن كل كلمة تقولها حتى ولو في ذروة المباراة سوف تؤاخذ عليها، {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]، ولن يكون لك عذر عند الله أن المباراة كانت ساخنة أم باردة.
7- لا تجعل مشاهدة المباريات كدرًا على البيت، تعبس بسببها في وجوه أهلك، أو يكون هناك أدنى تأثير للمباراة عليهم، بل اجعل أمر المباراة أمرًا عاديًا ويومها يومًا عاديًا لا يُعلن فيه حالة الطواريء.
8- لا تجعل منها محور أحاديثك مع الناس، فيكفيك أنك تشاهد المباراة وتستمتع بها، فحسبك ذلك.
وبعد المباراة:
هناك بعض المخالفات التي يرتكبها البعض تعبيرًا عن فرحة نصر فريقه، نحذر منها لما تسببه من أضرار نفسية واجتماعية واقتصادية: [بتصرف من شبابنا بعد المباريات تشجيع أم ترويع]
-إغلاق بعض الشوارع أو الأنفاق بواسطة سيارات بعض المشجعين، ومن ثم ازدحام الطرق وعرقلة سير السيارات.
-تجاوز الأنظمة المرورية كقطع الإشارات، والسرعة والتهور في القيادة مما يسبب حوادث السيارات.
-قيام بعض الشباب بالتعدي على السيارات المارة.
-مضايقة النساء ومعاكستهن ، وقد يصل أحيانًا إلى التعدي عليهن داخل السيارة.
-التعدي على بعض المرافق العامة أو الخاصة كواجهات ولوحات بعض المحلات التجارية.
-تجمهر الشباب في الأحياء والشوارع.
-المشادات الكلامية والألفاظ السوقية والسباب والشتم الذي يقع بين مشجعي الفرق، والتي تنتهي أحيانًا بمضاربات سيئة العواقب.
-إزعاج السكان في الشوارع والأحياء بأصوات المنبهات، أو برفع أصوات المسجلات بالموسيقى الصاخبة 0
-الرقص الجنوني الذي لا يليق بالشاب المسلم.
-التجوال في الشوارع إلى ساعة متأخرة من الليل وإضاعة صلاة الفجر.
وأخيرًا:
أدعو كل عشاق الكرة إلى أن يعطوا الكرة حجمها الطبيعي، دون المبالغة في الاهتمام بها، حتى لا تكون وبالًا عليهم، فيبنبغي أن نرتقي بأنفسنا وهممنا, فنحن لا نرضى بأن يكون جل همنا بعض الأمور التي تقعدنا عن التفاعل مع القضايا العظيمة، فالعمر قصير والعمل قليل والنقص كثير، ولنقدر لكل شيء قدره، نسأل الله تعالى أن يبصرنا بالحق ويجعلنا هداة مهتدين، وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى، لكم من قلبي حتى ألقاكم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مما راق لي آمل أن يروق لكم
من خلال ما يعرض في المنتديات من الاهتمام المحموم بمباريات الكرة وما يلازمه- غالبًا- من التعصب الكروي الأعمى ، وقد يظن البعض أن هذه دعوة مني للقضاء على متعة الناس في مشاهدة المباريات.
وحقيقة لا يملك أحد الجزم بذلك ، حيث أن مشاهدة المباريات في حدود الانضباط الشرعي لا تثريب على فاعله، ما لم يكن فيه تضييع للواجبات- كالصلاة- أو اقترانه بمحرم، وما عدا ذلك فلا نملك أن نقول للناس لا تشاهدوا المباريات، وذلك لأن الرياضة المنضبطة بالشرع أمر مطلوب فيه، لما فيها من تقوية للبدن، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف))[صحيح مسلم]، فهذا ما يتعلق بالذي يمارس اللعب.
أما بالنسبة إلى من يشاهد المباريات، فإن ذلك أمر ترفيهي طالما كان وفق المعايير التي ذكرناها، والترفيه بالمباح أمر طيب يُدفع به الملل ويُجدد به النشاط للعمل الجدي، لكن تحفظنا على أولئك الذين يجعلون من أمر الكرة قضية خطيرة، تكون محل اهتمام تضيع معه الواجبات، وترتكب خلاله المحرمات، وتتهاوى معه الأواصر والروابط، ويكون الانحياز لفريق ما راية ينعقد عليها الولاء والبراء، ففي هذه الأحوال يخرج الأمر من إطار الإباحة إلى الحرمة.
نصائح ووصايا لمشاهد المباريات:
1- تعامل مع الكرة على أنها وسيلة ترفيه وليست غاية.
2- يحسن ألا تكثر من مشاهدتها، ولتكن مشاهدتك مثلًا للمباريات الهامة كالدولية أو مباريات فريقك الذي تحب، وذلك لأن المباريات التي تُعرض ليس لكثرتها حد، والحياة بها أمور كثيرة هامة تحتاج إلى وقت، والإنسان مسئول أمام الله عن وقته لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه ؟ وفيم أنفقه ؟ وماذا عمل فيما علم ؟)) [حسنه الألباني في صحيح الجامع (7299)]
3- تذكر أنه في حالة فوز فريقك، فإنك لن تشارك لاعبيه مكافآت الفوز والجوائز، وفي حالة الخسارة أدعوك ألا تكن أكثر منهم حزنًا عليها.
4- إذا حان وقت الصلاة فلب النداء أولًا وقم لأدائها في بيت الله، فإن 10 دقائق أو 15 دقيقة لله ليست بشيء، فإنه إن أتاك الموت وقد حان وقت الصلاة وأنت عاكف على مشاهدة المباراة فماذا تقول لربك إذ هو سائلك؟
5- حاول أن توجه اهتمامك نحو اللعب ذاته، فممارستك للعب الكرة أفضل من المشاهدة، حيث أنك ستستفيد استفادة حقيقية إذ ترتفع لياقتك البدنية.
6- أمسك لسانك فإن كل كلمة تقولها حتى ولو في ذروة المباراة سوف تؤاخذ عليها، {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]، ولن يكون لك عذر عند الله أن المباراة كانت ساخنة أم باردة.
7- لا تجعل مشاهدة المباريات كدرًا على البيت، تعبس بسببها في وجوه أهلك، أو يكون هناك أدنى تأثير للمباراة عليهم، بل اجعل أمر المباراة أمرًا عاديًا ويومها يومًا عاديًا لا يُعلن فيه حالة الطواريء.
8- لا تجعل منها محور أحاديثك مع الناس، فيكفيك أنك تشاهد المباراة وتستمتع بها، فحسبك ذلك.
وبعد المباراة:
هناك بعض المخالفات التي يرتكبها البعض تعبيرًا عن فرحة نصر فريقه، نحذر منها لما تسببه من أضرار نفسية واجتماعية واقتصادية: [بتصرف من شبابنا بعد المباريات تشجيع أم ترويع]
-إغلاق بعض الشوارع أو الأنفاق بواسطة سيارات بعض المشجعين، ومن ثم ازدحام الطرق وعرقلة سير السيارات.
-تجاوز الأنظمة المرورية كقطع الإشارات، والسرعة والتهور في القيادة مما يسبب حوادث السيارات.
-قيام بعض الشباب بالتعدي على السيارات المارة.
-مضايقة النساء ومعاكستهن ، وقد يصل أحيانًا إلى التعدي عليهن داخل السيارة.
-التعدي على بعض المرافق العامة أو الخاصة كواجهات ولوحات بعض المحلات التجارية.
-تجمهر الشباب في الأحياء والشوارع.
-المشادات الكلامية والألفاظ السوقية والسباب والشتم الذي يقع بين مشجعي الفرق، والتي تنتهي أحيانًا بمضاربات سيئة العواقب.
-إزعاج السكان في الشوارع والأحياء بأصوات المنبهات، أو برفع أصوات المسجلات بالموسيقى الصاخبة 0
-الرقص الجنوني الذي لا يليق بالشاب المسلم.
-التجوال في الشوارع إلى ساعة متأخرة من الليل وإضاعة صلاة الفجر.
وأخيرًا:
أدعو كل عشاق الكرة إلى أن يعطوا الكرة حجمها الطبيعي، دون المبالغة في الاهتمام بها، حتى لا تكون وبالًا عليهم، فيبنبغي أن نرتقي بأنفسنا وهممنا, فنحن لا نرضى بأن يكون جل همنا بعض الأمور التي تقعدنا عن التفاعل مع القضايا العظيمة، فالعمر قصير والعمل قليل والنقص كثير، ولنقدر لكل شيء قدره، نسأل الله تعالى أن يبصرنا بالحق ويجعلنا هداة مهتدين، وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى، لكم من قلبي حتى ألقاكم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مما راق لي آمل أن يروق لكم