شواق
06 / 02 / 2009, 53 : 02 AM
http://algaarah.googlepages.com/hamed.JPG
عندما ذهبت للمدرسة لأول مرة كنت ارى نفسي اكبر من أن أكون طالباً في المرحلة الابتدائية ... ولكني اكملتها مع ما يتبعها من مراحل على مضض ....
كانت نظرات المدرسين لي في كل مراحلي الدراسية تشجع وتنمي داخلي تلك الفكرة التي أومن بها عن نفسي .....
ومضيت في طريقي.... كل خطوة أخطوها تزيدني ثقة عمياء في نفسي ... الى أن حان وقت الحقيقه ...
كانت أول صدمة أتلقاها هي فشلي في امتحان رخصة القيادة
ولأنها كانت الأولى فقد كانت الأقسى ....
ثم انفرطت سبحة الصدمات وعشت منذ رسوب رخصة القيادة اخرج من مصيبة لأقع في نكبة !!
وعلى طاري الطفوله ..
فتراني ولله الحمد ولد مؤدب ومحترم من صغري .. وأجد الآن صعوبة في نطق بعض الشتائم حتى ولو على سبيل الروايه والنقل
ولهذا اسباب .. فالمرة الأولى التي حاولت أن أشتم فيها أحد كانت في السنة الثامنة من عمري وكان هذا (الأحد) هو أخي الصغير ... وعلى مسمع من أمي ( بدون علمي) وكانت الكلمة التي قلتها قاسية وبذيئة ... وعند انتهائي من آخر حرف من تلك الشتيمة ، فوجئت بأمي تدخل وتأكدت أنها سمعتني .. طبعاً تأكدت أني مدبوغ مدبوغ .. الله لا يعوق بشر !!
ولكن المفاجاءة أنها لم تكلمني في هذا الموضوع أبداً وكانت مبتسمة وهادئة ( انسحاب تكتيكي ) ، وفي اليوم الثاني وبعد أن نسيت الموضوع (وراح عن بالي) ... نادتني ... وذهبت اليها مدربياً رأسي ... فسألتني عن أحد ضروسي الذي كان مسوساً فأجبتها ( وثوارة الأطفال في عيني ) بأنه لم يعد يسبب لي اي ألم ، فطلبت أن تتأكد وتراه بعينها، ففتحت فمي على مصراعيه مدلدلاً لساني وكأنه بطانية قديمة منشورة على حبل غسيل في بلكونة عائلة مصرية !! شقتهم على النيل وبالدور 37 ..
فقامت امي بحركة سريعة ـ باحراق لساني بعود ثقاب مشتعل ثم قالت (تراك تدري اني لو بغيت اقطعه قطعته " تقصد لساني "http://v.netlogstatic.com/v3.00/1160//s/i/smilies/wink.gif وكانت تلك الكية هي آخر عهد لساني بتلك الكلمة البذيئة ..
حتى بعد مرور تلك السنوات .. حتى انه قدر الله علي بالسابق بأن أحضر بعض مباريات كرة القدم ، وكما تعلمون فمدرجات الملاعب مرتع خصب لأمثال تلك الكلمة التي أحرقت لساني من أجلها .. ولكني عندما اسمع احد يقولها أشعر وكأن لساني تتورم .. واتخيل كباريت (جمع كبريت) العالم تطاردني باحثة عن لساني !! مما يضطرني الى مغادرة المكان ... حتى اشعر بالأمان وتعود لساني الى حجمها الطبيعي ..
المهم وتزامنا مع فتره الاختبارات القادمه وتعاطفاً مع الطلاب والطالبات باحكي شوي عن مرحله من مراحل دراستي ..
يوم كنا ندرس الابتدائي... كنا نتسابق نجلس عند الدوافير ... وطبعا دوافير المدارس مثل دوافير البيوت ... دافور البيت تلقاهـ منطعج ويطلع منه نور.. و دوافير المدرسة أيضا منطعجين, ويطلع منهم نور ..بس الأول جماد, وثاني من فصيلة البشر ... وأكثر الأيام اللي نتسابق فيها للجلوس جانب الدوافير, وقت الاختبارات ,ويكثر التلزق فيهم وانواع التزلف والنفاق ( واذا عطلنا الوجه من الوجه ابيض ماكنا نعرفهم )
وسباقنا في الجلوس بجانب الدوافير نابع من "رؤؤسنا المفهيه "... المدرس تلقاهـ يشرح القواعد والنصوص, وحنا نحسبها انقليزي... ما يخافون الله .. بزران وبراءه مع غشامه وش عرفنا ..
والرؤوس عندنا جاها خلل لأسباب عديدة .. أهمها "عظيم ساري"... والدنينة . وعنبر .. وعريج .... وتفليق روس عيال خلق الله ... و العزايم والزواجات... ناهيك عن "حرب داحس والغبراء" التي تقبع بين حارتنا والحاره المجاوره " وما يصاحبها من قصف عدائي عشوائي من الأمام .. أو من النيران الصديقة من الخلف ...( واكثر القصف يجي من النيران الصديقه اللي مايعرف يحذف واللي مايشوف .. الفلعات اللي براسي كلها من وراء وخلوها على ربكم ) <<< وان شاء الله انه دليل شجاعه يوم الضربات تجيك من الخلف ( الله يسامحك يابو ناصر http://v.netlogstatic.com/v3.00/1160//s/i/smilies/sad.gif )
وفي صباح كل يوم جديد .... تجدنا "نسير" إلى المدرسة حاملينا معنا "ثلاثة طن" ورق... ولمسافات طويلة .. ويجبرنا موقع المدرسة على الدخول إلى شارع أعدائنا عيال الحاره المجاوره الذين يترصدون بنا في كل "زاوية".... وعينك ما تشوف إلا النور.... بأأأأ هو يدرب .. والكومسري يدرب... والرقاله يدربوا .. والستات تزااااااغرط... والرقاله تأول الله أكبر ... واللي بالعجرا.. واللي بالزبيرية ... ولمدة تتجاوز عشرين دقيقة... تشعر بعدها بالنشوة والحماس, ويطير عنك النوم... وما أن تصل إلى المدرسة .. حتى تفاجأ أن الأحمال الورقية قد تقلصت إلى "اثنين غرام" فقط... أنا بصراحة كنت احسب إن عيال هالحاره يحبون أكل الورق والدفاتر ......
ومن الطبيعي أن أصل إلى المدرسة ومخي متعطل مررره ... وبمجرد دخول مدرس التوحيد للفصل... الله يسامحه .. يتساقط البعض "إغماء". أنا بصراحة كنت أتمتع برباطة جأش عظيمة ...... فما أن تقع عيني على المدرس وهو يحمل تلك العصا النحيلة .. إلا وتجيني ام الركب وانواع النفض في ذيك المرحله كانت اسوء الدرجات في التقرير الشهري ( ياللي لحقتوا على التقارير الشهريه ) كانت في مواد الدين يعني نخبر الناس تجيب ضعيف ولا مقبول في الرياضيات ولا في القواعد اما في الدين ماظن سبقنا ياطلاب هالمدرسه احد .. تجيك المواد كلها تحت بعض ( قران ، تجويد ، حديث ، فقه ، توحيد ) وكلها ضعيف .. ومن طقوس المدرس انه لابقى على الحصه 5 دقايق وتنتهي .. فتح الدفتر الاخضر حق الدرجات وطاح فينا خز .. ( يبدا هنا في الخصميات على ربع ونص وانت ماشي ) على حسب جلستك وخشتك
الفسحة ..
وما أدراك مع الفسحة .... كان لنا مكان في ركن المقصف وباقي الشلل كل شله لها زاويه وخلال هالفسحه يتم تبادل النظرات اللي مدري وش تبي والتخطيط لتصفيه الحسابات .. والاعداد لبرامج مابعد الغداء .. ولايخلى الوضع من بعض الاسئله مثل وش تفطر وبكم فطرت .. ولابد أن تختتم الأسئلة بـ "تكفى بق لي" لو بدون جوع اهم شي تنقال وبس ......
كان اسم الدافور صديقي "رامي".... أنا بصراحة كنت اسميه "حرامي"... فلم يسبق أن اجتمعت الحروف "الراء, الألف, الميم, الياء" عندي إلا في لفظ "حرامي".... واذكر أول مرة حاولت فيها نطق اسم الرسوم المتحركة "قرندايزر".. أصبت بشد عضلي في لساني وبغيت ابلعه .. وأخرتها ثلاثة أيام في المستشفى. واحمد الله ماعاد اجتمعت هالحروف في رسوم ابد ( لافي عدنان ولينا ولا في جنقر ولا في سالي ) ..
عموما, نرجع للغش والدوافير.
بسبب "الفهاوه الزايده " وبسبب "المدرسين والعصا".... وبسبب الشوارع والفرفره ... نضطر آسفين إلى التسابق بجنب "دوافير الفصل"...وعلى عينك ...قززززز ... وانقش كل شي يكتبه الدافور , وأطبعه في ورقتك بنفس الحجم والصيغة والأحرف.. دونزيادة أو نقصان .. وأسلوبنا هذا هو الفكرة التي سرقها بيل غيتس مصمم برنامج الكمبيوتر "ويندوز"...copy&paste .. وأنا بصراحة بأرفع عليه قضية "حماية الحقوق الفكرية"... وأطالبه بتعويض مالي.
اتذكر من المواقف اللي لاتزال راسخه في بالي من ايام المتوسط ( الكفاءه ) اني كنت جيد في الانجليزي .. ولكن الرياضيات انا بوادي وهي بوادي واحد الزملاء العكس مني تماما يعني جيد بالرياضيات وبالانجليزي ماهوب ذاك الزود .. وكنا بالاختبارات النهائيه ورا بعض .. هذاك الوقت ماكانوا يشترطون كتابه الاسم على ورقه االاسئله زي الحين ( اظن طبقوا كتابه الاسم بعد سالفتنا انا وصديقي ) .. المهم في اختبار الانجليزي وبعد مانهيت ورقتي شكيت اجابتي على ورقه الاسئله وانا طالع بسلم ورقتي نطلت عنده ورقة االاسئله حقتي وعليها الاجابات .. وهو بعد الله يجزاه خير طبق نفس الخطه ..
طبعا كنا حذرين بالتغاضي عن بعض الاجابات عشان مايكون التشابه 100% وخاصه ان فيه اثنين من اصدقائي .. جابوا الاسئله حقت الانجليزي بطريقه ما ومن الذكاء الزايد جاوبوا كل الاسئله صح يعني اخذوا 35 من 35 والمدرس يدري ان هالاثنين الله يذكرهم بالخير ليسوا فقط الاغبي في اللغه الانجليزيه على مستوى الفصل او المدرسه او المحافظه او المنطقه او الدوله او الخليج او الشرق الاوسط او قاره اسيا ولكنهم قد يكونوا الاغبي في اللغه على مستوى العالم ككل .. يعني ماضرهم لو خطأوو انفسهم بفقرتين او ثلاث ..
الحمد لله .. نجحت .. وتخرجت من الابتدائية ... والمتوسطة .... والثانوي... والجامعة
.........
ولو حاولنا أن نتناقش عن "أحقية التخرج"... ومدى مشروعية الغش الدراسي.. فانا اعترف وبكامل قواي العقلية أن "الغش حرام".. ولكن, في ظل تلك الظروف المحيطة بنا ... من ...مستوى اجتماعي "بدائي"... مستوى غذائي متخلف " لعنبو داركم, كنت احسب المربى حرام".... مستوى صحي "كوي, وأنت ماشي "... مستوى امني " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".... وفوق هذا تطالبنا المدرسة بحفظ "اللوغاريتمات, و مناخ كوريا, وقواعد النحو, وغيرها ".. حفظ تام وإلا فالعصا أمامكم والفلكة خلفكم.
الآن وبعد مرور ردح من الزمن .. هاهي حكومتنا الرشيدة تسير "مثل شغلنا الاول مع بعض الاختلافات الطفيفه ".... حالة أمنية غير مستقرة "ما ودي أقول إرهاب عشان ما احد يزعل".... وحالة صحية "تشهد لها مستشفيات شهار والشميسي".. وحالة تعليمية "لم تختلف الأساليب مع اختلاف الزمن"... وحالة اقتصادية "اسهم الشركات اصبحت تحت سعر الاكتتاب وبطاله ".. وفوق كل هذا نسعى للإصلاح بواسطة "جهودنا الشخصية والعقلية".... أبشر بطول سلامة يا مفسدٌ.
دول العالم الان وبعض الدول "المحيطة بنا"... قفزت مراحل متقدمة في الإصلاح والتطور... ونحن لازلنا نفكر بـ"عظيم سارى, وعنبر ، وعريج .. ودول عربيه
مع كل هذه المشاكل... وكل هذه الرغبات التي نطمح في تحقيقها ... أناشد حكومتنا الرشيدة في "الغش" من الدوافير المحيطة بنا .. ويكفينا اجتهادات شخصية "مخزية".
ما فيها شي... قززززوا القوانين التي تطبقها "الإمارات" في تشجيع الاستثمار والا ( سنغافوره ) ... وانسخوها حرفيا كقوانين معتمدة لدينا ... فما الذي يمنع من تطبيقها حرفيا؟
لا يوجد اختلاف في شيء... إذا دعونا نقز قوانينهم, ونطبقها حرفيا ...
وصدقوني.. الغش في هذه الحالة .... ليس حلال فقط.. بل
واجب للمحافظة على تقدمنا.
مع تمنياتي بالتوفيق والنجاح لجميع الطلاب والطالبات
معلم الماده شواق
عندما ذهبت للمدرسة لأول مرة كنت ارى نفسي اكبر من أن أكون طالباً في المرحلة الابتدائية ... ولكني اكملتها مع ما يتبعها من مراحل على مضض ....
كانت نظرات المدرسين لي في كل مراحلي الدراسية تشجع وتنمي داخلي تلك الفكرة التي أومن بها عن نفسي .....
ومضيت في طريقي.... كل خطوة أخطوها تزيدني ثقة عمياء في نفسي ... الى أن حان وقت الحقيقه ...
كانت أول صدمة أتلقاها هي فشلي في امتحان رخصة القيادة
ولأنها كانت الأولى فقد كانت الأقسى ....
ثم انفرطت سبحة الصدمات وعشت منذ رسوب رخصة القيادة اخرج من مصيبة لأقع في نكبة !!
وعلى طاري الطفوله ..
فتراني ولله الحمد ولد مؤدب ومحترم من صغري .. وأجد الآن صعوبة في نطق بعض الشتائم حتى ولو على سبيل الروايه والنقل
ولهذا اسباب .. فالمرة الأولى التي حاولت أن أشتم فيها أحد كانت في السنة الثامنة من عمري وكان هذا (الأحد) هو أخي الصغير ... وعلى مسمع من أمي ( بدون علمي) وكانت الكلمة التي قلتها قاسية وبذيئة ... وعند انتهائي من آخر حرف من تلك الشتيمة ، فوجئت بأمي تدخل وتأكدت أنها سمعتني .. طبعاً تأكدت أني مدبوغ مدبوغ .. الله لا يعوق بشر !!
ولكن المفاجاءة أنها لم تكلمني في هذا الموضوع أبداً وكانت مبتسمة وهادئة ( انسحاب تكتيكي ) ، وفي اليوم الثاني وبعد أن نسيت الموضوع (وراح عن بالي) ... نادتني ... وذهبت اليها مدربياً رأسي ... فسألتني عن أحد ضروسي الذي كان مسوساً فأجبتها ( وثوارة الأطفال في عيني ) بأنه لم يعد يسبب لي اي ألم ، فطلبت أن تتأكد وتراه بعينها، ففتحت فمي على مصراعيه مدلدلاً لساني وكأنه بطانية قديمة منشورة على حبل غسيل في بلكونة عائلة مصرية !! شقتهم على النيل وبالدور 37 ..
فقامت امي بحركة سريعة ـ باحراق لساني بعود ثقاب مشتعل ثم قالت (تراك تدري اني لو بغيت اقطعه قطعته " تقصد لساني "http://v.netlogstatic.com/v3.00/1160//s/i/smilies/wink.gif وكانت تلك الكية هي آخر عهد لساني بتلك الكلمة البذيئة ..
حتى بعد مرور تلك السنوات .. حتى انه قدر الله علي بالسابق بأن أحضر بعض مباريات كرة القدم ، وكما تعلمون فمدرجات الملاعب مرتع خصب لأمثال تلك الكلمة التي أحرقت لساني من أجلها .. ولكني عندما اسمع احد يقولها أشعر وكأن لساني تتورم .. واتخيل كباريت (جمع كبريت) العالم تطاردني باحثة عن لساني !! مما يضطرني الى مغادرة المكان ... حتى اشعر بالأمان وتعود لساني الى حجمها الطبيعي ..
المهم وتزامنا مع فتره الاختبارات القادمه وتعاطفاً مع الطلاب والطالبات باحكي شوي عن مرحله من مراحل دراستي ..
يوم كنا ندرس الابتدائي... كنا نتسابق نجلس عند الدوافير ... وطبعا دوافير المدارس مثل دوافير البيوت ... دافور البيت تلقاهـ منطعج ويطلع منه نور.. و دوافير المدرسة أيضا منطعجين, ويطلع منهم نور ..بس الأول جماد, وثاني من فصيلة البشر ... وأكثر الأيام اللي نتسابق فيها للجلوس جانب الدوافير, وقت الاختبارات ,ويكثر التلزق فيهم وانواع التزلف والنفاق ( واذا عطلنا الوجه من الوجه ابيض ماكنا نعرفهم )
وسباقنا في الجلوس بجانب الدوافير نابع من "رؤؤسنا المفهيه "... المدرس تلقاهـ يشرح القواعد والنصوص, وحنا نحسبها انقليزي... ما يخافون الله .. بزران وبراءه مع غشامه وش عرفنا ..
والرؤوس عندنا جاها خلل لأسباب عديدة .. أهمها "عظيم ساري"... والدنينة . وعنبر .. وعريج .... وتفليق روس عيال خلق الله ... و العزايم والزواجات... ناهيك عن "حرب داحس والغبراء" التي تقبع بين حارتنا والحاره المجاوره " وما يصاحبها من قصف عدائي عشوائي من الأمام .. أو من النيران الصديقة من الخلف ...( واكثر القصف يجي من النيران الصديقه اللي مايعرف يحذف واللي مايشوف .. الفلعات اللي براسي كلها من وراء وخلوها على ربكم ) <<< وان شاء الله انه دليل شجاعه يوم الضربات تجيك من الخلف ( الله يسامحك يابو ناصر http://v.netlogstatic.com/v3.00/1160//s/i/smilies/sad.gif )
وفي صباح كل يوم جديد .... تجدنا "نسير" إلى المدرسة حاملينا معنا "ثلاثة طن" ورق... ولمسافات طويلة .. ويجبرنا موقع المدرسة على الدخول إلى شارع أعدائنا عيال الحاره المجاوره الذين يترصدون بنا في كل "زاوية".... وعينك ما تشوف إلا النور.... بأأأأ هو يدرب .. والكومسري يدرب... والرقاله يدربوا .. والستات تزااااااغرط... والرقاله تأول الله أكبر ... واللي بالعجرا.. واللي بالزبيرية ... ولمدة تتجاوز عشرين دقيقة... تشعر بعدها بالنشوة والحماس, ويطير عنك النوم... وما أن تصل إلى المدرسة .. حتى تفاجأ أن الأحمال الورقية قد تقلصت إلى "اثنين غرام" فقط... أنا بصراحة كنت احسب إن عيال هالحاره يحبون أكل الورق والدفاتر ......
ومن الطبيعي أن أصل إلى المدرسة ومخي متعطل مررره ... وبمجرد دخول مدرس التوحيد للفصل... الله يسامحه .. يتساقط البعض "إغماء". أنا بصراحة كنت أتمتع برباطة جأش عظيمة ...... فما أن تقع عيني على المدرس وهو يحمل تلك العصا النحيلة .. إلا وتجيني ام الركب وانواع النفض في ذيك المرحله كانت اسوء الدرجات في التقرير الشهري ( ياللي لحقتوا على التقارير الشهريه ) كانت في مواد الدين يعني نخبر الناس تجيب ضعيف ولا مقبول في الرياضيات ولا في القواعد اما في الدين ماظن سبقنا ياطلاب هالمدرسه احد .. تجيك المواد كلها تحت بعض ( قران ، تجويد ، حديث ، فقه ، توحيد ) وكلها ضعيف .. ومن طقوس المدرس انه لابقى على الحصه 5 دقايق وتنتهي .. فتح الدفتر الاخضر حق الدرجات وطاح فينا خز .. ( يبدا هنا في الخصميات على ربع ونص وانت ماشي ) على حسب جلستك وخشتك
الفسحة ..
وما أدراك مع الفسحة .... كان لنا مكان في ركن المقصف وباقي الشلل كل شله لها زاويه وخلال هالفسحه يتم تبادل النظرات اللي مدري وش تبي والتخطيط لتصفيه الحسابات .. والاعداد لبرامج مابعد الغداء .. ولايخلى الوضع من بعض الاسئله مثل وش تفطر وبكم فطرت .. ولابد أن تختتم الأسئلة بـ "تكفى بق لي" لو بدون جوع اهم شي تنقال وبس ......
كان اسم الدافور صديقي "رامي".... أنا بصراحة كنت اسميه "حرامي"... فلم يسبق أن اجتمعت الحروف "الراء, الألف, الميم, الياء" عندي إلا في لفظ "حرامي".... واذكر أول مرة حاولت فيها نطق اسم الرسوم المتحركة "قرندايزر".. أصبت بشد عضلي في لساني وبغيت ابلعه .. وأخرتها ثلاثة أيام في المستشفى. واحمد الله ماعاد اجتمعت هالحروف في رسوم ابد ( لافي عدنان ولينا ولا في جنقر ولا في سالي ) ..
عموما, نرجع للغش والدوافير.
بسبب "الفهاوه الزايده " وبسبب "المدرسين والعصا".... وبسبب الشوارع والفرفره ... نضطر آسفين إلى التسابق بجنب "دوافير الفصل"...وعلى عينك ...قززززز ... وانقش كل شي يكتبه الدافور , وأطبعه في ورقتك بنفس الحجم والصيغة والأحرف.. دونزيادة أو نقصان .. وأسلوبنا هذا هو الفكرة التي سرقها بيل غيتس مصمم برنامج الكمبيوتر "ويندوز"...copy&paste .. وأنا بصراحة بأرفع عليه قضية "حماية الحقوق الفكرية"... وأطالبه بتعويض مالي.
اتذكر من المواقف اللي لاتزال راسخه في بالي من ايام المتوسط ( الكفاءه ) اني كنت جيد في الانجليزي .. ولكن الرياضيات انا بوادي وهي بوادي واحد الزملاء العكس مني تماما يعني جيد بالرياضيات وبالانجليزي ماهوب ذاك الزود .. وكنا بالاختبارات النهائيه ورا بعض .. هذاك الوقت ماكانوا يشترطون كتابه الاسم على ورقه االاسئله زي الحين ( اظن طبقوا كتابه الاسم بعد سالفتنا انا وصديقي ) .. المهم في اختبار الانجليزي وبعد مانهيت ورقتي شكيت اجابتي على ورقه الاسئله وانا طالع بسلم ورقتي نطلت عنده ورقة االاسئله حقتي وعليها الاجابات .. وهو بعد الله يجزاه خير طبق نفس الخطه ..
طبعا كنا حذرين بالتغاضي عن بعض الاجابات عشان مايكون التشابه 100% وخاصه ان فيه اثنين من اصدقائي .. جابوا الاسئله حقت الانجليزي بطريقه ما ومن الذكاء الزايد جاوبوا كل الاسئله صح يعني اخذوا 35 من 35 والمدرس يدري ان هالاثنين الله يذكرهم بالخير ليسوا فقط الاغبي في اللغه الانجليزيه على مستوى الفصل او المدرسه او المحافظه او المنطقه او الدوله او الخليج او الشرق الاوسط او قاره اسيا ولكنهم قد يكونوا الاغبي في اللغه على مستوى العالم ككل .. يعني ماضرهم لو خطأوو انفسهم بفقرتين او ثلاث ..
الحمد لله .. نجحت .. وتخرجت من الابتدائية ... والمتوسطة .... والثانوي... والجامعة
.........
ولو حاولنا أن نتناقش عن "أحقية التخرج"... ومدى مشروعية الغش الدراسي.. فانا اعترف وبكامل قواي العقلية أن "الغش حرام".. ولكن, في ظل تلك الظروف المحيطة بنا ... من ...مستوى اجتماعي "بدائي"... مستوى غذائي متخلف " لعنبو داركم, كنت احسب المربى حرام".... مستوى صحي "كوي, وأنت ماشي "... مستوى امني " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".... وفوق هذا تطالبنا المدرسة بحفظ "اللوغاريتمات, و مناخ كوريا, وقواعد النحو, وغيرها ".. حفظ تام وإلا فالعصا أمامكم والفلكة خلفكم.
الآن وبعد مرور ردح من الزمن .. هاهي حكومتنا الرشيدة تسير "مثل شغلنا الاول مع بعض الاختلافات الطفيفه ".... حالة أمنية غير مستقرة "ما ودي أقول إرهاب عشان ما احد يزعل".... وحالة صحية "تشهد لها مستشفيات شهار والشميسي".. وحالة تعليمية "لم تختلف الأساليب مع اختلاف الزمن"... وحالة اقتصادية "اسهم الشركات اصبحت تحت سعر الاكتتاب وبطاله ".. وفوق كل هذا نسعى للإصلاح بواسطة "جهودنا الشخصية والعقلية".... أبشر بطول سلامة يا مفسدٌ.
دول العالم الان وبعض الدول "المحيطة بنا"... قفزت مراحل متقدمة في الإصلاح والتطور... ونحن لازلنا نفكر بـ"عظيم سارى, وعنبر ، وعريج .. ودول عربيه
مع كل هذه المشاكل... وكل هذه الرغبات التي نطمح في تحقيقها ... أناشد حكومتنا الرشيدة في "الغش" من الدوافير المحيطة بنا .. ويكفينا اجتهادات شخصية "مخزية".
ما فيها شي... قززززوا القوانين التي تطبقها "الإمارات" في تشجيع الاستثمار والا ( سنغافوره ) ... وانسخوها حرفيا كقوانين معتمدة لدينا ... فما الذي يمنع من تطبيقها حرفيا؟
لا يوجد اختلاف في شيء... إذا دعونا نقز قوانينهم, ونطبقها حرفيا ...
وصدقوني.. الغش في هذه الحالة .... ليس حلال فقط.. بل
واجب للمحافظة على تقدمنا.
مع تمنياتي بالتوفيق والنجاح لجميع الطلاب والطالبات
معلم الماده شواق