المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ... . > هوامش من التاريخ والمقاومة!


Alfa166
09 / 12 / 2008, 58 : 10 AM
/
\

مدخل / يا كاع اترابك كافور ... هذولا احنا سباع .... صدام شراع .... ( الله يرحمك رحمة واسعة )

قرات كتاب هوامش من التاريخ والمقاوم
الطبعة الاولى صدر عام 2003 وهو ناتج عن هوامش جمعت لأصدار رواية ارض السواد .


كتب / إبراهيم غرايبة


ثورة العشرين

بعد أن استولت القوات البريطانية على العراق عام 1917 قال القائد البريطاني الجنرال مود كلمته المشهورة مخاطبا الشعب العراقي "لقد جئتكم محررا لا فاتحا"، وأقام الإنجليز في العراق حكما مباشرا، وتولوا بأنفسهم الإدارة والسيطرة على الثروة، بما في ذلك الجهاز الإداري والضرائب وتعيين حكام المناطق.
وفي العام 1920 هبت ثورة عراقية كبرى بقيادة زعماء القبائل وعلماء الدين، واتسع نطاقها لتشمل المدن والحواضر العراقية مثل النجف وكربلاء والسماوة، وقطعت طرق المواصلات التي تعتمد عليها القوات البريطانية، البرية منها والنهرية وكذلك سكة الحديد، حتى استشرت مجاعة بين البريطانيين.
وبعد شهرين من الثورة الشاملة انسحبت القوات البريطانية من معظم مواقعها لتتحصن في حاميات دفاعية، وسيطر الثوار على معظم العراق عدا بغداد والبصرة.
ولجأت القوات البريطانية إلى حرق المحاصيل الزراعية، ودفع حملات عسكرية بالغة القسوة لمعاقبة السكان وإرهابهم ومنعهم من التعاون مع الثوار، وجندت أعدادا كبيرة إضافية من قواتها في الهند ومن المتطوعين البريطانيين من القوميين والشوفينيين، ودخلت في مواجهة إستراتيجية جديدة قائمة على النفس الطويل والمواجهة النفسية ومحاولة اختراق الثوار وتفريقهم.
وبعد انتهاء الثورة عين السير بيرسي كوكسي مندوبا بريطانيا في العراق، واتجه التفكير إلى التخلي عن الحكم المباشر، واعتماد صيغة الحكم الوطني الموالي والمعتمد من قبل الإنجليز.
وباختيار حكومة مؤقتة، ثم اختيار فيصل بن الحسين ملكا للعراق انتهت الثورة التي كانت أول ثورة عربية في المشرق تقاوم الاحتلال، وقد كبدت المحتلين خسائر فادحة، وغيرت من نظرتهم للكيفية التي يجب أن يحكم بها العراق، فبعد رغبة في ممارسة الحكم مباشرة اضطر الاحتلال إلى استبدال هذه الصيغة بالحكم الوطني، وقد شملت هذه الثورة جميع العراق، واتحدت فيها جميع الطوائف والمذاهب العراقية.

كان الشيخ ضاري حلقة الوصل بين جميع الثوار على اختلاف مناطقهم ومذاهبهم، وكان يتولى تمويل الثورة بالرجال والسلاح والمؤونة



الشيخ ضاري الحمود
يعرف المتابعون للشأن العراقي اليوم الشيخ الدكتور حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء العراق، والملفت للاهتمام بمظهره المهيب وحديثة المتدفق، وقد أجرت قناة الجزيرة معه لقاء مطولا.
فهو ابن الشيخ ضاري الحمود أحد أهم قادة ثورة العشرين، الذي قطع مع رجاله خط الإمداد عبر الفرات للقوات البريطانية وأوقعها تحت حصار صعب، وقد كان الشيخ ضاري حلقة الوصل بين جميع الثوار على اختلاف مناطقهم ومذاهبهم، وكان يتولى تمويل الثورة بالرجال والسلاح والمؤونة، كما كان يمنع الإمدادات البريطانية من المرور عبر الفرات حيث كانت قبيلته تسيطر على الضفاف الغربية للنهر.
وقد تعرضت قبيلة زوبع التي يقودها الشيخ ضاري لعقوبات انتقامية بسبب مواقفها الوطنية فأتلفت مزروعاتها، واعتقل عدد كبير من رجالها، وعندما حاول الضابط لغمان مساعد المندوب السامي في لقاء بينه وبين الشيخ ضاري استفزازه وإهانته سل سيفه وقتله.
وفي العام 1927 صدر عفو عام عن رجال الثورة، ولكن استنثي منه الشيخ ضاري وأبناؤه، وعندما كان الشيخ مسافرا إلى حلب للعلاج بعد أن اشتد عليه المرض تعرض لخيانة من السائق الذي سلمه للبريطانيين، وكان في الثمانين من عمره، وتوفي عام 1928 أثناء اعتقاله بسبب المرض الشديد والإهمال، وكان
جنازته يوما حافلا في تاريخ العراق الحديث.


مس بيل (الخاتون)



صدر عام 2002 كتاب "جيرترود بيل، من أوراقها الشخصية" من تأليف إليزابيت بيرغوني، وكتب المؤلف مقدمة هذا الكتاب عندما ترجمه نمير عباس مظفر.
لعبت هذه المرأة التي جاءت إلى العراق عام 1914 دورا بالغ الأهمية في ترتيب أوضاع العراق بعد الحرب العالمية الأولى، فقد كانت بسعة علاقاتها ومعارفها وخبراتها بالعراق أهم عون للمندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس في هندسة مستقبل العراق.


الملك فيصل الأول

بعد ثورة العشرين جرت مفاوضات بين البريطانيين من جهة ومجموعة من القيادات العربية ليتولى فيصل بن الحسين ملك العراق، وكان قد خرج من سوريا بعد الاحتلال الفرنسي لها وإنهاء ملكه الذي أنشأه فيها قبل ذلك بأشهر قليلة.
وقد واجه الملك فيصل منذ توليه الحكم تحديات داخلية لبناء العراق وتوحيده، وخارجية مع بريطانيا لتحقيق الاستقلال، وكان من أهم القضايا التي واجهها: العلاقة مع الدول المجاورة، ومشكلة الموصل، والنفط، والدستور.



في جو من المكائد والنزاعات بين رجال الدولة اغتيل الملك غازي وكان اغتياله فاتحة لسلسلة من الاغتيالات والانقلابات التي لم تتوقف حتى بعد تصفية الأسرة الحاكمة في العراق عام 1958


الملك غازي


بعد وفاة الملك فيصل تولى الملك ابنه غازي الذي ابتدأ عهده بمواجهة تمرد الآشوريين، وقد ووجهت هذه الثورة بقسوة وعنف، وتولى ذلك بكر صدقي وهو قائد عسكري كردي.
وكان الملك غازي شابا في بداية العشرينيات ومحاطا بعدد من كبار رجال السياسة المحنكين الذي رافقوا والده الملك فيصل، مثل نوري السعيد وجعفر العسكري وياسين الهاشمي وجميل المدفعي، وهو وإن كان أمرا إيجابيا من ناحية فإنه من ناحية أخرى كان سببا للخلافات والمكائد بين السياسيين.
دخل الملك غازي في مواجهة سياسية مع الإنجليز لم يكن سهلا الخروج منها، وفي جو من المكائد والنزاعات بين رجال الدولة اغتيل الملك غازي، وأخرجت عملية اغتياله على أنها حادث سيارة، وكانت تلك الوفاة فاتحة لسلسلة من المؤامرات والاغتيالات والانقلابات التي لم تتوقف حتى بعد تصفية الأسرة الحاكمة في العراق عام 1958.

ياسين الهاشمي.. الشهاب الذي هوى

كان ياسين الهاشمي ضابطا مرموقا في الجيش العثماني، وقد أبلى في الحرب العالمية الأولى بلاء حسنا، ثم انضم إلى الملك فيصل وشارك في تشكيل الحكومة السورية الأولى، ثم جاء إلى بغداد مع الملك فيصل، وكان ممنوعا من دخولها من قبل سلطات الاحتلال البريطاني، وقد أنشأ حزبا سياسيا مناوئا لبريطانيا، وقد كلف بتشكيل الحكومة عام 1924، ثم في عهد الملك غازي.
وقد دخلت الحكومة في مواجهة مع رئيس الأركان بكر صدقي الذي زحف بقوات عسكرية في انقلاب عسكري على الحكومة، وشكلت حكومة بقيادة حكمت سليمان، وسافر إلى خارج البلاد كل من نوري السعيد وياسين الهاشمي ورشيد عالي الكيلاني.
كان ياسين الهاشمي قوميا معاديا بقوة لبريطانيا، ومتضامنا مع حركات التحرر العربية في سورية ولبنان، وأيد بقوة المقاومة الفلسطينية، وكان يدير بالتعاون مع الملك غازي إذاعة خاصة تبث من قصر الزهور للملك غازي، وكانت إذاعة قوية تهاجم بريطانيا علنا وبصراحة.
وغادر الهاشمي بغداد إلى بيروت، وتوفي في المنفى، ودفن في دمشق إلى جوار قبر صلاح الدين تقديرا لدوره القومي وسمعته العربية الطيبة.

عبد الإله الوصي على عرش العراق


الأمير عبد الإله هو ابن الملك علي بن الحسين آخر ملوك الحجاز قبل أن تؤول السلطة فيها لآل سعود، وقد تزوج الملك غازي من أخته "عالية" وكانت عائلته تقيم في إسطنبول، وجاء معها إلى العراق، ويعتقد أنه كان له بالتعاون مع نوري السعيد دور في اغتيال الملك غازي.
وعين وصيا على العرش لأن الملك فيصل الثاني ابن أخته كان عمره عندما توفي أبوه أربع سنوات فقط.
ودارت منافسات قوية بينه وبين نوري السعيد رغم أن السعيد هو الرجل الأول وراء تعيينه وصيا على العرش ووقف بقوة في مواجهة اختيار الأمير زيد بن الحسين الذي كان نائبا للملك فيصل، أو الأمير عبد الله بن الحسين أمير شرق الأردن ملكا أو وصيا، ودخل أيضا في مواجهة مع رشيد عالي الكيلاني رئيس الوزراء، وقد غادر بغداد لفترة من الزمن بعد مواجهة مع قادة الجيش العراقي، وقد عزل عن الوصاية، وعين مكانه الشريف شرف، ثم أعيد مرة أخرى في عملية انقلابية صفي فيها بالقتل والعزل والنفي والاعتقال معظم قادة الجيش والوزراء وكبار الموظفي إن لم يكن جميعهم، حتى إن المعتقلات ضاقت بالمساجين، فاستخدمت المساجد لاحتجاز الناس.



إن درس العراق يعني المنطقة كلها لأن لأميركا مخططا تريد تطبيقه لإحكام سيطرتها على المنطقة أولا، ثم مد هذه السيطرة إلى مناطق أخرى
من العالم



رشيد عالي الكيلاني

شكل رشيد الكيلاني الحكومة لأول مرة في عهد الملك فيصل الأول، وكان رئيسا للحكومة عام 1941، ودخل أثناء هذه المرحلة في مواجهة مع الوصي عبد الإله ومع بريطانيا، وقد نحي عبد الإله عن الوصاية واختير بدلا منه الشريف شرف.
وألغى رشيد الكيلاني المعاهدة البريطانية، ودخل في مواجهة سياسية ثم عسكرية مع بريطانيا، وصفيت حركة الكيلاني، وأعدم عدد كبير من قادتها، ولجأ الكثير منهم إلى الخارج، ومنهم رشيد الكيلاني الذي لجأ إلى دول عدة آخرها مصر، ثم عاد إلى بغداد عام 1958، ولكنه اعتقل بعد أشهر من عودته، ثم لجأ إلى بيروت والقاهرة، وعاد مرة أخرى إلى بغداد بعد سقوط عبد الكريم قاسم، ثم لجأ إلى بيروت وتوفي فيها عام 1965.


بين الاحتلالين

تثير المطالعة التاريخية للاستعمار البريطاني للعراق بعد الحرب العالمية الأولى مقارنات كثيرة مع الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 ربما يكون استحضارها مهما ومفيدا.
فقد بدأ كل من الاحتلالين بإدارة مباشرة ولكن المقاومة الشديدة اضطرتهما للتخلي عن المشروع لصالح حكم وطني، ولكن في الوقت الذي كان يتعامل فيه البريطانيون مع أشخاص مثل الملك فيصل الأول ورفاقه من القادة العراقيين ذوي المؤهلات العالية والانتماء الكبير فإن الإدارة الأميركية اليوم تفاوض نفسها.
إن إعادة رواية الأحداث برأي المؤلف يربطها بأحداث قريبة مشابهة، ويجعل الناس يعرفون كيف واجه آباؤهم وأجدادهم الاحتلال وقاوموه، وكبدوه خسائر فادحة، ويملك الجمهور اليوم وعيا كبيرا لا يقاس معه وعي الأمس وإمكانياته، ما يستوجب الإقدام والمبادرة لحشد الجماهير من أجل تحرير الوطن، وعلى أسس مختلفة عن السابق، تلك الأسس التي جعلت الوطن يسقط قبل أن يحارب.
إن درس العراق بمقدار ما يعني العراق بالدرجة الأولى والأساسية، فإنه يعني المنطقة كلها، لأن لأميركا مخططا تريد تطبيقه لإحكام سيطرتها على المنطقة أولا، ثم مد هذه السيطرة إلى مناطق أخرى من العالم، إلا إذا بدأت المقاومة وأوقفت هذه المد البربري الذي يريد أن يغير العالم حسب مشيئته.


مخرج / منصورة يا بغداد ... من راد يذلك ذليته.

النجدي
10 / 12 / 2008, 36 : 11 AM
الله يبارك فيك على هذا الطرح

وتاريخ العراق مليء بالأحداث المثيرة

Alfa166
11 / 12 / 2008, 23 : 06 AM
/
\

الله يبارك فيك يا النجدي

وكل عام وانت سالم

Alfa166
14 / 02 / 2009, 00 : 05 AM
.
.
.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://www.up.othetheh.com/uploads/bc00288946.bmp (http://www.up.othetheh.com)

في عام 656 هـــ كان الحقد التتري يواجه بغداد بالنار والذبح ، ودليلهم الى الذين احتموا بالبيوت المهجورة الوزير ابن العلقمي و الى المكتبات والوثائق والدراسات العالم الطوسي
، فما خرجو منها بعد اربعين الا وقد ابادوا البشر والشجر والاسواق والكتب والخليفة ..!
كان عمر بغداد يومها 500 سنة بالتمام ،بينما لا يعرف عن عمر التتار شيئ يومها ، واليوم بغداد اذ خاضت عشرات الحروب فان عدد سكانها يزيد عن السبعة ملايين نسمة فيما انزوى التتار بعد اسلامهم في دول الاتحاد السوفييتي تحت القمع والتجهيل والتهميش ولا تشير اي دراسة مسحية الى ان تعدادهم قد وصل المليون حتى اليوم,,,,!
منذ اكثر من عشرين سنة ودولة اسرائيل مشغولة بغير الحروب التي خاضتها ضد الفلسطينين –وخلال هذه الفترة لم تخض اي معركة عربية سوى جنوب لبنان- مشغولة بما يؤرق بالفعل مستقبلها ووجودها بالكامل ، فامام الة الموت التي تشغلها ضد الفلسطينين ، فان ثمة الة اخرى لا تملك لها سلاحا ولا حليفا دوليا واقليميا ، خصوبة هذا الشعب الحي الذي يتكاثر بضعف او يزيد عن الضعف مما يتوالد به اليهود...
تبلغ نسبة الخصوبة بالمجتمع الفلسطيني بالكامل نحو 5,9
لكل امراة وهي اعلى نسب مسجلة في العالم اذ استثنينا مجتمعات لا تخضع لدراسات مسحية في مجاهل افريقيا و اسيا..
يذكر ان نسبة المواليد بقطاع غزة اعلى منها حتى في الضفة نفسها ، فوفق دراسات وزارة الصحة الفلسطينية منذ سنتين فان معدل المواليد في قطاع غزة يزيد عن الالف مولود شهري بواقع 28-36طفلا يومياًوفي دراسة فلسطينية اخرى تتراوح نسبة الخصوبة بين 4,2 لكل امراة في الضفة و 5,4 لكل امراة في قطاع غزة ، وفي كلتا الدراستين فان نسبة الخصوبة المتوسطة اعلى من ضعف نسبة الخصوبة بالمجتمع اليهودي..!
هذا رغم ان قطاع غزة هو الاسوأ بالنظام الصحي في منطقة الشرق الاوسط وتعتبر الحوامل اكثر عرضة للاسقاطات والاجهاض بفعل عدم الرعاية الصحية والامكانات المتوفرة لدى المستشفيات..
جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني توقع وصول عدد العرب بعد سنة واحدة اي عام 2010 الى 6,2 مليون مقابل 5,7 مليون يهودي لتكون اول هزيمةديمغرافية ليهود فلسطين بالكامل..!
تعتبر المدن العربية والاسلامية هي التي تتنافس على نسبة الخصوبة الاعلى عالميا ،وفي كثير من الاعوام تدخل غزة في صدارة هذه المدن اذ اعتمدت على نسبة الخصوبة وليس على نسبة الهجرة من الارياف كما في مدينة الرياض السعودية مثلا ، وهذا ما تشير اليه ايضا نسبة تكاثر اهل غزة حتى خارج غزة في السعودية والخليج ومصر ،حيث يقيمون من غير جنسيات ويبقى وجودهم فيها حتميا لان اية دولة ترفض استقبالهم اذ خرجوا من هذه الدول ، وعلى هذه الدول بفعل المسؤولية الملقاة عليها تجاههم ان ترحب بذلك وقد رفدوها بالعلم والخبرات طوال سنوات تواجدهم فيها ،وحالهم حال تلك الام التي خرجت من غزة برضيعها قبل اكثر من اثنا عشر قرنا ليصبح ربع العالم الاسلامي على منهجه الفقهي اليوم....!
في اسبوع واحد حصدت اسرائيل 450 شهيدا ، وتستطيع ان تحصد مثلهم في يوم وربما اكثر كما فعل التتار من قبل ببغداد ،وعلى مدار سنتين حصدت في انتفاضة الحجارة قريبا من الفي شهيد ربعهم من الاطفال ، وفي مخيم جنين حصدت عددا ظل مجهولا حتى اليوم ، ومن قبل حصدت من ربيع الارحام الفلسطينية في مذابح مختلفة مثل : مذبحة الدوايمة ومذبحة بلدة الشيخ ومذبحة دير ياسين ومذبحة قبية وقلقيليه وكفرقاسم وخانيونس والقدس والخليل ما تراوح بين الخمسين والالف ، وظلت الارحام تثمر بما يهدد ديمغرافيا اسرائيل بالكامل..
هل تولد النساء في غزة وفلسطين كي تثكل ابناءها ، هل تصنع الارحام الرجال والنساءالاطفال كي تهبها والدموع يوما ما ..
نعم،
،في معركة مسرحها الارض والانسان
، نعم ،
فلا تحت عجلات السيارات ولا بخناجر الصراع القبيلي الذي يملأ العالم العربي تذرف نساء غزة الدموع اذ تودع ثمرات الارحام ، لتقدم جيلا يتفوق بالحياة على من يسابقون الزمن بالتهجير والتدمير على التفوق الذي يأبى الا ان يقاوم...!
محمد حسن العمري
**************************
عددت أهداف الحرب الصهيونية على قطاع غزة.
- ومن أهم تلك الأهداف؛ كسب الجبهة الداخلية في الانتخابات الإسرائيلية, عن طريق نصر ملفق في غزة للقائد المهزوم في حرب لبنان الأخيرة, وإعادة الاعتبار لقوة الردع التي يمكن لفها ومن ثم نشرها من جديد أمام الناخب الإسرائيلي.
ولا شك أن الجانب الإعلامي عندهم نجح في إيهام المواطن الصهيوني بالنجاح في مشروعه في غزة ومع ذلك فمزاج المواطن الصهيوني قابل للتغيير، وصناديق الاقتراع هي التي ستحسم النتيجة؛ لكن الكيان الصهيوني على الصعيد العالمي مُني بخسائر فادحة أضرت بسمعته وبمن يسانده, من مقاطعة وتوبيخ أوربي وتجميد مباحثات الشراكة, وخسارة حلفائها ومواقفها السياسية, مع إدانة شعبية عالمية تطالب بمحاكمة قادة إسرائيل, وفي ذات الوقت ارتفعت شعبية المقاومة العالمية, وظهرت شفافيتهم وانقلبت المعادلة لصالحهم.
- ومن ضمن هذه الأهداف -والتي لم يخرج الصهاينة بسواها- هو قتل الأطفال والنساء, وذبح الشيوخ والعجزة, والانتقام من المدنيين العزل, وهدم البيوت على ساكنيها, وقصف واستهداف المساجد والمدارس والمؤسسات الإغاثية والمدنية, في مجزرة وصل عدد الشهداء بها قرابة( 1300 ) شهيداً، عدد الأطفال منهم (410) طفلاً , والذين فروا من مساكنهم ولجؤوا إلى المدارس التابعة للأمم المتحدة 40 ألفاً، واستهدفت نيران العدو الصهيوني في غاراتها الجوية والبرية والبحرية قرابة (4000) موقعاً في غزة من بينها المباني والمستشفيات ، وقد صدرت (الفتاوى) المدبجة من الحاخامات والمرجعيات بمشروعية ذلك..!
ورغم القتل والذبح والشهداء فقد كشف تقرير أممي عن ولادة (3570) طفلاً في قطاع غزة منذ بداية العدوان مقابل (1300) شهيد ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ) [القصص/68]، وهذه الأرقام هي مشاريع قادمة للبناء والتعمير والتنمية وللمقاومة والجهاد, إذا بقي هذا الكيان كما هو.
- ومن الأهداف المعلنة؛ منع إطلاق الصواريخ على إسرائيل, ورغم تكثيف الضربات الجوية والدبابات إلا أن صواريخ المقاومة لم تقف, بل زاد عددها إلى أربعين صاروخاً يومياً, مع زيادة مدى القصف؛ مما كان سبباً في حصار قرابة مليوني يهودي في منطقة القصف, وشل الحركة الاقتصادية, وإصابة أهداف حيوية في إسرائيل.
- ومن ضمن الأهداف كسر حماس وإنهاء المقاومة, ولم تخرج المقاومة بفصائلها من الحرب إلا قوية فتية, لقد أضعفت الحرب السلطة وعززت المقاومة بشكل كبير, ليس داخل غزة فحسب، أو فلسطين فحسب؛ بل في العالم الإسلامي والعالم كله. وكان وقف النار من جانب واحد فقط, وعلى مدى الثلاثة الأسابيع ما فتئت الأهداف المعلنة لإسرائيل تتهاوى وتتضاءل؛ من كسر حماس أو سحقها, إلى منع إطلاق الصواريخ, إلى الحد من إطلاقها, إلى إضعاف المقاومة , ثم آل الأمر إلى الانسحاب..
وأعتقد أن الحرب رسخت وجود حماس وفصائل المقاومة محلياً وإقليمياً ودولياً. - مخرجات الحرب الصهيونية في غزة تؤذن بهدنة قد تطول, وهذا يصب في مصلحة الفلسطينيين والمقاومة خاصة, ما لم تقع مفاجآت غير محسوبة، والشعوب قامت بدور كبير, وأدت كثيراً مما عليها في تحقيق مفهوم النصرة والأخوة والبنيان المرصوص والجسد الواحد, وعليها أن تحافظ على هذه الروح أفراداً وجماعات وشعوباً ..
وثمة أمور ينبغي مراعاتها:
أولاً:
أن نعي بأن المقاومة بجميع فصائلها المتنوعة هي لصالح الأمة العربية والإسلامية, وهي قوة ممانعة, وورقة ضغط لصالح المفاوض, وكسر المقاومة كسر لدول الطوق بل للأمة؛ ولذا فالعقلاء كلهم مطالبون بدعم المقاومة بكل قوة وجسارة ؛ سواء ذهبوا للحرب أو للسلام!
ثانياً:
علينا محاولة إظهار القضية ببساطتها وعفويتها ومصداقيتها التي تخاطب كل ضمير عربي ومسلم, بل كل إنسان حر, وأن ثمت شعباً تعرض للخسف والقصف والحصار والدمار, ومصادرة أبسط حقوقه في الطعام والشراب، وثمت قوة غاشمة ظالمة متغطرسة لا تقيم وزناً لحقوق الإنسان, بل هي مجرد شهوة للدمار والقتل ,لا تجيد إلا لغة الحرب ولا تعرف إلا الإبادة.
ثالثاً:
الحذر من مغبة توظيف العدوان على غزة لصالح طرف على آخر, أو فصيل أو مشروع عربي أو إقليمي, أو أن تكون قضيتنا تصفية حسابات أو انتماءات خاصة, وآن الأوان أن نقف مع الفلسطيني الأعزل ضد الصهيوني الغادر القاتل, وأن ندرك أن إلقاء اللائمة على بعض الفصائل الفلسطينية هو إعادة إنتاج للخطاب الصهيوني ذاته
. وقد بات جلياً أن الوصول إلى تل أبيب لم يعد يتوقف على المرور بأي من العواصم العربية أو الإسلامية؛ ولذا فإننا بحاجة إلى مساندة الشعب الفلسطيني في ميدانه وإمداده بالغذاء والدواء والكساء على كافة الصُّعد والإمكانات, وأن نوظف هذا القدر المتفق عليه عربياً وإسلامياً , بدلاً من الشعارات والحديث حول المختلف فيه.
رابعاً:
التركيز على أهمية التواصل بين الأسر العربية والإسلامية وبين الأسر الفلسطينية والغزاوية خاصة, وتحويلها إلى صداقة وتكافل وتأثير متبادل تحقيقاً لمبدأ (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ) [التوبة/71]
خامساً:
نبذ التباين السياسي وتجاوزه في المرحلة القادمة , والذي أدى إلى تفاوت في المواقف واختلاف على ما يجب القيام به، ولعل أسوأ ما يخشى هو أن ينعكس على الوضع الفلسطيني تأزيماً وتعميقاً لطريق اللاعودة في هذا الشرخ.. وينبغي الحذر من الأبواق الإعلامية التي إن أحسنا بها الظن فهي تمارس غباء مطبقاً , وإن أسأنا بها الظن فهي أكثر من ذلك, حيث تحاول إعاقة إعمار غزة بحجة بأنه يساهم في الانشطار الفلسطيني.
سادساً:
فتح أبواب التبرع لإعمار غزة وضخ المليارات لمشاريعهم وإعادة البنية التحتية وهذا أقل ما يمكن أن نكافئهم به على صمودهم واستبسالهم. إن ملياراً ونصف المليار لغزة تعني ألف دولار مقطوعة لكل فرد, وهذا يمكن أن يكون مرتباً عادياً في عديد من بلادنا الغنية بل والمتوسطة, بينما هو بمثابة أعطية مقطوعة.. نعم ! هو للإعمار , ولكن عشرة أضعاف هذا المبلغ لا تكفي لإعمار غزة وإصلاح وضعها, مع اعتبار أنه يجب أن يمتد الإصلاح إلى الضفة أيضاً، فالأوضاع الإنسانية هناك مأساوية, ولا ينبغي أن تستمر دون معالجة..
وعلى الذين فشلوا في مواجهة إسرائيل في حربها بحجة أو بأخرى أن ينجحوا في مواجهة الفقر والمرض والعوز الذي يلف الفرد الفلسطيني؛ فهم أهل وجيران والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم) الطبراني والبزار والحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
سابعاً:
علينا أن نستمر في البحث عن بدائل أخرى من القوى العالمية الفاعلة والمؤثرة بدلاً من أمريكا الداعمة للصهاينة وهذا من شأنه أن يجعلنا أكثر نجاحاً في إدارة معاركنا, وتحقيق مصالحنا, وصد أعدائناً وصناعة مستقبلنا, بدلاً من الدوران في ذات النقطة التي كنا فيها منذ عصر ما بعد الاستعمار، على أن هذا لا يعني تقويض الجهود الساعية إلى تغيير السياسة الأمريكية، وفي خطاب أوباما إشارات إيجابية إذا كُتب لها الاستمرار.



سلمان بن فهد العودة