المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة من أروع قصائد الرثاء


عاشق مطير الأول
14 / 11 / 2008, 01 : 01 PM
هذه القصيدة من أروع قصائد الرثاء وهي لأبي الحسن التهامي


حُكْمُ المنيَّة في البريَّة جارِي ... ما هذه الدُّنيا بدارِ قَرار
طُبعت على كدر وأنت تريدُها ... صفواً من الأَقذاء والأَكدار
بينا يرى الإنسان فيها مخبِراً ... حتَّى يرى خبراً من الأَخبار
ومكلِّفُ الأَيام ضدَّ طباعها ... متطلبٌ في الماءِ جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنَّما ... تبني الرجاء على شفير هار
العيش نوم والمنيَّة يقظة ... والمرء بينهما خيال ساري
فاقضوا مآربكم عِجالاً إنَّما ... أعماركم سَفَر من الأَسفار
وتراكضوا خيل الشَّباب وحاذروا ... أن تستردَّ فإنهنَّ عواري
ليسَ الزَّمانُ وإن حرصت مُسالماً ... خُلُقُ الزَّمان عداوَةُ الأَحرار
وَلَدُ المعزى بعضهُ، فإذا مضى ... بعضُ الفتى فالكلُّ في الآثار
أبكيه ثمَّ أقولُ معتذراً لهُ ... وفّقت حيت تركت ألأم دار
جاورتُ أَعدائي وجاور ربَّهُ ... شتَّان بين جواره وجواري
أشكو بعادك لي وأنت بموضع ... لولا الرَّدى لسمعتَ فيه سِراري
والشَّرقُ نحو الغرب أَقرب شُقَّةً ... من بُعْدِ تلك الخمسة الأَشبار
وطَرِي من الدُّنيا الشَّباب وروقه ... فإذا انقضى فقد انقضت أوطاري
قصرت مسافته وما حسناته ... عندي ولا آلاؤه بقصار
تزداد هَمًّا كلَّما ازددنا غِنًى ... فالفقر كلّ الفقر في الإكثار
ما زاد فوق الزاد خلف ضائع ... في حادث أو وارث أو عار
إنِّي لأرحم حاسِدِيَّ لحرِّ ما ... ضمنت صدورهُمُ من الأَوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم ... في جنَّة وقلوبهم في نار
لا ذنب لي، قد رمْتُ كَتْمَ فضائلي ... فكأَنَّما برقعت وجه نهار
وسترتها بتواضعي فتطلعت ... أعناقُها تعلو على الأَستار
ومن الرِّجال مجاهل ومعالم ... ومن النُّجوم غوامض ودراري
والنَّاس مشتبِهون في إيرادهم ... وتفاوت الأَقوام في الإصدار