المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة انطباعيه ..


أبوعبدالمجيد
09 / 11 / 2008, 42 : 03 PM
اختار هذه القراءة لفرادة تجربة الشاعر المقروء .. خالد المسعودي ..

---------------

حين غلبني فضولي تماديت هنا ..
أغرورقت أسطري وفاضت أوراقي وأنا ما زلت أحبو ( كتابة ) سطرا سطرا ..
هنا تحديدا أشرع في فصل جديد ..
أوسع مدى وأرحب ..
فكرت فيه لحرصي دوما على أن اقرأ وأكتب ..
على أن أخوض في أغوار ما أحببت من النصوص وما أحببت من الأشخاص
بعيدا عن فصول المجاملة أو حتى المواربة ..
ولأنني أشرع في هذه الخطوة باعتباري مبتدئاً لا أخفي حاجتي إليكم وتوجيهكم لا سيما وأنا أبحث عن رأي آخر يهمني للرقي دوما ..
ولأنني هنا أخوض في أعماق ( تجربة ) أراها من حيث قرأت نصوصا تستحق هذه التسمية بخلاف العمر أو المراحل التي يمر بها الشاعر لكوني أتعامل مع النص أولا وأخيرا ..
لا أريد أن أسهب فأقتل جمال ما أصبو إليه ..
لكنني فضلت أن أقوم بكتابة دورية ( كل شهر مبدئيا ) عن أحد أعضائنا الأعزاء الذين تجلت نصوصهم إبداعا ..
تحت عنوان ( استقراء تجربة عضو ) ..
ولحرصي أنها تخدم الشعر الشعبي آثرت أن تكون أمامكم هنا في منتدى الشعر الشعبي ..
وليكن فارس أول قراءة هو الشاعر الجميل الخلوق :


خالد المسعودي ...



استقراء تجربة

أمامي الكثير مما قرأت لخالد ، ومما لا أشك في أنها تحمل إنسانية ( خالد ) قبل كل شيء ، وتعكس روحه الأنيقة أيضاً .

بدأت اقرأ لهذا الاسم مبكراً ، وكثيرا ما كانت تدهشني عفوية صوره الشعرية
واختياراته التي تعكس واقعه الجميل ، دون تعقيد أو فلسفة لا تأتي بجديد .
يشعرني في أغلبها بعلاقة مع العصافير ، مع الأغصان ، مع الفجر ، مع الشبابيك ، مع الورد ، مع السفر ..
مصطلحات كثيرة يبلورها في قالب أنيق ، وأسطر رشيقة .
وما زال يغرد في ذاكرتي قوله الذي قرأت قبل أن أعرفه كشخص وهو :

خايفة تفشل دروبك مرتين ………..……… خايفة مني وأنا مالي أحد
وطالما علق هذا البيت في ذاكرتي فهو دليل نجاح يحسب للشاعر على
الأقل في نظري .
فـ ( لغة الشعر لغة العاطفة ، ولغة النثر لغة العقل ) ..

كتاباته تستند كثيرا على العاطفة ، وعلى الصدق وهما ركيزتان من ركائز
النص الناجح في النقد العربي ..
صوره يستوحيها من بيئته ، وملامحه التي تشبه الأطفال براءةً وشقاوة ..

تجده يسرح بك إلى فضاء خاص ، تبحر معه إلى شواطئ مختلفة ليرمي
بـ ( سنارته ) الفكرية ويصطاد المعنى ( البكر ) الذي عنه .

يقول في نص ( حفلة الدمع ) :

جلست لك فوق السحابة وغنيت
احنا عصافير ما تحمل خطايا
ومريت وإلا علي ما يوم مريت
احنا أجمل اثنين في كل الزوايا


الفتنة اللغوية في هذي البيتين ، والتراكيب اللفظية جاء توظيفها انتماء
للمرحلة التي تعكس عالما جميلاً جُلّه زقزقة عصافير وكُلّه غناء ..
بريئة لا تحمل خطايا ..
وتتجلى حرفنة الخيال الشعري في البيت الثاني في عجزه ، إذ أنه ــ أي
الشاعر ــ لا يبالي بمرور محبوبته عليه كونه يرى ــ بعين العاشق ــ وجودها
معه حتى في غيابها ، ولعلها صورة خيالية تعكس البعد الأفقى للشاعر .
ومما يدلل على ذلك قوله :
( احنا أجمل اثنين ) والأجمل من ذلك قوله :
( في كل الزوايا ) حيث يتراءى له ذلك ، إما واهماً وإما حالماً ..

والدليل قوله : ( وإلا علي ما يوم مريت ) ..
فكأنه بذلك يعني ما قلت .
:
:
في نص ( ليه ما اكتب لك ) :
وفي بُعد آخر يقول خالد :

واذكر فـ مرة زعلت كثير من أهلك
مرت ليالي ولا مروا على أهلي
يدرون فينا ولا يدرون عن وصلك
وهالحين وش ضرهم دام الحكي وصلي
قمت أرسمك بالدفاتر واحتضن شكلك
اقرا قصيدي ( يعلك) تحتوي شكلي

يصور لنا مدى توطد العلاقة ، بل إن الرؤية تتضح أكثر من حيث ( الوصال المعنوى ) بين الشاعر ومحبوبته .
وأسلوبه هنا مدهش خصوصا في قوله :
( يدرون فينا ولا يدرون عن وصلك )
السؤال ( يدرون فينا ) دلالة واضحة على أن العلاقة بصورة أو بأخرى قد تجلت لـ ( الأهل ) ، لكن الخافي ( الوصل ) منها تحديدا ، وكأن الشاعر يومئ
إلى أن يدلل على أنهم على علم بـ ( وصله هو لها ) بدليل قوله :
( وش ضرهم دام الحكي وصلي ) .
علاقة الشاعر بالحب تتشكل في انسيابية ، قد ترنو من الازدواجية حينا ولا يتفرد بها الشاعر وحده ..
هنا تحديدا ربما يعيب على الشاعر تكرار قافيته في العجز والصدر باختلاف ضمير المتكلم والمخاطب ..
أيضاُ قوله ( يعلك ) ربما كانت لهجوية فلذلك فضلها الشاعر وإلا فإن قول ( لعلك ) كان أجدى ..



يتبع



أبوعبدالمجيد

سحايب صيف
09 / 11 / 2008, 38 : 07 PM
/
\
/

اخي القدير ابو عبد المجيد

تسلم يمناك وفكرك وقلمكـ على جمال مخطوطكـ

ولكـن لدي ملاحظه بسيطهـ بخصوص الخط

مرهـ صغير ويتعب بالقراءه اتمنى تكبره

عشان نستمتع بجمال مكنونكـ

تقبل مروري وملاحظتي بسعة صدر

احترامي وتقديري لكـ

أبوعبدالمجيد
10 / 11 / 2008, 05 : 08 AM
/
\
/

اخي القدير ابو عبد المجيد

تسلم يمناك وفكرك وقلمكـ على جمال مخطوطكـ

ولكـن لدي ملاحظه بسيطهـ بخصوص الخط

مرهـ صغير ويتعب بالقراءه اتمنى تكبره

عشان نستمتع بجمال مكنونكـ

تقبل مروري وملاحظتي بسعة صدر

احترامي وتقديري لكـ







سحايب صيف ..


اشكرك على تعقيبك الأكثر من جميل

كما اشكرك على تواجدك دوماً في صفحتي

دمتي بهذا الصفاءوالتميز



بخصوص الخط فأنا اختار رقم 3 عادتاً وعندي في صفحتي هو ليس ذلك الصغير لكن اشكرك على ملاحظتك .



تقديري لكـ



أبوعبدالمجيد

أبوعبدالمجيد
10 / 11 / 2008, 00 : 09 AM
قراءه إنطباعيه لما قد سبق

أما نص ( طولت ) فإني أعتبره أحد النصوص التي تمثل خالد وتجربته الحديثة مع الشعر ، وفيه تتجلى روح أخرى ، وفلسفة أعمق ، ورؤية
متقدمة ، وأفكار وإيحاءات كانت في مستوى النص ..

يقول :
طولت .. واتجاهلتني بعدك أشيائي
ما شوف نفسي إذا طليت فـ امرايه

الغياب ومرارته التي عادة ما تورث ( القلق ) ..
الغياب الذي يخفيك حتى عن ذاتك وهو تصوير رائع جدا ، ومناسب جدا خصوصا مع تجاهل الأشياء وكيف أستطاع خالد مخاطبة حتى الجماد والورد
والهواء …
سمةٌ تميزه أيضاً وهي علاقته بالمكان / بالأشياء من حوله ، وكيفية تناول الفكرة من المحيط الذي يعيش فيه في قوالب مختلفة إنما راقية ..

يتجاوز الألم .. يحاصره خوف القادم ــ ربما حب آخر ــ يغني كما أسمع ..
من هنا يفلسف لغته .. يحاورنا كما يريد .. ويقول :

تكورت ألفي .. وتمددت يائي
مو قادر بـ غيبتك أسولف حكايه
لا السبت سبتي .. ولا الجمعة ثلاثائي
تمر الأيام لا معنى ولا غايه

فقط دققوا النظرة بالذائقة هنا قليلا :
( تكورت ألفي ) و ( تمددت يائي )
المشهد : شبه مأساة ، قالب تراجيدي يبوح بما خلف الأسوار / الأيام ..
الأشخاص : هو عندما كان ..
سيناريو وحوار : الحب في أرقى حالاته ..
المخرج : لغة بعمق البحر .. وعاطفة تشبه الندى على أغصان الفجر ..
الابتكار سمة الابداع …
وحسب رأي أدونيس فإن الابداع يعد تجاوزا لأنه من يتبنى شيء يتجاوزه ليتبنى آخر غيره …

( تكورت ألفي وتمددت يائي ) ألا تلاحظون شيئا ما تغير في اللغة ..
العجز عن الكلام أما اللهفة / الألم / الحب / أشياء كثيرة تؤرق الشاعر ..

ويضيف صوتاً آخر :
( لا السبت سبتي ولا الجمعة ثلاثائي )
وهي كناية فلسفية جاءت برونق فضفاض ، مثير ومغري ، وربما غامض إلا إذا ألحقنا به شطره الثاني ( تمر الأيام لا معنى ولا غايه )
صورة مجنونة حقاً يرمي من خلالها الشاعر إلى تساوى الأيام لديه ، وعدم أهميتها له .. ولعلي أذكر مثلاً ( جنوبياً ) طالما ما سمعت والدي يردده وهو :
( كنك في السبت يوم الثلاثاء ) وهو مثل يقصد به تساوي الأيام بالنسبة لك وعدم الشعور بها ..

ويعود الشاعر في اتجاه آخر ليقول :
صارت ذنوب البشر ذرّه من أخطائي
ضليت .. ما عاد لي من عقبك هدايه
صدري شبابيك منسية من اخطائي
الشاعر بداخلي يبكي على نايه

ألا يكفي كل هذا للقلق حقاً ..
هنا تتجلى روح الشاعر العاشق / الأعمى ..
ضليت / هدايه تناسب لفظي جميل ..
ترى ما الخطأ الفادح الذي ارتكبه خالد ..؟
هو العشق وحده ..

ما ألاحظه في أغلب نصوص خالد أن حوارها ــ المخاطب فيها ــ يبدو ( ذكورياً) ، وهو أسلوب شعري قديم ومتبع منذ العصور الأولى في الشعر العربي ..
في الوقت الذي نرى فيه الأكثرية توجه بـ خطاب أنثوي ..

أما قوله في نص ( سيرة الزعفران ) :

غرد الباب والشباك والياسمين
والستاير تغني فوق صدر المكان
يا بعد عمري اللي فاقده من سنين
لين قلتي لي إنك عايشه في أمان

نلاحظه هنا وأسلوب ( أنسنة الأشياء ) وهي صبغة فنية تتجلى في نصوص
خالد والذي لاحظته كذلك في نص ( مستانسه ) في قوله :

كل الأماسي وفيّه
وكل الكراسي
تنتظر غيّاب
والطاولة والمزهرية
الشاي له سكر .. والقلب له أحباب
ولك واحد ناسي

صوت الجماد …
عاطفة الجوامد هنا ..العلاقة بين (الشاي والقلب )
وهو ( ارتكاب ) جديد ، قل ( ابتكار ) إنما بلغة أقل ..

:
:
وهناك ..
حيث يبلل بنهاره مساحات الشعر مجددا ..
في نص ( وش عنه تعتذرين ) :

أنا مسكين أنا عايش علىالأوهام
سحابة حب نسايه ومنسيه
بنيت لصورتك برواز من احلام
ورسمت لضحكتك بوسات ورديه

عفوية مطلقة ..
شفافية لا تحتمل ، لدرجة تجعلك تغني معها ..
يأتي بها قلب خالد ..
أقول ( قلب خالد ) ..
لأني أدرك أنه أحد الذين يكتبون ( النبض ) مباشرة ..

الصوت : ( أنا مسكين ) ..
تُرى إلى أي مدى يُسمع هذا الصوت ..!؟
لا أدري لماذا أقشعر جسمي وأنا أقرأ هذا البيت ..


ويعود ليقول :

انتي جرحك مو مثل جرح الأوادم
باذخه حتى فـ عذابك
يا أنيقه في غيابك
ياللي ما تقدر ثيابك تلمسك ..

محاط بنور ..
وغبطة بلور ..
الشعراء عادة يمكنهم تأويل ما يشاءون ، شرط أن يحققوا ذواتهم ..
حتى الغياب بات له أناقة ، وهي حقيقة تتجلى عند الشعراء فقط ، فالغياب
يعني مساحة أخرى للقلق / الكتابة / الشعر …


في نص ( تذكرني ) يقول هذا الجميل :

تذكرني .. أنا من اجلك مسافر
تذكرني .. بشيل الجرح وأغادر
بحبس ادموع .. وأصب دموع .. ولا أرجع عن الموضوع

ثم يردفها بقوله :
( أنا مهاجر .. أنا مهاجر ) ..
وهو تكرار لفظي يفيد التأكيد ..
المرحلة الأهم ..
المغادرة ..
وهم هكذا الشعراء لا يستقرون ..
طريق ممهدة لما هو أجمل ــ بالشعر طبعاً .
وما الدمع سوى رهبة لموقف أشبه بالهروب ..
أو الهروب ..

صوت غنائي بسيط ..
يأتي عبر كوبليهات أنيقة ، رشيقة ، تنضح وتفضح .. بـ ( دموع ) ..

ومناولة أخرى أكثر إيلاماً في النص ذاته :

( تذكرني .. إذا هب الشمال برده
وقلبك حس بالوحده
وحسيت بكسر خاطر )

خالد يعكس في نصوصه صوراً تشبهه كثيراً ..
أحب الشاعر الذي لا يخرج عن ( كينونته ) ، باستثناء الخروج لما هو اعلى ..
لما هو أرقى ، وهو أمر منطقي قد يتجاوزه الشاعر دون شعور حسب المرحلة التي يمر بها أو تمر به ..

وخالد يكتب بقلب الإنسان / العاشق / المجروح / المحاصر بـ أعين
الدهشة ..
مرتب وأنيق كـ نصه تماماً ..
تجده يتناول النص بالطريقة التي يريد ، يقول ما يريد ، لا ما يريده غيره ..
من هنا أجده أكثر جمالاً ..

أما في نص : ( حكي قلبين ) ..
من يقرأ هذا النص يشعر بأن العنوان هو لب الموضوع ، وهو كل المضمون ،
فالحوارية هنا مجازية وبصيغة رائعة جدا ..
تشبه البساطة إن لم تكن كذلك ..

يقول :

( أنا أحبك ..
من آحبك …… إلى هالحين )

تصورا هذا المشهد ..
أغمضوا أعينكم ، ثم تصفحوا خيالكم ..
عاشق مع مرتبة ( الصدق ) ..

ويقول في النص ذاته :

( حبيبي والقلوب أصحاب
توالف مثل أهاليها
دخيلك خلنا نبقى
حبايب لين يوم الدين
قول آمين …. قول آمين
حـــــــــــكــــــــــــي قلـــــــبـــــــيــــــــــــــــــن )

هنا من الفلسفة ما يغريك ..
هنا من الفلسفة ما يغويك ( وهو غواية حب )..

ربما يجعلني أبحر أكثر ذلك الرجاء المبلل بدعوة العشق :

( دخيلك خلنا نبقى
حبايب لين يوم الدين )

والأصدق قوله :

( قول : آمين ) ..

هندسة اللغة ..
وطريقة التعبير الشفافة ..
والصدق في التعبير ..
هو الاستنتاج المنطقي لما يكتبه خالد ..
في الأخير ..
كان لصوت الطفولة وقع خاص في نفسي ..
فقط شعرت بذلك وانا اقرأ قوله :

( سافري لين آخر الدنيا وتلقيني بطل
يسمع اللي قالت أمه ..
ما يخاف من الظلام
وما يضيع بهالليالي ..
بس يناديها تعالي …. ويحبس دموعه وينام )

هنا تحديدا يجب علي التوقف ..
القراءة هنا طفولة وهذا يكفي ..


:
:
:


بقي أن أشير ..


خالد إنسان رائع جدا ، خلوق جدا ، وهو ما يميزه عن الكثير ، واعي ومثقف ..
مبلل بالصدق من رأسه إلى أخمص قدميه ..
محاصر بالجمال والورود ..
خالد وهو يتحدث يغني دون ان يشعر ، يقول أنني منحته الكثير وأخجلته ، وأقول أن تواضعه دائما يشعرني بتقزمي امامه ..

أتمتم معه بـ قوله الحزين :

( الحزن .. لو يذبحك مرة .. رجع وأحياك
الحزن بشرى فرح والعمر بوابه )







:
:
:
:



فقط اعتذر ..
وللجميع ..
لكني أرجوكم أمنحوني فرصة البوح ولو لنفسي ..




إلى قراءة أخرى ..
شرط ان تنجح الأولى !!













تحياتي

الشاعر والناقد محمد علي العسيري





أبوعبدالمجيد