عهود
29 / 06 / 2004, 02 : 09 PM
السلام عليكم هذه هي المصافحة الأولى لي اتمنى ان تنال استحسانكم
أتَتْني في ثيابٍ من حريرِ=
تَقيها من جنونِ الزَّمْهَريرِ
وتمنعها من الحشراتِ لمَّا=
تحاول لَسْعَ فاتنة الخدورِ
أتتْ، وجمالُ عينيها بيانٌ=
يَزُفُّ بشائرَ الحبِّ الكبيرِ
ويرسم لوحةَ الإلهامِ فيها=
كما رُسِمَ الأصيلُ على الغديرِ
أتَتْني تستثير حنينَ قلبي=
بما نثرتْ عليَّ من العطورِ
بما حَمَلتْه من ذكرى شموخٍ=
تتيه به على مَرِّ العصورِ
تحدِّثني بأعذبِ ما أُديرتْ=
به لُغَةٌ على شفتَي «غَريرِ»
وترمقني بأجملِ ما أُديرتْ=
به النظراتُ من أهدابِ حُورِ
سلامٌ، قلتُ: يا أهلاً وسَهْلاً=
بمن زَفَّتْ إلى قلبي حُبورِ
ويا أهلاً بمانحةِ الليالي=
إذا ما أظلمَتْ قَبَساتِ نُورِ
ويا أهلاً بمن حملتْ يداها=
إلى الأحباب طاقاتِ الزُّهورِ
ومَنْ تَسْتَنْبِتُ الأَقلامُ منها=
مشاتلَ كلِّ فكرٍ مستنيرِ
ومَنْ يسري هَواها في فؤادي=
كما تسري السَّعادةُ في الصُّدورِ
سلامٌ، وانبرتْ تجتاز صمتي=
وتأسرني بمنطقها المُثيرِ
تقول فجلَّ من أعطى بياناً=
نقيَّ اللفظ مُبتهجَ الحضورِ:
أخا الشِّعر المطرَّز بالقوافي=
شعورُك فيه ينطق عن شعورِ
أَصخْ سمعاً إليَّ ولا تَدَعْني=
أَذُقْ منكَ المرارةَ بالنُّفورِ
أنا النَّبْعُ الذي أسقى كباراً=
وروَّى فطرةَ الطفل الصغيرِ
أنا الحسناءُ يشهد مَنْ يراني=
جَلالَ الحُسْنِ في الوجهِ المُنيرِ
أنا الحسناءُ مَنْ يسعى إليها=
يجدْ أَسرارَ رائحةِ البَخُورِ
أنا الحَسْناءُ أشكو من قلوبٍ=
تواجهني بإحساسِ الصُّخورِ
وأقلامٍ تَمُجُّ حروفَ وَهْمٍ=
تحاربني بأسلوبٍ حقيرِ
وألسنةٍ تَلُوكُ حديثَ زُورٍ=
تعاني منه مَوْجَاتُ الأَثيرِ
مناهجُكم أنا، ما زلتُ أَبني=
لكم بعقولكم أعلى القُصورِ
وأمنحكم مبادئَ في مَدَاها=
تَلُوحُ بشائر الخير الوَفيرِ
أنا الحسناءُ، أدعوكم بصوتٍ=
يصوِّر بعضَ آلامي، جَهيرِ
عَجِبْتُ لمن يضخِّم من عيوبي=
وينسى ما بَذَرْتُ من البُذورِ
وما أشكو الكَفُورَ إذا جفاني=
فما أرجو المودَّةَ من كَفُورِ
سأشكو بعض قومي حين أَغْرَوا=
معاولَهم بتقطيع الجذُورِ
لماذا يبعثون الهَمَّ نحوي=
ويختطفونَ نومي من سرير؟!
عجبتُ، أكلّما نادَى مُنَادٍ=
من الغرب المُولَّع بالشرورِ
رأى فيكم صَداه، فليت شعري=
مَن الأولى بتوجيه النَّكيرِ؟!
مناهجُكم أنا، ما زال نَبْعي=
يُمِدُّ الرَّوضَ بالماءِ النَّميرِ
رفعتُ بناءَكم عن كل سَفْحٍ=
يضيق بما يَراه من الوُكورِ
حَمَيْتُ عقولكم من كل فكْرٍ=
يُداوي مَنْ ترنَّحَ بالخمورِ
فكيف تعكِّرون صفاءَ نهري=
ويهدم موجُكم جسرَ العبورِ؟!
عجبتُ لكم، ألم أصنعْ رجالاً=
لهم بعلومهم أَسْمَى حضورِ؟!
فكم شيخٍ تشرَّبَ من علومي=
وكم مَلِكٍ غَذَوْتُ وكم أَميرٍ
وكم من عالم ما زال يَسقي=
عقولَ الناسِ بالعلم الغزيرِ
وكم قاضٍ صَنَعْتُ وكم فقيهٍ=
يُجيب السائلين، وكم وزيرِ
وكم أخرجتُ فيكم من جنودٍ=
يصونون البلادَ، ومن صُقورِ
سلوا طِبَّاً وهندسةً وعلماً=
رياضياً، سلوا علم البُحورِ
سلوا عني المعلِّمَ والمربِّي=
وكلَّ فتىً بمنهجهِ فَخُورِ
سلوا عني النًّساءَ طلبْنَ علماً=
خَرَجْنَ به من الجهلِ الخطيرِ
يُمَيِّزُهنَّ في أرضي سُموٌّ=
بإشراق الحجاب عن السُّفورِ
سلوا هذي الصُّروحَ رفعتموها=
سلوا ما تعبرون من الجسورِ
أقول لكم: هَبُوني ما لديكم=
من التجديد والرأي البَصيرِ
ولكن، لا تُريقوا ماء وجهي =
بلا حقٍّ، ولا تئدوا سرورِ
فلن أشكو من التجديد إلاّ=
إذا شكت الزهورُ من العبيرِ
ولن أشكو سوى أقلامٍ وَهْمٍ=
كحيَّاتٍ تَموجُ على السُّطورِ
تبثُّ سمومَها في كل حَرْفٍ=
وتفتح بابَ شرٍّ مستطيرِ
يسيِّرها على الأوراقِ قومٌ=
أَعَزُّ مُرادِهم حُبُّ الظهورِ
فيا بُؤْسَ الكتابةِ حين يغدو=
مسطِّرُها كحفَّارِ القُبورِ
وشرُّ الناس مَنْ يلقاك، لمَّا=
يَمُوجُ الأمرُ كالكلبِ العَقُورِ
وأسوأُ ما ترى الدنيا غنيٌّ=
يَمُدُّ يداً إلى خُبْز الفقيرِ
هي الأَزَماتُ تُبْرِزُ كلَّ وجهٍ=
وتُخْرِجُ مَنْ تخبَّأ في الجحُورِ
أتَتْني في ثيابٍ من حريرِ=
تَقيها من جنونِ الزَّمْهَريرِ
وتمنعها من الحشراتِ لمَّا=
تحاول لَسْعَ فاتنة الخدورِ
أتتْ، وجمالُ عينيها بيانٌ=
يَزُفُّ بشائرَ الحبِّ الكبيرِ
ويرسم لوحةَ الإلهامِ فيها=
كما رُسِمَ الأصيلُ على الغديرِ
أتَتْني تستثير حنينَ قلبي=
بما نثرتْ عليَّ من العطورِ
بما حَمَلتْه من ذكرى شموخٍ=
تتيه به على مَرِّ العصورِ
تحدِّثني بأعذبِ ما أُديرتْ=
به لُغَةٌ على شفتَي «غَريرِ»
وترمقني بأجملِ ما أُديرتْ=
به النظراتُ من أهدابِ حُورِ
سلامٌ، قلتُ: يا أهلاً وسَهْلاً=
بمن زَفَّتْ إلى قلبي حُبورِ
ويا أهلاً بمانحةِ الليالي=
إذا ما أظلمَتْ قَبَساتِ نُورِ
ويا أهلاً بمن حملتْ يداها=
إلى الأحباب طاقاتِ الزُّهورِ
ومَنْ تَسْتَنْبِتُ الأَقلامُ منها=
مشاتلَ كلِّ فكرٍ مستنيرِ
ومَنْ يسري هَواها في فؤادي=
كما تسري السَّعادةُ في الصُّدورِ
سلامٌ، وانبرتْ تجتاز صمتي=
وتأسرني بمنطقها المُثيرِ
تقول فجلَّ من أعطى بياناً=
نقيَّ اللفظ مُبتهجَ الحضورِ:
أخا الشِّعر المطرَّز بالقوافي=
شعورُك فيه ينطق عن شعورِ
أَصخْ سمعاً إليَّ ولا تَدَعْني=
أَذُقْ منكَ المرارةَ بالنُّفورِ
أنا النَّبْعُ الذي أسقى كباراً=
وروَّى فطرةَ الطفل الصغيرِ
أنا الحسناءُ يشهد مَنْ يراني=
جَلالَ الحُسْنِ في الوجهِ المُنيرِ
أنا الحسناءُ مَنْ يسعى إليها=
يجدْ أَسرارَ رائحةِ البَخُورِ
أنا الحَسْناءُ أشكو من قلوبٍ=
تواجهني بإحساسِ الصُّخورِ
وأقلامٍ تَمُجُّ حروفَ وَهْمٍ=
تحاربني بأسلوبٍ حقيرِ
وألسنةٍ تَلُوكُ حديثَ زُورٍ=
تعاني منه مَوْجَاتُ الأَثيرِ
مناهجُكم أنا، ما زلتُ أَبني=
لكم بعقولكم أعلى القُصورِ
وأمنحكم مبادئَ في مَدَاها=
تَلُوحُ بشائر الخير الوَفيرِ
أنا الحسناءُ، أدعوكم بصوتٍ=
يصوِّر بعضَ آلامي، جَهيرِ
عَجِبْتُ لمن يضخِّم من عيوبي=
وينسى ما بَذَرْتُ من البُذورِ
وما أشكو الكَفُورَ إذا جفاني=
فما أرجو المودَّةَ من كَفُورِ
سأشكو بعض قومي حين أَغْرَوا=
معاولَهم بتقطيع الجذُورِ
لماذا يبعثون الهَمَّ نحوي=
ويختطفونَ نومي من سرير؟!
عجبتُ، أكلّما نادَى مُنَادٍ=
من الغرب المُولَّع بالشرورِ
رأى فيكم صَداه، فليت شعري=
مَن الأولى بتوجيه النَّكيرِ؟!
مناهجُكم أنا، ما زال نَبْعي=
يُمِدُّ الرَّوضَ بالماءِ النَّميرِ
رفعتُ بناءَكم عن كل سَفْحٍ=
يضيق بما يَراه من الوُكورِ
حَمَيْتُ عقولكم من كل فكْرٍ=
يُداوي مَنْ ترنَّحَ بالخمورِ
فكيف تعكِّرون صفاءَ نهري=
ويهدم موجُكم جسرَ العبورِ؟!
عجبتُ لكم، ألم أصنعْ رجالاً=
لهم بعلومهم أَسْمَى حضورِ؟!
فكم شيخٍ تشرَّبَ من علومي=
وكم مَلِكٍ غَذَوْتُ وكم أَميرٍ
وكم من عالم ما زال يَسقي=
عقولَ الناسِ بالعلم الغزيرِ
وكم قاضٍ صَنَعْتُ وكم فقيهٍ=
يُجيب السائلين، وكم وزيرِ
وكم أخرجتُ فيكم من جنودٍ=
يصونون البلادَ، ومن صُقورِ
سلوا طِبَّاً وهندسةً وعلماً=
رياضياً، سلوا علم البُحورِ
سلوا عني المعلِّمَ والمربِّي=
وكلَّ فتىً بمنهجهِ فَخُورِ
سلوا عني النًّساءَ طلبْنَ علماً=
خَرَجْنَ به من الجهلِ الخطيرِ
يُمَيِّزُهنَّ في أرضي سُموٌّ=
بإشراق الحجاب عن السُّفورِ
سلوا هذي الصُّروحَ رفعتموها=
سلوا ما تعبرون من الجسورِ
أقول لكم: هَبُوني ما لديكم=
من التجديد والرأي البَصيرِ
ولكن، لا تُريقوا ماء وجهي =
بلا حقٍّ، ولا تئدوا سرورِ
فلن أشكو من التجديد إلاّ=
إذا شكت الزهورُ من العبيرِ
ولن أشكو سوى أقلامٍ وَهْمٍ=
كحيَّاتٍ تَموجُ على السُّطورِ
تبثُّ سمومَها في كل حَرْفٍ=
وتفتح بابَ شرٍّ مستطيرِ
يسيِّرها على الأوراقِ قومٌ=
أَعَزُّ مُرادِهم حُبُّ الظهورِ
فيا بُؤْسَ الكتابةِ حين يغدو=
مسطِّرُها كحفَّارِ القُبورِ
وشرُّ الناس مَنْ يلقاك، لمَّا=
يَمُوجُ الأمرُ كالكلبِ العَقُورِ
وأسوأُ ما ترى الدنيا غنيٌّ=
يَمُدُّ يداً إلى خُبْز الفقيرِ
هي الأَزَماتُ تُبْرِزُ كلَّ وجهٍ=
وتُخْرِجُ مَنْ تخبَّأ في الجحُورِ