qweer1234
18 / 02 / 2008, 01 : 04 AM
هل هناك اشكالية بين البادية و الحاضرة ؟
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
مما لاشك فيه ان هناك خللا ما يشوب العلاقة بين البعض من ابناء البادية و البعض من ابناء الحاضرة . و هذا الخلل متساوي نسبيا بين طرفي المعادلة . و مما لاشك فيه ان مثل هذه الحساسيات تخلق فجوة غير مستحبة في النسيج الاجتماعي .. و لننظر هنا الى كل طرف على حدى و كيف يرى الاخر من منظوره :
و لنبدأ بنظرة البعض من أبناء القبائل و التي تتلخص بنظرتهم الفوقية و المتعالية تجاه الحاضرة و يرون انفسهم من خلال هذا المنظور الفوقي اصحاب الشجاعة و المروءة و اصحاب الوطن و حماته و ان سواهم اقل منهم في تطبيق الموروثات المختزنة من الأعراف و التقاليد و العادات العربية الاصيلة و يرون ان طبيعة حياتهم الخشنة جعلتهم اقوى شكيمة و جعلتهم فرسانا و مقاتلين لا يشق لهم غبار و لا يجاريهم احد في هذا المضمار ويرون ان الحاضرة مجموعة من المترفين الذين لا يطيقون فراقاً لقراهم و مدنهم .و انهم اقل جرأة و اقداما من البادية.كما يرون انهم الكيانات الكبرى من حيث العدد و التماسك و الروابط القبلية التي تجمعهم و انهم اصحاب الحسب و النسب و التاريخ و لا احد سواهم .
اما الطرف الاخر من بعض ابناء الحاضرة فيرون في ابناء البادية مجرد اشخاص اقرب للجلافة و الصلافة و القسوة . لا يحسنون شيئا سوى حياة البداوة و الصحراء و لا يفقهون شيئا في ابجديات الحضارة و المدنية و انهم اقرب للشر و التناحر . و ان القسوة ديدنهم الذي جبلوا عليه . و يرون انهم هم اصحاب العلم و التجارة و الثراء و انهم هم اساس الحضارة و بُناتها و ان البدو لم يساهموا في بناء المجتمع الحديث و لا علاقة لهم بالتطور و النهوض .و لا يحسنون تكييف حياتهم بشكل حضاري مريح و انهم يقتنعون بمستوى عيش اقل من الحضر .
و من المؤسف ان هذه الاشكالية موجودة بين الطرفين رغم صلات الامتزاج و التزاوج و التصاهر و التجاور و التعايش بين الطرفين منذ مئات السنين و من عهد آبائهم و اجدادهم و لحد الآن . و يتناسى كل طرف ان للآخر تاريخه و امجاده التي لا تنكر و التي ساهمت في وجود الآخر عبر الحقب .
و يبدوا لي ان هذه الاشكالية لا يبررها سوى ان كل طرف في المعادلة يحاول ان يثبت ذاته و يقنعها بكينونتها على حساب الآخر . و يعتقد ان اقصاء الآخرين سيرسخ هذا الاحساس في ذاته اولا . و في منظومة الحراك الاجتماعي التي يتبناها كل طرف من اطراف هذه المعادلة و يجيرها لنفسه .
ان هذه الحساسية ما هي الا تجاوز ديني خطير لا يقره الاسلام الذي جعلنا اخوة متعاضدين متكاتفين لا فرق بين ابيضنا و اسودنا و لا بين عربينا او اعجمينا الا بالتقوى .
ان عظمة الاوطان و ازدهارها و نموها لن يتأتى الا من خلال مجتمع مترابط متماسك ينتمي لدينه و وطنه و يلتف حول قيادته وولاة امره
ان الولاء الفئوي او المناطقي و حتى القبلي و كل الوان التشرذم الاجتماعي بدأت في الاضمحلال و التلاشي منذ فترة طويلة
و اصبحت نوعا من التخلف في زمن العولمة و الفضاء المفتوح وكلنا يلاحظ في المدن الكبيرة تفتت الأسر
و انحصارها في افرادها المكونين من الاب و الام و الابناء .
للأسف بتنا لا نعي ان البقاء دوما للكيانات القوية و التي تلاشت من قائمتها حتى الدول في ظل التكتلات الكبرى التي ينضوي تحتها العشرات من الدول و خذ لديك الاتحاد الاوروبي كمثال . و الولايات المتحدة الامريكية
هذه الكيانات التي أسست لعالم جديد يعتمد على التجمعات الاقتصادية و الاجتماعية و الصناعية العظمى التي تنضوي تحتها العديد من الدول و تندمج من خلالها لتصبح قوة عالمية مهيمنة و ضاربة على جميع الاصعدة و خارج نطاق المنافسة.
اما نحن فلازلنا نراوح في عدم الفهم و التفاهم بين ابناء الوطن الواحد و المجتمع الواحد و الدين الواحد و اللغة الواحدة و الدم الواحد و المصير الواحد لم تشفع لنا كل اواصر الرحم و المصاهرة و التعايش و المصير المشترك على مر السنين .
فهل هذا ما نادت به شريعتنا الاسلامية من الاخوة و المحبة و التآخي ؟
و هل هذا ما حث عليه نبينا الكريم نبي الهدى و الرحمة ؟
و هل هذا ما اسس عليه المغفور الملك عبد العزيز هذا الوطن ؟
والذي وحده تحت راية لا اله الا الله محمد رسول الله ليجعله وطنا للجميع . و ساوى فيه بين الجميع في الحقوق و الواجبات و المواطنة المبنية على كون هذا الوطن للجميع ؟
الى متى سنظل نحكم على الاشخاص بمنابتهم و اعراقهم و خلفياتهم الاجتماعية ؟
و لماذا لا نحكم عليهم بدينهم و خلقهم و فكرهم و مكارمهم .و ما قدموه لوطنهم ؟
لماذا لا يتعامل مجتمعنا مع كل شخص كحالة فردية تمثل نفسها فقط و لا تمثل فئتها الاجتماعية التي انحدرت منها ؟ .
نتمنى ان يعي الطرفان هذه المفاهيم و ان يرسخوها في انفسهم و في ابنائهم لحماية اهم مقدرات هذا الوطن ( الانسان )
واتمنى ان تتلاشى من قاموسنا اللغوي كلمات مثل
( هذا بدوي ) او هذا ( حضري )
هذا ما لدي و اسال الله ان اكون مبالغا في هذا التصور و مجانبا الصواب فيما كتبت .
و الله من وراء القصد
بقلم الآتي الأخير
منقول
اتمنى نستفيد من هالكلام
ودمتم عزا لبلدكم
تمـــــــــــــــــــــــــــــــــير
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
مما لاشك فيه ان هناك خللا ما يشوب العلاقة بين البعض من ابناء البادية و البعض من ابناء الحاضرة . و هذا الخلل متساوي نسبيا بين طرفي المعادلة . و مما لاشك فيه ان مثل هذه الحساسيات تخلق فجوة غير مستحبة في النسيج الاجتماعي .. و لننظر هنا الى كل طرف على حدى و كيف يرى الاخر من منظوره :
و لنبدأ بنظرة البعض من أبناء القبائل و التي تتلخص بنظرتهم الفوقية و المتعالية تجاه الحاضرة و يرون انفسهم من خلال هذا المنظور الفوقي اصحاب الشجاعة و المروءة و اصحاب الوطن و حماته و ان سواهم اقل منهم في تطبيق الموروثات المختزنة من الأعراف و التقاليد و العادات العربية الاصيلة و يرون ان طبيعة حياتهم الخشنة جعلتهم اقوى شكيمة و جعلتهم فرسانا و مقاتلين لا يشق لهم غبار و لا يجاريهم احد في هذا المضمار ويرون ان الحاضرة مجموعة من المترفين الذين لا يطيقون فراقاً لقراهم و مدنهم .و انهم اقل جرأة و اقداما من البادية.كما يرون انهم الكيانات الكبرى من حيث العدد و التماسك و الروابط القبلية التي تجمعهم و انهم اصحاب الحسب و النسب و التاريخ و لا احد سواهم .
اما الطرف الاخر من بعض ابناء الحاضرة فيرون في ابناء البادية مجرد اشخاص اقرب للجلافة و الصلافة و القسوة . لا يحسنون شيئا سوى حياة البداوة و الصحراء و لا يفقهون شيئا في ابجديات الحضارة و المدنية و انهم اقرب للشر و التناحر . و ان القسوة ديدنهم الذي جبلوا عليه . و يرون انهم هم اصحاب العلم و التجارة و الثراء و انهم هم اساس الحضارة و بُناتها و ان البدو لم يساهموا في بناء المجتمع الحديث و لا علاقة لهم بالتطور و النهوض .و لا يحسنون تكييف حياتهم بشكل حضاري مريح و انهم يقتنعون بمستوى عيش اقل من الحضر .
و من المؤسف ان هذه الاشكالية موجودة بين الطرفين رغم صلات الامتزاج و التزاوج و التصاهر و التجاور و التعايش بين الطرفين منذ مئات السنين و من عهد آبائهم و اجدادهم و لحد الآن . و يتناسى كل طرف ان للآخر تاريخه و امجاده التي لا تنكر و التي ساهمت في وجود الآخر عبر الحقب .
و يبدوا لي ان هذه الاشكالية لا يبررها سوى ان كل طرف في المعادلة يحاول ان يثبت ذاته و يقنعها بكينونتها على حساب الآخر . و يعتقد ان اقصاء الآخرين سيرسخ هذا الاحساس في ذاته اولا . و في منظومة الحراك الاجتماعي التي يتبناها كل طرف من اطراف هذه المعادلة و يجيرها لنفسه .
ان هذه الحساسية ما هي الا تجاوز ديني خطير لا يقره الاسلام الذي جعلنا اخوة متعاضدين متكاتفين لا فرق بين ابيضنا و اسودنا و لا بين عربينا او اعجمينا الا بالتقوى .
ان عظمة الاوطان و ازدهارها و نموها لن يتأتى الا من خلال مجتمع مترابط متماسك ينتمي لدينه و وطنه و يلتف حول قيادته وولاة امره
ان الولاء الفئوي او المناطقي و حتى القبلي و كل الوان التشرذم الاجتماعي بدأت في الاضمحلال و التلاشي منذ فترة طويلة
و اصبحت نوعا من التخلف في زمن العولمة و الفضاء المفتوح وكلنا يلاحظ في المدن الكبيرة تفتت الأسر
و انحصارها في افرادها المكونين من الاب و الام و الابناء .
للأسف بتنا لا نعي ان البقاء دوما للكيانات القوية و التي تلاشت من قائمتها حتى الدول في ظل التكتلات الكبرى التي ينضوي تحتها العشرات من الدول و خذ لديك الاتحاد الاوروبي كمثال . و الولايات المتحدة الامريكية
هذه الكيانات التي أسست لعالم جديد يعتمد على التجمعات الاقتصادية و الاجتماعية و الصناعية العظمى التي تنضوي تحتها العديد من الدول و تندمج من خلالها لتصبح قوة عالمية مهيمنة و ضاربة على جميع الاصعدة و خارج نطاق المنافسة.
اما نحن فلازلنا نراوح في عدم الفهم و التفاهم بين ابناء الوطن الواحد و المجتمع الواحد و الدين الواحد و اللغة الواحدة و الدم الواحد و المصير الواحد لم تشفع لنا كل اواصر الرحم و المصاهرة و التعايش و المصير المشترك على مر السنين .
فهل هذا ما نادت به شريعتنا الاسلامية من الاخوة و المحبة و التآخي ؟
و هل هذا ما حث عليه نبينا الكريم نبي الهدى و الرحمة ؟
و هل هذا ما اسس عليه المغفور الملك عبد العزيز هذا الوطن ؟
والذي وحده تحت راية لا اله الا الله محمد رسول الله ليجعله وطنا للجميع . و ساوى فيه بين الجميع في الحقوق و الواجبات و المواطنة المبنية على كون هذا الوطن للجميع ؟
الى متى سنظل نحكم على الاشخاص بمنابتهم و اعراقهم و خلفياتهم الاجتماعية ؟
و لماذا لا نحكم عليهم بدينهم و خلقهم و فكرهم و مكارمهم .و ما قدموه لوطنهم ؟
لماذا لا يتعامل مجتمعنا مع كل شخص كحالة فردية تمثل نفسها فقط و لا تمثل فئتها الاجتماعية التي انحدرت منها ؟ .
نتمنى ان يعي الطرفان هذه المفاهيم و ان يرسخوها في انفسهم و في ابنائهم لحماية اهم مقدرات هذا الوطن ( الانسان )
واتمنى ان تتلاشى من قاموسنا اللغوي كلمات مثل
( هذا بدوي ) او هذا ( حضري )
هذا ما لدي و اسال الله ان اكون مبالغا في هذا التصور و مجانبا الصواب فيما كتبت .
و الله من وراء القصد
بقلم الآتي الأخير
منقول
اتمنى نستفيد من هالكلام
ودمتم عزا لبلدكم
تمـــــــــــــــــــــــــــــــــير