هالمي
13 / 02 / 2008, 33 : 05 PM
صوت العقل
للدويش / جريدة الرياضي
جاءني صوته هادئاً كعادته مساء الأحد الماضي قائلاً: غاب عنك صوت العقل هذه المرة يا محمد فقد كتبت بعاطفة وما عهدتك هكذا.. هل أثرت فيك الخسارة إلى هذه الدرجة؟
قلت للشخصية النصراوية الكبيرة وليس للنصر كبير؟ كلا على الإطلاق.. فأمس القريب خسر النصر من الهلال بثلاثة ومع ذلك قلت أن النصر كان الأفضل وأن أخطاء التغطية الثابتة هي سبب الخسارة.
قال: أريدك أن تعود كما أنت فتكتب من العقل للعقل وتتحدث عن فريق خسر تسعين دقيقة دون الجهاز الإداري.. واللجنة الرباعية واللاعبين والمدرب..
قلت: إنني لا أزال عند كل حرف كتبته ولم يكن للخسارة أي أثر فيه.. فلو فاز النصر بهذا المستوى فلن يتغير شيء..
ثم ان ما يحدث للنصر داخل الملعب لا يحتاج إلى كبير خبرة أو كثير معرفة فأصغر مشجع نصراوي يدرك أن علة النصر الأولى في وسطه وأن المدرب لم يعالج هذه العلة حتى الآن بل انه زادها من خلال أسلوبه الذي يفرغ الوسط، فهو يلعب بمحورين متباعدين أحدهما على اليمين والآخر على اليسار وكذلك يلعب بلاعبي وسط مهاجمين أحدهما على اليمين والآخر على اليسار فيصبح عمق الوسط خالياً من أي نصراوي متروكاً للفريق المقابل يسرح ويمرح فيه.
ولو درب النصر طفل لعرف أن تكثيف الوسط بأكبر عدد ممكن من اللاعبين هو الحل طالما لا يتوفر للنصر محورين مثل خالد عزيز وعمر الغامدي ولا وسط مهاجم كطارق التايب، ولو سألت أي متابع لكرة القدم السعودية قبل المباراة:
عن المدرب الذي سيلعب بخمسة في الوسط ومهاجم واحد؟ لأجاب دون تردد: النصر.
ولكن الذي حدث في الملعب أن الهلال هو الذي لعب هكذا في حين أن النصر لعب بمهاجمين دون وسط مساند ولعب بأربعة في الوسط لا علاقة لأحدهم بالآخر فكل واحد منهم يلعب لوحده على الطرف.
وأقول الآن للشخصية النصراوية: ماذا تريد مني أن أكتب وأنا أرى جهاز الكرة لا يفهم هذا ولا يناقش المدرب فيه وقد تكرر في أكثر من مباراة!!
قلت وقال غيري وسنظل نقول: ان النصر إذا لم يغلق ملعبه ويكثف الوسط ويدافع مبكراً ويرتد فإنه لن يفوز إلا أحياناً.
1407هـ
اغلاق الملعب والدفاع المبكر والارتداد ليس عيباً كما يظن البعض بل هو الكرة الحديثة التي تصل إلى المرمى بأسرع وأقصر الطرق.
بهذا الأسلوب فازت إيطالياً بكأس العالم وكذلك الأرجنتين أمام أساتذة الكرة الشاملة (الألمان والهولنديين) وأساتذة الهجوم الكاسح (البرازيليين).
ولكل المسؤولين فنياً عن النصر أهدي هذه الواقعة: في موسم 1407هـ تولى تدريب النصر المدرب الايرلندي بيلي بنجهام وخسر الدوري بسبب اصراره على تفريغ الوسط 4 ـ 2 ـ 4 وهو الأسلوب الذي يلعب به آساد حالياً ولو أن الرسم على الورق 4 ـ 4 ـ 2 إلا أن تنفيذه يفرغ الوسط بإبعاد إلتون والنفطي إلى الطرفين.
وفي مسابقة الكأس رأى الأمير حسام بن سعود وماجد عبدالله ويوسف خميس تغيير هذا الأسلوب والعودة إلى أسلوب النصر المعروف (غلق الملعب والدفاع المبكر والارتداد) فرفض الأمير عبدالرحمن بن سعود والمدرب ولكن إصرار الأمير حسام ووقوف اللاعبين معه جعلهما يقبلان ذلك فحدث التغيير وفاز النصر بالكأس أمام الهلال.
ولست أدعي شيئاً كبيراً حين أقول انني كنت خلف هذا التغيير من خلال ما كتبته أكثر من مرة عن أسلوب بيلي بنجهام الذي لا يصلح للنصر.
1409هـ
مع (جويل سانتانا) في موسم 1409هـ قدم النصر أسرع كرة يقدمها فريق سعودي لدرجة أن رئيس الأهلي الدكتور عبدالرزاق أبو داود قال بعد خسارة فريقه من النصر 2 ـ صفر على استاد الملك فهد الدولي: إذا لم تخسر من النصر فإنك لن تخسر من أي فريق.
وأعرف بعض غير النصراويين الذين كانوا آنذاك يذهبون إلى الملعب للاستمتاع بالكرة النصراوية.
ولم يصدق الهلاليون أنهم فازوا على النصر في نهائي الكأس ذلك الموسم 3 ـ صفر وأعتقد أن تلك البطولة كانت الأغلى لدى الهلاليين، فالنصراويون أخذوا درع الدوري معهم إلى جدة لكي يحتفلوا به مع الكأس.
وتلك المباراة بالذات تشهد أن الارتداد السريع هو الذي ينتصر في النهاية، فقد هاجم النصراويون مرمى الهلال من كل حدب وصوب ولم يسجلوا حتى والسلومي على الأرض والمرمى مكشوف لدرجة أن ماجد عبدالله قال لمحيسن الجمعان: لا تتعب حالك بابهم اليوم مقفول!
لقد استعار الهلاليون في تلك المباراة أسلوب جويل سانتانا فرجعوا إلى ملعبهم وسحبوا النصر إليه ثم ارتدوا عليه أربع مرات سجلوا منها ثلاثة وأضاعوا هدفاً.
الدرس المصري
فازت مصر ببطولة إفريقيا بالجماعية وبوجود (مهاجم مخ) لا يركض ولا يذبح أو ينطح أو يكتسح الكرة وإنما يتعامل معها بهدوء (محمد أبو تريكة) انه درس في كرة القدم قدمه المصريون وتغلبوا من خلاله على المحترفين الأفارقة في أكبر فرق أوروبا، فالحلول الفردية مهما بلغت لا تصل إلى خطورة العمل الجماعي.. والركض والقوة الجسمانية مهما بلغت لاتهزم المخ..
في المرمى
*أحسن الزميل سامي مؤمن بالربط بين النصر ومصر فالكرة المصرية كانت ظاهرة إعلامية فأصبحت حقيقة والعكس حدث للكرة النصراوية.
*رحم الله أبا خالد فقد كان لا يسمح لأي عضو شرف بالدخول على اللاعبين في المعسكر أو قبل المباراة أو بين الشوطين.
*ما نقلته قناة العالمي من غرفة الملابس بين شوطي مباراة النصر والهلال أقرب ما يكون إلى الحراج وهذا هو سر ما يحدث للنصر.
*أكدت مباريات النصر مع الهلال والاتحاد أن وجود يوسف خميس أو فهد الهريفي بات أمراً ملحاً في ظل إداريين لا يعرفون كيف يلعب فريقهم.
*قبل سنوات انشغلت صحافة الهلال بأصبع فوزي خياط الذي يضعه على خده في الصورة أعلى مقاله فما تفعل الآن باصبع عبدالله الضويحي في برنامج (كشف حساب)؟
*التهديد بالرحيل ومضاعفة المكافآت ضغوط نفسية على اللاعبين يفترض ألا تتكرر لا أمام الهلال ولا غيره فمن التجربة تكتسب الخبرة.
*الذين يبحثون عن البطولات يؤجلون المكافأة المضاعفة لحينها بعكس الذين بطولتهم الفوز على فريق معين فإنهم يعدون بها أمامه.
*العناد وانكار نقاط الضعف والزعم بأنها قوية كحارس المرمى والمحور طيلة السنوات الماضية هو الذي قاد النصر إلى ما هو عليه الآن.
للدويش / جريدة الرياضي
جاءني صوته هادئاً كعادته مساء الأحد الماضي قائلاً: غاب عنك صوت العقل هذه المرة يا محمد فقد كتبت بعاطفة وما عهدتك هكذا.. هل أثرت فيك الخسارة إلى هذه الدرجة؟
قلت للشخصية النصراوية الكبيرة وليس للنصر كبير؟ كلا على الإطلاق.. فأمس القريب خسر النصر من الهلال بثلاثة ومع ذلك قلت أن النصر كان الأفضل وأن أخطاء التغطية الثابتة هي سبب الخسارة.
قال: أريدك أن تعود كما أنت فتكتب من العقل للعقل وتتحدث عن فريق خسر تسعين دقيقة دون الجهاز الإداري.. واللجنة الرباعية واللاعبين والمدرب..
قلت: إنني لا أزال عند كل حرف كتبته ولم يكن للخسارة أي أثر فيه.. فلو فاز النصر بهذا المستوى فلن يتغير شيء..
ثم ان ما يحدث للنصر داخل الملعب لا يحتاج إلى كبير خبرة أو كثير معرفة فأصغر مشجع نصراوي يدرك أن علة النصر الأولى في وسطه وأن المدرب لم يعالج هذه العلة حتى الآن بل انه زادها من خلال أسلوبه الذي يفرغ الوسط، فهو يلعب بمحورين متباعدين أحدهما على اليمين والآخر على اليسار وكذلك يلعب بلاعبي وسط مهاجمين أحدهما على اليمين والآخر على اليسار فيصبح عمق الوسط خالياً من أي نصراوي متروكاً للفريق المقابل يسرح ويمرح فيه.
ولو درب النصر طفل لعرف أن تكثيف الوسط بأكبر عدد ممكن من اللاعبين هو الحل طالما لا يتوفر للنصر محورين مثل خالد عزيز وعمر الغامدي ولا وسط مهاجم كطارق التايب، ولو سألت أي متابع لكرة القدم السعودية قبل المباراة:
عن المدرب الذي سيلعب بخمسة في الوسط ومهاجم واحد؟ لأجاب دون تردد: النصر.
ولكن الذي حدث في الملعب أن الهلال هو الذي لعب هكذا في حين أن النصر لعب بمهاجمين دون وسط مساند ولعب بأربعة في الوسط لا علاقة لأحدهم بالآخر فكل واحد منهم يلعب لوحده على الطرف.
وأقول الآن للشخصية النصراوية: ماذا تريد مني أن أكتب وأنا أرى جهاز الكرة لا يفهم هذا ولا يناقش المدرب فيه وقد تكرر في أكثر من مباراة!!
قلت وقال غيري وسنظل نقول: ان النصر إذا لم يغلق ملعبه ويكثف الوسط ويدافع مبكراً ويرتد فإنه لن يفوز إلا أحياناً.
1407هـ
اغلاق الملعب والدفاع المبكر والارتداد ليس عيباً كما يظن البعض بل هو الكرة الحديثة التي تصل إلى المرمى بأسرع وأقصر الطرق.
بهذا الأسلوب فازت إيطالياً بكأس العالم وكذلك الأرجنتين أمام أساتذة الكرة الشاملة (الألمان والهولنديين) وأساتذة الهجوم الكاسح (البرازيليين).
ولكل المسؤولين فنياً عن النصر أهدي هذه الواقعة: في موسم 1407هـ تولى تدريب النصر المدرب الايرلندي بيلي بنجهام وخسر الدوري بسبب اصراره على تفريغ الوسط 4 ـ 2 ـ 4 وهو الأسلوب الذي يلعب به آساد حالياً ولو أن الرسم على الورق 4 ـ 4 ـ 2 إلا أن تنفيذه يفرغ الوسط بإبعاد إلتون والنفطي إلى الطرفين.
وفي مسابقة الكأس رأى الأمير حسام بن سعود وماجد عبدالله ويوسف خميس تغيير هذا الأسلوب والعودة إلى أسلوب النصر المعروف (غلق الملعب والدفاع المبكر والارتداد) فرفض الأمير عبدالرحمن بن سعود والمدرب ولكن إصرار الأمير حسام ووقوف اللاعبين معه جعلهما يقبلان ذلك فحدث التغيير وفاز النصر بالكأس أمام الهلال.
ولست أدعي شيئاً كبيراً حين أقول انني كنت خلف هذا التغيير من خلال ما كتبته أكثر من مرة عن أسلوب بيلي بنجهام الذي لا يصلح للنصر.
1409هـ
مع (جويل سانتانا) في موسم 1409هـ قدم النصر أسرع كرة يقدمها فريق سعودي لدرجة أن رئيس الأهلي الدكتور عبدالرزاق أبو داود قال بعد خسارة فريقه من النصر 2 ـ صفر على استاد الملك فهد الدولي: إذا لم تخسر من النصر فإنك لن تخسر من أي فريق.
وأعرف بعض غير النصراويين الذين كانوا آنذاك يذهبون إلى الملعب للاستمتاع بالكرة النصراوية.
ولم يصدق الهلاليون أنهم فازوا على النصر في نهائي الكأس ذلك الموسم 3 ـ صفر وأعتقد أن تلك البطولة كانت الأغلى لدى الهلاليين، فالنصراويون أخذوا درع الدوري معهم إلى جدة لكي يحتفلوا به مع الكأس.
وتلك المباراة بالذات تشهد أن الارتداد السريع هو الذي ينتصر في النهاية، فقد هاجم النصراويون مرمى الهلال من كل حدب وصوب ولم يسجلوا حتى والسلومي على الأرض والمرمى مكشوف لدرجة أن ماجد عبدالله قال لمحيسن الجمعان: لا تتعب حالك بابهم اليوم مقفول!
لقد استعار الهلاليون في تلك المباراة أسلوب جويل سانتانا فرجعوا إلى ملعبهم وسحبوا النصر إليه ثم ارتدوا عليه أربع مرات سجلوا منها ثلاثة وأضاعوا هدفاً.
الدرس المصري
فازت مصر ببطولة إفريقيا بالجماعية وبوجود (مهاجم مخ) لا يركض ولا يذبح أو ينطح أو يكتسح الكرة وإنما يتعامل معها بهدوء (محمد أبو تريكة) انه درس في كرة القدم قدمه المصريون وتغلبوا من خلاله على المحترفين الأفارقة في أكبر فرق أوروبا، فالحلول الفردية مهما بلغت لا تصل إلى خطورة العمل الجماعي.. والركض والقوة الجسمانية مهما بلغت لاتهزم المخ..
في المرمى
*أحسن الزميل سامي مؤمن بالربط بين النصر ومصر فالكرة المصرية كانت ظاهرة إعلامية فأصبحت حقيقة والعكس حدث للكرة النصراوية.
*رحم الله أبا خالد فقد كان لا يسمح لأي عضو شرف بالدخول على اللاعبين في المعسكر أو قبل المباراة أو بين الشوطين.
*ما نقلته قناة العالمي من غرفة الملابس بين شوطي مباراة النصر والهلال أقرب ما يكون إلى الحراج وهذا هو سر ما يحدث للنصر.
*أكدت مباريات النصر مع الهلال والاتحاد أن وجود يوسف خميس أو فهد الهريفي بات أمراً ملحاً في ظل إداريين لا يعرفون كيف يلعب فريقهم.
*قبل سنوات انشغلت صحافة الهلال بأصبع فوزي خياط الذي يضعه على خده في الصورة أعلى مقاله فما تفعل الآن باصبع عبدالله الضويحي في برنامج (كشف حساب)؟
*التهديد بالرحيل ومضاعفة المكافآت ضغوط نفسية على اللاعبين يفترض ألا تتكرر لا أمام الهلال ولا غيره فمن التجربة تكتسب الخبرة.
*الذين يبحثون عن البطولات يؤجلون المكافأة المضاعفة لحينها بعكس الذين بطولتهم الفوز على فريق معين فإنهم يعدون بها أمامه.
*العناد وانكار نقاط الضعف والزعم بأنها قوية كحارس المرمى والمحور طيلة السنوات الماضية هو الذي قاد النصر إلى ما هو عليه الآن.