المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تساؤلات محرجة لمتبرجة !


نور عينك
05 / 02 / 2008, 29 : 12 AM
تساؤلات محرجة لمتبرجة !

--------------------------------------------------------------------------------

تساؤلات محرجة لمتبرجة !
الحمد لله الذي بيده مقاليد الأمور ، وبأمره تصريف الأحوال ، وهو على كلِّشيء قدير ، وبكلِّ شيء عليم ، والصلاة والسلام على رسول الله ، سيد ولد آدم ، وأشهدأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد :
فهذه تساؤلات محرجة لمتبرجة ، أردت من خلالها أن تنتبه الغافلة ، وتتعلمالجاهلة ، وتثبت على طريقها كلُّ فاضلة عاقلة ، فأقول ، وبالله أصول وأجول :

* أختاه !
هل تتبرجين ليراك الناس بهذا اللباس ، والتبرج المزعج ؟وتفرحين إذا التفتت إليك الأبصار وتابعتك الأنظار ؟فأين أنت عن الله !
أينأنت عمن يراك تلبسين ما نهاك عنه وحذرك منه ؟أما تخافين عذابه ؟ وتخشين عقابه؟ وتهابين حسابه ؟أم أنَّ الدنيا أغرتك ؟ وفي أوديتها أردتك ؟ وبحبالها أوثقتك؟هل ركنت للدنيا الفانية وغفلت عن الآخرة الباقية ؟هل طمعت فيما يزول ؟وانشغلت بما يحول ؟ ونسيت يوماً سيطول ؟أعيذك بالله من كلِّ ما يؤذيك !
قال تعالى : [ ... واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفي كل نفس بما كسبتوهم لا يظلمون ] 1

* أختاه !
هل تحبين رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم؟!
لا أشكُّ في ذلك طرفة عين .
فهل يرضيك ـ لو أنه بُعث من قبره ـ أن يراكعلى هذا الوضع المزري والواقع المخزي ؟!
تصوَّري هذا بخيالك ، ثم افعلي ما بدالك !
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :" كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " . قالوا يا رسول الله ‍ ! ومن يأبى ؟ قال :" من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى " 2ألا تخشين أنك ممن أحدثوا بعده ،وصنعوا ما لم يشرع لهم ، وفعلوا ما لم يأذن لهم فيه ، فيطردون عنه ، ويُحرمون منحوضه ، ويُذادون عن الشراب من يده المباركة في يوم يطول فيه الموقف ويعظم فيه الهول؟! وهو ينادي ويقول :" أمتي ! امتي ! " فيرد عليه :" إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك " !!
* أختاه !
أيسرُّك لو أن ملك الموت نزل إليك ، وهجم عليك ، ليستلَّالروح من الجسد السافر والبدن الظاهر ؛ أن تلقي الله تعالى وأنت بلباسك المتهتِّك ،وحجابك المتبرج ؟أما تخافين من سوء الخاتمة وقبح العاقبة ؟ والمرء يُبعث يومالقيامة على ما مات عليه ، ثم يحاسب على ما قدمته يداه بين يديه .
فيا لهف نفسي !
كم من مفضوح في يوم لقاء الله !
قال تعالى :[ قل إن الموت الذي تفرون منهفإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ] 3

* أختاه !
لو أن شقيقك طلب منك أن تختاري له زوجة صالحة ممن تعرفين منالفتيات ، وجعل لك القرار في الاختيار ...
فهل ستختارين له تلك المتبرجةالسامجة ؟!
أم أنَّك ستنصرفين عنها لتختاري له تلك اللؤلؤة المصونة والدُّرَّةالمكنونة التي تلفعت بلباسها ، وتسربلت بعباءتها ، وحفظت نفسها من تلك النظراتالخائنة التي يرسل بها زمرة شيطانية من الذئاب البشرية التي تحوم حول كلِّ فريسةبلهاء زجَّت بنفسها بين أنياب الذئاب ومخالب المخربين من الشباب ؟أنا زعيمبأنَّك ستختارين الأخرى على الأولى !
أ رأيت لمن يكون الاحترام ؟ وبمن تكونالثقة ؟ وإلى من تنصرف القلوب والعقول ؟ وتلك عاجل البشرى ، وما عند الله خيرٌوأبقى .

* هل تقتدين في هذا التبرج بالمؤمنات الصالحات من أمهات المؤمنينأو بزوجات أصحاب خير المرسلين ؟ أو بنساء أتقياء التابعين ؟ أو بالحافظات لما أمربه ربُّ العالمين ؟أم أنَّك تتأسين بالفاسقات العاصيات من الكافرات الفاجراتأو بالممثلات المنحرفات أو بالمغنيات المائلات أو بالضائعات الحائرات ؟!
ولايخفاك ـ رُزقت هُداك ـ أنَّ التشبُّه في الظاهر دليل التعلُّق في الباطن ، ومن تشبهبقوم فهو منهم ، والمرء يُحشر مع من أحبّ ..
فاختاري الرفيق في الطريق ،والموعد يوم القيامة !
عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت : لمَّا نزلت :[ يُدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ ] خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان منالأكسية . 4وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت : يرحم الله نساء المهاجراتالأول ، لمَّا أنزل الله :[ وليضربن بخمرهن على جيوبهن ] 5 شققن أكنف ـ وفي رواية ؛أكثف ـ مروطهنَّ فاختمرن بها . 6فهل تستوي المستترة مع المستهترة ؟! والمحجبةمع المتفرنجة ؟! والتقيَّة مع الشقيَّة ؟! تالله لا تستويان ، لا في الدنيا ، ولايوم يبعثان !

* أختاه !
هل تعلمين أن المتبرجة السافرة مهزومة منداخلها ؟ لأنها مهزوزة الشخصية ، مطموسة الهوية ، مسلوبة الإرادة ، لا تعتزُّبدينها ، ولا تفخر بعقيدتها ..
فهي تشعر بدناءة نفسها ، وتحس بضعف ثقتها بذاتها، فتحاول ستر هذه السوءة ، بسوءةِ التبرُّج والسفور وحبّ الظهور ، وكم قُصمت بهذاظُهور ؟!
فأين هي ـ أسفاً عليها ـ من تلك الواثقة بطريقها ، المُعتزَّة بدينها، والمستمسكة بأمر ربِّها .. فواسعداً لها !
لقد جعلت الحجاب مبدأ تعيش عليه ،لا يمكنها التنازل عنه ، وقضية تناظل من أجلها ، فكيف تتساوى مع من تتهاوى ـ فيكلِّ يوم ـ تحت أقدام أعدائها ، يحرفونها عن مسارها كيفما أرادوا ، وهي سامعة مطيعة، خاضعة ذليلة ، لا رأي لها أو قرار ، ولا فكر لها أو خيار ؟‍‍!
قال تعالى :[ أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم ] 7
* هلتعتقدين أن التبرج حضارة ، ومواكبة للتطور ، ومسايرة لركب التقدم ؟الحقيقةأنها خدعة لا أظنها تنطلي عليك ، ولا أحسب أنك من ضحاياها ، فالتبرج عودة للعصورالهمجية ، ورجوع لأسن الجاهلية ، ولهذا جاء النهي الصريح في كتاب الله تعالى عنالنكوص على الأعقاب ، والرجوع لزمن الوحش والغاب .
قال تعالى :[ ولا تبرجن تبرجالجاهلية الأولى وأطعن الله ورسوله .. ] 8فهل ترضين بأن توصفي بالجاهلية ؟ أوتنسبين إلى العصور الحجرية ؟انتبهي من مكر الأعداء ، واحذري من كيد الشيطان ،فالرقي والتقدم تستلزم التمسُّك بالآداب الشرعية ، والقيم الإيمانية ، وإلا فإنهاالجاهلية الأولى ‍‍‍، واللوثة الكبرى ، والنكسة الأخرى !

أختاه ‍‍‍!
هلتحتملين الحرمان من الجنة العالية لنزوة زائلة ، ولنشوة عاجلة ؟ تمضي سريعاً كومضالبرق ، ثم يبقى الذنب في الصحيفة ، وقد يكون سبباً للحرمان من الجنة ، فيا له منحرمان موجع وغبنٍ مفجع ‍‍‍ ‍!
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسولالله ـ ( :" صِنفانِ مِن أهلِ النار لم أرَهُما . قومٌ معهُم سياطٌ كأذنابِ البقرِيضربُونَ بها الناسَ ، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ ، مميلاتٌ مائلاتٌ ، رُؤسُهنَّكأسنةِ البُختِ المائلةِ لا يدخلنَ الجنةَ ، ولا يجدنَ ريحهَا ، وإنَّ ريحهاليُوجدُ مِن مسيرةِ كذا وكذا "9وعن أبي أذينة الصدفي ـ رضي الله عنه ـ أن رسولالله ـ( ـ قال :" خير نسائكم الودُودُ الولودُ ، المواتية ، المواسية ؛ إذااتَّقينَ اللهَ ، وشرُّ نسائكم المُتبرِّجاتُ المتخيلات ، وهنَّ المنافقات ، لايدخل الجنة منهنَّ إلا مثلُ الغراب الأعصم " 10 وهذا الغراب في رجله ومنقاره لونأحمر ، وهو نادر في الغربان .

أختاه !
لماذا تتبرجين ؟! أليس ليراكالناس ، فيعجبون بك ، وينظرون إليك ، ويثنون عليك ، ويرضون عنك ؟!
فأين أنت عنالبحث الدؤوب عن رضى الرب ـ سبحانه ! أيعقل أن رضى الله تعالى آخر ما تفكرين به ،وتبحثين عنه ؟!
أليست قلوب العباد بين يديه يقلِّبها كيف يشاء ؟! بلى ! فلماذالا تجعلين الهمَّ همَّاً واحداً ؟!
فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قالرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من التَمس رضا الله بسخط الناس ؛ رضي الله عنه ،وأرضى عنه الناس ، ومن التمس رضا الناس بسخط الله ، سخط الله عليه ، وأسخط عليهالناس " 11فأفيقي ـ يا أخيَّة ـ من هذا السبات العميق ، واحذري من آفات الطريق، واعلمي أن اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل ، وأنك راجعة إلى الله ،وواقفة بين يديه ، فخذي للموقف أهبته ، وللموقف عدته ، وللسؤال إجابته ، فلايغرنَّك بالله الغرور ، فإلى الله ترجع الأمور .

1 البقرة :
2 صحيحالبخاري (6/2655 ) (6851 ) .
3 الجمعة :
4 صحيح سنن أبي داود (2/773) (3456) .
5 النور : 31
6 صحيح سنن أبي داود (2/773) (3457) .
7 الملك :
8 الأحزاب :
9 صحيح مسلم (3/1339) (2128) .
10 أخرجه البيهقي في السنن، انظر : السلسلة الصحيحة (4/464) (1849) .
11 رواه ابن حبان في صحيحه ، انظر : صحيح الترغيب والترهيب (2/547) (2250 ) وهو في الترمذي بلفظ قريب منه.منقوووول عن عبداللطيف بن هاجسالغامدي

مشاري نت
06 / 02 / 2008, 58 : 08 AM
الله يعطيك العا فية يا بنت سدير للتواصلك ودمتى للمنتدى 000

الجنوبي 2000
07 / 02 / 2008, 40 : 03 AM
الف شكر على هذا الموضوع

وجزاك الله خير

.........

مرعب النفوس
16 / 02 / 2008, 26 : 07 PM
أختي الغالية

بــــنت ســــــــديـــر




ليكِ كل الشكر والتقدير على هذا الإضاح ونسأل الله التوفيق بما يرضه عنا............
بارك الله فيكِ وعليكِ على هذه المشاركة القيمة والمفيدة وعلى حرصكِ على ماينفع أخوانكِ في المنتدى..........
أختاه وفقنا الله وإياكِ لما يحب ويرضى ولما فيه الخير والصلاح على هذا الجهد والعطاء المتواصل http://www.hawahome.info/uploaded/4624/1158152616.gif






كما أسأل الله أن يجزاكِ عنا خير الجزاااااء



..............