الكرز
04 / 06 / 2004, 24 : 08 PM
قصة قصيرة أتمنى أن تعجبكم..... ((( وللي مايفهم أقول إنها خيالية ولا تمثل واقع )))
من المخطئ ؟؟ أنا.. أم المجتمع... أم الظروف...
أو ربما كلانا نشكل مثلثاً تتداخل أضلاعه بزواياه بأركانه الثلاثة لتكون مأساتي التي ضيعتني...
لم أدرك هول ما أنا عليه حتى صرخت أحدى زميلاتي في وجهي بعد خلاف بسيط : أنتي ساقطة... أبتعدي عني !!
صرختها تلك بالإضافة نظراتها المتعالية وحركات يديها المشمئزة سلطت الأضواء الساطعة على ما كنت وأصبحت عليه مجرد فتاة ساقطة لا أكثر ولا أقل...
تتلقفني أمواج الذكريات المتلاطمة حيث وعيت لأجد نفسي أعيش داخل علبه من علب السردين... أجساد متلاصقة في كل مكان... في الحجرة الوحيدة حيث أقبع وأخوتي والصف الطويل المتراص إلى دورة المياه الوحيدة ثم الازدحام على الطعام وعلى اللباس وعلى النوم وحتى على نسمة الهواء التي نستنشقها بصعوبة في بيت صغير ملاصق للمدرسة التي يعمل بها والدي...
تربينا على الجوع والعري والحاجة... الحاجة لكل شيء بداً من لقمة تسد رمقنا إلى كساء يسترنا وفراش وثير نشعر معه بطعم النوم الحقيقي... كبرنا ونحن على هذه الحال أبي حارس المدرسة وأمي المستخدمة في نفس المدرسة يلهثون ليل نهار من أجل أطعام هذا الكم الهائل من الأفواه المفتوحة ولا شيء آخر... لا حوار... لا تربية... لا تهذيب... محرومون حتى من أبسط حقوق الإنسان وهو العيش بسلام بعيداً عن أذى البشر وتكبرهم وتسلطهم...
في المرحلة المتوسطة من دراستي وقد ازدادت احتياجاتنا بدون أي تغير يذكر في مدخولنا اليومي أو بساطة عيشتنا تعرفت على زميلتي ليلى... ارتبطت معها بصداقة عميقة بحت لها خلالها بكل شيء... عذابنا... احتياجنا... قسوة الظروف... بعد أيام من هذا أخذتني إلى إحدى السيدات التي رحبت بي وهي تقيسني بعينيها المدربة ووعدتني بأن أعمل معها بمشغلها بالفترة المسائية... لم يعارض والدي ولا حتى اهتما بالأمر عدا بريق طفيف في عيني أمي لسعادتها بالدخل الجديد القادم...
بعد أسابيع من عملي مع هذه السيدة... أنا ورهط من الفتيات أدركت ما هي طبيعة هذا العمل... صرخت... بكيت... تراجعت... لكن!!! لا مجال لأي تراجع... فلديها صور لي تقضي على مستقبلي ثم أنها أغرتني بالمادة... أغدقت علي بالملابس والذهب والنقود وعرفتني على رجال شتى من مختلف طبقات المجتمع...
أغرقت أهلي بالمخول الجديد نقلتهم إلى حياة جديدة بدون شرف مع مال كثير... ولم يسألني أحد كيف!! وأين؟؟ ولماذا.. لكن زميلاتي بدأن يبتعدن عني كالمرض المعدي... جيراننا... الناس من حولي... ازدادت الهمسات... وأواجه الصرخات بعد صرخة زميلتي في وجهي...
ولأن الحقيقة لا بد أن تظهر والباطل لا يعيش طويلاً... فقد قبضت الشرطة علينا في يوم أسود لن أنساه ما حييت.. ضاع الشرف ومرغت الكرامة في الأوحال... كيف سأواجه الناس بعد خروجي من السجن!!! هل سيقبلني أهلي ومجتمعي ؟؟ من يرضى بي زوجه له وأماً لأولاده ؟؟ من المخطئ... أنا أم المجتمع أم الظروف ؟؟!!
ومازلت أتساءل.
من المخطئ ؟؟ أنا.. أم المجتمع... أم الظروف...
أو ربما كلانا نشكل مثلثاً تتداخل أضلاعه بزواياه بأركانه الثلاثة لتكون مأساتي التي ضيعتني...
لم أدرك هول ما أنا عليه حتى صرخت أحدى زميلاتي في وجهي بعد خلاف بسيط : أنتي ساقطة... أبتعدي عني !!
صرختها تلك بالإضافة نظراتها المتعالية وحركات يديها المشمئزة سلطت الأضواء الساطعة على ما كنت وأصبحت عليه مجرد فتاة ساقطة لا أكثر ولا أقل...
تتلقفني أمواج الذكريات المتلاطمة حيث وعيت لأجد نفسي أعيش داخل علبه من علب السردين... أجساد متلاصقة في كل مكان... في الحجرة الوحيدة حيث أقبع وأخوتي والصف الطويل المتراص إلى دورة المياه الوحيدة ثم الازدحام على الطعام وعلى اللباس وعلى النوم وحتى على نسمة الهواء التي نستنشقها بصعوبة في بيت صغير ملاصق للمدرسة التي يعمل بها والدي...
تربينا على الجوع والعري والحاجة... الحاجة لكل شيء بداً من لقمة تسد رمقنا إلى كساء يسترنا وفراش وثير نشعر معه بطعم النوم الحقيقي... كبرنا ونحن على هذه الحال أبي حارس المدرسة وأمي المستخدمة في نفس المدرسة يلهثون ليل نهار من أجل أطعام هذا الكم الهائل من الأفواه المفتوحة ولا شيء آخر... لا حوار... لا تربية... لا تهذيب... محرومون حتى من أبسط حقوق الإنسان وهو العيش بسلام بعيداً عن أذى البشر وتكبرهم وتسلطهم...
في المرحلة المتوسطة من دراستي وقد ازدادت احتياجاتنا بدون أي تغير يذكر في مدخولنا اليومي أو بساطة عيشتنا تعرفت على زميلتي ليلى... ارتبطت معها بصداقة عميقة بحت لها خلالها بكل شيء... عذابنا... احتياجنا... قسوة الظروف... بعد أيام من هذا أخذتني إلى إحدى السيدات التي رحبت بي وهي تقيسني بعينيها المدربة ووعدتني بأن أعمل معها بمشغلها بالفترة المسائية... لم يعارض والدي ولا حتى اهتما بالأمر عدا بريق طفيف في عيني أمي لسعادتها بالدخل الجديد القادم...
بعد أسابيع من عملي مع هذه السيدة... أنا ورهط من الفتيات أدركت ما هي طبيعة هذا العمل... صرخت... بكيت... تراجعت... لكن!!! لا مجال لأي تراجع... فلديها صور لي تقضي على مستقبلي ثم أنها أغرتني بالمادة... أغدقت علي بالملابس والذهب والنقود وعرفتني على رجال شتى من مختلف طبقات المجتمع...
أغرقت أهلي بالمخول الجديد نقلتهم إلى حياة جديدة بدون شرف مع مال كثير... ولم يسألني أحد كيف!! وأين؟؟ ولماذا.. لكن زميلاتي بدأن يبتعدن عني كالمرض المعدي... جيراننا... الناس من حولي... ازدادت الهمسات... وأواجه الصرخات بعد صرخة زميلتي في وجهي...
ولأن الحقيقة لا بد أن تظهر والباطل لا يعيش طويلاً... فقد قبضت الشرطة علينا في يوم أسود لن أنساه ما حييت.. ضاع الشرف ومرغت الكرامة في الأوحال... كيف سأواجه الناس بعد خروجي من السجن!!! هل سيقبلني أهلي ومجتمعي ؟؟ من يرضى بي زوجه له وأماً لأولاده ؟؟ من المخطئ... أنا أم المجتمع أم الظروف ؟؟!!
ومازلت أتساءل.