مرعب النفوس
12 / 01 / 2008, 30 : 08 PM
الشباب يبدأون مقاطعة الألبان... والبقية تعجبهم الفكرة
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/ElaphGuys/2008/1/thumbnails/T_44133a6d-e63b-458b-be0e-641dda356996.jpg
أحد الأعلانات المنتشرة على صفحات الأنترنت
الرياض:
قد تكون فكرة مقاطعة الألبان التي إنتشرت مؤخرًا في هواتف السعوديين وبدأت هذا اليوم، عن طريق رسائل الـ SMS وليدة إجتماع غير مجدول لشباب يقضون ليلة شتاء باردة، أو وليدة صدفة قادتها فكرة أحد الشباب في مقهى على أحد أرصفة العاصمة السعودية الرياض، لينضج بعدها ويبدأ أول تصعيد غير رسمي لمواجهة مشكلة الغلاء التي تواجهه الجميع هذه الأيام.
الحملة التي ستستمر لمدة أسبوع وهي فترة صلاحية العبوة الواحدة من اللبن أو الحليب، بدأت تأخذ بعدًا اجتماعيًا آخر، إذ بدأت الرسائل تصل إلى كل هاتف، وكأن الأمر يشبه تهاني الأعياد والمناسبات السعيدة، ليقوم الشخص الذي وصلته الرسالة بتقمص دور ساعي البريد مرة أخرى، ليوصلها بدوره إلى عشرات الهواتف التي في قائمة الأسماء لديه.
الإنترنت والشباب يشعلون الشرارة الأولى
إنتشرت الدعوات إلى المقاطعة في الكثير من المدونات التي يقوم عليها شباب سعوديون، وقام بعضهم بتصميم الشعارات وبعضهم الآخر بالترويج لهذه الحملة، وبعضهم أعتبرها فرصة مناسبة للإعتراض على موجة الغلاء التي بدأت بداية العام، ولم تتوقف حتى هذه اللحظات، وتعددت مع هذه الحماسة العديد من العبارات والشعارات التي رُفعت فيما بعد في المنتديات، وعلى واجهات المدونات، حتى أستقر الأمر على ( خلوها تخيس)، والتي قرر المطلقين لهذه الحملة تسميتها (الحملة الشعبية لمقاطعة منتجات الألبان).
المقاطعون وغير المقاطعون كان لهم العديد من الأراء المتضاربة حول الحملة، بغلبة واضحة لصالح المقاطعون الذين تزيد شراستهم كل يوم ضد هذه الشركات يقول أحدهم : " نحن بحاجة الى هذه المقاطعة ونتمنى من الجميع التفاعل مع هذه المقاطعة، وخاصة أن الجو الان بارد ربما يساعد على نجاح هذه المقاطعة، والذي لا يستطيع ان يقاطع فليعمل على نشر هذه المقاطعة والتقليل من استخدامه والاتجاه لشركات ألبان الهناء والخرج التي اقل سعرًا من المراعي ونادك والصافي ونجدية".
وآخر يقول : " جربوا حاولوا لا تكونوا امعات يضحك عليكم وتسرق أموالكم وانتم لاتحركون ساكن.. والله الذي لا اله الا هو اني قاطعت اشياء كنت اعتقد انني لا استطيع الاستغناء عنها سابقًا وما شفت من ربي شر وما ضر آبائنا وأجدادنا كانوا عايشين على أشياء بسيطة"
المعارضون للمقاطعة يطالبون بتحكيم العقل، وطالبوا بمراجعة التاريخ، إذ يقول عزيز في مدونته: "نستطبع ان نقرأ الاحداث بتسلسلها الصحيح، وللاسف اننا عاطفيون اكثر من اللازم، فقبل 15 سنة كانت اسعار اللبن والحليب الطازج 4 ريال 1 لتر ، 8ريال 2لتر
كان حينها سعر برميل البترول 8 دولارات، مالذي حدث بعدها، ازدادت اسعار البترول الى اضعاف مضاعفه 8دولارات - 20 دولارًا - 40 دولارًا - 80 دولارًا - 100دولار
وطرح السؤال التالي: لماذا نبيع والبترول ؟ ومن الذي يشتري البترول ؟ فيمَ يستخدم البترول؟ ماهي الصناعات التي يستخدم البترول؟ هل يستخدم البترول في النقل؟ هل للبترول دور في الطاقة التي تقوم عليها المصانع؟ بعدها عندما تتضاعف اسعار البترول من 8 الى 100 دولار على قطاع النقل في كافة الدول وكافة القطاعات ( لاننظر الى سعر البنزين والديزل عندنا فهي مدعومة )، ما الذي يحدث على اسعار النقل؟
بالتأكيد ستتضاعف اسعار النقل.
للعلم سعر علبة الزيت لدينا ارتفعت من 7ريال لليتر الى 14ريال، اذا سعر النقل تضاعف لنقل المواد الاولية التي نستوردها لتصنيع الالبان والحليب .
ليس هذا فقط،
المواد الاولية تصنع او تنتج في اوروبا او غيرها تتأثر بارتفاع اسعار البترول او النقل الذي تضاعف اذن، لا اجد غضاضة في ان تزداد التكلفة على المصنع السعودي
بل ان الغبطة في ان اسعار الالبان والحليب لم تتضاعف، وماذا لو اعدنا التفكير، ما هي الحلول المثالية في مواجهة التضخم. اما العاطفة واستثارة المواطن والتلاعب بالمشاعر فلا والف لا ، ان زيادة رواتب العاملين في القطاعين حل، ولكنه ليس الحل الافضل، هو حل ضروري لكنه ليس الحل الامثل، اذن هي دعوة إلى التفكيرفي هذه القضية بالعقل لا بالعاطفة.
حملة (وين الباقي) .. البداية والنهاية
شعار الحملة الرسمي http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/ElaphGuys/2008/1/thumbnails/T_394278d4-63a6-44d2-a2f7-08cf8d8a86f7.jpg
بعض من الشباب أبدى تخوفه من أن يكون مصير هذه الجهود هو مصير الحملة الشعبية الأولى لمحاربة جشع التجار، التي أطلقها الشباب السعودي بداية العام، وأطلقوا عليها اسم "وين الباقي" لأن الجميع كان متفقًا آنذاك على أن رفع الأسعار يجب أن يتوقف، وأن أرصدة التجار أخذت بالتضخم على حسابهم.. فكان لا بد لنا من وقفة (فعل) وانتفاضة (شعب) ضد ما يحصل..
وفي الخطاب التأسيسي للموقع الذي انشأ لهذا الغرض، وأقفل بعد أسابيع معدودة لأن الأمر لم يجدِ كما يقول بعضهم، حيث جاء في الخطاب:
رفع الأسعار ليس من شأنه أن ينهش من رواتبنا وحسب، النظام الاجتماعي بدأ يختل، الطبقة الوسطى إلى زوال، والأموال بدأت تتراكم في أيدي معينة، تاركة بقية الشعب نهش للجرائم الاجتماعية المتنوعة، من سرقة واغتصاب، وتصل للقتل في أحيان كثيرة، وما خفي أعظم..
ولأننا لا نريد وطنًا يأكلنا، ونتطلع إلى مكان نشعر به أننا أحرار، ونستطيع أن نقرر، ونوقف كل التجار الجشعين، الذين ينهبوننا، فهذه أفكار أولية من أجل حملة شعبية واسعة..
1- قاطع كل سلعة يرتفع سعرها، وأخبر صاحب المتجر بأنك قاطعتها لهذا السبب..
2- أخبر الآخرين بأن سلعة ما قد ارتفع سعرها، وبيّن لهم أن الأمر ليس هينا مهما كانت قلة الزيادة.
3- تأكد من سعر السلعة في أكثر من مكان، وهل الارتفاع عام، أم مختص بمكان دون آخر.
4- طالب بهللاتك.. لا تترك أجزاء الريال، ولا تستح من أخذها، فهي من حقك تمامًا، وتذكر بأن التجار يربحون من جرائها أموالاً طائلة.
...........
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/ElaphGuys/2008/1/thumbnails/T_44133a6d-e63b-458b-be0e-641dda356996.jpg
أحد الأعلانات المنتشرة على صفحات الأنترنت
الرياض:
قد تكون فكرة مقاطعة الألبان التي إنتشرت مؤخرًا في هواتف السعوديين وبدأت هذا اليوم، عن طريق رسائل الـ SMS وليدة إجتماع غير مجدول لشباب يقضون ليلة شتاء باردة، أو وليدة صدفة قادتها فكرة أحد الشباب في مقهى على أحد أرصفة العاصمة السعودية الرياض، لينضج بعدها ويبدأ أول تصعيد غير رسمي لمواجهة مشكلة الغلاء التي تواجهه الجميع هذه الأيام.
الحملة التي ستستمر لمدة أسبوع وهي فترة صلاحية العبوة الواحدة من اللبن أو الحليب، بدأت تأخذ بعدًا اجتماعيًا آخر، إذ بدأت الرسائل تصل إلى كل هاتف، وكأن الأمر يشبه تهاني الأعياد والمناسبات السعيدة، ليقوم الشخص الذي وصلته الرسالة بتقمص دور ساعي البريد مرة أخرى، ليوصلها بدوره إلى عشرات الهواتف التي في قائمة الأسماء لديه.
الإنترنت والشباب يشعلون الشرارة الأولى
إنتشرت الدعوات إلى المقاطعة في الكثير من المدونات التي يقوم عليها شباب سعوديون، وقام بعضهم بتصميم الشعارات وبعضهم الآخر بالترويج لهذه الحملة، وبعضهم أعتبرها فرصة مناسبة للإعتراض على موجة الغلاء التي بدأت بداية العام، ولم تتوقف حتى هذه اللحظات، وتعددت مع هذه الحماسة العديد من العبارات والشعارات التي رُفعت فيما بعد في المنتديات، وعلى واجهات المدونات، حتى أستقر الأمر على ( خلوها تخيس)، والتي قرر المطلقين لهذه الحملة تسميتها (الحملة الشعبية لمقاطعة منتجات الألبان).
المقاطعون وغير المقاطعون كان لهم العديد من الأراء المتضاربة حول الحملة، بغلبة واضحة لصالح المقاطعون الذين تزيد شراستهم كل يوم ضد هذه الشركات يقول أحدهم : " نحن بحاجة الى هذه المقاطعة ونتمنى من الجميع التفاعل مع هذه المقاطعة، وخاصة أن الجو الان بارد ربما يساعد على نجاح هذه المقاطعة، والذي لا يستطيع ان يقاطع فليعمل على نشر هذه المقاطعة والتقليل من استخدامه والاتجاه لشركات ألبان الهناء والخرج التي اقل سعرًا من المراعي ونادك والصافي ونجدية".
وآخر يقول : " جربوا حاولوا لا تكونوا امعات يضحك عليكم وتسرق أموالكم وانتم لاتحركون ساكن.. والله الذي لا اله الا هو اني قاطعت اشياء كنت اعتقد انني لا استطيع الاستغناء عنها سابقًا وما شفت من ربي شر وما ضر آبائنا وأجدادنا كانوا عايشين على أشياء بسيطة"
المعارضون للمقاطعة يطالبون بتحكيم العقل، وطالبوا بمراجعة التاريخ، إذ يقول عزيز في مدونته: "نستطبع ان نقرأ الاحداث بتسلسلها الصحيح، وللاسف اننا عاطفيون اكثر من اللازم، فقبل 15 سنة كانت اسعار اللبن والحليب الطازج 4 ريال 1 لتر ، 8ريال 2لتر
كان حينها سعر برميل البترول 8 دولارات، مالذي حدث بعدها، ازدادت اسعار البترول الى اضعاف مضاعفه 8دولارات - 20 دولارًا - 40 دولارًا - 80 دولارًا - 100دولار
وطرح السؤال التالي: لماذا نبيع والبترول ؟ ومن الذي يشتري البترول ؟ فيمَ يستخدم البترول؟ ماهي الصناعات التي يستخدم البترول؟ هل يستخدم البترول في النقل؟ هل للبترول دور في الطاقة التي تقوم عليها المصانع؟ بعدها عندما تتضاعف اسعار البترول من 8 الى 100 دولار على قطاع النقل في كافة الدول وكافة القطاعات ( لاننظر الى سعر البنزين والديزل عندنا فهي مدعومة )، ما الذي يحدث على اسعار النقل؟
بالتأكيد ستتضاعف اسعار النقل.
للعلم سعر علبة الزيت لدينا ارتفعت من 7ريال لليتر الى 14ريال، اذا سعر النقل تضاعف لنقل المواد الاولية التي نستوردها لتصنيع الالبان والحليب .
ليس هذا فقط،
المواد الاولية تصنع او تنتج في اوروبا او غيرها تتأثر بارتفاع اسعار البترول او النقل الذي تضاعف اذن، لا اجد غضاضة في ان تزداد التكلفة على المصنع السعودي
بل ان الغبطة في ان اسعار الالبان والحليب لم تتضاعف، وماذا لو اعدنا التفكير، ما هي الحلول المثالية في مواجهة التضخم. اما العاطفة واستثارة المواطن والتلاعب بالمشاعر فلا والف لا ، ان زيادة رواتب العاملين في القطاعين حل، ولكنه ليس الحل الافضل، هو حل ضروري لكنه ليس الحل الامثل، اذن هي دعوة إلى التفكيرفي هذه القضية بالعقل لا بالعاطفة.
حملة (وين الباقي) .. البداية والنهاية
شعار الحملة الرسمي http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/ElaphGuys/2008/1/thumbnails/T_394278d4-63a6-44d2-a2f7-08cf8d8a86f7.jpg
بعض من الشباب أبدى تخوفه من أن يكون مصير هذه الجهود هو مصير الحملة الشعبية الأولى لمحاربة جشع التجار، التي أطلقها الشباب السعودي بداية العام، وأطلقوا عليها اسم "وين الباقي" لأن الجميع كان متفقًا آنذاك على أن رفع الأسعار يجب أن يتوقف، وأن أرصدة التجار أخذت بالتضخم على حسابهم.. فكان لا بد لنا من وقفة (فعل) وانتفاضة (شعب) ضد ما يحصل..
وفي الخطاب التأسيسي للموقع الذي انشأ لهذا الغرض، وأقفل بعد أسابيع معدودة لأن الأمر لم يجدِ كما يقول بعضهم، حيث جاء في الخطاب:
رفع الأسعار ليس من شأنه أن ينهش من رواتبنا وحسب، النظام الاجتماعي بدأ يختل، الطبقة الوسطى إلى زوال، والأموال بدأت تتراكم في أيدي معينة، تاركة بقية الشعب نهش للجرائم الاجتماعية المتنوعة، من سرقة واغتصاب، وتصل للقتل في أحيان كثيرة، وما خفي أعظم..
ولأننا لا نريد وطنًا يأكلنا، ونتطلع إلى مكان نشعر به أننا أحرار، ونستطيع أن نقرر، ونوقف كل التجار الجشعين، الذين ينهبوننا، فهذه أفكار أولية من أجل حملة شعبية واسعة..
1- قاطع كل سلعة يرتفع سعرها، وأخبر صاحب المتجر بأنك قاطعتها لهذا السبب..
2- أخبر الآخرين بأن سلعة ما قد ارتفع سعرها، وبيّن لهم أن الأمر ليس هينا مهما كانت قلة الزيادة.
3- تأكد من سعر السلعة في أكثر من مكان، وهل الارتفاع عام، أم مختص بمكان دون آخر.
4- طالب بهللاتك.. لا تترك أجزاء الريال، ولا تستح من أخذها، فهي من حقك تمامًا، وتذكر بأن التجار يربحون من جرائها أموالاً طائلة.
...........