المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أجل تذوّق الشعر.....


أمير الحروف
20 / 05 / 2004, 36 : 03 AM
في حياتك اليومية وخلال سعيك المستمر لإشباع مطالبك الحياتية والنفسية والفكرية تلتقي كثيراً من الناس على اختلاف طبائعهم وثقافتهم، لكنك قد لا تلتقي في اليوم الواحد إلا شاعراً يمنحك حضوراً ولغة وموسيقا لندرة اللقاء بأمثال هذا الشاعر، ولندرة تحقيق شروط السعر لديه.
فالشعر حاله نورانية مكثفة تقبع في أعماق الخيال وتنثر بريقها في اتجاه الإبداع لتستقي منه وحي الكلمة المعبرة القادرة على النفاذ إلى الأعماق وتهبه حضور الروح واتساعها النقي.
وقراءة القصيدة لفهم الشعر لا تأتي مصادفه لأن الاستمتاع بالكلمة وتذوقها ومعرفة ما يريد الشاعر منها تحتاج إلى ثقافة نفسية وتركيز ذهني عميق وانسياب داخل المعاني لالتقاط الإشعاعات التي تصدرها أبيات القصيدة، كثيرون هم الذين يرون في قصائد الغزل صوراً جمالية أخاذة مشاعر المحبين فتنطبع في ذاكرتهم دون أن يتمكنوا من فهم المعنى الحقيقي لموضوع الغزل، والذي قد يكون تلميحاً سياسياً مبطناً، فالشعر حمّال تستطيع أن تزج به في أي غرض من أغراضه وتستتر خلفه بغرض آخر فلا يدرك ما ترمي إليه من وراء ذلك غير العارف بخفايا البيان وصورة.
ألم يقال قديماً ( المعنى في بطن الشاعر ) فإذا كان الشعر مباشراً فقد الجمال رونقه، فالجمال يكمن دائماَ في أمكنه يجب أن تسعى للوصول إليها إذا رغبت في اكتشافه، وأن تتقصاه قطعة قطعة ثم تعيد بعد ذلك تركيب المشهد في خيالك لتستمتع بمضمون ما سعيت لأجله.
إذاً قراءة القصيدة بفهم وتذوق لا تكفي لتستوعب فكرة الشاعر منها والوصول إلى مبتغاه بل يجب علينا أن نقرأ ما بين السطور من المعاني والدلالات اللفظية التي أراد بها الشاعر تواصلاً أو يكون الوحي من فرض هذا التواصل على الشاعر المبدع كي يفسح المجال للتميّز أن ينطلق وللتفرّد أن يظهر آثاره وكوامنه.
قيل للنحات الإيطالي العالمي ( مايكل أنجلو ) كيف تستطيع أن تصنع تلك التماثيل بكل ذاك الإبداع والجودة والجمال؟؟ فأجاب أنجلو " أنا لا أنحت التمثال كما تظنون لأنه موجود بالصخرة فعلاً ويكمن عملي فقط في إزالة القشرة الخارجية التي تغلفه ليظهر للعيان "
فإذا كان هو حال الفن المجسّد فكيف لا يكون الشعر أكثر دقة في التعبير عن الجمال باحتياجاته إلي من يزيل طبقات الغموض التي تغلفه ليظهر رونقه.
والشعر موجود في خيال كل إنسان وبنسب متفاوتة، إلا أن الصعوبة تكمن في كيفية التعامل معه، وبعض الشعر حين تقرؤه تحس بأنك قادر على الإتيان بمثله إن لم يكن أجمل منه وحين تحاول تشعر بقصور معانيك عن إدراك ما تخيلت لأنه سهل ممتنع لا ينقاد إلا للقادر على اصطياده وتمثلّه.
ولهذا نحس بأن لكل شاعر أسلوبه وبصمته الشعرية التي يعرف بها بمجرد قراءة أوليه لشعره وهذا نوع من التفرد والانفراد والخصوصية لأن منبعها روح الشاعر ونفسيته التي تدل عليه، فالشعراء كالفاكهة لكلٍ طعمه ولونه ورائحته ونكهته، والقادر علة تجسيد تلك المزايا هو القادر على قراءة الشعر وتمثلّه

هادي
20 / 05 / 2004, 37 : 08 PM
كلامك منطقي

والفن هو موهبه

وهي موجوده في كل انسان هذه الموهبه

وهناك من يسطرها على هيئة شعر او رسم او خط او اي موهبة اخرى حتى لو كانت موهبة رياضية

وعندما تتكون هذه الموهبه يبدأ الانسان في اظهارها في قالب هو يصنعه بنفسه

وعلى ما يريد ومقدرته الانسانية في اظهار هذا القالب

فيزيل ما عليه من قشور او حواجز ويرسله للناس ليتذوقوه كيفما يريدون

تسلم اخوي امير الحروف على هذا الكلام الممتاز

سلام

البحر الهادئ
20 / 05 / 2004, 18 : 11 PM
مشكور اخوي امير الحروف على هذه الاسطر الذهبيه

الله يعطيك العافيه على اختيارك الموفق

والرائع فعلاً .

أمير الحروف
21 / 05 / 2004, 31 : 12 AM
أخوي هادي
شكراً لمداخلتك وكلامك الكبير
فأنت رائع دائماً


أخوي البحر الهادي
وش أقوووووووووووووووووول!!!
مشكور ياغالي

المدرس
31 / 05 / 2004, 13 : 04 PM
اللي يفهم الشاعر

والقصيدة


هذه الأيام قليل...


نعم بعض القصائد رائعة

تمر مرور الكرام تستغرب


أنها لم تأخذ نصيبها

ولكن .........،

الى اللقاء