المستشــــار
14 / 12 / 2007, 42 : 08 AM
إعادة 60 ألف مقيم و 50 ألف سيارة حاولوا دخول مكة المكرمة
الوقوف في وجه مهربي الحجاج
آل الشيخ: حج المتسلل لا يجوز
ظاهرة الحج غير النظامي التي تتحول في المشاعر المقدسة الى الافتراش ومضايقة الحجاج النظاميين القادمين من كل فج عميق تبرز في كل عام مع اقتراب موسم الحج حيث يتفنن المتسللون في ابتداع الطرق والاساليب في سبيل الوصول الى المشاعر المقدسة بقصد الحج غير انه في الوقت الراهن لم يعد بمقدور هؤلاء الدخول الى مكة المكرمة ومن ثم التسلل الى المشاعر المقدسة حيث تم استحداث 70 نقطة امنية في الاودية والشعاب المؤدية الى العاصمة المقدسة خلال حج هذا العام للحد من تسرب الذين لا يحملون تصاريح الحج علاوة على تشديد الرقابة على المداخل الرئيسية لمكة المكرمة من خلال فرق الجوازات التي تعمل على مدار الساعة. ونتيجة لذلك أعيد أكثر من 50 ألف سيارة وحوالى 60 ألف مقيم اقاماتهم ليست صادرة من جوازات مكة المكرمة حيث كانوا يحاولون دخول العاصمة المقدسة تحت اعذار وحجج ان اهلهم وذويهم يقيمون بمكة المكرمة ولا نية لهم بأداء الحج منذ 15 شوال الماضي. وكانت نقطة التفتيش بالشميسي كشفت بعض المقيمين المتنكرين في ازياء نسائية وهم في طريقهم الى مكة المكرمة حيث تم ضبطهم وضبط اصحاب المركبات وطبقت العقوبات بحقهم. والمتسلل الى الحج ليس بالضرورة ان يكون متخلفاً بتأشيرة عمرة فقد يكون مواطناً او مقيماً ولكن في الغالب الأعم فإن المتسللين هم من المتخلفين حيث يعمد هؤلاء الى القدوم لأداء العمرة في رمضان ويمكثون في مكة المكرمة حتى حلول موسم الحج.
كما ان بعض المتخلفين ينتهجون اسلوب التخلف في جدة حتى موسم الحج حيث يحاولون التسلل الى مكة المكرمة ومن ثم الى المشاعر المقدسة.
وكانت الجهات الامنية المختصة كشفت اساليب الحج غير النظامي وذلك بتخصيص الحملات الأمنية وزيادة عدد العاملين في كل القطاعات لمواجهة مثل هذه التجاوزات حيث تم ضبط عدد من المتخلفين اعترفوا بأنهم كانوا ينوون الحج والمغادرة بعد ذلك.
ومن هؤلاء سيد جودة وهو من جنسية عربية حيث قال انه قدم الى المملكة منذ سنة ونصف السنة بتأشيرة عمرة ومكث حتى موسم الحج في العام الماضي وتسلل الى المشاعر المقدسة مساء يوم الثامن من ذي الحجة مستغلاً الزحام الكثيف عند نقطة الشميسي.
واضاف انه تسلل الى المشاعر مع اربعة من ابناء جلدته بعدما دفعوا مبلغ 200 ريال للشخص الذي قام بنقلهم الى مشعر عرفات وبعدها عادوا الى منى حيث افترشوا الطرقات هناك طيلة ايام الحج.
خطط محكمة
وأمام هذه الوقائع ماذا يقول المسؤولون المعنيون بهذه القضية؟ وما هي السبل الأنجع لوقف هذه الظاهرة ومنعها نهائياً؟
النقيب سالم المالكي المنسق الاعلامي للمديرية العامة للجوازات لحج هذا العام قال: ان لدى الجوازات خططاً امنية محكمة كفيلة بمنع المتسللين من غير حملة تصاريح الحجح من دخول مكة المكرمة او المشاعر المقدسة.
واضاف انه لدى الجوازات 12 نقطة موزعة على مداخل العاصمة المقدسة الرئيسية يقوم من خلالها رجال الجوازات بالتدقيق في اوراق المقيمين الراغبين في دخول مكة المكرمة وكل من تكون رخصة اقامته من غير جوازات العاصمة المقدسة لأن امثال هؤلاء يحاولون التسلل بالزي العادي الى مكة المكرمة ومن ثم يذهبون الى المشاعر المقدسة.
واضاف ان هناك استثناءات للمقيم الذي يبرز ما يثبت ارتباطه بالعمل في المشاعر المقدسة مصدقا من الجوازات والمؤسسة المعنية بذلك العمل وخلاف ذلك لا يسمح لأي شخص بالدخول واستطرد ان نقاط التفتيش اعادت اعداداً كبيرة من المخالفين والسيارات.
وتابع انه لم يعد بمقدور المهربين الذين درجوا على تهريب المخالفين وغير حملة تصاريح الحج من دخول مكة المكرمة ومن ثم التسلل الى المشاعر المقدسة واستطرد قائلا: ان المهربين كانوا يعمدون الى التسلل عبر الاودية والشعاب ويتقاضون من الراكب المتسلل من الف الى الفي ريال وكلما اقترب يوم عرفة ارتفعت رسوم النقل.
التصوير الجوي
وفي هذا السياق اكد المقدم سعد الغامدي قائد قوة الدوريات الامنية بالعاصمة المقدسة ان الاعتماد على التصوير الجوي من خلال شبكة الانترنت ساهم كثيراً في تحديد مداخل مكة المكرمة والمشاعرالمقدسة الترابية بين الشعاب والاودية وضيق الخناق على المهربين.
وتابع انه تم تحديد المواقع التي يسلكها المهربون منذ وقت مبكر وتم ايجاد دوريات أمنية ونقاط تفتيش على بعض تلك المواقع فيما اغلق بعضها بالعقوم الترابية التي يصل ارتفاعها لاكثر من ثلاثة امتار للحيلولة دون تجاوز المركبات التي تحمل المتسللين واضاف ان هناك عقوما وحواجز امنية تجاوزت اطوالها 10 كلم في عدة شعاب واودية مختلفة في شتى مداخل مكة المكرمة.
التنكر بالعباءات
من جانبه اشار العميد محمد الاسمري مدير جوازات منطقة مكة المكرمة الى ان كل الاساليب والطرق التي يحاول المتخلفون اتباعها يتم رصدها وقال انه تم ضبط عدد من الحالات خلال حملات الدهم التي تنفذها دوريات الجوازات في العاصمة المقدسة والطائف وجدة وبقية المحافظات واكد عدد من المتخلفين المضبوطين نيتهم الحج لهذا العام على الرغم من معرفتهم بمخالفة اللوائح والانظمة وقال ان هؤلاء يتم احالتهم للتحقيق معهم وتطبيق العقوبات عليهم.
ونوه بالجهود الكبيرة المبذولة من قبل الجهات ذات العلاقة وقال انه تم هذا العام وضع مراكز يتم من خلالها الدخول الى المشاعر المقدسة وتعكف هذه المراكز على ضبط الحجاج غير النظاميين وضبط المركبات التي قدموا بواسطتها وقال انه تم ضبط عدد من الحالات لمتخلفين حاولوا الدخول الى المشاعر بعد ان لبسوا عباءات نسائية وجرى كشفهم كما تم ضبط عدد من المركبات التي كانت تقل متخلفين حاولوا الدخول الى المشاعر وتم احالتهم الى التحقيق في ادارة الوافدين حيث ينص النظام على معاقبتهم بغرامة مالية تقدر بـ10 الف ريال عن كل شخص كما يتم مصادرة مركبته وقال انه في حج 1427هـ طبقت جوازات منطقة مكة المكرمة عدة عقوبات مالية كان منها عقوبة بحق اربعة اشخاص منهم مواطنون ومقيمون من جنسية عربية وبلغ مقدار الغرامات المالية 1.200.000 ريال وذلك لمخالفتهم الانظمة والتعليمات الخاصة بوزارة الداخلية الخاصة بمنع نقل المتخلفين المتأخرين عن المغادرة بعد انتهاء الغرض من قدومهم للمملكة حيث يعد نقل المتخلفين من مدينة لاخرى او محاولة ادخالهم الى المشاعر المقدسة بدون وجود تصاريح الحج وهي مخالفة صريحة تعرض مرتكبها الى العقوبة التي تشمل السجن وغرامة مالية تصل الى عشرة الاف ريال لمن يقوم بنقل المتأخرين عن المغادرة، وتتكرر العقوبة بتعدد الاشخاص الذين قام المخالف بمساعدتهم على المخالفة، كما تتم مضاعفة العقوبة عند ضبط المخالف اذا كرر ذلك وترحيل المقيم الذي يسهل بقاء المتأخرين مع العقوبة المقررة فيما اكد ان من يحاول نقل المخالفين او المتخلفين لداخل مكة المكرمة في هذه الأيام سوف يعرض نفسه ومركبته للعقوبات.
واشار العميد الاسمري الى ان جهود الجوازات في المنطقة اسفرت عن ضبط عدد من سماسرة الحج من جنسيات مختلفة يقومون باستدراج ابناء جلدتهم بهدف تنظيم حملات حج خاصة بهم ويتم استحصال مبالغ مالية تصل الى 2000 ريال مقابل ادخالهم للمشاعر المقدسة وقال منذ يومين تم ضبط سمسار من جنسية شرق اسيوية قام بتحويل بقالته الى مركز لاستقبال زبائنه من المتخلفين من ابناء جلدته حيث يقوم باستلام جوازات سفرهم او اوراقهم كما يقوم بتحصيل مبالغ مالية تقدر بـ 1200 ريال مقابل ان يسهل دخولهم الى المشاعر وقال انه تم ضبطه مع شريكه واشار الوافد الى انه يقوم باختيار زبائنه من نفس جنسيته وينحصر دوره في كونه وسيطا يحضر اليه المتخلف الذي ينوي الحج حيث يستلم اوراقه ويقوم بتسهيل نقله الى المشاعر المقدسة عن طريق معاونين له من ابناء جلدته وقال انه تم ضبطه ومعه معاونوه حيث يجري حاليا التحقيق معه.
وحول دور الجوازت في التصدي لقيام بعض الوافدين بتوفير اسكان للحجاج لبني جلدتهم في مكة قال التصدي لهذه المخالفة موجودة فكما هو معلوم هناك لجنة مشكلة من قبل إمارة مكة المكرمة لمتابعة مثل هذه المخالفات، والجوازات مشاركة بهذه اللجنة ومن يتم القبض عليه يتم تطبيق التعليمات بحقه.
واضاف ان المديرية العامة للجوازات شددت على عدم قبول اي تمديد لتأشيرات العمرة حتى الحج وقال مصدر في المديرية ان الاجراءات المتبعة هي سفر المعتمر الذي انتهت تأشيرته في 15 شوال الماضي الى دولته ومن ثم التقديم من هناك على الحج اما ان يمدد له في المملكة حتى الحج فذلك صعب نظرا لان المملكة فتحت باب العمرة حتى 15 شوال من كل عام وبعد ذلك تبدأ اجراءات استقبال الحجاج.
حملات تفتيش
واضاف ان الجوازات تقوم بحملات تفتيشية مكثفة في مدينة مكة المكرمة ومحافظة جدة من اجل متابعة اوضاع المعتمرين المتخلفين الذين فضلوا قضاء المدة الباقية عن موسم الحج والتي تقدر بشهر ونصف الشهر بالتخفي لدى اقاربهم او اشخاص من نفس الجنسية، وقد حذرت الجوازات المواطنين والمقيمين من مغبة التستر على المعتمرين والتبليغ عنهم وقال ان للتخلف والحج غير النظامي مشاكل كبيرة فهو يتسبب في الافتراش بالمشاعر كما انه يتسبب بمشاكل عقب انتهاء موسم الحج حيث يقوم هؤلاء المتخلفين بالافتراش في مواقع مختلفة في محافظة جدة ومكة وهي مشاهد تتكرر في كل عام حيث يستخدم هؤلاء المتخلفون من الحجاج كباري جدة لعملية النوم تحتها والطبخ والسكن فيها ووضعوا امتعتهم الكثيرة على جوانب الكباري والطرقات اضافة الى الامراض التي تنقلها عملية التجمع على هذه الكباري من امراض خطيرة بسبب تركهم مخلفات المواد الغذائية وعدم تنظيف المكان وتعرضهم الى العوامل الطبيعية من نقل البعوض وغيرها، ومنهم من يقوم بعملية المتاجرة في بيع الادوات الخاصة بهم والقادمة معهم من بلدانهم مثل السبح والعاب الاطفال والملابس الجاهزة والبطاطين والاحذية.كما أكد فضيلة الشيخ محمد حسن آل الشيخ عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء ان من يتسلل الى مكة المكرمة ويتهرب من الجهات الأمنية بغرض الحج عمله هذا لا يجوز وحرام عليه فعل هذا العمل لان فيه مخالفة لولي الأمر والله سبحانه وتعالى اوجب علينا السمع والطاعة لولي الأمر بالمعروف كما ان في ذلك مفاسد عظيمة على الانسان والمجتمع والحجاج حيث ان المتسلل يعرض نفسه للمخاطر ويعرض الحجاج للاضرار فيجب على الجميع السمع والطاعة والالتزام بما وضعته الدولة من تعليمات وتنظيمات للحج لان تلك التنظيمات وضعت لتحصيل المصالح ودفع المفاسد عن عموم الحجاج فجزاهم الله عنا خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
عكاظ
الوقوف في وجه مهربي الحجاج
آل الشيخ: حج المتسلل لا يجوز
ظاهرة الحج غير النظامي التي تتحول في المشاعر المقدسة الى الافتراش ومضايقة الحجاج النظاميين القادمين من كل فج عميق تبرز في كل عام مع اقتراب موسم الحج حيث يتفنن المتسللون في ابتداع الطرق والاساليب في سبيل الوصول الى المشاعر المقدسة بقصد الحج غير انه في الوقت الراهن لم يعد بمقدور هؤلاء الدخول الى مكة المكرمة ومن ثم التسلل الى المشاعر المقدسة حيث تم استحداث 70 نقطة امنية في الاودية والشعاب المؤدية الى العاصمة المقدسة خلال حج هذا العام للحد من تسرب الذين لا يحملون تصاريح الحج علاوة على تشديد الرقابة على المداخل الرئيسية لمكة المكرمة من خلال فرق الجوازات التي تعمل على مدار الساعة. ونتيجة لذلك أعيد أكثر من 50 ألف سيارة وحوالى 60 ألف مقيم اقاماتهم ليست صادرة من جوازات مكة المكرمة حيث كانوا يحاولون دخول العاصمة المقدسة تحت اعذار وحجج ان اهلهم وذويهم يقيمون بمكة المكرمة ولا نية لهم بأداء الحج منذ 15 شوال الماضي. وكانت نقطة التفتيش بالشميسي كشفت بعض المقيمين المتنكرين في ازياء نسائية وهم في طريقهم الى مكة المكرمة حيث تم ضبطهم وضبط اصحاب المركبات وطبقت العقوبات بحقهم. والمتسلل الى الحج ليس بالضرورة ان يكون متخلفاً بتأشيرة عمرة فقد يكون مواطناً او مقيماً ولكن في الغالب الأعم فإن المتسللين هم من المتخلفين حيث يعمد هؤلاء الى القدوم لأداء العمرة في رمضان ويمكثون في مكة المكرمة حتى حلول موسم الحج.
كما ان بعض المتخلفين ينتهجون اسلوب التخلف في جدة حتى موسم الحج حيث يحاولون التسلل الى مكة المكرمة ومن ثم الى المشاعر المقدسة.
وكانت الجهات الامنية المختصة كشفت اساليب الحج غير النظامي وذلك بتخصيص الحملات الأمنية وزيادة عدد العاملين في كل القطاعات لمواجهة مثل هذه التجاوزات حيث تم ضبط عدد من المتخلفين اعترفوا بأنهم كانوا ينوون الحج والمغادرة بعد ذلك.
ومن هؤلاء سيد جودة وهو من جنسية عربية حيث قال انه قدم الى المملكة منذ سنة ونصف السنة بتأشيرة عمرة ومكث حتى موسم الحج في العام الماضي وتسلل الى المشاعر المقدسة مساء يوم الثامن من ذي الحجة مستغلاً الزحام الكثيف عند نقطة الشميسي.
واضاف انه تسلل الى المشاعر مع اربعة من ابناء جلدته بعدما دفعوا مبلغ 200 ريال للشخص الذي قام بنقلهم الى مشعر عرفات وبعدها عادوا الى منى حيث افترشوا الطرقات هناك طيلة ايام الحج.
خطط محكمة
وأمام هذه الوقائع ماذا يقول المسؤولون المعنيون بهذه القضية؟ وما هي السبل الأنجع لوقف هذه الظاهرة ومنعها نهائياً؟
النقيب سالم المالكي المنسق الاعلامي للمديرية العامة للجوازات لحج هذا العام قال: ان لدى الجوازات خططاً امنية محكمة كفيلة بمنع المتسللين من غير حملة تصاريح الحجح من دخول مكة المكرمة او المشاعر المقدسة.
واضاف انه لدى الجوازات 12 نقطة موزعة على مداخل العاصمة المقدسة الرئيسية يقوم من خلالها رجال الجوازات بالتدقيق في اوراق المقيمين الراغبين في دخول مكة المكرمة وكل من تكون رخصة اقامته من غير جوازات العاصمة المقدسة لأن امثال هؤلاء يحاولون التسلل بالزي العادي الى مكة المكرمة ومن ثم يذهبون الى المشاعر المقدسة.
واضاف ان هناك استثناءات للمقيم الذي يبرز ما يثبت ارتباطه بالعمل في المشاعر المقدسة مصدقا من الجوازات والمؤسسة المعنية بذلك العمل وخلاف ذلك لا يسمح لأي شخص بالدخول واستطرد ان نقاط التفتيش اعادت اعداداً كبيرة من المخالفين والسيارات.
وتابع انه لم يعد بمقدور المهربين الذين درجوا على تهريب المخالفين وغير حملة تصاريح الحج من دخول مكة المكرمة ومن ثم التسلل الى المشاعر المقدسة واستطرد قائلا: ان المهربين كانوا يعمدون الى التسلل عبر الاودية والشعاب ويتقاضون من الراكب المتسلل من الف الى الفي ريال وكلما اقترب يوم عرفة ارتفعت رسوم النقل.
التصوير الجوي
وفي هذا السياق اكد المقدم سعد الغامدي قائد قوة الدوريات الامنية بالعاصمة المقدسة ان الاعتماد على التصوير الجوي من خلال شبكة الانترنت ساهم كثيراً في تحديد مداخل مكة المكرمة والمشاعرالمقدسة الترابية بين الشعاب والاودية وضيق الخناق على المهربين.
وتابع انه تم تحديد المواقع التي يسلكها المهربون منذ وقت مبكر وتم ايجاد دوريات أمنية ونقاط تفتيش على بعض تلك المواقع فيما اغلق بعضها بالعقوم الترابية التي يصل ارتفاعها لاكثر من ثلاثة امتار للحيلولة دون تجاوز المركبات التي تحمل المتسللين واضاف ان هناك عقوما وحواجز امنية تجاوزت اطوالها 10 كلم في عدة شعاب واودية مختلفة في شتى مداخل مكة المكرمة.
التنكر بالعباءات
من جانبه اشار العميد محمد الاسمري مدير جوازات منطقة مكة المكرمة الى ان كل الاساليب والطرق التي يحاول المتخلفون اتباعها يتم رصدها وقال انه تم ضبط عدد من الحالات خلال حملات الدهم التي تنفذها دوريات الجوازات في العاصمة المقدسة والطائف وجدة وبقية المحافظات واكد عدد من المتخلفين المضبوطين نيتهم الحج لهذا العام على الرغم من معرفتهم بمخالفة اللوائح والانظمة وقال ان هؤلاء يتم احالتهم للتحقيق معهم وتطبيق العقوبات عليهم.
ونوه بالجهود الكبيرة المبذولة من قبل الجهات ذات العلاقة وقال انه تم هذا العام وضع مراكز يتم من خلالها الدخول الى المشاعر المقدسة وتعكف هذه المراكز على ضبط الحجاج غير النظاميين وضبط المركبات التي قدموا بواسطتها وقال انه تم ضبط عدد من الحالات لمتخلفين حاولوا الدخول الى المشاعر بعد ان لبسوا عباءات نسائية وجرى كشفهم كما تم ضبط عدد من المركبات التي كانت تقل متخلفين حاولوا الدخول الى المشاعر وتم احالتهم الى التحقيق في ادارة الوافدين حيث ينص النظام على معاقبتهم بغرامة مالية تقدر بـ10 الف ريال عن كل شخص كما يتم مصادرة مركبته وقال انه في حج 1427هـ طبقت جوازات منطقة مكة المكرمة عدة عقوبات مالية كان منها عقوبة بحق اربعة اشخاص منهم مواطنون ومقيمون من جنسية عربية وبلغ مقدار الغرامات المالية 1.200.000 ريال وذلك لمخالفتهم الانظمة والتعليمات الخاصة بوزارة الداخلية الخاصة بمنع نقل المتخلفين المتأخرين عن المغادرة بعد انتهاء الغرض من قدومهم للمملكة حيث يعد نقل المتخلفين من مدينة لاخرى او محاولة ادخالهم الى المشاعر المقدسة بدون وجود تصاريح الحج وهي مخالفة صريحة تعرض مرتكبها الى العقوبة التي تشمل السجن وغرامة مالية تصل الى عشرة الاف ريال لمن يقوم بنقل المتأخرين عن المغادرة، وتتكرر العقوبة بتعدد الاشخاص الذين قام المخالف بمساعدتهم على المخالفة، كما تتم مضاعفة العقوبة عند ضبط المخالف اذا كرر ذلك وترحيل المقيم الذي يسهل بقاء المتأخرين مع العقوبة المقررة فيما اكد ان من يحاول نقل المخالفين او المتخلفين لداخل مكة المكرمة في هذه الأيام سوف يعرض نفسه ومركبته للعقوبات.
واشار العميد الاسمري الى ان جهود الجوازات في المنطقة اسفرت عن ضبط عدد من سماسرة الحج من جنسيات مختلفة يقومون باستدراج ابناء جلدتهم بهدف تنظيم حملات حج خاصة بهم ويتم استحصال مبالغ مالية تصل الى 2000 ريال مقابل ادخالهم للمشاعر المقدسة وقال منذ يومين تم ضبط سمسار من جنسية شرق اسيوية قام بتحويل بقالته الى مركز لاستقبال زبائنه من المتخلفين من ابناء جلدته حيث يقوم باستلام جوازات سفرهم او اوراقهم كما يقوم بتحصيل مبالغ مالية تقدر بـ 1200 ريال مقابل ان يسهل دخولهم الى المشاعر وقال انه تم ضبطه مع شريكه واشار الوافد الى انه يقوم باختيار زبائنه من نفس جنسيته وينحصر دوره في كونه وسيطا يحضر اليه المتخلف الذي ينوي الحج حيث يستلم اوراقه ويقوم بتسهيل نقله الى المشاعر المقدسة عن طريق معاونين له من ابناء جلدته وقال انه تم ضبطه ومعه معاونوه حيث يجري حاليا التحقيق معه.
وحول دور الجوازت في التصدي لقيام بعض الوافدين بتوفير اسكان للحجاج لبني جلدتهم في مكة قال التصدي لهذه المخالفة موجودة فكما هو معلوم هناك لجنة مشكلة من قبل إمارة مكة المكرمة لمتابعة مثل هذه المخالفات، والجوازات مشاركة بهذه اللجنة ومن يتم القبض عليه يتم تطبيق التعليمات بحقه.
واضاف ان المديرية العامة للجوازات شددت على عدم قبول اي تمديد لتأشيرات العمرة حتى الحج وقال مصدر في المديرية ان الاجراءات المتبعة هي سفر المعتمر الذي انتهت تأشيرته في 15 شوال الماضي الى دولته ومن ثم التقديم من هناك على الحج اما ان يمدد له في المملكة حتى الحج فذلك صعب نظرا لان المملكة فتحت باب العمرة حتى 15 شوال من كل عام وبعد ذلك تبدأ اجراءات استقبال الحجاج.
حملات تفتيش
واضاف ان الجوازات تقوم بحملات تفتيشية مكثفة في مدينة مكة المكرمة ومحافظة جدة من اجل متابعة اوضاع المعتمرين المتخلفين الذين فضلوا قضاء المدة الباقية عن موسم الحج والتي تقدر بشهر ونصف الشهر بالتخفي لدى اقاربهم او اشخاص من نفس الجنسية، وقد حذرت الجوازات المواطنين والمقيمين من مغبة التستر على المعتمرين والتبليغ عنهم وقال ان للتخلف والحج غير النظامي مشاكل كبيرة فهو يتسبب في الافتراش بالمشاعر كما انه يتسبب بمشاكل عقب انتهاء موسم الحج حيث يقوم هؤلاء المتخلفين بالافتراش في مواقع مختلفة في محافظة جدة ومكة وهي مشاهد تتكرر في كل عام حيث يستخدم هؤلاء المتخلفون من الحجاج كباري جدة لعملية النوم تحتها والطبخ والسكن فيها ووضعوا امتعتهم الكثيرة على جوانب الكباري والطرقات اضافة الى الامراض التي تنقلها عملية التجمع على هذه الكباري من امراض خطيرة بسبب تركهم مخلفات المواد الغذائية وعدم تنظيف المكان وتعرضهم الى العوامل الطبيعية من نقل البعوض وغيرها، ومنهم من يقوم بعملية المتاجرة في بيع الادوات الخاصة بهم والقادمة معهم من بلدانهم مثل السبح والعاب الاطفال والملابس الجاهزة والبطاطين والاحذية.كما أكد فضيلة الشيخ محمد حسن آل الشيخ عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء ان من يتسلل الى مكة المكرمة ويتهرب من الجهات الأمنية بغرض الحج عمله هذا لا يجوز وحرام عليه فعل هذا العمل لان فيه مخالفة لولي الأمر والله سبحانه وتعالى اوجب علينا السمع والطاعة لولي الأمر بالمعروف كما ان في ذلك مفاسد عظيمة على الانسان والمجتمع والحجاج حيث ان المتسلل يعرض نفسه للمخاطر ويعرض الحجاج للاضرار فيجب على الجميع السمع والطاعة والالتزام بما وضعته الدولة من تعليمات وتنظيمات للحج لان تلك التنظيمات وضعت لتحصيل المصالح ودفع المفاسد عن عموم الحجاج فجزاهم الله عنا خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
عكاظ