ذيب النشاما
07 / 12 / 2007, 06 : 09 PM
قال -رحمه الله-:((الحافظ ابن حجر قد يخطيء في التصحيح أو التضعيف وإن كان قليلاً، وكذلك أخونا الشيخ ناصر الدين الألباني قد يخطيء في التصحيح و التضعيف، فينبغي لطالب العلم أن يكون عنده نشاط ويراجع طرق الحديث وكلام العلماء في الرجال.
حتى شيخ الإسلام ابن تيمية مع إمامته ينبغي لطالب العلم أن يكون عنده نشاط في البحث عما يصححه أو يضعفه أو ينقله حتى يتأكد ويكون على بصيرة.
الشيخ أحمد شاكر يتساهل في تصحيح الأحاديث، فالأحاديث التي في أسانيدها علي بن زيد بن جدعان وابن لهيعة يمشيها ويصححها مع أن هؤلاء ضعفاء عند الجمهور، فأحاديثهم ضعيفة عند الجمهور وهو الصواب، فينبغي لطالب العلم أن يكون على بصيرة.
ابن حبان والحاكم كل منهما متساهل في التصحيح، والحاكم أشد تساهلاً، وكذلك البزار وكذلك الهيثمي في مجمع الزوائد.
الحافظ في التقريب له لأوهام فيما يوثق أو يضعف أو يوهم، ويعرف ذلك بمراجعة المطولات في الرجال كالتهذيب واللسان والميزان والخلاصة.
الترمذي يحسِّن حديث علي بن زيد جدعان مع أنه ضعيف عند الجمهور.
المقبول على قاعدة الحافظ ابن حجر -رحمه الله- هو الراوي الذي لم يجرح ووثقه واحد أو اثنان ممن يتساهل بالتوثيق كابن حبان فالحديث ضعيف بهذا السند، ويُقبل في المتابعات والشواهد، فإن جاء له طريق أخرى فإنه يكون حسنًا لغيره.))
المصدر: كتاب ((تقييد الشوارد من القواعد والفوائد)) (314 - 315) لتلميذه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي__________________
ومن المقالات ..... المتفرقه
الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز ولو أن أصوله أصول مذهب أحمد وتلقى دراسته على هذه الأصول لكنه لا يتقيد بالمذهب إذا خالف الدليل، بل هو أشبه بالمحدثين الكبار لا بفقهاء المذهب المقلدين فهو على الطريقة الأصيلة في الفقه من الدليل وهي طريقة أحمد والبخاري وأبي داود وعليها سار ابن تيمية وابن القيم.
الشيخ الإمام لا يهمه الأقوال في المسألة ونسبة كل قول إلى صاحبه بقدر ما يهمه معرفة الراجح حسب ما ظهر له ووجهه، وترجيحه، ودليله، وغالباً يذكر الأقوال على وجه الإجمال كأن يقول المسألة خلافية أو اختلف فيها أهل العلم، أو الصحيح في المسألة كذا أو الظاهر في هذه المسألة كذا وكذا، أو يفتي بالدليل مباشرة كتاباً وسنة، ونادراً ما يقول فيها قولان أو ثلاثة أو أربعة فضلاً عن أكثر من ذلك كما يفعله المقلدّون من أهل المذاهب فإنهم يذكرون الأقوال في المسألة سرداً بلا تحقيق ولا دليل ولا ترجيح، فيبقى السائل في حيرة من أمره بل كان الشيخ ابن باز يختصر هذه المسافات فيصل بالطالب والسائل والمستفيد إلى زبدة القول وما ترجح لديه حسب الدليل.
وكان الشيخ –رحمه الله- يختار الأيسر من القولين إذا كان الدليل يسعفه ما لم يكن دليله ضعيفاً اتباعاً لهديه صلى الله عليه وسلم، كما قالت عائشة: "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار الأيسر منهما"، فتجده ممثلاً في فتاويه في الحج والطلاق يختار الأرفق بالناس والأسهل بالمستفتي ومعه الدليل بالنص أو بالظاهر أو بعموم ما ورد في كل مسألة، وهذا المذهب الذي ذهبه هو مذهب أهل الأثر وهو الأرفق والأوفق للأمة بخلاف مذهب المقلدين من الفقهاء فإنهم قد يفتون بالقول ولو لم يكن له دليل يؤيّده، وقد يكون أشق على الناس من القول الذي يؤيّده الدليل.
والشيخ ابن باز رحمه الله سهل العبارة في الفتيا والتعليم والدروس وعبارته علميَّة واضحة أثرية وليست سوقيّة عاميّة متبذّلة ولا معقَّدة متكلفة وعرة، فتجده يحرص على عبارات العلماء خاصة المحدثين وهي العبارات الشرعية البليغة التي تميز كلام العالم عن العامي في دروسه وفتاويه ووعظه، فالشيخ لا يغرب في الألفاظ ولا يتقعّر في الحديث، بل يأتي بكلام سهل جزل يكفي ويشفي ولكنه لا يورد الألفاظ العامية الدارجة التي يستعملها العوام في كلامهم ومخاطباتهم.
والشيخ –رحمه الله- إذا رجح قولاً فإنه لا يعنف أهل القول الآخر ولا يهون من قدرهم فإن بعض الفقهاء إذا ارتضى قولاً لمز من خالفه ومنهم من يصف مخالفيه بالخصوم ولو في مسألة فرعيّة يسوغ فيها الخلاف بل الشيخ ابن باز غالباً لا يذكر المخالفين عند إيراده المسالة الخلافية وهذا يبنى على منهج الشيخ في لطف العبارة وسماحة الخلق ولين الجانب .
وهو بعيد عن جرح الأشخاص واتهام نياتهم والحكم على مقاصدهم بل يلتمس العذر ما أمكن ويحمل الكلام على أحسن محامله عملاً بقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم) وإذا رد الشيخ على مخالف رأيت منه تأليف القلوب ولين العبارة وحسن العرض ليكسب هذا المخالف ويرده إلى الصواب ولا يخسره أو يحيله إلى خصم عملاً بقوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) ولذلك لا تجد في قاموس الشيخ كلمات الجرح والتأنيب والنبز والهمز والغمز بل هو عفيف اللسان ورع فيما يكتب متحفظ في ألفاظه؛ لأنه إمام والإمام قدوة في حسن الأدب وكريم المعشر وسلامة الجانب وبهذا المنهج أحبت القلوب الشيخ وتآلفت عليه وكثر محبوه، وعمل مع الجميع مع عدم سوكته
لكم خالص تحياتي.........
حتى شيخ الإسلام ابن تيمية مع إمامته ينبغي لطالب العلم أن يكون عنده نشاط في البحث عما يصححه أو يضعفه أو ينقله حتى يتأكد ويكون على بصيرة.
الشيخ أحمد شاكر يتساهل في تصحيح الأحاديث، فالأحاديث التي في أسانيدها علي بن زيد بن جدعان وابن لهيعة يمشيها ويصححها مع أن هؤلاء ضعفاء عند الجمهور، فأحاديثهم ضعيفة عند الجمهور وهو الصواب، فينبغي لطالب العلم أن يكون على بصيرة.
ابن حبان والحاكم كل منهما متساهل في التصحيح، والحاكم أشد تساهلاً، وكذلك البزار وكذلك الهيثمي في مجمع الزوائد.
الحافظ في التقريب له لأوهام فيما يوثق أو يضعف أو يوهم، ويعرف ذلك بمراجعة المطولات في الرجال كالتهذيب واللسان والميزان والخلاصة.
الترمذي يحسِّن حديث علي بن زيد جدعان مع أنه ضعيف عند الجمهور.
المقبول على قاعدة الحافظ ابن حجر -رحمه الله- هو الراوي الذي لم يجرح ووثقه واحد أو اثنان ممن يتساهل بالتوثيق كابن حبان فالحديث ضعيف بهذا السند، ويُقبل في المتابعات والشواهد، فإن جاء له طريق أخرى فإنه يكون حسنًا لغيره.))
المصدر: كتاب ((تقييد الشوارد من القواعد والفوائد)) (314 - 315) لتلميذه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي__________________
ومن المقالات ..... المتفرقه
الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز ولو أن أصوله أصول مذهب أحمد وتلقى دراسته على هذه الأصول لكنه لا يتقيد بالمذهب إذا خالف الدليل، بل هو أشبه بالمحدثين الكبار لا بفقهاء المذهب المقلدين فهو على الطريقة الأصيلة في الفقه من الدليل وهي طريقة أحمد والبخاري وأبي داود وعليها سار ابن تيمية وابن القيم.
الشيخ الإمام لا يهمه الأقوال في المسألة ونسبة كل قول إلى صاحبه بقدر ما يهمه معرفة الراجح حسب ما ظهر له ووجهه، وترجيحه، ودليله، وغالباً يذكر الأقوال على وجه الإجمال كأن يقول المسألة خلافية أو اختلف فيها أهل العلم، أو الصحيح في المسألة كذا أو الظاهر في هذه المسألة كذا وكذا، أو يفتي بالدليل مباشرة كتاباً وسنة، ونادراً ما يقول فيها قولان أو ثلاثة أو أربعة فضلاً عن أكثر من ذلك كما يفعله المقلدّون من أهل المذاهب فإنهم يذكرون الأقوال في المسألة سرداً بلا تحقيق ولا دليل ولا ترجيح، فيبقى السائل في حيرة من أمره بل كان الشيخ ابن باز يختصر هذه المسافات فيصل بالطالب والسائل والمستفيد إلى زبدة القول وما ترجح لديه حسب الدليل.
وكان الشيخ –رحمه الله- يختار الأيسر من القولين إذا كان الدليل يسعفه ما لم يكن دليله ضعيفاً اتباعاً لهديه صلى الله عليه وسلم، كما قالت عائشة: "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار الأيسر منهما"، فتجده ممثلاً في فتاويه في الحج والطلاق يختار الأرفق بالناس والأسهل بالمستفتي ومعه الدليل بالنص أو بالظاهر أو بعموم ما ورد في كل مسألة، وهذا المذهب الذي ذهبه هو مذهب أهل الأثر وهو الأرفق والأوفق للأمة بخلاف مذهب المقلدين من الفقهاء فإنهم قد يفتون بالقول ولو لم يكن له دليل يؤيّده، وقد يكون أشق على الناس من القول الذي يؤيّده الدليل.
والشيخ ابن باز رحمه الله سهل العبارة في الفتيا والتعليم والدروس وعبارته علميَّة واضحة أثرية وليست سوقيّة عاميّة متبذّلة ولا معقَّدة متكلفة وعرة، فتجده يحرص على عبارات العلماء خاصة المحدثين وهي العبارات الشرعية البليغة التي تميز كلام العالم عن العامي في دروسه وفتاويه ووعظه، فالشيخ لا يغرب في الألفاظ ولا يتقعّر في الحديث، بل يأتي بكلام سهل جزل يكفي ويشفي ولكنه لا يورد الألفاظ العامية الدارجة التي يستعملها العوام في كلامهم ومخاطباتهم.
والشيخ –رحمه الله- إذا رجح قولاً فإنه لا يعنف أهل القول الآخر ولا يهون من قدرهم فإن بعض الفقهاء إذا ارتضى قولاً لمز من خالفه ومنهم من يصف مخالفيه بالخصوم ولو في مسألة فرعيّة يسوغ فيها الخلاف بل الشيخ ابن باز غالباً لا يذكر المخالفين عند إيراده المسالة الخلافية وهذا يبنى على منهج الشيخ في لطف العبارة وسماحة الخلق ولين الجانب .
وهو بعيد عن جرح الأشخاص واتهام نياتهم والحكم على مقاصدهم بل يلتمس العذر ما أمكن ويحمل الكلام على أحسن محامله عملاً بقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم) وإذا رد الشيخ على مخالف رأيت منه تأليف القلوب ولين العبارة وحسن العرض ليكسب هذا المخالف ويرده إلى الصواب ولا يخسره أو يحيله إلى خصم عملاً بقوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) ولذلك لا تجد في قاموس الشيخ كلمات الجرح والتأنيب والنبز والهمز والغمز بل هو عفيف اللسان ورع فيما يكتب متحفظ في ألفاظه؛ لأنه إمام والإمام قدوة في حسن الأدب وكريم المعشر وسلامة الجانب وبهذا المنهج أحبت القلوب الشيخ وتآلفت عليه وكثر محبوه، وعمل مع الجميع مع عدم سوكته
لكم خالص تحياتي.........