المدرس
21 / 04 / 2004, 29 : 10 AM
حوار الحب
هي: أهذا أنـــتَ ؟
هو: أهــذه أنــتِ ؟
هي: تغيَّـرت كثيراً•
هو: إذن، كيف تعرفتِ إليَّ مادام التغيُّـر احتل كل هذه المساحة المخيفة في صوتك؟
هي: تعرّفت إليكَ بقلبي•• وليس بعيني•
هو: أمَازال قلبكِ لا يُخطئني؟
هي: كيف يخطئك قلبي، وقد كنت له يوماً دماً وهواء وحياة؟
هو: والآن؟
هي: تتغيَّـر الأحاسيس بفعل الزمن، كبقية الأشياء الأُخرى•
هو: إذن، تُصاب أحاسيسنا بالشيخوخة كالإنسان؟
هي: نعــم•• وتموت أيضاً كالإنسان•
هو: أمات إحساسكِ الجميل نحــوي؟
هي: لو كان مات•• لَمَا تعرّفت إليك الآن بعد كل تلك السنوات•
هو: إذن، مازلت أحتل فيكِ مساحة؟
هي: نعــم•• لكنها ليست كالمساحة القديمة التي كنت تحتلها فـيَّ•
هو: ما الفرق؟
هي: كالفرق بين اليوم والأمس•
هو: أحياناً•• لا يفرق اليوم عن الأمس شيئاً•
هي: يكفي أن اليوم هو “اليوم” والأمس هو “الأمس”•
هو: وأيهما أنا فيكِ؟
هي: أنت الأمس يا سيدي•• بكل ما في الأمس من أحاسيس وأحلام وآلام•
هو: إذن، أصبحت أمسكِ يا سيدتي•
هي: لماذا تتحدَّث وكأن الأمس شيء بلا قيمة ولا أهمية؟
هو: الأمس يا سيدتي شيء ميت•
هي: ومَن قال إنّ الأشياء الميتة بلا قيمة لدينا ولا أهمية؟
هو: وهل تُمثل الأشياء الميتة أهمية؟
هي: لو لم تكن كذلك لَمَا بكينا عليها•
هو: نبكي عليها نعم•• لكننا سرعان ما ننساها، وسرعان ما تجف دموعنا عليها•
هي: لا تنتهي أهمية الأموات بمجرد انتهاء مراسم البكاء وطقوس الحزن•
هو: تُبررين موت إحساسك نحوي•
هي: أنا لم أقل إن إحساسي نحوكَ قد مات••• بل قلت إنه أصبح “أمسي”•
هو: تتلاعبين بالألفاظ كعادتكِ•
هي: تماماً كما كنتَ تتلاعب أنتَ بالمعاني•
هو: تغيّرتِ كثيراً•
هي: لم أتغيَّـر، لكنني نضجت•• عقلت•• أدركت أنَّ الحب من طرف واحد، هو نوع من أنواع الموت البطيء والمتعمّد•
هو: لماذا؟ هل كنت بـ”الأمس” مجنونة؟
هي: نعــم يا سيدي•• كنت مجنونة بكَ فوق الحدّ•
هو: وما هو حد الجنون في نظركِ؟
هي: الحد الذي وقف عليه إحساسي تجاهكَ ذات يوم؟
هو: كنتِ تُحبينني بجنون؟
هي: لا•• بل كنت أُحبكَ بغباء•• وكنت أُعذب نفسي بذلك الغباء بجنون•
هو: ندمـــــتِ؟
هي: لا•• لم أندم يومـــاً•• كانت تجربة مريرة•• لكنها أكسبتني الكثير من الخبرة والمناعة ضد الألم•
هو: انظري خلفكِ•• هناك رجل يُناديكِ•• ويقترب منكِ•• مَن هذا الرجل؟
هي: هذا هو “يومي”•• يومي الذي تلا “أمسي” معكَ•
هو: والطفل الذي معه؟
هي: هو “غدي” الذي أحيا له ومن أجله•
هو: انتظري•• إلى أين أنتِ راحلة؟
هي: إلـى يومــي•• وغــــــدي•
هو: وأمسُــــكِ؟
هي: رحــل فـي قافلــة الأمس
تحياتي
هي: أهذا أنـــتَ ؟
هو: أهــذه أنــتِ ؟
هي: تغيَّـرت كثيراً•
هو: إذن، كيف تعرفتِ إليَّ مادام التغيُّـر احتل كل هذه المساحة المخيفة في صوتك؟
هي: تعرّفت إليكَ بقلبي•• وليس بعيني•
هو: أمَازال قلبكِ لا يُخطئني؟
هي: كيف يخطئك قلبي، وقد كنت له يوماً دماً وهواء وحياة؟
هو: والآن؟
هي: تتغيَّـر الأحاسيس بفعل الزمن، كبقية الأشياء الأُخرى•
هو: إذن، تُصاب أحاسيسنا بالشيخوخة كالإنسان؟
هي: نعــم•• وتموت أيضاً كالإنسان•
هو: أمات إحساسكِ الجميل نحــوي؟
هي: لو كان مات•• لَمَا تعرّفت إليك الآن بعد كل تلك السنوات•
هو: إذن، مازلت أحتل فيكِ مساحة؟
هي: نعــم•• لكنها ليست كالمساحة القديمة التي كنت تحتلها فـيَّ•
هو: ما الفرق؟
هي: كالفرق بين اليوم والأمس•
هو: أحياناً•• لا يفرق اليوم عن الأمس شيئاً•
هي: يكفي أن اليوم هو “اليوم” والأمس هو “الأمس”•
هو: وأيهما أنا فيكِ؟
هي: أنت الأمس يا سيدي•• بكل ما في الأمس من أحاسيس وأحلام وآلام•
هو: إذن، أصبحت أمسكِ يا سيدتي•
هي: لماذا تتحدَّث وكأن الأمس شيء بلا قيمة ولا أهمية؟
هو: الأمس يا سيدتي شيء ميت•
هي: ومَن قال إنّ الأشياء الميتة بلا قيمة لدينا ولا أهمية؟
هو: وهل تُمثل الأشياء الميتة أهمية؟
هي: لو لم تكن كذلك لَمَا بكينا عليها•
هو: نبكي عليها نعم•• لكننا سرعان ما ننساها، وسرعان ما تجف دموعنا عليها•
هي: لا تنتهي أهمية الأموات بمجرد انتهاء مراسم البكاء وطقوس الحزن•
هو: تُبررين موت إحساسك نحوي•
هي: أنا لم أقل إن إحساسي نحوكَ قد مات••• بل قلت إنه أصبح “أمسي”•
هو: تتلاعبين بالألفاظ كعادتكِ•
هي: تماماً كما كنتَ تتلاعب أنتَ بالمعاني•
هو: تغيّرتِ كثيراً•
هي: لم أتغيَّـر، لكنني نضجت•• عقلت•• أدركت أنَّ الحب من طرف واحد، هو نوع من أنواع الموت البطيء والمتعمّد•
هو: لماذا؟ هل كنت بـ”الأمس” مجنونة؟
هي: نعــم يا سيدي•• كنت مجنونة بكَ فوق الحدّ•
هو: وما هو حد الجنون في نظركِ؟
هي: الحد الذي وقف عليه إحساسي تجاهكَ ذات يوم؟
هو: كنتِ تُحبينني بجنون؟
هي: لا•• بل كنت أُحبكَ بغباء•• وكنت أُعذب نفسي بذلك الغباء بجنون•
هو: ندمـــــتِ؟
هي: لا•• لم أندم يومـــاً•• كانت تجربة مريرة•• لكنها أكسبتني الكثير من الخبرة والمناعة ضد الألم•
هو: انظري خلفكِ•• هناك رجل يُناديكِ•• ويقترب منكِ•• مَن هذا الرجل؟
هي: هذا هو “يومي”•• يومي الذي تلا “أمسي” معكَ•
هو: والطفل الذي معه؟
هي: هو “غدي” الذي أحيا له ومن أجله•
هو: انتظري•• إلى أين أنتِ راحلة؟
هي: إلـى يومــي•• وغــــــدي•
هو: وأمسُــــكِ؟
هي: رحــل فـي قافلــة الأمس
تحياتي