الجريح
29 / 10 / 2007, 31 : 07 AM
الملك في بريطانيا اليوم لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين الرياض ولندن
- الرياض ـ واس: - 18/10/1428هـ
يبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود اليوم زيارة رسمية إلى بريطانيا تستغرق عدة أيام، وذلك تلبية للدعوة الرسمية التي تلقاها من جلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا.
وتهدف الزيارة إلى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في كل المجالات وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك في إطار روابط الصداقة والعلاقات التاريخية المتينة التي تربط المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة البريطانية.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة في ظل تسارع التغيرات الدولية والإقليمية التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين المملكة والدول الصديقة التي تتبوأ فيها بريطانيا موقعا متميزاً.
وشهدت العلاقات السعودية - البريطانية التي أرسى قواعدها جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - ودولة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل خلال اللقاء التاريخي الذي تم يوم الرابع من ربيع الأول سنة 1364هـ الموافق السابع عشر من شباط (فبراير) 1945م في فندق أوبيرج الفيوم المطل على بحيرة قارون في مصر تطورا مستمرا في جميع المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين.
العلاقات السياسية
وتعود العلاقات السياسية بين المملكة وبريطانيا إلى عام 1927م عندما أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين،
وتواصلت منذ تلك الفترة مسيرة العلاقات السياسية وتواصل الحوار بين قيادتى البلدين وعلى أعلى المستويات وفي مختلف المناسبات من خلال الزيارات المتبادلة واللقاءات بين المسؤولين في البلدين الصديقين لإجراء المزيد من التنسيق وبحث وتعميق سبل التعاون الثنائي لتدعيم العلاقات بينهما في جميع المجالات ومختلف الميادين.
وتبرز في هذا السياق الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لبريطانيا في عام 1419هـ عندما كان حفظه الله " وليا للعهد " حيث التقى بالملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا في قصر بالمورال في اسكتلندا، كما التقى الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني أمير ويلز.
وقد منحت الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الوسام الأعظم من طبقة "باث" الذي يمنح للملوك ورؤساء الدول تكريما خاصا من الملكة اليزابيث الثانية لخادم الحرمين الشريفين وتقديرا للروابط والعلاقات المتينة بين البلدين الصديقين.
والتقى الملك خلال تلك الزيارة بدولة رئيس الوزراء البريطانى آنذاك توني بلير.
وتركزت المحادثات بين الجانبين حسب ما ذكره البيان الصحافي المشترك الذي صدر في ختام تلك الزيارة حول العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، كما ناقش الجانبان العديد من القضايا العالمية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها عملية السلام في الشرق الأوسط، واتفق الجانبان على أهمية التوصل إلى حل يؤدي إلى إحلال سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط وفق مقررات الأمم المتحدة وتحقيقا لمبدأ الأرض مقابل السلام.
وباستعراض تاريخي لأهم الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين يأتي في هذا السياق قيام الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - بزيارة رسمية لبريطانيا عام 1967م وكان الملك فيصل - رحمه الله - قد ترأس أول بعثة سعودية لبريطانيا عام 1919.
وفي عام 1981م قام الملك خالد بن عبد العزيز – رحمه الله - بزيارة رسمية لبريطانيا أسفرت عن تدعيم العلاقات وتطويرها في العديد من المجالات.
وكان لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - العديد من الزيارات لبريطانيا منها زيارته عام 1395م وفي عام 1397هـ ثم عام 1401هـ / وذلك عندما كان وليا للعهد، كما زار الملك فهد رحمه الله بريطانيا في عام 1407هـ.
وقام الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام بزيارات لبريطانيا في عام 1396هـ وفى عام 1406هـ وفى عام 1408هـ كذلك قام - حفظه الله - بزيارة لبريطانيا في عام 1417هـ التقى خلالها الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا في قصر باكنجهام كما التقى بدولة رئيس الوزراء البريطاني وعدد من المسؤولين البريطانيين، وتناولت المباحثات العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة بين البلدين الصديقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
أما من الجانب البريطاني فقد قامت الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا في عام 1979م بزيارة المملكة العربية السعودية، كما قام الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني أمير ويلز بعدد من الزيارات للمملكة في أعوام 1407هـ، 1409هـ، 1411هـ، 1414 هـ، 1417هـ، 1420هـ، 1421هـ، 1424هـ، 1426هـ، و1427هـ .
وقام عدد آخر من المسؤولين البريطانيين بزيارة للمملكة العربية السعودية منهم دولة رئيسة وزراء بريطانيا السيدة مارجريت تاتشر وذلك في عامي 1401هـ و1405هـ، ودولة رئيس الوزراء البريطاني جون ميجور في الأعوام 1411هـ، 1413 هـ، و1415هـ.
كما قام دولة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بعدة زيارات إلى المملكة العربية السعودية في أعوام 1418هـ، 1422هـ، و1426هـ، وكان لهذه الزيارات المتبادلة بين المسؤولين الأثر الكبير في دعم وتوطيد العلاقات بين البلدين الصديقين.
وتأتي العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين علامة بارزة على قوة ومتانة التعاون الثنائي.
العلاقات الاقتصادية
شهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين خلال السنوات الأخيرة نسقا تصاعديا وتطورا ملموسا على جميع الأصعدة وبخاصة في مجال الاستثمار والتبادل التجاري.
وتعد المملكة العربية السعودية أكبر شريك تجاري في الشرق الأوسط لبريطانيا حيث تتبوأ بريطانيا المركز الخامس من بين الدول المصدرة للمملكة وبلغت الواردات السعودية من بريطانيا عام 2005م 10443 مليون ريال فيما بلغت الصادرات السعودية إلى بريطانيا 6855 مليون ريال وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين للعام نفسه 17298 مليون ريال ووصل مجموع المشروعات البريطانية السعودية المشتركة إلى 150 مشروعا تصل قيمة الاستثمار فيها إلى نحو 15 مليار دولار.
وحقق برنامج التوازن الاقتصادي المنبثق من اتفاقية اليمامة الموقعة بين البلدين نتائج مميزة في العديد من المشروعات التنموية داخل المملكة.
العلاقات الدفاعية
وفي مجال العلاقات الدفاعية الوثيقة التي تربط بين البلدين تم توقيع عدة اتفاقات وآخرها وقع في السابع من شهر رجب عام 1427هـ، وتضمن وثيقة تفاهم بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة المملكة المتحدة لتطوير القوات المسلحة السعودية ولنقل وتوطين التقنية والاستثمار في مجال الصناعات الدفاعية في المملكة العربية السعودية وتدريب وتأهيل مواطنين سعوديين في مجال الطيران وشراء 72 طائرة من نوع تايفون.
العلاقات الثقافية
أما في مجال التعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة فقد تم توقيع اتفاقية التعاون الثقافي والفني بين البلدين في تشرين الثاني (نوفمبر) 1975م.
وفي إطار تلك الاتفاقية افتتح الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بمشاركة ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز معرض المملكة بين الأمس واليوم في العاصمة البريطانية خلال الفترة من 29 تموز (يوليو) إلى 10 آب (أغسطس) 1986م لإطلاع الشعب البريطاني الصديق على التطور الثقافي والعمراني والاقتصادي في المملكة.
كما تم افتتاح كلية الملك فهد التعليمية في لندن في أيلول (سبتمبر) من عام 1985م وإنشاء كرسي الملك فهد للدراسات الإسلامية الذي تم تدشينه رسميا في عام 1998.
وافتتح مسجد خادم الحرمين الشريفين والمركز الإسلامي في أدنبرة الذي أسهمت المملكة العربية السعودية في 90 في المائة من تكاليف إنشائه في إطار اهتمام وحرص المملكة العربية السعودية على إعمار بيوت الله وخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان، حيث أصبح المركز اليوم صرحاً ثقافياً كبيراً وشاهداً حضارياً على عمق العلاقات الودية بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، وعلى متانة التواصل الثقافي والحضاري بين الأمة العربية والإسلامية وبريطانيا.
وأقيمت في فترات متعددة أنشطة ثقافية وفنية ومعارض للكتاب السعودي ومعارض تشكيلية ومحاضرات وندوات متنوعة تبرز ثقافة المملكة العربية السعودية .
واحتضنت لندن في شهر جمادى الآخرة عام 1425هـ أياما سعودية تحت عنوان مهرجان " الأيام السعودية" اشتملت على عروض ثقافية وفنية متنوعة تجسد مدى أصالة الحضارة في المملكة العربية السعودية.
العلاقات الرياضية
وفي مجال التعاون الرياضي تبرز اللجنة السعودية - البريطانية المشتركة الخاصة بالتعاون في مجالات الشباب والرياضة حيث تم التوقيع في عام 1987م على اتفاقية التعاون الرياضي المشترك، وأمكن من خلال هذا التعاون إقامة نشاطات شبابية ورياضية مختلفة إلى جانب إعداد الكوادر التحكيمية والإدارية إلى جانب مجالات الطب الرياضي، ووصلت البرامج المنفذة في هذا المجال حتى نهاية عام 2006م إلى نحو 72 برنامجا.
أما في مجال التعاون العلمي والتقني فقد وفرت مذكرة التعاون الخاصة بالتعاون في هذا المجال إطارا للتعاون بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومؤسسات البحوث البريطانية.
كما شكلت لجنة مشتركة للتعاون الفني بين البلدين تعقد اجتماعاتها بالتناوب في كل من الرياض ولندن لبحث سبل تطوير التعاون الفني في جميع المجالات.
وقد زارت المملكة وفود بريطانية لبناء جسور من التعاون الإعلامي وتقريب وجهات النظر ورفع مستوى التفهم والاطلاع على التطور والنمو والازدهار الذي تعيشه المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين.
ويدرس في الجامعات البريطانية نحو ثمانية آلاف طالب سعودي منهم أكثر من ثلاثة آلاف طالب مبتعث، كما يفد إلى المملكة العربية السعودية كل عام الكثير من المسلمين البريطانيين لأداء فريضة الحج.
- الرياض ـ واس: - 18/10/1428هـ
يبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود اليوم زيارة رسمية إلى بريطانيا تستغرق عدة أيام، وذلك تلبية للدعوة الرسمية التي تلقاها من جلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا.
وتهدف الزيارة إلى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في كل المجالات وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك في إطار روابط الصداقة والعلاقات التاريخية المتينة التي تربط المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة البريطانية.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة في ظل تسارع التغيرات الدولية والإقليمية التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين المملكة والدول الصديقة التي تتبوأ فيها بريطانيا موقعا متميزاً.
وشهدت العلاقات السعودية - البريطانية التي أرسى قواعدها جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - ودولة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل خلال اللقاء التاريخي الذي تم يوم الرابع من ربيع الأول سنة 1364هـ الموافق السابع عشر من شباط (فبراير) 1945م في فندق أوبيرج الفيوم المطل على بحيرة قارون في مصر تطورا مستمرا في جميع المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين.
العلاقات السياسية
وتعود العلاقات السياسية بين المملكة وبريطانيا إلى عام 1927م عندما أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين،
وتواصلت منذ تلك الفترة مسيرة العلاقات السياسية وتواصل الحوار بين قيادتى البلدين وعلى أعلى المستويات وفي مختلف المناسبات من خلال الزيارات المتبادلة واللقاءات بين المسؤولين في البلدين الصديقين لإجراء المزيد من التنسيق وبحث وتعميق سبل التعاون الثنائي لتدعيم العلاقات بينهما في جميع المجالات ومختلف الميادين.
وتبرز في هذا السياق الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لبريطانيا في عام 1419هـ عندما كان حفظه الله " وليا للعهد " حيث التقى بالملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا في قصر بالمورال في اسكتلندا، كما التقى الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني أمير ويلز.
وقد منحت الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الوسام الأعظم من طبقة "باث" الذي يمنح للملوك ورؤساء الدول تكريما خاصا من الملكة اليزابيث الثانية لخادم الحرمين الشريفين وتقديرا للروابط والعلاقات المتينة بين البلدين الصديقين.
والتقى الملك خلال تلك الزيارة بدولة رئيس الوزراء البريطانى آنذاك توني بلير.
وتركزت المحادثات بين الجانبين حسب ما ذكره البيان الصحافي المشترك الذي صدر في ختام تلك الزيارة حول العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، كما ناقش الجانبان العديد من القضايا العالمية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها عملية السلام في الشرق الأوسط، واتفق الجانبان على أهمية التوصل إلى حل يؤدي إلى إحلال سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط وفق مقررات الأمم المتحدة وتحقيقا لمبدأ الأرض مقابل السلام.
وباستعراض تاريخي لأهم الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين يأتي في هذا السياق قيام الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - بزيارة رسمية لبريطانيا عام 1967م وكان الملك فيصل - رحمه الله - قد ترأس أول بعثة سعودية لبريطانيا عام 1919.
وفي عام 1981م قام الملك خالد بن عبد العزيز – رحمه الله - بزيارة رسمية لبريطانيا أسفرت عن تدعيم العلاقات وتطويرها في العديد من المجالات.
وكان لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - العديد من الزيارات لبريطانيا منها زيارته عام 1395م وفي عام 1397هـ ثم عام 1401هـ / وذلك عندما كان وليا للعهد، كما زار الملك فهد رحمه الله بريطانيا في عام 1407هـ.
وقام الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام بزيارات لبريطانيا في عام 1396هـ وفى عام 1406هـ وفى عام 1408هـ كذلك قام - حفظه الله - بزيارة لبريطانيا في عام 1417هـ التقى خلالها الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا في قصر باكنجهام كما التقى بدولة رئيس الوزراء البريطاني وعدد من المسؤولين البريطانيين، وتناولت المباحثات العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة بين البلدين الصديقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
أما من الجانب البريطاني فقد قامت الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا في عام 1979م بزيارة المملكة العربية السعودية، كما قام الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني أمير ويلز بعدد من الزيارات للمملكة في أعوام 1407هـ، 1409هـ، 1411هـ، 1414 هـ، 1417هـ، 1420هـ، 1421هـ، 1424هـ، 1426هـ، و1427هـ .
وقام عدد آخر من المسؤولين البريطانيين بزيارة للمملكة العربية السعودية منهم دولة رئيسة وزراء بريطانيا السيدة مارجريت تاتشر وذلك في عامي 1401هـ و1405هـ، ودولة رئيس الوزراء البريطاني جون ميجور في الأعوام 1411هـ، 1413 هـ، و1415هـ.
كما قام دولة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بعدة زيارات إلى المملكة العربية السعودية في أعوام 1418هـ، 1422هـ، و1426هـ، وكان لهذه الزيارات المتبادلة بين المسؤولين الأثر الكبير في دعم وتوطيد العلاقات بين البلدين الصديقين.
وتأتي العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين علامة بارزة على قوة ومتانة التعاون الثنائي.
العلاقات الاقتصادية
شهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين خلال السنوات الأخيرة نسقا تصاعديا وتطورا ملموسا على جميع الأصعدة وبخاصة في مجال الاستثمار والتبادل التجاري.
وتعد المملكة العربية السعودية أكبر شريك تجاري في الشرق الأوسط لبريطانيا حيث تتبوأ بريطانيا المركز الخامس من بين الدول المصدرة للمملكة وبلغت الواردات السعودية من بريطانيا عام 2005م 10443 مليون ريال فيما بلغت الصادرات السعودية إلى بريطانيا 6855 مليون ريال وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين للعام نفسه 17298 مليون ريال ووصل مجموع المشروعات البريطانية السعودية المشتركة إلى 150 مشروعا تصل قيمة الاستثمار فيها إلى نحو 15 مليار دولار.
وحقق برنامج التوازن الاقتصادي المنبثق من اتفاقية اليمامة الموقعة بين البلدين نتائج مميزة في العديد من المشروعات التنموية داخل المملكة.
العلاقات الدفاعية
وفي مجال العلاقات الدفاعية الوثيقة التي تربط بين البلدين تم توقيع عدة اتفاقات وآخرها وقع في السابع من شهر رجب عام 1427هـ، وتضمن وثيقة تفاهم بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة المملكة المتحدة لتطوير القوات المسلحة السعودية ولنقل وتوطين التقنية والاستثمار في مجال الصناعات الدفاعية في المملكة العربية السعودية وتدريب وتأهيل مواطنين سعوديين في مجال الطيران وشراء 72 طائرة من نوع تايفون.
العلاقات الثقافية
أما في مجال التعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة فقد تم توقيع اتفاقية التعاون الثقافي والفني بين البلدين في تشرين الثاني (نوفمبر) 1975م.
وفي إطار تلك الاتفاقية افتتح الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بمشاركة ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز معرض المملكة بين الأمس واليوم في العاصمة البريطانية خلال الفترة من 29 تموز (يوليو) إلى 10 آب (أغسطس) 1986م لإطلاع الشعب البريطاني الصديق على التطور الثقافي والعمراني والاقتصادي في المملكة.
كما تم افتتاح كلية الملك فهد التعليمية في لندن في أيلول (سبتمبر) من عام 1985م وإنشاء كرسي الملك فهد للدراسات الإسلامية الذي تم تدشينه رسميا في عام 1998.
وافتتح مسجد خادم الحرمين الشريفين والمركز الإسلامي في أدنبرة الذي أسهمت المملكة العربية السعودية في 90 في المائة من تكاليف إنشائه في إطار اهتمام وحرص المملكة العربية السعودية على إعمار بيوت الله وخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان، حيث أصبح المركز اليوم صرحاً ثقافياً كبيراً وشاهداً حضارياً على عمق العلاقات الودية بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، وعلى متانة التواصل الثقافي والحضاري بين الأمة العربية والإسلامية وبريطانيا.
وأقيمت في فترات متعددة أنشطة ثقافية وفنية ومعارض للكتاب السعودي ومعارض تشكيلية ومحاضرات وندوات متنوعة تبرز ثقافة المملكة العربية السعودية .
واحتضنت لندن في شهر جمادى الآخرة عام 1425هـ أياما سعودية تحت عنوان مهرجان " الأيام السعودية" اشتملت على عروض ثقافية وفنية متنوعة تجسد مدى أصالة الحضارة في المملكة العربية السعودية.
العلاقات الرياضية
وفي مجال التعاون الرياضي تبرز اللجنة السعودية - البريطانية المشتركة الخاصة بالتعاون في مجالات الشباب والرياضة حيث تم التوقيع في عام 1987م على اتفاقية التعاون الرياضي المشترك، وأمكن من خلال هذا التعاون إقامة نشاطات شبابية ورياضية مختلفة إلى جانب إعداد الكوادر التحكيمية والإدارية إلى جانب مجالات الطب الرياضي، ووصلت البرامج المنفذة في هذا المجال حتى نهاية عام 2006م إلى نحو 72 برنامجا.
أما في مجال التعاون العلمي والتقني فقد وفرت مذكرة التعاون الخاصة بالتعاون في هذا المجال إطارا للتعاون بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومؤسسات البحوث البريطانية.
كما شكلت لجنة مشتركة للتعاون الفني بين البلدين تعقد اجتماعاتها بالتناوب في كل من الرياض ولندن لبحث سبل تطوير التعاون الفني في جميع المجالات.
وقد زارت المملكة وفود بريطانية لبناء جسور من التعاون الإعلامي وتقريب وجهات النظر ورفع مستوى التفهم والاطلاع على التطور والنمو والازدهار الذي تعيشه المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين.
ويدرس في الجامعات البريطانية نحو ثمانية آلاف طالب سعودي منهم أكثر من ثلاثة آلاف طالب مبتعث، كما يفد إلى المملكة العربية السعودية كل عام الكثير من المسلمين البريطانيين لأداء فريضة الحج.