الجريح
23 / 10 / 2007, 59 : 08 AM
عجزت عن توفير ثمن «الإنسولين» و «أبو العيال» تخلى عنهم بعد الطلاق ... منال وأبناؤها يخنقهم «ثالوث» المرض والديون والإيجار
الرياض - فاطمة العصيمي الحياة - 20/10/07//
لم تنفك صعوبة العيش وضيق الحال يحاصران المقيمة منال عبدالرحمن (أردنية الجنسية)، فهي لا تجد من يعولها وأسرتها المكونة من ستة أفراد.
وتعيش منال برفقة أبنائها في ملحق صغير مع عائلة في منزل واحد مستأجر في حي الدخل المحدود (غرب الرياض)، يفتقر إلى أهم عناصر الحياة الطبيعية، إضافة إلى أنها مطلّقة منذ فترة ليست بالقصيرة.
وعلى رغم أن عمرها لم يتجاوز الـ 35 عاماً، إلا أنها تبدو أكبر من ذلك، بسبب تكاليف معيشة أبنائها المتزايدة، وتخلي طليقها عن أبنائه وعدم إنفاقه عليهم بعد زواجه بأخرى، وما يزيد الأمر صعوبة وجود والدتها المريضة الكبيرة في السن معها في المنزل.
تقول منال: "أجريت جراحة قبل خمسة أشهر تقريباً لاستئصال الرحم في أحد المستشفيات الخاصة على حسابي، ما أرهقني مادياً وكبّدني نحو 15 ألف ريال، ولو لم يتم إجراء الجراحة لكانت حياتي مهددة، وبعد فترة من الجراحة اكتشف الأطباء إصابتي بارتفاع نسبة السكر في الدم، ما اضطرني إلى تناول الأنسولين الذي لا قدرة لي على قيمته، وأصبحت أصاب بنوبات متكررة من الإغماء، إضافة إلى ما أعانيه من آلام في غضروف الركبة تحرمني لذة النوم".
وتمتد معاناة منال إلى انتهاء الإقامة التي تجاوزت خمس سنوات، لأن تجديدها يتطلب مبلغاً لا يقل عن عشرة آلاف ريال.
ولا تخفي منال صعوبة سدادها إيجار الملحق الذي لم تدفعه مدة سنتين متتاليتين، لولا صبر صاحب المنزل وتجاوزه عنها إلى أن يتوافر المبلغ، و "ليست لدي قدرة على العمل بسبب سوء حالي الصحية".
وتأبى الظروف إلا أن تزيد من الواقع المر لمنال، فقد أصيب ابنها الأكبر بمرض السمنة المفرطة الذي بدأت بوادره عندما كان صغيراً، ويبلغ وزنه الآن 160 كيلو غراماً مع أنه لم يتجاوز الـ 13 من عمره. وعن حاله يقول الابن: "أخجل من المشي في الشارع وأشعر بالإحراج الشديد وسط زملائي في المدرسة، وذلك بسبب حجمي، إذ يطلقون عليّ عبارات سيئة"، موضحاً أنه يضطر إلى ركوب سيارات الأجرة حتى لو كان المكان قريباً بسبب نظرات الناس وشفقتهم عليه.
وبحسب الأطباء، فإن علاج الابن يتطلب إجراء جراحة لربط المعدة أو قصها، وهي جراحة تكلف الكثير، إضافة إلى أن استمرار السمنة له آثار سلبية على العظام، خصوصاً في ظل احتمال إصابته بالتهاب المفاصل على المدى البعيد.
وتقضي عائلة منال معظم الوقت في المنزل، إلا في الضرورة القصوى، لعدم توافر سيارة.
وتؤكد منال أن الظروف الصحية والأحوال المادية حرمتها وأسرتها من الخروج من الملحق والفرح بعيد الفطر المبارك "مر علينا يوم العيد وأنا حزينة لما وصلت إليه حالي، وظللت ساعات طويلة أبكي شفقة على أبنائي ورحمة بهم، ولم أستطع أن أبرر لهم استمرار الحال على هذا النحو"، مشيرة إلى أنهم افتقدوا بهجة العيد وهداياه، سوى من بعض أهل الخير وتصدقهم بمبالغ زهيدة احتفظت بها لشراء الأدوية والمسكّنات.
الرياض - فاطمة العصيمي الحياة - 20/10/07//
لم تنفك صعوبة العيش وضيق الحال يحاصران المقيمة منال عبدالرحمن (أردنية الجنسية)، فهي لا تجد من يعولها وأسرتها المكونة من ستة أفراد.
وتعيش منال برفقة أبنائها في ملحق صغير مع عائلة في منزل واحد مستأجر في حي الدخل المحدود (غرب الرياض)، يفتقر إلى أهم عناصر الحياة الطبيعية، إضافة إلى أنها مطلّقة منذ فترة ليست بالقصيرة.
وعلى رغم أن عمرها لم يتجاوز الـ 35 عاماً، إلا أنها تبدو أكبر من ذلك، بسبب تكاليف معيشة أبنائها المتزايدة، وتخلي طليقها عن أبنائه وعدم إنفاقه عليهم بعد زواجه بأخرى، وما يزيد الأمر صعوبة وجود والدتها المريضة الكبيرة في السن معها في المنزل.
تقول منال: "أجريت جراحة قبل خمسة أشهر تقريباً لاستئصال الرحم في أحد المستشفيات الخاصة على حسابي، ما أرهقني مادياً وكبّدني نحو 15 ألف ريال، ولو لم يتم إجراء الجراحة لكانت حياتي مهددة، وبعد فترة من الجراحة اكتشف الأطباء إصابتي بارتفاع نسبة السكر في الدم، ما اضطرني إلى تناول الأنسولين الذي لا قدرة لي على قيمته، وأصبحت أصاب بنوبات متكررة من الإغماء، إضافة إلى ما أعانيه من آلام في غضروف الركبة تحرمني لذة النوم".
وتمتد معاناة منال إلى انتهاء الإقامة التي تجاوزت خمس سنوات، لأن تجديدها يتطلب مبلغاً لا يقل عن عشرة آلاف ريال.
ولا تخفي منال صعوبة سدادها إيجار الملحق الذي لم تدفعه مدة سنتين متتاليتين، لولا صبر صاحب المنزل وتجاوزه عنها إلى أن يتوافر المبلغ، و "ليست لدي قدرة على العمل بسبب سوء حالي الصحية".
وتأبى الظروف إلا أن تزيد من الواقع المر لمنال، فقد أصيب ابنها الأكبر بمرض السمنة المفرطة الذي بدأت بوادره عندما كان صغيراً، ويبلغ وزنه الآن 160 كيلو غراماً مع أنه لم يتجاوز الـ 13 من عمره. وعن حاله يقول الابن: "أخجل من المشي في الشارع وأشعر بالإحراج الشديد وسط زملائي في المدرسة، وذلك بسبب حجمي، إذ يطلقون عليّ عبارات سيئة"، موضحاً أنه يضطر إلى ركوب سيارات الأجرة حتى لو كان المكان قريباً بسبب نظرات الناس وشفقتهم عليه.
وبحسب الأطباء، فإن علاج الابن يتطلب إجراء جراحة لربط المعدة أو قصها، وهي جراحة تكلف الكثير، إضافة إلى أن استمرار السمنة له آثار سلبية على العظام، خصوصاً في ظل احتمال إصابته بالتهاب المفاصل على المدى البعيد.
وتقضي عائلة منال معظم الوقت في المنزل، إلا في الضرورة القصوى، لعدم توافر سيارة.
وتؤكد منال أن الظروف الصحية والأحوال المادية حرمتها وأسرتها من الخروج من الملحق والفرح بعيد الفطر المبارك "مر علينا يوم العيد وأنا حزينة لما وصلت إليه حالي، وظللت ساعات طويلة أبكي شفقة على أبنائي ورحمة بهم، ولم أستطع أن أبرر لهم استمرار الحال على هذا النحو"، مشيرة إلى أنهم افتقدوا بهجة العيد وهداياه، سوى من بعض أهل الخير وتصدقهم بمبالغ زهيدة احتفظت بها لشراء الأدوية والمسكّنات.