زمن
20 / 10 / 2007, 05 : 01 PM
رئيس مجلس القضاء الأعلى يتحدث لـ" الرياض":
خادم الحرمين اهتم بالنظام الجديد للقضاء وديوان المظالم منذ كان ولياً للعهد
http://www.alriyadh.com/2007/10/20/img/201122=b.jpg
أجرى الحوار - خالد الزيدان
أكد معالي رئيس مجلس القضاء الأعلى فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان أن النظام القضائي الجديد ونظام ديوان المظالم يعد أحد جوانب اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العملية والتطويرية لهذين الجهازين الهامين في البلاد.
كما انهما نظامان شاملان استدركا العديد من الجوانب والقصور باهتمام مباشر من خادم الحرمين الشريفين منذ أن كان ولياً للعهد فتوجه بهذين النظامين الجديدين المباركين بعون الله.
وأضاف فضيلته في حوار ل"الرياض" كما أن النظام كفيل بمحاسبة القاضي المقصر وفيه مساهمات وتخفيف أعباء في صلاحياته و تخصيصه الجديد ودرجات التقاضي التي جاء بها..
ودعا فضيلته في حواره الشباب إلى أخذ الحيطة والحذر من تلك الدعوات المضللة باسم "الجهاد" مشدداً فضيلته أنه لا جهاد بدون إذن ولي الأمر أو والدي الشخص الراغب له.
منبهاً فضيلته أولياء الأمور والآباء بهذا الصدد إلى الأخذ بيد أبنائهم ونصحهم واليقظة تجاههم ومن حاد عن جادة الصواب الإبلاغ عنه عند ولي الأمر والجهات المعينة لتوقفه عن هلاكة نفسه في مهاوي الضلال والإرهاب.
وبين فضيلته أن المجلس لا تعرض عليه قضايا المتورطين في الارهاب إلا ما ندر ومرجعه المحاكم العامة مؤكداً ان من يسلم نفسه طواعية قبل أن يقبض عليه فإنه الأسلم له والأفضل كما جاءت به الشريعة الإسلامية مقدماً فضيلته الدعوة لكل من كان متورطاً ولازال فاراً أن يسلم نفسه عند المولى سبحانه ثم عند الجهات المعنية بملاحقته.
وبين فضيلته أن من يزعم أن الأحكام ضد السراق وصدور الأحكام بقطع الأيدي والتشديد عليهم قد قلَّت مما ساهم في ازديادها كلها "ظنون" وحكم من أناس غير عارفين بأحكام الجرائم وفيما يلي نص الحوار مع فضيلة الشيخ صالح اللحيدان:
دعم الملك لنظامي القضاء والمظالم
@ "الرياض": كلمة فضيلتكم بمناسبة اعتماد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ودعمه السخي لنظامي القضاء وديوان المظالم؟
- الشيخ اللحيدان: مواقف خادم الحرمين الشريفين لا تنكر وحرصه وفقه الله على رفع مستوى جميع الخدمات الحكومية أمر ملحوظ، واهتمامه رعاه الله بالقضاء الاهتمام اللائق بالقضاء غير مستغرب وهو من أهم الأمور التي يرعاها ويقدم لها جميع جوانب الدعم لتطويره والرفع منه على أكمل وجه.
فالنظام القضائي الجديد سيكون بحول الله نظاماً نافعاً استدرك فيه أمور لم تكن في السابق فعادة ما يضعه البشر لا يكون كاملاً من أول مرة فإنما يتبين كماله بالتجربة؛ فلما رؤي أن الأنظمة السابقة لم تكن على قدر الكفاية فاهتم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حينما كان ولياً للعهد وبعدما تولى الحكم حينما توج انتاجه تلك الفترة بهذا النظام والذي يعد نظاماً متميزاً لأبعد الحدود في كلا النظامين القضاء وديوان المظالم.
فلاشك ان هذين الجانبين هامان لدى الدولة السعودية كما انه قد جاءت الدولة ا لسعودية بديوان المظالم في الوقت الذي غفلت عنه كثير من الدول الإسلامية منذ زمن.
سيساهمان في رفع الأداء
@ "الرياض" فضيلة الشيخ قراءة معاليكم للصلاحيات التي ضمت للمجلس الأعلى للقضاء وكذلك ما أخذ منه فهل ستساهم في الرفع من أداء المجلس؟
- الشيخ اللحيدان: لاشك أنها ستساهم مساهمة كبيرة فالمجلس كان في السابق يقدم الدراسات العليا في قضايا القتل والرجم والقطع وما يتعلق بذلك وفي قضايا الحرابة والسطو وكذا تهريب المخدرات وترويجها فكان المجلس مكلفاً بدراسة كبائر القضايا وفيما يتعلق بالقضايا المهمة التي تعقد الوضع بين طرفيها فيرى ولي الأمر تكليف المجلس بدراستها لأنه الدرجة القضائية العليا في الدولة فلما جاءت اليوم المحكمة العليا لتقوم بما كان يقوم به المجلس في القضايا ففيه شيء من التخفيف على المجلس وحتى لا تكون درجات التقاضي من ثلاث وإن كان واقع لم يزد، إلاّ لما صارت محاكم الاستئناف هي تنظر وتدقق وإذا لزم الأمر صارت ناظرة في القضية.
التخصيص ودقة الأداء
@ "الرياض": كذلك ما رأي فضيلتكم في التخصيص في النظام الجديد للقاضي وما يحكم به في جانب القضايا التجارية أو العمالية أو المرورية؟
- الشيخ اللحيدان: فيه مساهمة جيدة تساعد على التنظيم الدقيق فهو كان في السابق موجودا ولكنه ليس بهذه الطريقة الجديدة التي جاء بها النظام الجديد فقد كانت في السابق قضايا يقتضي وضعها السرعة والإنجاز فهذه كانت في المحاكم المستعجلة ثم سميت القضايا الجزئية.
اختيار ومحاسبة القضاة
@ "الرياض": فضيلة الشيخ، كيف يتم اختيار القضاة وهل يتم محاسبة المقصر منهم؟
- الشيخ اللحيدان: هذا لا شك فالمقصر يحاسب على تقصيره، أما الاختيار فإلى الآن تقوم به وزارة العدل لأن أعداد القضاة ونوعيتهم تشترك فيه الجامعات التي يختار منها القضاة من كليات الشريعة تقوم الوزارة بذلك سابقا من خلال تكليف التفتيش القضائي لديها، وهو يقوم بذلك أما النظام الجديد سينظر فيه وعند التطبيق ستتبين التفاصيل.
إطالة القضايا غير صحيح
@ "الرياض": هل النظامان الجديدان برأي فضيلتكم فيهما مساهمة في الإسراع بالبت بالقضايا لأن البعض يرى أن القضايا في السابق تأخذ وقتاً طويلاً رأي فضيلتكم؟
- الشيخ اللحيدان: القضايا لا تطول كما يظن البعض؛ وإذا قارنا القضايا الكبيرة عندنا بالقضايا الموجودة في العالم الخارجي وجدنا أنها تُحلّ عندنا أسرع بكثير مما عندهم من قضايا أخرى؛ لكن من يتحدث عن القضاء فهو إما صحفي أو شخص غير مختص أو أنه شخص يشكو أمام وسيلة إعلامية ما لاقاه في قضيته دون أن يعرف ما لدى الطرف الثاني، فالأخذ من جانب واحد فقط غير صحيح ويدل على التقصير من الآخذين.
المتورطون في الإرهاب
@ "الرياض": في جانب المتورطين بالقضايا الإرهابية لازال البعض ينتظر الإعلان عن محاكمتهم فهل حاكمتم أحداً؟
- الشيخ اللحيدان: المحاكمة نحن في مجلس القضاء الأعلى لا تعرض علينا المحاكم إنما ما يصدر من أحكام إذا لم يوصل به للقناعة لأحد طرفي القضية فإنه يرفع للتمييز أما نحن بالمجلس لا يأتينا الا في المرحلة الأخيرة في النوادر، فهذه القضايا تبدأ في المحاكم العامة الجزئية ثم تنتهي في محاكم التمييز ونحن لا يأتينا إلا إذا انتهى في عقوبة رأت الجهات المسؤولة أنها أشد مما ينبغي فيتم دراسته عندنا.
الهارب تسليمه نفسه أفضل له
@ "الرياض": من قد يكون متورطاً بأعمال إجرامية إرهابية ولا يزال فاراً فهل في حال تسليمه نفسه أن يقدر له ذلك ويراعى؟
- الشيخ اللحيدان: هذا الأمر يحكمة الشرع، فالمولى سبحانه وتعالى حينما ذكر: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) إلى آخر الآيات.. بيَّن سبحانه أن من رجع وجاء وسلم نفسه وتاب قبل أن يقدر عليه فهذا مقدر له ووضعه غير وضع ذلك الذي لم يسلم نفسه، والمملكة تطبق في جزاءاتها وعقوباتها المقتضيات الشرعية ولا تريد أن تخرج عن المقاصد الشرعية.
كثرة السرقات!
@ "الرياض": هناك فضيلة الشيخ من يلاحظ ازديادا في كثرة السرقات فيناشد بالتشديد على أولئك وإصدار أحكام القطع والعقوبات المعلنة ضدهم كما كان في السابق، تعليق فضيلتكم؟
- الشيخ اللحيدان: هذه ظنون والتحدث عن الجرائم ينبغي أن يكون من عارف للجرائم وأركان الجرائم فبالإمكان أن يرتكب أحدهم جريمة ولا يتوفر فيه موجب قطع اليد، بالإمكان كذلك أن يقتل إنسان إنساناً ولا يتوفر موجب القصاص فالواجب ألاّ يتحدث أحد بهذه الأمور أحد ليس أهلا للحديث حتى لا يُتلقف كلامه ويصير كأنه علمٌ غفل عنه فهذا يدل على التقصير، ينبغي ألاّ يتكلم إلا من كان عارفاً بالوقائع وأركان القضايا.
فلو سرق أحدهم أو زنى ثم يعترف ويتراجع في اعترافه، فالعامي أو طالب العلم الذي لم يمارس القضاء ولم تعرض له مشاكل فإنه يغفل عن جوانب كثيرة تؤثر على هذا الاعتراف.
الإذن بالجهاد
@ "الرياض": من يذهبون للجهاد من الشباب في أماكن لا يتوفر بها شروط الجهاد بدافع "فتوى" خوّلت لهم ذلك ما نصيحة فضيلتكم لهؤلاء؟
- الشيخ اللحيدان: بداية لا أرى أن يخرج أحد من البلاد لأجل المشاركة في أي حرب إلا بإذن من السلطة وبإذن من والدي الشخص أيضاً. فالشريعة ومنهج المصطفى صلى الله عليه وسلم وضعا ضوابط ذلك كلها. فالأمر ليس مطلقاً بالمزاج والهوى، فالأمر يحتاج لمراعاة لتلك الجوانب.
ثم هؤلاء الذين يذهبون للجهاد في أي موقع يجاهدون، وماذا سيؤول إليه الأمر فيما يذهبون إليه، هل هو إلى خير مما كان فيه؟!
إن النتيجة نتيجة شرعية باتفاق أهل العلم أو على الأقل بقول أهل العلم المحققين لا أن يكون من طلبة علم متسرعين، فهؤلاء المتسرعون في الفتوى دون أن يكونوا متأهلين لها على خلاف ما هو عليه العلماء؛ فأهل العلم الأجلاء لا يتسنم الواحد منهم إصدار الفتاوى حتى يشهد له عدد من أهل العلم الراسخين بأنه صار أهلاً لأن يفتي وليس مجرد أن يأخذ أحدهم شهادة في الشريعة أو يقرأ فتوى فلان ويجب أن يطبق فتوى فلان على غير ما قال فلان فهذه كلها تخبطات واتباع للهوى ونسأل الله أن يهدي طلاب العلم للتثبت في القول ومراعاة الأحوال والنظر الى ما تؤول إليه الأمور وعدم الإقدام بكل ما يلوح ويتسرع به، ولينظروا ويقتدوا بما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم عند الفتوى وعندما يتردد في قول شيء، فأحد الصحابة حينما سئل عن أقصى حكم فذكر ثم ندم فقال: وددت أنني لم أذكره للوالي وهو علم ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالأمر هام وخطير.
كذلك الشأن في جانب أولياء أمور هؤلاء الشباب الذين يرغبون الذهاب باسم الجهاد عليهم الحزم في المواقف ونصحهم وثنيهم عن مرادهم وإذا عجزوا بلّغوا عنهم.
خادم الحرمين اهتم بالنظام الجديد للقضاء وديوان المظالم منذ كان ولياً للعهد
http://www.alriyadh.com/2007/10/20/img/201122=b.jpg
أجرى الحوار - خالد الزيدان
أكد معالي رئيس مجلس القضاء الأعلى فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان أن النظام القضائي الجديد ونظام ديوان المظالم يعد أحد جوانب اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العملية والتطويرية لهذين الجهازين الهامين في البلاد.
كما انهما نظامان شاملان استدركا العديد من الجوانب والقصور باهتمام مباشر من خادم الحرمين الشريفين منذ أن كان ولياً للعهد فتوجه بهذين النظامين الجديدين المباركين بعون الله.
وأضاف فضيلته في حوار ل"الرياض" كما أن النظام كفيل بمحاسبة القاضي المقصر وفيه مساهمات وتخفيف أعباء في صلاحياته و تخصيصه الجديد ودرجات التقاضي التي جاء بها..
ودعا فضيلته في حواره الشباب إلى أخذ الحيطة والحذر من تلك الدعوات المضللة باسم "الجهاد" مشدداً فضيلته أنه لا جهاد بدون إذن ولي الأمر أو والدي الشخص الراغب له.
منبهاً فضيلته أولياء الأمور والآباء بهذا الصدد إلى الأخذ بيد أبنائهم ونصحهم واليقظة تجاههم ومن حاد عن جادة الصواب الإبلاغ عنه عند ولي الأمر والجهات المعينة لتوقفه عن هلاكة نفسه في مهاوي الضلال والإرهاب.
وبين فضيلته أن المجلس لا تعرض عليه قضايا المتورطين في الارهاب إلا ما ندر ومرجعه المحاكم العامة مؤكداً ان من يسلم نفسه طواعية قبل أن يقبض عليه فإنه الأسلم له والأفضل كما جاءت به الشريعة الإسلامية مقدماً فضيلته الدعوة لكل من كان متورطاً ولازال فاراً أن يسلم نفسه عند المولى سبحانه ثم عند الجهات المعنية بملاحقته.
وبين فضيلته أن من يزعم أن الأحكام ضد السراق وصدور الأحكام بقطع الأيدي والتشديد عليهم قد قلَّت مما ساهم في ازديادها كلها "ظنون" وحكم من أناس غير عارفين بأحكام الجرائم وفيما يلي نص الحوار مع فضيلة الشيخ صالح اللحيدان:
دعم الملك لنظامي القضاء والمظالم
@ "الرياض": كلمة فضيلتكم بمناسبة اعتماد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ودعمه السخي لنظامي القضاء وديوان المظالم؟
- الشيخ اللحيدان: مواقف خادم الحرمين الشريفين لا تنكر وحرصه وفقه الله على رفع مستوى جميع الخدمات الحكومية أمر ملحوظ، واهتمامه رعاه الله بالقضاء الاهتمام اللائق بالقضاء غير مستغرب وهو من أهم الأمور التي يرعاها ويقدم لها جميع جوانب الدعم لتطويره والرفع منه على أكمل وجه.
فالنظام القضائي الجديد سيكون بحول الله نظاماً نافعاً استدرك فيه أمور لم تكن في السابق فعادة ما يضعه البشر لا يكون كاملاً من أول مرة فإنما يتبين كماله بالتجربة؛ فلما رؤي أن الأنظمة السابقة لم تكن على قدر الكفاية فاهتم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حينما كان ولياً للعهد وبعدما تولى الحكم حينما توج انتاجه تلك الفترة بهذا النظام والذي يعد نظاماً متميزاً لأبعد الحدود في كلا النظامين القضاء وديوان المظالم.
فلاشك ان هذين الجانبين هامان لدى الدولة السعودية كما انه قد جاءت الدولة ا لسعودية بديوان المظالم في الوقت الذي غفلت عنه كثير من الدول الإسلامية منذ زمن.
سيساهمان في رفع الأداء
@ "الرياض" فضيلة الشيخ قراءة معاليكم للصلاحيات التي ضمت للمجلس الأعلى للقضاء وكذلك ما أخذ منه فهل ستساهم في الرفع من أداء المجلس؟
- الشيخ اللحيدان: لاشك أنها ستساهم مساهمة كبيرة فالمجلس كان في السابق يقدم الدراسات العليا في قضايا القتل والرجم والقطع وما يتعلق بذلك وفي قضايا الحرابة والسطو وكذا تهريب المخدرات وترويجها فكان المجلس مكلفاً بدراسة كبائر القضايا وفيما يتعلق بالقضايا المهمة التي تعقد الوضع بين طرفيها فيرى ولي الأمر تكليف المجلس بدراستها لأنه الدرجة القضائية العليا في الدولة فلما جاءت اليوم المحكمة العليا لتقوم بما كان يقوم به المجلس في القضايا ففيه شيء من التخفيف على المجلس وحتى لا تكون درجات التقاضي من ثلاث وإن كان واقع لم يزد، إلاّ لما صارت محاكم الاستئناف هي تنظر وتدقق وإذا لزم الأمر صارت ناظرة في القضية.
التخصيص ودقة الأداء
@ "الرياض": كذلك ما رأي فضيلتكم في التخصيص في النظام الجديد للقاضي وما يحكم به في جانب القضايا التجارية أو العمالية أو المرورية؟
- الشيخ اللحيدان: فيه مساهمة جيدة تساعد على التنظيم الدقيق فهو كان في السابق موجودا ولكنه ليس بهذه الطريقة الجديدة التي جاء بها النظام الجديد فقد كانت في السابق قضايا يقتضي وضعها السرعة والإنجاز فهذه كانت في المحاكم المستعجلة ثم سميت القضايا الجزئية.
اختيار ومحاسبة القضاة
@ "الرياض": فضيلة الشيخ، كيف يتم اختيار القضاة وهل يتم محاسبة المقصر منهم؟
- الشيخ اللحيدان: هذا لا شك فالمقصر يحاسب على تقصيره، أما الاختيار فإلى الآن تقوم به وزارة العدل لأن أعداد القضاة ونوعيتهم تشترك فيه الجامعات التي يختار منها القضاة من كليات الشريعة تقوم الوزارة بذلك سابقا من خلال تكليف التفتيش القضائي لديها، وهو يقوم بذلك أما النظام الجديد سينظر فيه وعند التطبيق ستتبين التفاصيل.
إطالة القضايا غير صحيح
@ "الرياض": هل النظامان الجديدان برأي فضيلتكم فيهما مساهمة في الإسراع بالبت بالقضايا لأن البعض يرى أن القضايا في السابق تأخذ وقتاً طويلاً رأي فضيلتكم؟
- الشيخ اللحيدان: القضايا لا تطول كما يظن البعض؛ وإذا قارنا القضايا الكبيرة عندنا بالقضايا الموجودة في العالم الخارجي وجدنا أنها تُحلّ عندنا أسرع بكثير مما عندهم من قضايا أخرى؛ لكن من يتحدث عن القضاء فهو إما صحفي أو شخص غير مختص أو أنه شخص يشكو أمام وسيلة إعلامية ما لاقاه في قضيته دون أن يعرف ما لدى الطرف الثاني، فالأخذ من جانب واحد فقط غير صحيح ويدل على التقصير من الآخذين.
المتورطون في الإرهاب
@ "الرياض": في جانب المتورطين بالقضايا الإرهابية لازال البعض ينتظر الإعلان عن محاكمتهم فهل حاكمتم أحداً؟
- الشيخ اللحيدان: المحاكمة نحن في مجلس القضاء الأعلى لا تعرض علينا المحاكم إنما ما يصدر من أحكام إذا لم يوصل به للقناعة لأحد طرفي القضية فإنه يرفع للتمييز أما نحن بالمجلس لا يأتينا الا في المرحلة الأخيرة في النوادر، فهذه القضايا تبدأ في المحاكم العامة الجزئية ثم تنتهي في محاكم التمييز ونحن لا يأتينا إلا إذا انتهى في عقوبة رأت الجهات المسؤولة أنها أشد مما ينبغي فيتم دراسته عندنا.
الهارب تسليمه نفسه أفضل له
@ "الرياض": من قد يكون متورطاً بأعمال إجرامية إرهابية ولا يزال فاراً فهل في حال تسليمه نفسه أن يقدر له ذلك ويراعى؟
- الشيخ اللحيدان: هذا الأمر يحكمة الشرع، فالمولى سبحانه وتعالى حينما ذكر: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) إلى آخر الآيات.. بيَّن سبحانه أن من رجع وجاء وسلم نفسه وتاب قبل أن يقدر عليه فهذا مقدر له ووضعه غير وضع ذلك الذي لم يسلم نفسه، والمملكة تطبق في جزاءاتها وعقوباتها المقتضيات الشرعية ولا تريد أن تخرج عن المقاصد الشرعية.
كثرة السرقات!
@ "الرياض": هناك فضيلة الشيخ من يلاحظ ازديادا في كثرة السرقات فيناشد بالتشديد على أولئك وإصدار أحكام القطع والعقوبات المعلنة ضدهم كما كان في السابق، تعليق فضيلتكم؟
- الشيخ اللحيدان: هذه ظنون والتحدث عن الجرائم ينبغي أن يكون من عارف للجرائم وأركان الجرائم فبالإمكان أن يرتكب أحدهم جريمة ولا يتوفر فيه موجب قطع اليد، بالإمكان كذلك أن يقتل إنسان إنساناً ولا يتوفر موجب القصاص فالواجب ألاّ يتحدث أحد بهذه الأمور أحد ليس أهلا للحديث حتى لا يُتلقف كلامه ويصير كأنه علمٌ غفل عنه فهذا يدل على التقصير، ينبغي ألاّ يتكلم إلا من كان عارفاً بالوقائع وأركان القضايا.
فلو سرق أحدهم أو زنى ثم يعترف ويتراجع في اعترافه، فالعامي أو طالب العلم الذي لم يمارس القضاء ولم تعرض له مشاكل فإنه يغفل عن جوانب كثيرة تؤثر على هذا الاعتراف.
الإذن بالجهاد
@ "الرياض": من يذهبون للجهاد من الشباب في أماكن لا يتوفر بها شروط الجهاد بدافع "فتوى" خوّلت لهم ذلك ما نصيحة فضيلتكم لهؤلاء؟
- الشيخ اللحيدان: بداية لا أرى أن يخرج أحد من البلاد لأجل المشاركة في أي حرب إلا بإذن من السلطة وبإذن من والدي الشخص أيضاً. فالشريعة ومنهج المصطفى صلى الله عليه وسلم وضعا ضوابط ذلك كلها. فالأمر ليس مطلقاً بالمزاج والهوى، فالأمر يحتاج لمراعاة لتلك الجوانب.
ثم هؤلاء الذين يذهبون للجهاد في أي موقع يجاهدون، وماذا سيؤول إليه الأمر فيما يذهبون إليه، هل هو إلى خير مما كان فيه؟!
إن النتيجة نتيجة شرعية باتفاق أهل العلم أو على الأقل بقول أهل العلم المحققين لا أن يكون من طلبة علم متسرعين، فهؤلاء المتسرعون في الفتوى دون أن يكونوا متأهلين لها على خلاف ما هو عليه العلماء؛ فأهل العلم الأجلاء لا يتسنم الواحد منهم إصدار الفتاوى حتى يشهد له عدد من أهل العلم الراسخين بأنه صار أهلاً لأن يفتي وليس مجرد أن يأخذ أحدهم شهادة في الشريعة أو يقرأ فتوى فلان ويجب أن يطبق فتوى فلان على غير ما قال فلان فهذه كلها تخبطات واتباع للهوى ونسأل الله أن يهدي طلاب العلم للتثبت في القول ومراعاة الأحوال والنظر الى ما تؤول إليه الأمور وعدم الإقدام بكل ما يلوح ويتسرع به، ولينظروا ويقتدوا بما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم عند الفتوى وعندما يتردد في قول شيء، فأحد الصحابة حينما سئل عن أقصى حكم فذكر ثم ندم فقال: وددت أنني لم أذكره للوالي وهو علم ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالأمر هام وخطير.
كذلك الشأن في جانب أولياء أمور هؤلاء الشباب الذين يرغبون الذهاب باسم الجهاد عليهم الحزم في المواقف ونصحهم وثنيهم عن مرادهم وإذا عجزوا بلّغوا عنهم.