المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المغرور


صادق المشاعر
25 / 03 / 2004, 58 : 09 AM
المغرور
كان يعيش في أحدى القرى السورية فلاح شديد الاعتداد بنفسه وبقوته الجسمية التي وهبها له الله خالق كل شيء ، فكان هذا الفلاح يقطع طريق المقبرة ليلاً وهو عائد إلى بيته ، عوضاً عن قطع الطريق الآخر الذي يقطعه أهل القرية في غدوهم ورواحهم من القرية وإليها ، فحذر نفر من أهل القرية ذلك الفلاح من محاذير قطع طريق المقبرة ليلاً ، ولكن هذا الفلاح المغرور بقوته لم يعر تحذيرهم أي اهتمام ، بل كان يفاخر بقطع طريق المقبرة دون غيره من رجال القرية ..
واتفق أن كان فلاح من قرية أخري يسير في طريق إلى قريته المجاورة ، فأدركه الليل ، فلم يجد بداً من قطع طريق المقبرة تلك للوصول إلى قريته في أسرع وقت ، فمضى يمشي في طريقه قاطعاً مسافة الطريق داخل المقبرة ، وهو يتراكض ، فلم يصل إلى نهاية الطريق ، وبدت لعينيه بوابة المقبرة الكبيرة التي ينتصب فوقها فانوس صغير حتى غمرته الفرحة وزال عنه الخوف ، فأخذ يسرع في سيره نحوها ، فإذا به في تلك الأثناء يحيد قليلاً عن الطريق ويسقط في قبر مفتوح لاستقبال ساكن جديد ، فتملكه الخوف ودب في قلبه الرعب وأخذ يصرخ وينادي على المارة بأعلى صوته مستعيناً دون جدوى ، وأمام الحالة تلك استسلم للأمر ، وقرر أن ينام ليلته في حفرة القبر ، وماهي إلا لحظات مضت عليه وهو جالس في زاوية القبر حتى غلبه النعاس ونام من شدة تعبه .
وبعد برهة وجيزة من الوقت دخل المقبرة الفلاح المغرور الذي اعتاد على قطع طريق المقبرة في كل ليلة ، وأخذ يمشي في طريقه كعادته ، وشاءت المقادير أن يسقط في الحفرة ذاتها التي سقط فيها الفلاح الآخر ، فشعر أن قلبه سبقه إلى الأرض قي سقوطة ، فحاول جهده أن يخرج من حفرة القبر والخوف والهلع قد أخذ بجوامع عقله ، فأخفق في مسعاه للخروج من الحفرة لمرات عدة ، وفي هذه الأثناء استيقظ الفلاح الآخر ،فقام إلى زميله ليهمس في أذنه : لقد حاولت الخروج من هذا القبر قبلك ، يا سيدي لكني لم أفلح فتعال نمشي ليلتنا معاً ، ولم يكمل الفلاح المسكين كلماته تلك حتى خر الفلاح المغرور على أرض الحفرة ميتاً من شدة خوفه فقد ظن أن ساكن القبر هو الذي أسمعه تلك الكلمات .
وهكذا مهما طال الوقت ، فإن للمغرور والمتكبر نهاية لا يتوقعها ، فلا يفتر أحدنا بقوته ، ولا بماله ولا بجاهه وليكن متواضعاً ، فمن تواضع لله رفعه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجلاً حمته إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ) .....



والسلام عليكم ورحمته الله وبركاته


وتقبلوا تحياتي ( الوابل )

UMTUTU
26 / 03 / 2004, 15 : 01 PM
هذا الجزاء

والغرور امر ليس محبب

ويؤدي للتهلكه

تشكر على هذي القصه الجميلة

ام توتو

صادق المشاعر
26 / 03 / 2004, 33 : 01 PM
مشكورة يا ام توتو على المرور


صدقتي يا أم توتو الغرور يؤدي الى التهلكه


وتسلمين


وتقبلوا تحياتي

ولدعنبر
26 / 03 / 2004, 05 : 02 PM
جزيت خيراً

على هذه القصه الجميلة

التي تحكي حالة الفلاح المغرور وما ال الية .

صادق المشاعر
26 / 03 / 2004, 08 : 08 PM
مشكور يا ولد عنبر على المرور الدائم والمتواصل منك يا أحلا مشرف



تسلم يا ولد عنبر




لووووووووووووووووووووووول

بحر الحنان
28 / 03 / 2004, 00 : 09 PM
مهما طال الوقت ، فإن للمغرور والمتكبر نهاية لا يتوقعها ، فلا يفتر أحدنا بقوته ، ولا بماله ولا بجاهه وليكن متواضعاً

كل الشكر والتقدير على مشاركتك الجميله والهادفه،،،،

الجازي

صادق المشاعر
28 / 03 / 2004, 16 : 10 PM
مشكورة يا الجازي على المرور