المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأماكن كلها مشتاقة لك


شموخ أنثى .ღ.}
13 / 09 / 2007, 50 : 09 AM
الأماكن كلها مشتاقة لك
والعيون اللي انرسم فيها خيالك
والحنين اللي سرى بروحي وجالك
ما هو بس أنا حبيبي
الأماكن كلها مشتاقة لك..
كم استوقفتني هذه الكلمات وكم أثارت بداخلي حنيناً لكثير من الأماكن التي تعيد رسم معالمها بخطوط وأبعاد أخرى غير التي نراها على الخارطة أو تلك التي تشيدها دائرة الأشغال، الأماكن التي تبكينا كلما تذكرنا تداعياتها في الأشخاص أو المواقف أو الأحاسيس والمشاعر.
للأماكن هويتها لكن حضورنا الكثيف يعطيها هوية أخرى قد تلغي حتى هويتها الأصلية، ويكون المكان أنا وأنت وهي وهو وهم وهن، كثير من الأماكن تمنحنا الدفء برفقائها، وترتبط فيهم بشكل قوي بالزوايا التي نختارها لننزوي فيها وندس أنيننا وآهاتنا، أو بالدمع الذي ينسكب على حدودها، أو بالعطور التي تعبق بها أو بنا، الأماكن التي يمكن أن أقول عنها بالعامية “موالفينها” هي ألفة القلب وسكن الروح.
كل شيء حولي يذكرني بشي
حتى صوتي وضحكتي لك فيها شي
لو تغيب الدنيا عمرك ما تغيب
شوف حالي آه من تطري علي
الأماكن.. الأماكن.. كلها مشتاقة لك
أي زمن هذا الذي يمكن أن يسرق منا ذكرياتنا التي رسمناها على جدار القلب، وخططناها بشغاف الروح، من يتخيل أن التطاول والاتساع العمراني يمكن أن يمسح خارطة اللقاءات الجميلة، واللحظات الحميمية ليس بين المحبين فقط وإنما حتى بين الأصدقاء والأخوة والأهل، من يمكنه أن يغيّب رائحة القهوة في زاوية ما في مقهى مهمل لا عنوان له إلا نحن، نعم لسنا وحدنا من يحرقنا الشوق والوله حتى الأماكن يمكن أن تشتاق وتحن وتبكي إن غبنا عنها، ولا تبقى إلا ضحكاتنا تتردد في جنبات المكان، لسنا وحدنا من نعيش وحدتنا حتى الأماكن تستوحد إن غاب روادها، ترى هل تتذكر أي مكان في هذه الأرض توقفت فيه وقبلت ذاكرته، ومسحت الدمع عن مقلة غيابه، تلفت حولك واحسب الأماكن التي لا تزال في ذاكرتك، واسأل نفسك، أي قلب حملني إلى ذاك المكان وأي صديق أو حبيب شاركنا تلك الجلسة، واستفز صدق مشاعري على حدوده وامتدت يده لتمسح دمعتي، فرسمت من روحي عليه حدودا أخرى غير حدودها.
يقول الشاعر: أمر على الديار ديار ليلى اقبل ذا الجدار... وذا الجدار وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديار وهذه صورة أخرى تحمل كثيرا من مصداقية المشاعر ورهافة الحس تؤكد أن الأماكن بجدرانها تعني من يطرقون مشاعرنا، ويهزون أعمدة الروح.
المشاعر في غيابك ذاب فيها كل صوت
والليالي من عذابك عذبت فيني السكوت
وصرت خايف لا تجيني.. لحظة يذبل فيها قلبي
وكل أوراقي تموت.. قل لي حبيبي كيف أيامي بدونك
تسرق العمر وتفوت..
للأماكن مشاعر صادقة ووفاء لا حدود له وإلا كيف حين نغادر الأماكن تتحول إلى خراب، ولا يتبقى منها إلا الذاكرة الأقرب إلى الأطلال، رواد الأماكن هم الذين يحيون الأرض البوار والمكان الخراب، وحين يغادرون تتزلزل الأماكن من غيابهم، ويضيع حتى الأمان، ويسكننا الخوف من العودة إليها وحدنا، الوحدة قاتلة في الأماكن التي تحمل ذاكرة أكثر من الأماكن التي لم يُخط حرف في ذاكرتها، الوحدة باردة كالصقيع دون الذين يدفئون القلب، الأماكن دون روادها تتساقط أوراقها تذبل وتموت كما الروح، الأماكن لا ترتبط بالعمر الافتراضي، الأماكن بنا معا عمرٌ له حسابات أخرى.
موضوع اعجبني وأحببت طرحه

هادي
13 / 09 / 2007, 05 : 10 AM
القصيدة كانت اكثر من رائعة

ولو تاملنا كل ابياتها لوجدنها دروس كثيرة في الحب والعشق

مشكووووووووره


سلام

شموخ أنثى .ღ.}
14 / 09 / 2007, 31 : 06 AM
العفوووووووووووووووو اخووي
شاكرة لك مرور
ك
دمت بخير
.
.