ملقاط
20 / 03 / 2004, 37 : 04 AM
المتنزهات البرية تشكو من إهمال الزوار.. وافتقادهم الوعي البيئي والحضاري
لماذا يتغير الوعي لدى المواطن بتغير المكان؟
ولماذا نجد المواطن ملتزماً بالأنظمة وحريصاً على التقيد بالمحافظة على نظافة المكان عندما يكون زائراً لإحدى الدول حتى لو كان بعيداً عن عين الرقيب
وفجأة تتغير درجة الوعي سلباً عندما يكون داخل وطنه؟
قادتني هذه الأسئلة وأنا أشاهد ما يفعله المواطنون المتنزهون من عبث بالمتنزهات البرية، مساحات خضراء تتجمل بأنواع الورود والزهور التي حباها الله
لمنطقة الصمان بعد هطول الأمطار وتحولت تلك الفياض القاحلة إلى فياض خضراء لا ينقص جمالها إلا عبث المتنزهين وعدم وعيهم بكيفية المحافظة على
الطبيعة الخضراء والبيئة في الوقت الذي تبذل فيه الجهات المناط بها الحفاظ على البيئة جهوداً كبيرة في التوعية بالمحافظة على المتنزهات، وكم يؤسف أن تجد
أسرا تقوم بهذا العبث ومعهم أطفالهم الذين يقلدون آباءهم وإخوتهم الكبار بدلاً من زرع الوعي ليس البيئي فقط، وإنما الوعي في كل الأمور حتى نبني جيلاً واعياً
يقدر المحافظة على الأماكن العامة والتقيد بالأنظمة الحضارية ويتعلم الأخلاقيات الجميلة التي دعا اليها ديننا الحنيف بدلا من تعلمه ممارسات والديه التي
تتعارض عما يتعلمه في المدرسة ويشاهده من خلال التلفاز.
http://www.alriyadh-np.com/Contents/16-03-2004/Mainpage/images/153045.jpg
ومن يصدق أن المواطنين أسراً وأفراداً لا يتورعون في قطع الأشجار وبالوسائل الحديثة "المنشار" الكهربائي، وذلك عوضا عن شرائهم للحطب وجعل هذه
الأشجار تنمو وتكبر لتكون منتزهات لهم ولأجيالهم القادمة، ومن يصدق ان هناك من المواطنين من قام باقتلاع الحواجز الحديدية التي وضعتها الجهات المعنية
على الفياض لمنع دخول السيارات حتى لا تدمر الأعشاب وتثير الأتربة التي تقتل الشجيرات والأعشاب الصغيرة، كل هذا العبث فقط حتى يقوموا بادخال
سياراتهم داخل الفيضة حتى لا يكلفون أنفسهم بحمل حاجياتهم وإيقاف سياراتهم خارج الفيضة ولا يتورعون في إيقاد النار على البساط الأخضر لزوم الطبخ
في الوقت الذي من المفترض إحضارهم (منقداً) حديدياً يوقدون فيه النار بدلاً من إيقادها على الأعشاب، وبالتالي إحراق الأعشاب وعندما تغادر الأسرة أو
المتنزهين المكان تظن ان عائلة نزلت بهذا المكان لعدة أشهر "الزبالة" ومخلفات الأكل والسُفرات البلاستيكية وبقايا الذبائح من جلود وخلافه وحتى الحفائظ
الخاصة بالأطفال تنتشر في المكان وتفوح رائحة العفن من المخلفات من ناحية، ومن ناحية أخرى السفرات البلاستيكية وأكياس النايلون مع تطايرها بالهواء
تعلق بالأشجار والشجيرات الصغيرة وتمنع عنها الهواء وما هي إلا أيام وتموت هذه الشجيرات والسبب المواطن الذي فقد أبسط الوسائل التوعوية التي تعلمها
في الصغر، ولكن ما زال مصراً على تجاهلها حتى وهو يتجاوز (50) عاماً كل ما في الأمر حفرة صغيرة يقوم المتنزهون بجمع مخلفاتهم وإحراقها تم طمرها
وترك المكان نظيفا لمتنزهين آخرين.
أو جمع النفايات في كيس بلاستيكي وربطها ووضعها خارج الفيضة خصوصا وأن هناك براميل للنفايات ومواقع لجمع النفايات.
في المقابل تغفل البلديات عن أداء دورها المناط بها ومنها بلدية الرفيعة المسؤولة عن متنزهات الصمان، حيث تمتلئ براميل النفايات وحتى الجوانب الخارجية
للفيضة تمتلئ بأكياس النفايات التي يحرص بعض المواطنين على جمعها ووضعها خارج الروضة، أما الفياض والمنتزهات الجميلة بالصمان فلا وجود لعمال
النظافة في حين أن من المفترض تواجدهم خاصة أيام الأربعاء والخميس والجمعة. وكم نتمنى لو كانت هناك قسائم للمخالفين حتى يتم ردعهم عن العبث بالبيئة.
وتتحمل بلدية محافظة رماح مسؤولية كبيرة في عدم اهتمامها بالنظافة في المناطق القريبة من روضة التنهات وحتى داخل الروضة ويتفرغ عمال البلدية
لمساعدة المتنزهين في غسيل الأواني وحمل أغراضهم من السيارات الى داخل الروضة والاكتفاء بالنظر الى مخلفات المتنزهين، وذلك بحثاً عن البخشيش - إن
جازت التسمية - وعندما سألت أحد العمال وهو يحمل كيساً أسود على ظهره ويدور بين جلسات المتنزهين بدون جمع النفايات قال: راتبي 300ريال وغداً
السبت نقوم بالنظافة للروضة وللجهات المحيطة بها أي أنهم يتفرغون للبحث عن مصالحهم الشخصية وينسون أنهم مجندون لنظافة الروضة وما جاورها.
ومن يصدق بقايا جمل ميت منذ قرابة عام جاثمة بجوار إحدى الأشجار الكثيفة، وذبيحة كاملة فقط سلخ منها الجلد وضعت على إحدى الأشجار مما يبعث
الرائحة المتعفنة ويجعل المتنزهين يتحاشون المرور تلك الأشجار الكثيفة.
للأسف الشديد الحكومة تبذل الكثير والكثير للمحافظة على نظافة المتنزهات وتهيئتها للمتنزهين، ولكن التهاون في المراقبة من الجهات المناط بها المسؤولية
وعبث واهمال المواطنين وعدم الاكتراث بما يقومون به شوهت المتنزهات.
ولنا رجاء قدمه عدد من المتنزهين خاصة ممن معهم عوائلهم بإيجاد دورات للمياه في روضة التنهات وروضة خريم حتى لو كانت موسمية للحرج الكبير الذي
تقع فيه النساء والأطفال الذين يلجأون للأشجار الكثيفة لقضاء الحاجة، وفي روضة خريم تعتبر النظافة ممتازة وبدرجة كبيرة وهذه شهادة حقة، وهناك دور
كبير للجهات المعنية لمنع إشعال النيران ولعب الكرة وتكسير الأشجار ويبقى الطلب الملح وهو إيجاد دورات مياه ومسجد في روضة خريم كونها قريبة من
الرياض ويفد إليها المتنزهون أسبوعياً ويمكن الاستفادة من تجربة متنزهات سعد وتكامل الخدمات بها وتهيئة أماكن جميلة و"مشاوي" وبالامكان وضع رسوم
على المتنزهات مقابل تقديم الخدمات للمتنزهين. وهذا مطبق في دول العالم ويعطي وجهاً حضارياً للمتنزهات، ويساعد في المحافظة عليها من العبث، وكذلك
إيجاد الرقابة لمنع عبث واستهتار المواطنين وتركهم لمخلفاتهم التي تشوه وتقتل الأعشاب والأشجار.
المصدر : جريدة الرياض
لماذا يتغير الوعي لدى المواطن بتغير المكان؟
ولماذا نجد المواطن ملتزماً بالأنظمة وحريصاً على التقيد بالمحافظة على نظافة المكان عندما يكون زائراً لإحدى الدول حتى لو كان بعيداً عن عين الرقيب
وفجأة تتغير درجة الوعي سلباً عندما يكون داخل وطنه؟
قادتني هذه الأسئلة وأنا أشاهد ما يفعله المواطنون المتنزهون من عبث بالمتنزهات البرية، مساحات خضراء تتجمل بأنواع الورود والزهور التي حباها الله
لمنطقة الصمان بعد هطول الأمطار وتحولت تلك الفياض القاحلة إلى فياض خضراء لا ينقص جمالها إلا عبث المتنزهين وعدم وعيهم بكيفية المحافظة على
الطبيعة الخضراء والبيئة في الوقت الذي تبذل فيه الجهات المناط بها الحفاظ على البيئة جهوداً كبيرة في التوعية بالمحافظة على المتنزهات، وكم يؤسف أن تجد
أسرا تقوم بهذا العبث ومعهم أطفالهم الذين يقلدون آباءهم وإخوتهم الكبار بدلاً من زرع الوعي ليس البيئي فقط، وإنما الوعي في كل الأمور حتى نبني جيلاً واعياً
يقدر المحافظة على الأماكن العامة والتقيد بالأنظمة الحضارية ويتعلم الأخلاقيات الجميلة التي دعا اليها ديننا الحنيف بدلا من تعلمه ممارسات والديه التي
تتعارض عما يتعلمه في المدرسة ويشاهده من خلال التلفاز.
http://www.alriyadh-np.com/Contents/16-03-2004/Mainpage/images/153045.jpg
ومن يصدق أن المواطنين أسراً وأفراداً لا يتورعون في قطع الأشجار وبالوسائل الحديثة "المنشار" الكهربائي، وذلك عوضا عن شرائهم للحطب وجعل هذه
الأشجار تنمو وتكبر لتكون منتزهات لهم ولأجيالهم القادمة، ومن يصدق ان هناك من المواطنين من قام باقتلاع الحواجز الحديدية التي وضعتها الجهات المعنية
على الفياض لمنع دخول السيارات حتى لا تدمر الأعشاب وتثير الأتربة التي تقتل الشجيرات والأعشاب الصغيرة، كل هذا العبث فقط حتى يقوموا بادخال
سياراتهم داخل الفيضة حتى لا يكلفون أنفسهم بحمل حاجياتهم وإيقاف سياراتهم خارج الفيضة ولا يتورعون في إيقاد النار على البساط الأخضر لزوم الطبخ
في الوقت الذي من المفترض إحضارهم (منقداً) حديدياً يوقدون فيه النار بدلاً من إيقادها على الأعشاب، وبالتالي إحراق الأعشاب وعندما تغادر الأسرة أو
المتنزهين المكان تظن ان عائلة نزلت بهذا المكان لعدة أشهر "الزبالة" ومخلفات الأكل والسُفرات البلاستيكية وبقايا الذبائح من جلود وخلافه وحتى الحفائظ
الخاصة بالأطفال تنتشر في المكان وتفوح رائحة العفن من المخلفات من ناحية، ومن ناحية أخرى السفرات البلاستيكية وأكياس النايلون مع تطايرها بالهواء
تعلق بالأشجار والشجيرات الصغيرة وتمنع عنها الهواء وما هي إلا أيام وتموت هذه الشجيرات والسبب المواطن الذي فقد أبسط الوسائل التوعوية التي تعلمها
في الصغر، ولكن ما زال مصراً على تجاهلها حتى وهو يتجاوز (50) عاماً كل ما في الأمر حفرة صغيرة يقوم المتنزهون بجمع مخلفاتهم وإحراقها تم طمرها
وترك المكان نظيفا لمتنزهين آخرين.
أو جمع النفايات في كيس بلاستيكي وربطها ووضعها خارج الفيضة خصوصا وأن هناك براميل للنفايات ومواقع لجمع النفايات.
في المقابل تغفل البلديات عن أداء دورها المناط بها ومنها بلدية الرفيعة المسؤولة عن متنزهات الصمان، حيث تمتلئ براميل النفايات وحتى الجوانب الخارجية
للفيضة تمتلئ بأكياس النفايات التي يحرص بعض المواطنين على جمعها ووضعها خارج الروضة، أما الفياض والمنتزهات الجميلة بالصمان فلا وجود لعمال
النظافة في حين أن من المفترض تواجدهم خاصة أيام الأربعاء والخميس والجمعة. وكم نتمنى لو كانت هناك قسائم للمخالفين حتى يتم ردعهم عن العبث بالبيئة.
وتتحمل بلدية محافظة رماح مسؤولية كبيرة في عدم اهتمامها بالنظافة في المناطق القريبة من روضة التنهات وحتى داخل الروضة ويتفرغ عمال البلدية
لمساعدة المتنزهين في غسيل الأواني وحمل أغراضهم من السيارات الى داخل الروضة والاكتفاء بالنظر الى مخلفات المتنزهين، وذلك بحثاً عن البخشيش - إن
جازت التسمية - وعندما سألت أحد العمال وهو يحمل كيساً أسود على ظهره ويدور بين جلسات المتنزهين بدون جمع النفايات قال: راتبي 300ريال وغداً
السبت نقوم بالنظافة للروضة وللجهات المحيطة بها أي أنهم يتفرغون للبحث عن مصالحهم الشخصية وينسون أنهم مجندون لنظافة الروضة وما جاورها.
ومن يصدق بقايا جمل ميت منذ قرابة عام جاثمة بجوار إحدى الأشجار الكثيفة، وذبيحة كاملة فقط سلخ منها الجلد وضعت على إحدى الأشجار مما يبعث
الرائحة المتعفنة ويجعل المتنزهين يتحاشون المرور تلك الأشجار الكثيفة.
للأسف الشديد الحكومة تبذل الكثير والكثير للمحافظة على نظافة المتنزهات وتهيئتها للمتنزهين، ولكن التهاون في المراقبة من الجهات المناط بها المسؤولية
وعبث واهمال المواطنين وعدم الاكتراث بما يقومون به شوهت المتنزهات.
ولنا رجاء قدمه عدد من المتنزهين خاصة ممن معهم عوائلهم بإيجاد دورات للمياه في روضة التنهات وروضة خريم حتى لو كانت موسمية للحرج الكبير الذي
تقع فيه النساء والأطفال الذين يلجأون للأشجار الكثيفة لقضاء الحاجة، وفي روضة خريم تعتبر النظافة ممتازة وبدرجة كبيرة وهذه شهادة حقة، وهناك دور
كبير للجهات المعنية لمنع إشعال النيران ولعب الكرة وتكسير الأشجار ويبقى الطلب الملح وهو إيجاد دورات مياه ومسجد في روضة خريم كونها قريبة من
الرياض ويفد إليها المتنزهون أسبوعياً ويمكن الاستفادة من تجربة متنزهات سعد وتكامل الخدمات بها وتهيئة أماكن جميلة و"مشاوي" وبالامكان وضع رسوم
على المتنزهات مقابل تقديم الخدمات للمتنزهين. وهذا مطبق في دول العالم ويعطي وجهاً حضارياً للمتنزهات، ويساعد في المحافظة عليها من العبث، وكذلك
إيجاد الرقابة لمنع عبث واستهتار المواطنين وتركهم لمخلفاتهم التي تشوه وتقتل الأعشاب والأشجار.
المصدر : جريدة الرياض