تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الطلاب الأربعة .........


صادق المشاعر
14 / 03 / 2004, 50 : 03 PM
الطلاب الأربعة ......

للمدرسة دور حيوي وتربوي يؤدي إلى غرس القيم والمبادئ في نفوس الناشئة ، لتخريج أجيال ناهضة تحمل آمال وهموم الوطن . لكن كثيراً ما تختفي هذه الرقابة ، أو تضعف فتكون النتيجة بزوغ ظاهرة الهروب والتسرب " س ، ص ، ن ، هـ" أربعة طلاب لا تتجاوز أعمارهم 17عاما كلهم من أسر ميسورة الحال .. طلباتهم مجابه ولا عوائق أمامهم وكل منهم يذهب إلى مدرسته في سيارة فارهة ، يقودها سائق أجنبي يرتدي الحلة الرسمية وعند بوابة المدرسة ينزل بهدوء والسائق يجمل الشنطة ، حتى يوصله لباب المدرسة ونصرف .. وكذلك عند العودة .
لم تكن للدراسة في أذهانهم نصيب فيم يجلسون في الفصل كالكرسي الذي يجلسون عليه . بلا فهم ولا استيعاب فكل شاغلهم كيف تنتهي الحصص وينصرفون ليرتادوا البوفيه المجاور للمدرسة للأحاديث والأحاديث التافهة .
ملوا من هذه الحياة فلا بد من جديد ومتطور يكسر رتابة حياتهم ففكروا كثيراً .. وفجأة انتبهوا لنصيحة " ص " غداً الأربعاء لننصرف مبكرين من المدرسة ، ولو بدفع قليل من النقود لحارس المدرسة المسكين .. أو الهروب من أحد المداخل الخلفية ..أو الخروج بحجة شراء بعض الأدوات من المكتبة .. وبالفعل خرجوا ومعهم شيطانهم الذي أغواهم بكل شر ماداموا أصبحوا آذاناً صاغية لوساوسه الملعونة
صاح " ص " لن نذهب إلى الحديقة أو منتزه فقد أصبحت مملة ومكررة وتقليدية .. بل نتجه نحو أحد المقاهي الموجودة خارج المدينة ، وبعيدة عن أعين الرقابة .. والمكان آمن وسهل ولا ضرر من ورائه حتى لو جلسوا للصباح فحققوا مآربهم وكل منهم يخرج بحجة المذاكرة مع زملائه ، لكنهم يذهبون للمقهى ، ليتبادلوا النكات الغثة ، وجلسة النميمة من خلال لعب الورق ، وشرب المعسل وغيره .
تبدلت أحوالهم وتغيرت أوضاعهم من سيئ إلى أسوأ فتدهور وضعهم في المدرسة .. المدير يرسل معهم خطابات للأسرة لرقابة أبنائهم ، فيكون مصيرها سلة المهملات .
اقترب العام من نهايته ، ولابد من التركيز والمذاكرة ، حتى لا يكون الرسوب من نصيبهم فينكشف أمرهم ، وتكون النتيجة في غير صالحهم .
لكن " ن " ألح عليهم في الذهاب إلى المقهى ، وتبادل الأحاديث على أمل العودة بسرعة فنفذوا ما أراد ، ولكن الوقت سرقهم وبدأ الليل يزحف عليهم والكل يشعر بالخوف والرعب في تلك الليلة .. فالغرض هو الوصول إلى منازلهم بسهولة ويسر
ضغط " ن" على البنزين حتى ارتفع عداد السرعة ووصل إلى الدرجة القصوى ، ليحرج بسرعته المذهلة ‘إلى طريق الخدمة فيفاجأ بالسيارة القادمة وهي من طراز سيارته الفورد ، فيصطدمان معاً ويتساقط الشباب والدماء تغطي ملابسهم وتتناثر كتبهم على جنبات الطريق ليموت الطالب السائق ، أما الباقون فكان مصيرهم غرفة الإنعاش .
الغريب في الأمر وبعد التحقيق ، واستفسار عدد من الصحف عن الحادث ، واتصالهم بمدير المدرسة التي ينتمي إليها الطلاب الأربعة فوجئوا بأنه لا يعلم شيئاً عنهم ، بل بدأ عليه التأثر عند سماع الخبر وأكد أنه لم يعرف حتى بعد وقوع الحادث من الطلاب المقصودين ولا لأي الفصول ينتمون .. وقال بارتفاع نسبة الغياب في المدارس الثانوية بشكل عام وخاصة يوم الأربعاء من كل أسبوع .
بقي أن تدرك عزيزي القارئ الوضع الصحي السيئ الذي كن عليه هؤلاء الطلاب بعد وقوع الحادث ، فمثلاً " س " أصيب بنزيف حاد في الدماغ ، وكسر في الحوض
فوضع تحت جهاز المراقبة ، وجهاز التنفس الصناعي وستجرى له عملية جراحية عاجلة فور استقرار حالته ، ثم يدخل بعدها لاحقاً العناية المركزة .
أما " ص " فقد أصيب بكسر كبير في القدمين واليدين ، ولديه تجمع دموي حاد في الدماغ ، وهو فاقد للوعي تماماً ،
أما " ن " فظل راقداً في المستشفى فاقداً للوعي ، بعد أن أصيب بنزيف دائم مع ارتجاج في المخ
أما "هـ " فقد لقي مصيره المحتوم ، وفاضت روحه في الحال ....

والسلام عليكم........ الوابل

عازف الأحزان
15 / 03 / 2004, 12 : 06 PM
شكر الوابل على هذا القصه الموثره

والله يستر من عدم مراقبه الاهل الاولاد

مع تحيات
المحبوب

ولدعنبر
15 / 03 / 2004, 26 : 06 PM
مشكور الوابل

على هذه القصه التي تعبر عن حال الرفقه السيئة

واثرها على الانسان في حياتة .

قناص
15 / 03 / 2004, 21 : 08 PM
تسلم اخوي الوابل على الموضوع الحلو ياليت نشوف منك مواضيع زي كذا افضل

صادق المشاعر
15 / 03 / 2004, 18 : 09 PM
مشكورين على الردود يا المحبوب ويا ولد عنبر وياحمد


وأبشروا بلجديد بأذن الله وتسلمون


لوووووووووول