شموخ أنثى .ღ.}
06 / 08 / 2007, 42 : 11 PM
http://www.asharqalawsat.com/2007/03/21/images/art.411482.jpg
:
:
أيها السيد الجميل ..
القابع هناك في البعيد القريب
هكذا كما سحابة بيضاء لا يطويها غمام
أيها السيد الجميل ..
الذي يمكن أن يسمى بكل الأشياء الجميلة
بكل الكلمات الجميلة بكل الصفات الجميلة ..
تعبر الآن كــ طيف سابح في السماء أريد أن أستوقفك
أريد أن استحلفك أريد أن أسلمّ عليك وأبكي بين يديك ..
أبكي المدائن التي أحببتها وخلدتها وحاورتها وزينتها وأنطقتها
أبكى النساء اللاتي شغفت بهن
وغازلتهم وأحببتهن كما يليق بالحبّ والمحبين
أبكي الأخلاق والشيم وأبكى المواقف الكبيرة ..
أيها السيد الجميل ..
العاشق الفريد بهذه المفردة العربية المفردة العبقرية
المفردة المشحونة بالإحساس وبالوجد
المعجونة بالإيحاء والدلالات السحريّة ..
أيها ( الصائغ ) الذي اكتشف ( ذهب ) اللغة
وأعاد تشكيله وصياغته
كما لم يفعل شاعر من قبل ..
تذكرتك والشريط الإخباري يمّر أمامي :
انفجارات وجثث وقتلى في شارع المتنبي ببغداد
شارع المتنبي ..
الذي يحيلك إلى ذلك المجال البديع بين نهر دجلة وشارع الرشيد
.. شارع الثقافة .. شارع الكتب العريقة ..
بل أبرز مراكز الحياة الفكرية والثقافية في بغداد
يصف " كاضم الخشالي " صاحب أشهر مقهى في شارع المتنبي ( مقهى الشاهبندر )
شارع المتنبي يقول :
" هو الشريان الثقافي للمواطن العراقي الذي يمتد منه
وإلى الأمة العربية بــ أكملها "
شارع المتنبي ..
طالته يدُ الاحتلال الآثمة البغيضة
فحوّلته إلى مكان للموت ، وللقتل ، وللجريمة
فهجره عشاقه مرغمين أصحاب محلات بيع الكتب القديمة
أجبروا على إغلاق محلاتهم وأخرون اعتقلوا أو قتلوا ...
إن الاحتلال البغيض أهان كل قيمة في العراق
سخر كل إرث تهكم على كل رمز
وأحال " شارع المتنبي "
إلى مكان مهجور
لقد اغتال الاحتلال ذاكرة العراقيين الثقافية
وها هو يغتال تاريخ المتنبي يغتال قامته موروثه
يجعل من الشارع الثقافي الذي كان يزهو بإسمه
مكاناً للرعب وللاغتيالات وللاختطاف وللغدر
الشارع الذي كان يعج بالكتب وبالحياة الثقافية قبل الاحتلال
صار الآن يعج بكتب الانحلال الأخلاقي
والصحف والمجلات التي تروّج للمفاسد والانحراف
المقهى الثقافي الشهير بالشارع
أصبح مكاناً لقنص المثقفين وأساتذة الجامعات
الانكسار هو عنوان القلة المتبقية في هذا الشارع
شارع المتنبي ..
الذي يعيد التاريخ عند نقطة سوداء أخرى ...
المغول والتتار والذين أحرقوا مكتبة بغداد ..
تتار جدد الآن يعيثون فساداً في بغداد
يدمّرون تاريخها وثقافتها ومعارفها
وموروثاتها ويحيلونها إلى ( أتون )
لأنهم يذكون ناره دون كلل أو ملل .
أيها السيد الجميل ..
هذا شارعك المهجور الملطخ بالقتل والنهب والغدر
يقف شاهد عيان على واحدة من أبشع جرائم العصر
التي تسطو على تاريخ شعب بأسره
وتثخنه فتكاً ونهباً وإهانة ومذلة ..
لكنك أيها الشاعر الجميل ..
ستظل ربيعاً مزهراً في ذاكرتنا
لن تطالك أيدي المفسدين الطارئين الذين يجهلون قراءة التاريخ
ويتناسون _ دائماً _ نهاياتهم المخزية
منقووول
.
:
:
أيها السيد الجميل ..
القابع هناك في البعيد القريب
هكذا كما سحابة بيضاء لا يطويها غمام
أيها السيد الجميل ..
الذي يمكن أن يسمى بكل الأشياء الجميلة
بكل الكلمات الجميلة بكل الصفات الجميلة ..
تعبر الآن كــ طيف سابح في السماء أريد أن أستوقفك
أريد أن استحلفك أريد أن أسلمّ عليك وأبكي بين يديك ..
أبكي المدائن التي أحببتها وخلدتها وحاورتها وزينتها وأنطقتها
أبكى النساء اللاتي شغفت بهن
وغازلتهم وأحببتهن كما يليق بالحبّ والمحبين
أبكي الأخلاق والشيم وأبكى المواقف الكبيرة ..
أيها السيد الجميل ..
العاشق الفريد بهذه المفردة العربية المفردة العبقرية
المفردة المشحونة بالإحساس وبالوجد
المعجونة بالإيحاء والدلالات السحريّة ..
أيها ( الصائغ ) الذي اكتشف ( ذهب ) اللغة
وأعاد تشكيله وصياغته
كما لم يفعل شاعر من قبل ..
تذكرتك والشريط الإخباري يمّر أمامي :
انفجارات وجثث وقتلى في شارع المتنبي ببغداد
شارع المتنبي ..
الذي يحيلك إلى ذلك المجال البديع بين نهر دجلة وشارع الرشيد
.. شارع الثقافة .. شارع الكتب العريقة ..
بل أبرز مراكز الحياة الفكرية والثقافية في بغداد
يصف " كاضم الخشالي " صاحب أشهر مقهى في شارع المتنبي ( مقهى الشاهبندر )
شارع المتنبي يقول :
" هو الشريان الثقافي للمواطن العراقي الذي يمتد منه
وإلى الأمة العربية بــ أكملها "
شارع المتنبي ..
طالته يدُ الاحتلال الآثمة البغيضة
فحوّلته إلى مكان للموت ، وللقتل ، وللجريمة
فهجره عشاقه مرغمين أصحاب محلات بيع الكتب القديمة
أجبروا على إغلاق محلاتهم وأخرون اعتقلوا أو قتلوا ...
إن الاحتلال البغيض أهان كل قيمة في العراق
سخر كل إرث تهكم على كل رمز
وأحال " شارع المتنبي "
إلى مكان مهجور
لقد اغتال الاحتلال ذاكرة العراقيين الثقافية
وها هو يغتال تاريخ المتنبي يغتال قامته موروثه
يجعل من الشارع الثقافي الذي كان يزهو بإسمه
مكاناً للرعب وللاغتيالات وللاختطاف وللغدر
الشارع الذي كان يعج بالكتب وبالحياة الثقافية قبل الاحتلال
صار الآن يعج بكتب الانحلال الأخلاقي
والصحف والمجلات التي تروّج للمفاسد والانحراف
المقهى الثقافي الشهير بالشارع
أصبح مكاناً لقنص المثقفين وأساتذة الجامعات
الانكسار هو عنوان القلة المتبقية في هذا الشارع
شارع المتنبي ..
الذي يعيد التاريخ عند نقطة سوداء أخرى ...
المغول والتتار والذين أحرقوا مكتبة بغداد ..
تتار جدد الآن يعيثون فساداً في بغداد
يدمّرون تاريخها وثقافتها ومعارفها
وموروثاتها ويحيلونها إلى ( أتون )
لأنهم يذكون ناره دون كلل أو ملل .
أيها السيد الجميل ..
هذا شارعك المهجور الملطخ بالقتل والنهب والغدر
يقف شاهد عيان على واحدة من أبشع جرائم العصر
التي تسطو على تاريخ شعب بأسره
وتثخنه فتكاً ونهباً وإهانة ومذلة ..
لكنك أيها الشاعر الجميل ..
ستظل ربيعاً مزهراً في ذاكرتنا
لن تطالك أيدي المفسدين الطارئين الذين يجهلون قراءة التاريخ
ويتناسون _ دائماً _ نهاياتهم المخزية
منقووول
.