المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما وراء بيان وزارة الداخلية


الجريح
09 / 07 / 2007, 07 : 12 PM
ما وراء بيان وزارة الداخلية


كنت أود الحديث عن مأساة الفتاة اليزيدية ذات السابعة عشر ربيعاً، التي اعتنقت الإسلام في مدينة الموصل بشمال العراق، ودفعت حياتها ثمناًَ لخروجها من ربقة الكفر إلى نور الإسلام، شهادةً في سبيل الله إن شاء الله، رجماً بالحجارة، وسحقاً بأقدام الغوغاء، وتهشيماً لرأسها بقطعةٍ من الخرسانة المسلحة ينوء بحملها الرجال، وسط احتفالاتٍ شيطانيةٍ لأيدٍ يزيديةٍ ملطخةٍ بالدماء، ومخضبة بألوان الهواتف المحمولة، في سباقٍ محمومٍ مع الزمن لتوثيق عدالة الأمن الأمريكي في العراق !

غير أنني آثرت الانتظار قليلاً لحين اختمار تسطير هذه الدراما التراجيدية في عقلي، والإحاطة ببعض الخبايا حيال تلك الجريمة البشعة لصالح الوقوف مع بيان وزارة الداخلية الأخير، الصادر يوم الجمعة بتاريخ 10 ربيعٍ الثاني، لا أكتمكم خبراً، أصبحت أتوجس خيفةً من بيانات وزارة الداخلية ! لا لأنني لا أحمد الله تعالى على قطع دابر فتنةٍ، أو إيقاف نزيفٍ الرعب، أو نزع فتيلٍ الموت، معاذ الله أن لا أفرح بالأمن وحقن الدم، وتأديب عصاةٍ، أو كف أذى موتورٍ، بل لأن تلك البيانات أصبح يرقق بعضها بعضاً، كفتن آخر الزمان والعياذ بالله .

فما إن تسكن فتنة، وتطمئن النفس قليلاً، ويهدأ البال، وتتلاشى آثار بيانٍ سابق عن إيقاف دوامة المنية، حتى أفاجئ كما يفاجئ غيري بأن طريق الأمان طويل للغاية وشاق، والجميع في سباقٍ مع الوقت، أيهما يظفر بالنصر أولاً ؟ المطلوب الأمني صاحب مبدأ العمليات القتالية أو الإرهابية أو الفكر الضال ؟ أم الجهات الأمنية ممثلةً في وزارة الداخلية والمؤسسات التي تتبعها ؟

قرأت كما قرأ غيري الكثير الكثير من بيانات الشجب والاستنكار المدعمة بالدليل والبرهان، والحجة الدامغة والقرآن عن حرمة هذه العمليات الاجرامية التي لم تحقق للأمة شيئاً، غير سفك الدماء، وهدر الأموال، وزعزعة الاستقرار، من علماء نثق بدينهم، ومفكرين وأدباء وعلماء اجتماع لا نشك في عقولهم، وصدق نفوسهم وطهارة ضمائرهم .

كما قرأنا للمتطفلين على موائد الدين من كلا الطرفين، الطرف المعزز لطاحونة الموت ببيانات جهاده، ناصبي مشانق الموت باسم الله، حتى للأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء بل وحتى البهائم، والداعي إلى مكافحة ما يعرف بالإرهاب بخنق حلقات تحفيظ القرآن، ومحاسبة القائمين عليها، ووضع رجال التربية والتعليم تحت المجهر، كفكرٍ تنظيريٍ جديدٍ لدولةٍ ستالينيةٍ بوليسيةٍ قائمةٍ على القمع والنفي وفق ما يراه هو، لا وفق ما تراه الشريعة .

قبل عامٍ ونصف تقريباً، استمعت إلى بيانٍ للرجل الثاني في تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري، والذي بثته قناة الجزيرة القطرية، لفت نظري في بيان الدكتور أيمن قوله مخاطباً شباب المملكة : يا شباب الحرمين هبوا إلى الله بعملياتكم، أرونا من أنفسكم خيراً، وكلاماً بهذا المعنى، والخطاب الصوتي موجود عندي بصوته، لم يحدد الدكتور أيمن في ندائه ذلك نوع الهبة التي يريدها، لكنني فهمت من سياق حديثه أن الهبة تعني عملاً عسكرياً فوق أرض الحرمين، ضد من ؟…….. لا أدري ! وقد يكون فهمي قاصراً !

أغرقتني نفسي ببحرٍ من الأسئلةٍ كان حجر الزاوية فيها يقول : أليس الأقربون أولى بالمعروف لخطابات الدكتور؟ إن كانت دعوات الدكتور أيمن الجهادية ( للدون كيشوتيين ) في المملكة بالهبة المضرية لمقارعة طواحين الهواء ! سافرة واضحة كعين الشمس في رابعة النهار، فلماذا لم يدخر سعادته شيئاً منها لشباب أرض الكنانة ؟ لماذا آثر شبابنا بالتحريض ونسي شباب الدول التي تخنق حدودها أرض الإسراء والمعراج ( فلسطين المحتلة ) حمايةً وأماناً، مع أن الدكتور أيمن لم يجعل لشباب أرض الكنانة ولا غيرهم نصيباً في الكعكعة السعودية ! حيث ادخر خطابه للشباب السعودي فقط ! لقد كان الدكتور أيمن أكثر وطنية منا !

ثم وعفواً لماذا لم يحدد الدكتور أيمن نطاقاً جغرافياً لعملٍ عسكريٍ واضح الملامح قد نتفق حياله أو نختلف حسب القدرة والمصلحة المعتبرة شرعاً كفلسطين مثلاً، أو العراق أو الأفغان أو الشيشان ؟

أعتقد أن حكمة الدكتور أيمن اقتضت أن تكون الجبهة سعوديةً من خلال خطابه، حيث الحسنة مضاعفة، والرأس برأسين، والعدو أشد ضراوة من رأس الصليب في العراق مثلاً، أو من حراس التلمود الدموي في فلسطين، العدو مسلم فيما يظهر لنا، يقيم شعائر الله ويلهج لسانه بذكر الله، ويكفيكم من جرمه أنه يصلي لربه خمس مراتٍ في اليوم والليلة والله أعلم !

جاءت ضربة وزارة الداخلية استباقيةً هذه المرة، حيث منع الله بها الشر، وقطع بها دابر الفتنة، جاءت نصراً وجاءت معها بالأسئلة، من من هواة الاصطياد في الماء العكر سيستغلها لزعزعة استقرار الجبهة الداخلية بين مختلف المواطنين ؟ من منهم سيبادر باختطاف الوطنية لصالحه أو لصالح الأطراف التي يتحدث باسمها كما تعودنا من صرخات القوم وفق القراءة المحايدة ؟ من منهم سيحارب من خلالها حلقات تحفيظ القرآن ومظاهر الطاعة والاستقامة كما رأينا في أكثر من مقالةٍ صحيفةٍ ؟

ومع الأسف الشديد تولى كبر هذه الدعوة المشبوهة آكاديمي في إحدى الجامعات الإسلامية بالمملكة !

من منهم سيصب جام غضبه على مراكز الهيئات هذه المرة ؟ وسينظّر لإيقاف أعمال الخير والبر وإغلاق المؤسسات الخيرية بالشمع الأحمر ؟

وأخيراً وعلى أعتاب هذا النصر سيقذف العشرات من المواطنين ولاة أمرهم بهذا السؤال الهام، أليس لنا حظاً في هذا النصر على الأقل، من خلال قطع دابر لصوص المركبات، وشطّار المنازل والمخازن والمحلات ؟

أتمنى أن لا يكون هذا النصر نصراً معنوياً، وقديماً قالوا في الأمثال : النصر المعنوي ليس نصراً، أتمنى أن يكون نصراً مادياً ومعنوياً على جميع الأصعدة، وفي كافة المجالات، الأمن القومي أو الوطني، الأمن الحسي، الأمن الديني، والأمن الاجتماعي، والأمن الفكري، والأمن الذي يقطع من خلاله دابر جميع المنحرفين، على رأسهم اللصوص .

حسن مفتي
كاتب سعودي

نشر بتاريخ 29-04-2007

L O R D
09 / 07 / 2007, 58 : 12 PM
مووووووووووضوع مفيد


مشكوووووووووور اخوي الجريح


شعلة ماشاء الله عليك من النشاط

مرعب النفوس
09 / 07 / 2007, 42 : 07 PM
http://www.21za.com/pic/salam_kalam007_files/67.gif





http://www.wksa.net/u/uploads/4a1660df20.gif



و


http://i191.photobucket.com/albums/z150/mostafaelghandour/dd639aa279.gif


يـــا الـجـــــــريـــــــــــح



ووفقك الله لما يحب ويرضى ولما فيه الخير والصلاح على هذه المشاركة واسأل الله أن يجعلها في ميزان أعمالك






http://www.lail-alsahara.com/smileys/da3awya/94.gif