تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ** قـصـة فيها فوائد عظيمة ...... يتبعها .... سؤال لي ولك .. ***


الجريح
12 / 06 / 2007, 09 : 09 AM
القصة في صحيح البخاري :

عن ‏ ‏نافع ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏: ‏بينما ثلاثةُ نفرٍ ممن كانَ قبلكم يمشون إذْ أصابهم مطرٌ ‏فأووا ‏ ‏إلى غارٍ فانطبقَ عليهم فقال بعضُهم لبعضٍ إنه والله يا هؤلاءِ لا يُنجيكم إلا الصدق فليدعُ كل رجلٍ منكم بما يعلمُ أنه قد صدقَ فيه.

فقال واحد منهم اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجيرٌ عَمِلَ لي على فَرَقٍ من أرز فذهب وتركه وأني عمدت إلى ذلك الفَرَق فزرعتُه فصار من أمرِه أني اشتريتُ منه بقراً وأنه أتاني يطلبُ أجرَه فقلتُ له اعمد إلى تلك البقر فسُقْها فقال لي إنما لي عندك فرق من أرز ، فقلت له اعمد إلى تلك البقر فإنها من ذلك ‏ ‏الفرق ‏‏فساقها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساحت عنهم الصخرة

فقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي فأبطأت عليهما ليلة فجئت وقد رقدا وأهلي وعيالي ‏ ‏يتضاغون ‏ ‏من الجوع فكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أدعهما فيستكنا لشربتهما فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساحت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء

فقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم من أحب الناس إلي وأني راودتها عن نفسها فأبت إلا أن آتيها بمائة دينار فطلبتها حتى قدرت فأتيتها بها فدفعتها إليها فأمكنتني من نفسها فلما قعدت بين رجليها فقالت اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فقمت وتركت المائة دينار فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ففرج الله عنهم فخرجوا .

في هذا الحديث الصحيح فوائد عظيمة :

أولها : يُستنبط من تصاحب هؤلاء الثلاثة وأنهم كانوا يمشون سوياً فضل الصحبة و الجماعة فإن الجماعة رحمة وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية .

وثانيها : أن المرء يُصاحب من يقارنه ويُشابهه وقد ظهر التشابهُ بين هؤلاءِ الثلاثة في صلاحهم وتقواهم وإخلاصهم ، وأن لهم أعمالاً صالحةً كانت خالصةً لوجه الله لم يشبها رياء ولا طلب سمعة .

وثالث تلك الفوائد : أن صحبة الصالحين فيها خيرٌ ونفع ، فإن الله قد نفع كل واحدٍ منهم بصلاح صاحبيه ، فإنه كلما دعا واحدٌ منهم انفرج عنهم جزء من الصخرة لا يكفي لخروجهم فتكاتفت دعواتهم بأعمالهم الصالحة وانفرجت عنهم الصخرة فخرجوا.

ورابع تلك الفوائد : هي أن الصاحب الصالح يُذكِّرُكَ ويعينك فقد ذكَّرَهم أحدُهم بقوله : إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه.

وخامس تلك الفوائد : فضل الأمانة والإخلاص فيها فإن أولهم لو كان أعطى الأجير فقط ما تعاقد عليه معه وهو ( فرق أرز ) لما طالبه بغير ذلك ، لكنه من أمانته زرعَ ذلك الفرق ثم اشترى منه بقراً ونمى مال الأجير له في غيابه فكان أميناً محسناً صادقاً مخلصاً ، ولا أحد يعلمُ عن ذلك ، ولو شاء لكتمه حين جاءه وأعطاه ما اتفقا عليه فقط .

وسادس تلك الفوائد : فضل بر الوالدين والإخلاص في ذلك وقد بلغ فيه الثاني مبلغاً عظيماً إذ أنه فضَّل والديه على أولاده وهذا عكس ما يحدث في غالب الأحيان حيث أن أغلب الناس يعقون آباءهم وأمهاتهم ويعطفون على أبنائهم ويفضلون راحة زوجاتهم وأولادهم على بر والديهم.

وسابع تلك الفوائد : فضل خشية الله وتقواه و أن الإنسان إذا قيلت له ( اتق الله ) خضع لها وتذكر بارئه ، فهذا الثالث رغم أنه قعد بين رجلي المرأة وشهوته هي التي دفعته لمراودتها ، وقد ظفر بما يريد وفي لحظة تغيب فيها العقول لكنه ما إن سمع قولها ( اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه ) حتى تذكر مراقبة الله له فقام عنها خشيةً لله ، ولم يأخذ المال الذي أعطاها ، فلو أنه قام عنها كراهةً لها ورغبةً عنها لأخذ ماله ، لكنه فعل ذلك خوفاً من الله لا نقمةً على قولها بل خضوعاً للذكرى حين سمعها ، وترك المال لها متصدقاً به عليها ، فما أعجب حاله ، وما أعجب حالها إذ أنها رغم احتمال حرمانها مما كانت تريد من المال إلا أن صلاحها وإيمانها دفعها لتذكيره بالله ، ولم يُخيَّبها الله فكانت موعظتها له نافعةً مفيدة نفعت بها ذلك الرجل إذ أصبح امتثاله لموعظتها من أعماله الصالحة التي يتقرب بها إلى الله ، وانتفعت هي بموعظتها إذ حفظها الله بها .

وأعظم الفوائد في هذا الحديث هي ما يتعلق بأهمية الصدق مع الله والإخلاص له في سائر الأعمال فإن تلك الأعمال لو لم تكن خالصةً لوجه الله لما نفعت أصحابها ( إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه ) ،وفقنا الله للإخلاص في القول والعمل والنيات.

والسؤال بعد ذكر هذه القصة وفوائدها هو :

أخي الكريم .. أختي الكريمة تخيل وتخيلي أنك مكان هؤلاء فبأي أعمالك الصالحة التي صدقت الله فيها تدعو؟

راجع نفسك وتأمَّل أعمالك السالفة فإن وجدت فيها ما يمكن أن تدعو الله به وتؤمل أن يكون سبباً لاستجابة الله لدعائك فاحمد الله على ذلك ، وإن لم تجد فلا تفوت على نفسك الفرصة واحرص أن تستزيد من الأعمال الصالحة وأخلص نيتك لله.

إنها دعوةٌ لنفسي أولاً ثم لكل أخٍ مسلم وأختٍ مسلمه أن نتزود بالأعمال الصالحة الخالصة لوجه الله وأن نحرص على تنقيةِ أعمالنا من شوائب الرياء وحظوظ النفس

فتى تمير
14 / 06 / 2007, 04 : 12 PM
مشكوووور أخوي الجريح

وينقل من منتدى الأخبار إلى منتدى الهمسات الادبيه
مكانه المناسب

مرعب النفوس
14 / 06 / 2007, 14 : 07 PM
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/7094.gif



فعلاً قصة مفيدة فيها الكثير الكثير من الفوائد والعبر نفع الله بك وبعلمك
لله درك دائماً مميز في كل شيء
شعلة تحترق لتضيء المنتدى
بارك الله فيك وفي جهودك ونفع الله بك وبعلمك
هذا طبعك دائماً أختيارك موفق الله يوفقك دنيا وأخره
لله درك على هذا النشاط والله يحفظك ويرعاك
وhttp://i191.photobucket.com/albums/z150/mostafaelghandour/dd639aa279.gif
يا الـــجــــــــــريـــــــح







مــــــــــــــــــــرعب الـنــفـــــــــــــــــوس