المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لحظات توقف قبل بدء عام هجري جديد


ولدعنبر
21 / 02 / 2004, 29 : 09 PM
في ظل ازدلاف الأمة إلى عام جديد، وتطلعها إلى مستقبل مشرق رغيد، تبرز بجلاء قضايا حولية، وموضوعات موسمية، جديرة بالإرشاد والتذكير، وحفية بالتوقف والتبصير، علّها تكون محركاً فاعلاً يستنهض الهمم، ويشحذ العزائم لمراجعة الذات، وتدقيق الحسابات، وتحديد الرؤى والمواقف، وتقويم المسيرة، لتستعيد الأمة تاريخها المجيد، ومجدها التليد، وما امتازت به من عالمية فريدة، وحضارة عريقة، بوأتها في الطليعة بين أمم الأرض قاطبة، والإنسانية جميعاً
إن عجلة الزمن وقطار العمر يمضي بسرعة فائقة، لا يتوقف عند غافل، ولا يحابي كل ذاهل، كم ودعنا فيما مضى من أخ أو قريب، وكم فقدنا من عزيز وحبيب، هزَّنا خبره، وفجعنا نبأه، حتى إذا لم يدع صدقه أملاً شرقتُ بالريق حتى كاد يشرق بي. لقد كانوا زينة المجالس، وأنس المجالس، سبقونا إلى القبور، تركوا عامر الدور والقصور، فاللهم أمطر على قبورهم سحائب الرحمة والرضوان، واللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم، لله ما أخذ، وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى. ماذا ران على قلوبنا؟! وماذا غشي أبصارنا وبصائرنا؟! إن الموفق الواعي من سعي لإصلاح حاله ليسعد في ماله، وإن الكيس الملهم من أدام المحاسبة وأكثر على نفسه المعاتبة، وتفقد رصيده الأخروي، وحاذر كل لوثة عقدية وفكرية وسلوكية ليحيى حياة السعداء، ويبوأ نزل الشهداء، وما ذلك بعزيز على ذي المن والعطاء.

ما أحوج الأمة الإسلامية اليوم وهي تتفيأ ظلال عام جديد مليء بالتفاؤل والتطلعات للخروج من الفتن والمشكلات، وتجاوز العقبات والأزمات، ومواجهة التحديات والنكبات، أن تقرأ تاريخها. اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر ضل قوم ليس يدرون الخبر
أيتها الإنسانية الحائرة، لتسلمي من الأحكام الجزاف الجائزة، اقرئي تاريخ حضارتنا الإسلامية، لتَرَيْ بأم عينيك كيف كفل الإسلام حقوق الإنسان بجدارة، أزال الطبقات والعنصريات، وألغى الفوارق والتمايزات: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} (الحجرات: 13)، في وحدة تتضاءل أمامها الانتماءات العنصرية، والأواصر والعلاقات الدنيوية، بل تضمحل بها كل دعاوى الجاهلية.
إنه لا درب سوى الإسلام، ولا إمام غير القرآن، ولا نهج إلا نهج سيد الأنام عليه الصلاة والسلام، ألم تستيقن الأمة بعد طول سبات أن التخلي عن العقيدة والتساهل بأمر الشريعة والتفريط في الثوابت والمبادئ والتقصير في المثل والقيم مآله شقاء المجتمعات، وانتقاض الحضارات، وهلاك العباد، وخراب البلاد، وطريق البوار، وسبب الانهيار، وحلول التبار، وتحقق الدمار؟! فهل يدرك أصحاب الرأي والنظر في الأمة أن التحديات السابقة والمعاصرة وصور التصادم الحضاري والعداء الثقافي والفكري إنما مرده إلى ثوابت عنـد الغير، لا يتحقق الانتصار عليها إلا بالتماسك بموروثنا الحضاري العريق الذي ينضح خيراً وسلاماً للبشرية، وأمناً وإسعاداً للإنسانية في بعد عن مسالك العنف والإرهاب العالمية، التي أقضت مضاجع الإنسانية، وهنا ينبغي أن يتنادى العقلاء والمنصفون في العالم بإعلاء القيم الحضارية والأخلاقية والمثل الإسلامية والإنسانية، والتأكيد على مبدأ الحوار الحضاري، بلا تميع ولا انهزامية.
لا ما أشد حاجتنا ـ ونحن في العام الهجري الجديد ـ إلى وقفات تأمل ومحاسبة، ومراجعة جادة لاستثمار كل ما يعزز مسيرة أمتنا، لتزدلف إلى عام جديد، وهي أكثر عزماً وأشد مضاءً لفتح آفاق جديدة لإسعاد الإنسانية لتتبوأ مكانتها الطليعية، ومنزلتها الريادية فوق هذا الكوكب الأرضي الذي ينشد سكانه مبادئ الحق والعدل والسلام، ويرمون الخير والأمن والوئام، ولن يجدوه إلا في ظل الإسلام، وتعاليم الإسلام، زادُنا في ذلك موروث حضاري وتاريخي وعقدي وقيمي لا ينضب، ونهلٌ من معطيات العصر وتقاناته في خدمة دين الأمة ومثلها وقيمها.
وكل عام والامة الاسلامية ترفوا وتزهوا بثوب العافية والصحة والامن والامان في
بلادنا هذه خاصة وبلاد المسلمين عامة

منقول

قناص
21 / 02 / 2004, 23 : 10 PM
حقيقه كل شي تختاره مميز الله لايحرمنا منك ولا من مشاركاتك
تحياتي لك
اخوك
hamad

ولدعنبر
22 / 02 / 2004, 11 : 06 PM
HAMAD

التميز يعني مرورك يأخي على هذه المشاركة

فجزاك الله عنا كل خير