الجريح
06 / 05 / 2007, 23 : 08 AM
رحم الله الأمير عبد المجيد
ما تزال صورة الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، رحمه الله، عالقة في ذهني، وهو يلقي كلمته في حفل أهالي المدينة المنورة، يوم عين أميرا لها. كنت طفلا يومها، وسمعته يعد أهل طيبة الطيبة بمدينة عالمية، تحظى بما تستحقه.
وللحق أنجز لمدينة الرسول عليه الصلاة والسلام الكثير. جعل الحراك والنظام سمة للمدينة، حيث المشاريع والندوات والمؤتمرات والمعارض، ناهيك من البنية التحتية، التي وافقت ميزانيات الدولة التي طرحت وقتها.
سمعته كثيرا، ورأيته أكثر، في مراحل مختلفة، حتى عندما أصبح أميرا لمنطقة مكة المكرمة، التي أكمل فيها مسيرة من سبقوه، وحرص على خدمتها، وسعى لترسيخ صورة جدة النشيطة، وهي المدينة المعروفة بانفتاحها على العالم، من خلال النشاطات والمؤتمرات، وتسهيل حركة العجلة الاقتصادية. وكان دائما يطمح لمعالجة مشاكل المدينة المترامية على ساحل البحر الأحمر.
أبرز ما كان يميزه، رحمه الله، وضوح الرؤية، والعزم. اختلف معه البعض، أو اتفقوا، كان إذا ما أطلق مشروعا، أو تبنى آخر، يتابعه بنفسه. يعشق التفاصيل. كان رجلا يطلق السهم، ولا يقف لمشاهدته، والدعاء له، بل ينطلق خلفه داعما.
في حفل زواجي ابتسم قائلا «قبل أن تفكر بالأطفال فكر بتعليمهم، وتربيتهم، وصحتهم، والحياة الكريمة لهم». وهذا الكلام يلخص رؤيته للحياة.
قبل عودته الأخيرة إلى العاصمة الرياض زرته للسلام عليه في لندن، رأيت يومها الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز الذي أعرفه بوضوحه، وإن كان الجسد قد نحل. تحدث يومها عن إمكانية أن تكون كل مدينة سعودية ذات دخل مستقل، وفق خصوصيتها، وكان حينها يعلق على كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز لأهالي جازان.
سمعته يقول إن دور الدولة هو إشراك القطاع الخاص، من أجل التغلب على البيروقراطية، ومن أجل إفساح المجال لكل مدينة لتنعم باقتصادها الخاص، وفق موقعها الجغرافي، وطبيعتها التاريخية، أو مواردها.
يومها قال «يشهد الله أن إخواني لم يقصروا، كلهم من بعد الوالد، سواء الملك سعود أو فيصل أو خالد أو فهد، والآن أخي عبد الله، ولكن مشكلتنا البيروقراطية». وبعد ذلك طرح رؤيته في أن تكون كل مدينة سعودية معتمدة ليس فقط على ميزانية الدولة، بل على مداخيل توافق طبيعتها وموقعها، من خلال فتح المجال للقطاع الخاص.
في تلك الجلسة تحدث عن دول غنية بالنفط لم تنجز لشعوبها الكثير، كما فعلت السعودية، وكيف أن تلك الدول فرطت في ما حباها الله به من نعم، قائلا، إن أكثر ما نفخر به في بلادنا هو خدمة المشاعر المقدسة، وضيوف الرحمن. ويومها استفاض بالحديث عن قيمة الإنسان، وانه الثروة الحقيقية إذا ما توفرت له السبل الناجعة لاستثمار طاقاته.
رحم الله الأمير عبد المجيد.
ما تزال صورة الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، رحمه الله، عالقة في ذهني، وهو يلقي كلمته في حفل أهالي المدينة المنورة، يوم عين أميرا لها. كنت طفلا يومها، وسمعته يعد أهل طيبة الطيبة بمدينة عالمية، تحظى بما تستحقه.
وللحق أنجز لمدينة الرسول عليه الصلاة والسلام الكثير. جعل الحراك والنظام سمة للمدينة، حيث المشاريع والندوات والمؤتمرات والمعارض، ناهيك من البنية التحتية، التي وافقت ميزانيات الدولة التي طرحت وقتها.
سمعته كثيرا، ورأيته أكثر، في مراحل مختلفة، حتى عندما أصبح أميرا لمنطقة مكة المكرمة، التي أكمل فيها مسيرة من سبقوه، وحرص على خدمتها، وسعى لترسيخ صورة جدة النشيطة، وهي المدينة المعروفة بانفتاحها على العالم، من خلال النشاطات والمؤتمرات، وتسهيل حركة العجلة الاقتصادية. وكان دائما يطمح لمعالجة مشاكل المدينة المترامية على ساحل البحر الأحمر.
أبرز ما كان يميزه، رحمه الله، وضوح الرؤية، والعزم. اختلف معه البعض، أو اتفقوا، كان إذا ما أطلق مشروعا، أو تبنى آخر، يتابعه بنفسه. يعشق التفاصيل. كان رجلا يطلق السهم، ولا يقف لمشاهدته، والدعاء له، بل ينطلق خلفه داعما.
في حفل زواجي ابتسم قائلا «قبل أن تفكر بالأطفال فكر بتعليمهم، وتربيتهم، وصحتهم، والحياة الكريمة لهم». وهذا الكلام يلخص رؤيته للحياة.
قبل عودته الأخيرة إلى العاصمة الرياض زرته للسلام عليه في لندن، رأيت يومها الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز الذي أعرفه بوضوحه، وإن كان الجسد قد نحل. تحدث يومها عن إمكانية أن تكون كل مدينة سعودية ذات دخل مستقل، وفق خصوصيتها، وكان حينها يعلق على كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز لأهالي جازان.
سمعته يقول إن دور الدولة هو إشراك القطاع الخاص، من أجل التغلب على البيروقراطية، ومن أجل إفساح المجال لكل مدينة لتنعم باقتصادها الخاص، وفق موقعها الجغرافي، وطبيعتها التاريخية، أو مواردها.
يومها قال «يشهد الله أن إخواني لم يقصروا، كلهم من بعد الوالد، سواء الملك سعود أو فيصل أو خالد أو فهد، والآن أخي عبد الله، ولكن مشكلتنا البيروقراطية». وبعد ذلك طرح رؤيته في أن تكون كل مدينة سعودية معتمدة ليس فقط على ميزانية الدولة، بل على مداخيل توافق طبيعتها وموقعها، من خلال فتح المجال للقطاع الخاص.
في تلك الجلسة تحدث عن دول غنية بالنفط لم تنجز لشعوبها الكثير، كما فعلت السعودية، وكيف أن تلك الدول فرطت في ما حباها الله به من نعم، قائلا، إن أكثر ما نفخر به في بلادنا هو خدمة المشاعر المقدسة، وضيوف الرحمن. ويومها استفاض بالحديث عن قيمة الإنسان، وانه الثروة الحقيقية إذا ما توفرت له السبل الناجعة لاستثمار طاقاته.
رحم الله الأمير عبد المجيد.