المارد
23 / 08 / 2006, 58 : 01 PM
كل شخص يشك باستجابة دعائه يقرأ هالقصة الفظيعة
تعرفون بعدها كيف تدعون ربكم....
...::الرجاء عدم نقل القصة لأن كل قسم يحتاج الى تعزيز المشاعر الدينينه::...
.. ملاحظة: القصة طويلة انسخوها على جهازكم بعدين اقروها
بس والله تندمون اذا ماقريتوها >>ما أسوي دعاية بس والله فيها العجب..
( كتبت هذه القصةبعد 3أشهرمن حدوثها ) ..
يقول صاحب القصة :
لقد اعتدت مع صديقين لي أن نذهب للغوص والصيد مرتين في الشهر وفى هذا اليوم أنهيت عملي متأخر وخشيت أن أؤخر صديقي ولكنهما انتظراني
أما الصديق الأول (طلعت مدني) فقد اعتدت الذهاب معه منذ عام 1994 م أما صديقي الأخر فاسمه Manning فلبيني الجنسية وقد اسلم قبل عام وسمى نفسه بيوسف وخرجنا للبحر كعادتنا وسجلنا في مكتب حرس الحدود في أبحر وقت عودتنا كما توقعناها انا ذاك الساعة السابعة من مساء نفس اليوم واتجهنا بالقارب إلى منطقه تسمى (( الوسطانى )) وهي حوالي 20 كم غرب جدة ووصلنا في الساعة الثانية عشر والنصف بعد منتصف النهار ونزلنا المرساة الأولى ولكنها لم تثبت بسبب الأمواج إلا بعد عدة محاولات ووضعنا مرساه أخرى اضافيه زيادة في الحرص حيث كان لي قبل عدة سنوات تجربه قاسيه انفصل فيها القارب عن المرساة ولكنني استطعت بفضل الله أن أصل إليه بعد 5 ساعات من السباحة المتواصلة .
تأكدنا من تثبيت المرساتين ونزل ثلاثتنا للغوص وكان هذا الخطاء إذ أننا لم نترك واحدا منا على ظهر القارب فقد غلبتنا رغبتنا في أن نكون سويا تحت البحر وألهتنا الثقة الزائدة بالنفس عن أخذ الحيطة نظرا لخبرتنا الطويلة بالغوص كان الموج قويا ذلك اليوم وكان الصيد وفيرا وبعد 40 دقيقه صعدنا إلى ظهر القارب للراحة
تأكدنا مرة أخرى من ثبات المرساتين ثم نزلنا للغطسه الثانية الساعة الثالثة والنصف ظهرا وكعادتنا طلبنا من احدنا أن يغوص قريبا من المرساة
وبعد 30دقيقه وجدت أن المرساه مقطوعة فذهب طلعت من التأكد من المرساة فلم يجدها ولم استطيع الصعود لاننى احتاج إلى دقيقتين لتحقيق تعادل الضغط وعند صعودي رأيت في وجهه طلعت الذعر وهو يصرخ القارب الذي صار على بعد 300 مترا تقريبا وقاربنا طوله حوالي 22 مترا فتبادر إلى ذهني تجربتي التي حدثت قبل 5 سنوات وكيف اننى استطعت بعد 5 ساعات من السباحة المتواصلة للوصول إلى القارب وهنا كان خطأي الثاني وخدعتني مرة أخرى ثقتي الزائدة بالنفس ولو اننى استقبلت من امرئ مااستدبرت لاادركت في تلك اللحظة أن الأمر اليوم مختلف تماما فقد كان الجو آنذاك أفضل والأمواج اهدأ بل الذي ساهم في لحاقي بالقارب آنذاك أن المرساة المتدلية من القارب اصطدمت بالصخور فأبطأت حركته أما هذه المرة فليس ثمة صخور ولا شعب مرجانية بل بحر مفتوح وأمواج قويه وبدون تفكير وحرصا منى على أن اكسب كل دقيقه ألقيت بستره الغوص الطفويه واسطوانة الهواء والبندقية وانطلقت في اتجاه القارب بأسرع قوة وفى هذه الأثناء مر قارب صيد بيني وبين القارب فصرخت بأعلى صوتي ولكنهم لم يروني أو يسمعوني فأكملت السباحة وكان الوقت الرابعة عصرا ولكن سرعان ماادركت أن الموج مختلف هذه المرة وبعد سباحه ساعة من الزمن وجدت أن المسافة بيني وبين القارب ثابتة لاتتغير وبعد ساعتين في تمام الساعة السادسة أدركت أن المهمة لن تكون سهله فقد تغير مسار القارب عدة مرات وبدأت المسافة بين وبين القارب تزداد
لم افقد الثقة
ولم يكن هناك اى شعب مرجانية اوقطع صخريه فهذه منطقه تخلو من كل ذلك واقرب منطقة بها شعب مرجانه تسمى أبو طير ولكن الموج لن يساعدني في الذهاب إليها كما أن هدفي الأول هو اللحاق بالقارب وبالرغم من أن الشمس بدأت بالغروب والقارب مازال يبتعد إلا أن تجربتي الناجحة السابقة امتدت في حبل ثقتي الزائفة بنفسي فضاعفت قواي لألحق بالقارب ...وجن الليل وابتلع الظلام كل اثر للقارب وهنا توقفت انظر استرجع وألوم نفسي...
ثلاث أرواح تذهب بسبب خطاء فادح كهذا...كيف يكون ذالك ؟؟
مااسخف أن يفقد الإنسان حياته بهذه ألطريقه وأخذت انظر إلى جدة من على بعد وأنا في قلب البحر الأحمر أراها متلائله مضيئة وكانت معالمها الواضحة ونافورتها امامى تبعث في نفسي شيئا من الطمأنينة وهناك في قلب البحر حيث لايسمعنى إلا الله ولايرانى إلا الله بدأت أناجى خالقي وادعوا أن يخرجني من كربي هذا لااله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين ادعوه دعاء يونس عسى الله أن يخرجني كما اخرج نبيه مما هو أعظم - لامن قلب لبحر فحسب بل من قلب الحوت تذكرت آنذاك انه قد فاتتنى صلاة العصر فتوضاءت من ماء البحر وصليت وقرأت المعوذات ولأول مرة في حياتي أجد للوضوء معنى غير المعنى الذي كنت أجده وأنا على اليابسة أمنا مطمئنا توضاءت من ماء البحر ولم يكن وضوء مثل الذي عهدت بل كان بمثابة وقاء ودرع يحوط بى ويحميني من كل مااخشى واحاذر أما الأجزاء التي لم يغطيها الوضوء فأخذت أقرء المعوذات وانفخ في يدي وامسح بها جسدي واحرص أن لااترك جزاء منه بغير درع ووقاية وأكثرت من دعائي باسم الله الذي لايضر مع اسمه شي في الأرض ولافى السماء وهو السمع العليم أعوذ بكلمات اله التامات من شر ماخلق أعوذ بكلمات الله التامات من شر مااجد وأحاذر
ولاتسالونى كيف لم يباغتني الذعر والخوف آنذاك فانا نفسي في عجب من ذلك إلا أنها رحمه من الله ولطفه وسكينته التي تنزل على عباده لم يكن هناك خوف بل اعتقاد كامل لاشك فيه أن الله الكريم القوى لعزيز سيخرجني من هذه المحنه وان هذا لمنظر المؤنس الذي أراه لمدينه جده من على بعد سيقربه الله لي ويأخذ بيدي لااصل إليه . كان لابد لي أن استمر في السباحة فالموج عالي والوقوف يعنى الغرق وليس لدى سترة سباحه تساعدني على الطفو فوق الماء ولأول مرة في حياتي أرى النجوم بهذا الوضوح وارى القمر بازغا مؤنسا في تلك الليلة ولااول مرة في حياتي اشعر اننى لااعدوا أن أكون نقطه في بحر لااختلف كثيرا عن اى نقطه أخرى ليس لها وزن وبدأت استعيد يومي واتسال عن اصدقائى الاثنين هل تحركوا في اتجاهي بدأت اصرخ لعلهم قريبون منى ولكن لا أحد يجيبني أرى أنوار بعض الصيادين من على بعد ثم تختفي رأيت من على بعد نافورة جدة وبرجا ومبنى كبير فقررت السباحة في اتجاه المبنى ولكن بعد ساعات من الجهد وجدت اننى لم أحقق اى تقدم فالمسافة بيني وبين المبنى أراها ثابتة لاتتغير فالمد القوى يعيدني إلى حيث بدأت واتجاه الريح ياخذنى نحو الميناء والذي فيه خطر على حياتي نظرا لوجود السفن العملاقة التي حتما ستسحقني أن دخلت تلك المنطقة
دعاء المضطر
وبدأت لمناجاة لله بأعلى صوتي والتركيز في الدعاء دعا المضطر وبدأت أراجع نفسي واسترجع سنوات عمري واسأل أغاضب أنت على يا ربى لاتاخذنى بعملي وعاملنى بفضلك ولطفك وكرمك أن لم يكن بك على غضب فلا أبالى العيش أو الموت اصرخ بأعلى صوتي وكانى املك المكان هو سبحانه وأنا والبحر وأصبحت في سباق مع الزمن كل دقيقه لها وزنها وقدرها فلا أدرى أتكون الدقيقة الاخيره وهل تكون هذه الدقيقة هي مابقى لي على الدنيا استغفر بها ربى واشترى بها رضاه والحياة الخالدة
يداي تجدف بكل قواها خشيه الغرق وعقلي يسترجع بكل قواه شريط العمر وما قدمت يداي وقلبي يدعوا بكل قوة ليغسل كل ماجناه لعلى ألقى الله بقلب سليم وبالرغم من أن الله لم يخذلني من قبل وبالرغم من ثقتي برحمته ولطفه وكرمه إلا انه بداء يدخل في نفسي إحساس بان الموت قد يكون هوماكتب الله لي في هذه ألليله وبدأت افقد قواي أصبح احتمال الموت ولقاء الله هو أحلى الاحتمالات بدأت استسلم ورأيت المبنى الكبير يصغر ويصغر وابتلعني الظلام الحالك فقررت أن احتفظ بطاقتي وأحاول الطفو فوق سطح الماء مااستطعت رأيت بعض الصيادين فحاولت الوصول إليهم دون جدوى ورأيت كشافات أملت أن يكون حرس الحدود في طريقهم إلى ولكنهم غيروا اتجاههم فجاءه فاصابنى الإحباط لاادرى كيف مرت تلك ألليله بتلك السرعة بداء الليل ينقشع فوجدت نفسي قد ابتعدت كثيرا عن الشاطئ وبدأت أشعة النور تجلى ظلمه الليل فصليت الفجر وفى هذا الوقت رأيت من على بعد مدخنه التحليه والتي كانت هي هدفي للوصول إليها ذلك الصباح وفجاءه رأيت صياد على مراى منى فأخذت أسبح إليه بكل قوتي وكلما اقتربت تبين لي انه يرفع المرساة فصرخت بكل صوتي فتوقف كالذي سمع صوتا ولكن الموج حال بين عينيه أن تراني واتخذ طريق في الاتجاه الأخر ولكن وجوده في هذه المنطقة أشعرني بالأمل من أن هذه منطقه يقصدها الصيادون ولابد لي أن أجد احد أخر وبالفعل رأيت صياد أخر وكررت نفس المحاولة السابقة ولكن مرة أخرى حال الموج بيني وبينه وقررت أن استغل يومي بان أسبح في اتجاه محطة التحليه حيث كان اتجاه الريح وسبحت لمدة 9 ساعات متتالية حتى توسطت الشمس قبة السماء وأشعه الشمس تحرق راسي كأنها نار منصبه على وبدله الغوص تقطع لحمى ...وأنا بين الدعاء والرحمة واللطف وملامة النفس عن الخطاء الفادح الذي أقحمت فيه نفسي إلى هذا الموقف العصيب المهلك وألوم عل ألقائي لستره التي بها استطيع أن اطفوا
مرت علي عشر ساعات منذ بدأت السباحة تجاه التحلية وبحمد الله وكرمه أحرزت تقدماً جيداً حتى أصبحت مقابل مدخنة التحلية أرى عمائر الكورنيش ورأيت فرقاطة خاصة بحرس الحدود، بل ورأيت كابينة الفرقاطة من على بعد ولكن حال الموج بيني وبينهم، بل قل ردمني الموج ولم يصل صراخي إلى آذانهم... خلعت زعانفي وحملتها بيدي وأخذت ألوح بها وأصرخ بأعلى صوتي ولكن دون فائدة، ورأيت طائرة الدفاع المدني تحلق في الجو ولكنها بعيدة عني ولم أتخيل في تلك اللحظة أنهم جميعاً خرجوا بحثاً عني، أخذت نظارة الغوص أعرضها للشمس لعلهم يروا انعكاس الشمس على زجاجة النظارة ولكن هيهات أن أميز بين أمواج البحر المتلاطمة. وفقدت الأمل في كل هذه الطرق وأخذت أسابق الزمن لاستغلال ما تبقى من النهار قبل غروب الشمس، وكل حلمي آنذاك أن أصل إلى الشاطئ وأخرج منه وأترجى أحد البائعين أن يسقيني ماء ويطعمني قطعة من البسكويت، وأبحث عن سيارة أجرة وأطلب من السائق أن يأخذني لبيتي وأعده بأنني سأعوضه عن الضرر الذي سيلحق بمقعد سيارته من جراء بلل الماء. وبدأ العطش يشتد علي وخيل لي أنني قد أجد عبوة ماء ملقاة في البحر من إحدى السفن أو القوارب، وبلغ العطش مني كل مبلغ فشربت بعض الماء المالح، وتذكرت آنذاك نصيحة الأطباء لي بالإكثار من شرب الماء حتى لا تتأثر حصوة الكلى عندي مرة أخرى وتذكرت ألم حصوة الكلى الذي باغتني قبل (3) أسابيع واحتجت لتخفيف الألم أن أخذ أشد أنواع المسكنات، فدعوت الله أن يلطف بي فيصرف عني ألم حصوة الكلى لعلمي ويقيني أن الألم الذي أصابني قبل بضع أسابيع لو باغتني الآن فإنه يعني حتماً الموت.
الأمل يتضاعف :
أخذت أضاعف مجهودي للوصول إلى الشاطئ وفجأة تحول اتجاه الرياح فاستخرت الله "اللهم إني استخيرك بعلمك أستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن في هذا الأمر وهو توجهي لهذا المبنى الشامخ على طريق الكورنيش الذي أراه من على بعد خيراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه"، وفجأة أصبح اتجاه الرياح إلى التحلية وأصبحت العمارة بجانبي بعد أن كانت أمامي وبدأت شمس يوم الجمعة بالغروب، وجن الليل وأظلمت الدنيا مرة أخرى من حولي، قربت من التحلية وسمعت أذان المغرب فكان للأذان معنى غير المعنى الذي عرفته طوال حياتي، بل وكأني أسمعه لأول مرة في حياتي "الله أكبر.. الله أكبر..." أمل كبير برب كبير أكبر من كل محنة وكرب وكان هذا الأذان أول صوت بشر أسمعه على مدى أربع وعشرين ساعة فكان بمثابة بشرى من رب كريم أنه سينجيني بلطفه من هذا الكرب. وتوضأت وصليت المغرب وأكملت مسيرتي نحو التحلية المضيئة أمامي ، ومرة أخرى تغير اتجاه الرياح ودفعني نحو البحر فذهب كل جهودي للوصول إلى التحلية أدراج الرياح فأصابني الإحباط، وعلمت بعد ذلك أن الله لطف بي أن لم أقترب أكثر من التحلية نظراً لوجود شفاطات ضخمة لم أكن لأفلت منها لو أنني اقتربت من الشاطئ ولكان موتاً محققاً.
وهنا باغتني الشيطان لأول مرة بكل قواه كأني أسمعه يحدثني بصوت عال في عرض البحر ويقول لي "لقد خذلك ربك، يريد الله أن يذلك، ويلعب بك وستموت بعد ذلك لا محالة" سمعت صوت الشيطان مستهزئاً ساخراً، والعجيب في الأمر أن الصوت لم يكن من داخلي وكنه صوت كأن آت من الخارج أنظر حولي فلا أرى إلا الأمواج والبحر ولا أسمع إلا تلاطم الأمواج وهذا الصوت الساخر المستهزئ. بادرت مرة أخرى بالوضوء وقاية وأمناً وحماية، ودعوت الله بأسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وقرأت المعوذات ونخفت في يدي ومسحت كل جزء من جسدي، وأصرخ بأعلى صوتي حتى يرتفع صوتي عن صوت الشيطان الساخر وأقول "يامعين أعني، يا مغيث أغثني" وأصلي على سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم بأغلى صوتي لعل الله يحن علي بصلاتي على أحب خلقه إليه" صاحب شفاعة اليوم الأعظم"، وهنا سمعت أذان العشاء ومرة أخرى كان للأذان في نفسي أعمال هي من أعمال الآخرة وسكينة وطمأنينة وبشرى وأمل.
ولو أنني سئلت أي الأثنين أشد عذاباً وتنكيلاً بي أهي الشمس الضارية الحارقة تسلخ جلدي بسياط لهيبها وتحرق جسدي بألسنة نيرانها أو إنه البرد القارس المؤلم الذي يفتت العظم ويمزق الجسد من الألم في منتصف الليل والقشعريرة والرجفة التي تصاحبها كل ليلة لما استعطت أن أجيب!
وكل الذي حال بيني وبين الموت من البرد في الليلتين هو أحقر من أن أذكره في قصتي هذه ولكني استحضرت فيه معنى العبودية والضعف الكامل لله. هل يمكن أن يصدق أن الذي حال بيني وبين الموت من البرد هي قطرات البول الساخنة الذي حرصت أن احتبسها في النهار وأبقيها ليلاً عندما تشتد علي القشعريرة وأخشى أن تنخفض درجة حرارتي "Hypothermia" فتكون هذه القطرات في داخل بدلة الغوص قطرات الحياة الدافئة.
ما أضعفك يا أبن أدم وما أجرأك على خالقك وأنت من أنت وهو سبحانه من هو.. "يأ أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم".
أخذ مني الإرهاق كل مأخذ ووصلت إلى نقطة الاستسلام. اشتدت علي القشعريرة فدعوة الله أن يخلصني من هذا الكابوس وناجيت ربي أسأله يارب لم يعد لي من قوة فقد يكون من الأفضل أن تأخذني إليك برحمتك. تذكرت والدي وزوجتي وبناتي الثلاث ودعوت لهم فإني أعلم أنهم ليسوا ممن يقدر على تحمل مثل هذا الامتحان.
وأحسست براحة عميقة فكنت أخشى أن أنجو ثم أعلم بأن أصدقائي لم ينجوا فألوم نفسي. كيف أنجوا ويهلكون؟ واستحضرت معنى أن الغريق في الجنة فأصبحت أرى نعيم الجنة في الموت وأعيش جحيم الماء في الحياة الذي أصبح أشبه ما يكون بماء نار مسكوب على وأصرخ بأعلى صوتي من الألم وقد كثرت جروحي وآلامي.
تعرفون بعدها كيف تدعون ربكم....
...::الرجاء عدم نقل القصة لأن كل قسم يحتاج الى تعزيز المشاعر الدينينه::...
.. ملاحظة: القصة طويلة انسخوها على جهازكم بعدين اقروها
بس والله تندمون اذا ماقريتوها >>ما أسوي دعاية بس والله فيها العجب..
( كتبت هذه القصةبعد 3أشهرمن حدوثها ) ..
يقول صاحب القصة :
لقد اعتدت مع صديقين لي أن نذهب للغوص والصيد مرتين في الشهر وفى هذا اليوم أنهيت عملي متأخر وخشيت أن أؤخر صديقي ولكنهما انتظراني
أما الصديق الأول (طلعت مدني) فقد اعتدت الذهاب معه منذ عام 1994 م أما صديقي الأخر فاسمه Manning فلبيني الجنسية وقد اسلم قبل عام وسمى نفسه بيوسف وخرجنا للبحر كعادتنا وسجلنا في مكتب حرس الحدود في أبحر وقت عودتنا كما توقعناها انا ذاك الساعة السابعة من مساء نفس اليوم واتجهنا بالقارب إلى منطقه تسمى (( الوسطانى )) وهي حوالي 20 كم غرب جدة ووصلنا في الساعة الثانية عشر والنصف بعد منتصف النهار ونزلنا المرساة الأولى ولكنها لم تثبت بسبب الأمواج إلا بعد عدة محاولات ووضعنا مرساه أخرى اضافيه زيادة في الحرص حيث كان لي قبل عدة سنوات تجربه قاسيه انفصل فيها القارب عن المرساة ولكنني استطعت بفضل الله أن أصل إليه بعد 5 ساعات من السباحة المتواصلة .
تأكدنا من تثبيت المرساتين ونزل ثلاثتنا للغوص وكان هذا الخطاء إذ أننا لم نترك واحدا منا على ظهر القارب فقد غلبتنا رغبتنا في أن نكون سويا تحت البحر وألهتنا الثقة الزائدة بالنفس عن أخذ الحيطة نظرا لخبرتنا الطويلة بالغوص كان الموج قويا ذلك اليوم وكان الصيد وفيرا وبعد 40 دقيقه صعدنا إلى ظهر القارب للراحة
تأكدنا مرة أخرى من ثبات المرساتين ثم نزلنا للغطسه الثانية الساعة الثالثة والنصف ظهرا وكعادتنا طلبنا من احدنا أن يغوص قريبا من المرساة
وبعد 30دقيقه وجدت أن المرساه مقطوعة فذهب طلعت من التأكد من المرساة فلم يجدها ولم استطيع الصعود لاننى احتاج إلى دقيقتين لتحقيق تعادل الضغط وعند صعودي رأيت في وجهه طلعت الذعر وهو يصرخ القارب الذي صار على بعد 300 مترا تقريبا وقاربنا طوله حوالي 22 مترا فتبادر إلى ذهني تجربتي التي حدثت قبل 5 سنوات وكيف اننى استطعت بعد 5 ساعات من السباحة المتواصلة للوصول إلى القارب وهنا كان خطأي الثاني وخدعتني مرة أخرى ثقتي الزائدة بالنفس ولو اننى استقبلت من امرئ مااستدبرت لاادركت في تلك اللحظة أن الأمر اليوم مختلف تماما فقد كان الجو آنذاك أفضل والأمواج اهدأ بل الذي ساهم في لحاقي بالقارب آنذاك أن المرساة المتدلية من القارب اصطدمت بالصخور فأبطأت حركته أما هذه المرة فليس ثمة صخور ولا شعب مرجانية بل بحر مفتوح وأمواج قويه وبدون تفكير وحرصا منى على أن اكسب كل دقيقه ألقيت بستره الغوص الطفويه واسطوانة الهواء والبندقية وانطلقت في اتجاه القارب بأسرع قوة وفى هذه الأثناء مر قارب صيد بيني وبين القارب فصرخت بأعلى صوتي ولكنهم لم يروني أو يسمعوني فأكملت السباحة وكان الوقت الرابعة عصرا ولكن سرعان ماادركت أن الموج مختلف هذه المرة وبعد سباحه ساعة من الزمن وجدت أن المسافة بيني وبين القارب ثابتة لاتتغير وبعد ساعتين في تمام الساعة السادسة أدركت أن المهمة لن تكون سهله فقد تغير مسار القارب عدة مرات وبدأت المسافة بين وبين القارب تزداد
لم افقد الثقة
ولم يكن هناك اى شعب مرجانية اوقطع صخريه فهذه منطقه تخلو من كل ذلك واقرب منطقة بها شعب مرجانه تسمى أبو طير ولكن الموج لن يساعدني في الذهاب إليها كما أن هدفي الأول هو اللحاق بالقارب وبالرغم من أن الشمس بدأت بالغروب والقارب مازال يبتعد إلا أن تجربتي الناجحة السابقة امتدت في حبل ثقتي الزائفة بنفسي فضاعفت قواي لألحق بالقارب ...وجن الليل وابتلع الظلام كل اثر للقارب وهنا توقفت انظر استرجع وألوم نفسي...
ثلاث أرواح تذهب بسبب خطاء فادح كهذا...كيف يكون ذالك ؟؟
مااسخف أن يفقد الإنسان حياته بهذه ألطريقه وأخذت انظر إلى جدة من على بعد وأنا في قلب البحر الأحمر أراها متلائله مضيئة وكانت معالمها الواضحة ونافورتها امامى تبعث في نفسي شيئا من الطمأنينة وهناك في قلب البحر حيث لايسمعنى إلا الله ولايرانى إلا الله بدأت أناجى خالقي وادعوا أن يخرجني من كربي هذا لااله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين ادعوه دعاء يونس عسى الله أن يخرجني كما اخرج نبيه مما هو أعظم - لامن قلب لبحر فحسب بل من قلب الحوت تذكرت آنذاك انه قد فاتتنى صلاة العصر فتوضاءت من ماء البحر وصليت وقرأت المعوذات ولأول مرة في حياتي أجد للوضوء معنى غير المعنى الذي كنت أجده وأنا على اليابسة أمنا مطمئنا توضاءت من ماء البحر ولم يكن وضوء مثل الذي عهدت بل كان بمثابة وقاء ودرع يحوط بى ويحميني من كل مااخشى واحاذر أما الأجزاء التي لم يغطيها الوضوء فأخذت أقرء المعوذات وانفخ في يدي وامسح بها جسدي واحرص أن لااترك جزاء منه بغير درع ووقاية وأكثرت من دعائي باسم الله الذي لايضر مع اسمه شي في الأرض ولافى السماء وهو السمع العليم أعوذ بكلمات اله التامات من شر ماخلق أعوذ بكلمات الله التامات من شر مااجد وأحاذر
ولاتسالونى كيف لم يباغتني الذعر والخوف آنذاك فانا نفسي في عجب من ذلك إلا أنها رحمه من الله ولطفه وسكينته التي تنزل على عباده لم يكن هناك خوف بل اعتقاد كامل لاشك فيه أن الله الكريم القوى لعزيز سيخرجني من هذه المحنه وان هذا لمنظر المؤنس الذي أراه لمدينه جده من على بعد سيقربه الله لي ويأخذ بيدي لااصل إليه . كان لابد لي أن استمر في السباحة فالموج عالي والوقوف يعنى الغرق وليس لدى سترة سباحه تساعدني على الطفو فوق الماء ولأول مرة في حياتي أرى النجوم بهذا الوضوح وارى القمر بازغا مؤنسا في تلك الليلة ولااول مرة في حياتي اشعر اننى لااعدوا أن أكون نقطه في بحر لااختلف كثيرا عن اى نقطه أخرى ليس لها وزن وبدأت استعيد يومي واتسال عن اصدقائى الاثنين هل تحركوا في اتجاهي بدأت اصرخ لعلهم قريبون منى ولكن لا أحد يجيبني أرى أنوار بعض الصيادين من على بعد ثم تختفي رأيت من على بعد نافورة جدة وبرجا ومبنى كبير فقررت السباحة في اتجاه المبنى ولكن بعد ساعات من الجهد وجدت اننى لم أحقق اى تقدم فالمسافة بيني وبين المبنى أراها ثابتة لاتتغير فالمد القوى يعيدني إلى حيث بدأت واتجاه الريح ياخذنى نحو الميناء والذي فيه خطر على حياتي نظرا لوجود السفن العملاقة التي حتما ستسحقني أن دخلت تلك المنطقة
دعاء المضطر
وبدأت لمناجاة لله بأعلى صوتي والتركيز في الدعاء دعا المضطر وبدأت أراجع نفسي واسترجع سنوات عمري واسأل أغاضب أنت على يا ربى لاتاخذنى بعملي وعاملنى بفضلك ولطفك وكرمك أن لم يكن بك على غضب فلا أبالى العيش أو الموت اصرخ بأعلى صوتي وكانى املك المكان هو سبحانه وأنا والبحر وأصبحت في سباق مع الزمن كل دقيقه لها وزنها وقدرها فلا أدرى أتكون الدقيقة الاخيره وهل تكون هذه الدقيقة هي مابقى لي على الدنيا استغفر بها ربى واشترى بها رضاه والحياة الخالدة
يداي تجدف بكل قواها خشيه الغرق وعقلي يسترجع بكل قواه شريط العمر وما قدمت يداي وقلبي يدعوا بكل قوة ليغسل كل ماجناه لعلى ألقى الله بقلب سليم وبالرغم من أن الله لم يخذلني من قبل وبالرغم من ثقتي برحمته ولطفه وكرمه إلا انه بداء يدخل في نفسي إحساس بان الموت قد يكون هوماكتب الله لي في هذه ألليله وبدأت افقد قواي أصبح احتمال الموت ولقاء الله هو أحلى الاحتمالات بدأت استسلم ورأيت المبنى الكبير يصغر ويصغر وابتلعني الظلام الحالك فقررت أن احتفظ بطاقتي وأحاول الطفو فوق سطح الماء مااستطعت رأيت بعض الصيادين فحاولت الوصول إليهم دون جدوى ورأيت كشافات أملت أن يكون حرس الحدود في طريقهم إلى ولكنهم غيروا اتجاههم فجاءه فاصابنى الإحباط لاادرى كيف مرت تلك ألليله بتلك السرعة بداء الليل ينقشع فوجدت نفسي قد ابتعدت كثيرا عن الشاطئ وبدأت أشعة النور تجلى ظلمه الليل فصليت الفجر وفى هذا الوقت رأيت من على بعد مدخنه التحليه والتي كانت هي هدفي للوصول إليها ذلك الصباح وفجاءه رأيت صياد على مراى منى فأخذت أسبح إليه بكل قوتي وكلما اقتربت تبين لي انه يرفع المرساة فصرخت بكل صوتي فتوقف كالذي سمع صوتا ولكن الموج حال بين عينيه أن تراني واتخذ طريق في الاتجاه الأخر ولكن وجوده في هذه المنطقة أشعرني بالأمل من أن هذه منطقه يقصدها الصيادون ولابد لي أن أجد احد أخر وبالفعل رأيت صياد أخر وكررت نفس المحاولة السابقة ولكن مرة أخرى حال الموج بيني وبينه وقررت أن استغل يومي بان أسبح في اتجاه محطة التحليه حيث كان اتجاه الريح وسبحت لمدة 9 ساعات متتالية حتى توسطت الشمس قبة السماء وأشعه الشمس تحرق راسي كأنها نار منصبه على وبدله الغوص تقطع لحمى ...وأنا بين الدعاء والرحمة واللطف وملامة النفس عن الخطاء الفادح الذي أقحمت فيه نفسي إلى هذا الموقف العصيب المهلك وألوم عل ألقائي لستره التي بها استطيع أن اطفوا
مرت علي عشر ساعات منذ بدأت السباحة تجاه التحلية وبحمد الله وكرمه أحرزت تقدماً جيداً حتى أصبحت مقابل مدخنة التحلية أرى عمائر الكورنيش ورأيت فرقاطة خاصة بحرس الحدود، بل ورأيت كابينة الفرقاطة من على بعد ولكن حال الموج بيني وبينهم، بل قل ردمني الموج ولم يصل صراخي إلى آذانهم... خلعت زعانفي وحملتها بيدي وأخذت ألوح بها وأصرخ بأعلى صوتي ولكن دون فائدة، ورأيت طائرة الدفاع المدني تحلق في الجو ولكنها بعيدة عني ولم أتخيل في تلك اللحظة أنهم جميعاً خرجوا بحثاً عني، أخذت نظارة الغوص أعرضها للشمس لعلهم يروا انعكاس الشمس على زجاجة النظارة ولكن هيهات أن أميز بين أمواج البحر المتلاطمة. وفقدت الأمل في كل هذه الطرق وأخذت أسابق الزمن لاستغلال ما تبقى من النهار قبل غروب الشمس، وكل حلمي آنذاك أن أصل إلى الشاطئ وأخرج منه وأترجى أحد البائعين أن يسقيني ماء ويطعمني قطعة من البسكويت، وأبحث عن سيارة أجرة وأطلب من السائق أن يأخذني لبيتي وأعده بأنني سأعوضه عن الضرر الذي سيلحق بمقعد سيارته من جراء بلل الماء. وبدأ العطش يشتد علي وخيل لي أنني قد أجد عبوة ماء ملقاة في البحر من إحدى السفن أو القوارب، وبلغ العطش مني كل مبلغ فشربت بعض الماء المالح، وتذكرت آنذاك نصيحة الأطباء لي بالإكثار من شرب الماء حتى لا تتأثر حصوة الكلى عندي مرة أخرى وتذكرت ألم حصوة الكلى الذي باغتني قبل (3) أسابيع واحتجت لتخفيف الألم أن أخذ أشد أنواع المسكنات، فدعوت الله أن يلطف بي فيصرف عني ألم حصوة الكلى لعلمي ويقيني أن الألم الذي أصابني قبل بضع أسابيع لو باغتني الآن فإنه يعني حتماً الموت.
الأمل يتضاعف :
أخذت أضاعف مجهودي للوصول إلى الشاطئ وفجأة تحول اتجاه الرياح فاستخرت الله "اللهم إني استخيرك بعلمك أستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن في هذا الأمر وهو توجهي لهذا المبنى الشامخ على طريق الكورنيش الذي أراه من على بعد خيراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه"، وفجأة أصبح اتجاه الرياح إلى التحلية وأصبحت العمارة بجانبي بعد أن كانت أمامي وبدأت شمس يوم الجمعة بالغروب، وجن الليل وأظلمت الدنيا مرة أخرى من حولي، قربت من التحلية وسمعت أذان المغرب فكان للأذان معنى غير المعنى الذي عرفته طوال حياتي، بل وكأني أسمعه لأول مرة في حياتي "الله أكبر.. الله أكبر..." أمل كبير برب كبير أكبر من كل محنة وكرب وكان هذا الأذان أول صوت بشر أسمعه على مدى أربع وعشرين ساعة فكان بمثابة بشرى من رب كريم أنه سينجيني بلطفه من هذا الكرب. وتوضأت وصليت المغرب وأكملت مسيرتي نحو التحلية المضيئة أمامي ، ومرة أخرى تغير اتجاه الرياح ودفعني نحو البحر فذهب كل جهودي للوصول إلى التحلية أدراج الرياح فأصابني الإحباط، وعلمت بعد ذلك أن الله لطف بي أن لم أقترب أكثر من التحلية نظراً لوجود شفاطات ضخمة لم أكن لأفلت منها لو أنني اقتربت من الشاطئ ولكان موتاً محققاً.
وهنا باغتني الشيطان لأول مرة بكل قواه كأني أسمعه يحدثني بصوت عال في عرض البحر ويقول لي "لقد خذلك ربك، يريد الله أن يذلك، ويلعب بك وستموت بعد ذلك لا محالة" سمعت صوت الشيطان مستهزئاً ساخراً، والعجيب في الأمر أن الصوت لم يكن من داخلي وكنه صوت كأن آت من الخارج أنظر حولي فلا أرى إلا الأمواج والبحر ولا أسمع إلا تلاطم الأمواج وهذا الصوت الساخر المستهزئ. بادرت مرة أخرى بالوضوء وقاية وأمناً وحماية، ودعوت الله بأسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وقرأت المعوذات ونخفت في يدي ومسحت كل جزء من جسدي، وأصرخ بأعلى صوتي حتى يرتفع صوتي عن صوت الشيطان الساخر وأقول "يامعين أعني، يا مغيث أغثني" وأصلي على سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم بأغلى صوتي لعل الله يحن علي بصلاتي على أحب خلقه إليه" صاحب شفاعة اليوم الأعظم"، وهنا سمعت أذان العشاء ومرة أخرى كان للأذان في نفسي أعمال هي من أعمال الآخرة وسكينة وطمأنينة وبشرى وأمل.
ولو أنني سئلت أي الأثنين أشد عذاباً وتنكيلاً بي أهي الشمس الضارية الحارقة تسلخ جلدي بسياط لهيبها وتحرق جسدي بألسنة نيرانها أو إنه البرد القارس المؤلم الذي يفتت العظم ويمزق الجسد من الألم في منتصف الليل والقشعريرة والرجفة التي تصاحبها كل ليلة لما استعطت أن أجيب!
وكل الذي حال بيني وبين الموت من البرد في الليلتين هو أحقر من أن أذكره في قصتي هذه ولكني استحضرت فيه معنى العبودية والضعف الكامل لله. هل يمكن أن يصدق أن الذي حال بيني وبين الموت من البرد هي قطرات البول الساخنة الذي حرصت أن احتبسها في النهار وأبقيها ليلاً عندما تشتد علي القشعريرة وأخشى أن تنخفض درجة حرارتي "Hypothermia" فتكون هذه القطرات في داخل بدلة الغوص قطرات الحياة الدافئة.
ما أضعفك يا أبن أدم وما أجرأك على خالقك وأنت من أنت وهو سبحانه من هو.. "يأ أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم".
أخذ مني الإرهاق كل مأخذ ووصلت إلى نقطة الاستسلام. اشتدت علي القشعريرة فدعوة الله أن يخلصني من هذا الكابوس وناجيت ربي أسأله يارب لم يعد لي من قوة فقد يكون من الأفضل أن تأخذني إليك برحمتك. تذكرت والدي وزوجتي وبناتي الثلاث ودعوت لهم فإني أعلم أنهم ليسوا ممن يقدر على تحمل مثل هذا الامتحان.
وأحسست براحة عميقة فكنت أخشى أن أنجو ثم أعلم بأن أصدقائي لم ينجوا فألوم نفسي. كيف أنجوا ويهلكون؟ واستحضرت معنى أن الغريق في الجنة فأصبحت أرى نعيم الجنة في الموت وأعيش جحيم الماء في الحياة الذي أصبح أشبه ما يكون بماء نار مسكوب على وأصرخ بأعلى صوتي من الألم وقد كثرت جروحي وآلامي.