المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوطن الأصغر.. يقود الحرب الكبرى!!


مهند2000
04 / 08 / 2006, 34 : 04 AM
الوطن الأصغر.. يقود الحرب الكبرى!!



افتعل المارونيون، في لبنان حرباً لتطهيره من الفلسطينيين، وإخراجهم منه، باعتقاد أن الأب الروحي الفرنسي، سوف يجند ترسانته العسكرية؛ للدفاع عن مشروعهم، وفتح خزائن أمواله؛ لتمويل تلك الحرب، لكن الانفجار اتسع، فقاتل الشيعة بعضهم بعضاً، وأخرج الدروز من ذكرياتهم العداء مع المارونيين، فكانت التصفيات والمعارك في الجبل والسهل. وكالعادة كان السنة قتلى ميوعة مواقفهم، لكن عرفات، وجدها الفرصة الأهم، معتقداً أن بوابة القدس ستنفتح من خلال بيروت، فكان الهجوم الإسرائيلي الذي أخرج المقاتلين الفلسطينيين، ومعهم زعيمهم منفيين إلى تونس..
ولكون الحروب تغير مسارات الطرق، وتبعث قوى جديدة على أنقاض غيرها، فقد برز حزب الله كأكبر قوة عسكرية منظمة أيدلوجياً، وجاءت كفاءة قادته من تحرير الجنوب، وهم الذين كانوا - إلى سنوات ما قبل الحرب الأهلية - الطائفة المهمشة، والفقيرة، التي يعمل معظم أبنائها وبناتها في بيوت السنّة والمسيحيين، أو القيام بوظائف دنيا في المؤسسات الحكومية أو الأهلية.

لبنان يفجر الزلازل، لكنه لا يقدّر فعل توابعها، ولذلك تغيرت موازين القوى بين الطوائف، والأحزاب، حتى الذين فضلوا الابتعاد عن الصراعات بحكم أقلياتهم الصغيرة، أجبرتهم الخلافات أن يناصروا أحد الأطراف ضد الآخر، وبهذه المتغيرات برزت وجوه قيادية روحية للمسيحيين، عندما أصبح السيد صفير واجهة روحية وسياسية، وصار للسنّة مفتياً تقليدياً، أي: وظيفة عامة، ثم صعّد الشيعة زعاماتهم إلى مستوى القيادة الروحية، والعسكرية، ولم تكن الكارزما؛ التي بنى عليها جنبلاط الأب، لتورث الزعامة المحنكة نفسها - سياسياً - في مناورات الرياح المتعاكسة في لبنان، وفي هذه الأوساط برز رفيق الحريري - رحمه الله - ليكون (مانديلا) في مبدأ الوحدة الوطنية، و(مهاتير محمد)، في بناء لبنان الجديد وإعماره، وفق أسس لا تطغى عليها الطائفية، مصنفاً نفسه مواطناً يحمل مشاعر كل الطوائف، والتنوعات الاثنية، والحزبية، ومع ذلك اختلف عليه اللبنانيون؛ قبل أن يُقتل بأيد لاتزال غامضة، ومثل من لا تعرف حسناتهم، إلا بعد موتهم.. فقد فجر لبنان أخرى، وهذه المرة جاءت مع سورية، فكان خروج القوات، ولم تخرج قضايا معقدة من داخل الرحم اللبناني..

الآن، والحرب المدمرة تتلاقى عليها أهداف دولية، ويختلف حولها العرب، والداخل اللبناني، ويتحول اللاعب الإقليمي إلى ساع لدور آخر سياسي، فإن الأوضاع قد تقلب الركائز القديمة، - إن وجدت -، إلى حالات غير معروفة، أو هي - على الأقل - صيغة جديدة لمشروع شرق أوسط قديم، وجديد..

بعد أن تهدأ الحرب ستخرج الآراء والأفكار، ومن عليه التبعات والمسؤوليات، ومن يجب أن يحاسب على كل الأزمات التي حدثت، لكن بكل هذه الصور وتراكماتها، سيفقد لبنان السيد الحريري، لأنه لا يوجد البديل أو من يعوضه..
-----------------------------------------
المصدر": الرياض