المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الماضي يستعيد توهجه في الدويمة ":ملامح هاربة من الامس


مهند2000
04 / 08 / 2006, 02 : 04 AM
(المدينة المنورة)
في عتمة زوايا الأزقة المعطونة برائحة الرطوبة وعبق النخل تسترخي حكايات ومشاهد تتوارى غير معلنة.. مشاهد تلبس عباءة التاريخ والتراث تعيد الى الذاكرة سيمفونية ايام غابرة.

عدسة «عكاظ الاسبوعية» رصدت العديد من مشاهد الماضي العتيد في حي الدويمة حيث البيوت الطينية تنتشر في كل زاوية وحيثما تمد بصرك لابد ان يقع على عدد من هذه البيوت المهجورة، فيما شكلت الدكاكين التي اتخذت من بيوت الطين والحجر مستقرا لها لبيع الخبز والمواد الغذائية لتكون شاهدا اخر على تاريخ الحي المترهل، الذي يصفه بعض ساكنيه بالموحش ولكن الظروف المعيشية تجبرهم على البقاء فيه فيما آخرون يرون فيه نموذجا خاصا لحياتهم بعيدا عن صخب وضجيج وسط المدينة التجاري.. احد تلك المنازل المهجورة كان له وضعه الخاص و «المخيف» حيث اندلعت فيه النيران مرات عديدة على مدى الاعوام الماضية وفق ما ذكره احد الاهالي متهما شياطين «الجن» بحرق ذلك المسكن الاثري حتى تحول لونه الى السواد!!
سيارات النظافة هي الاخرى يكاد يكون وصولها لمنازل داخل الحي مستحيلا لوعورة غالبية الشوارع وافتقادها السفلتة، واشار احد الاهالي بأنه يستعين بسياراته لسكب النفايات خارج الحي او وضعها في براميل نفايات في مقدمة الحي الاقل وعورة والذي يمكن لسيارات النظافة الوصول اليه.
حي الدويمة عرف خلال السنوات القليلة الماضية بمعايشته للعديد من المداهمات الامنية وعمليات القبض على المجرمين وعصابات السرقة حيث تحول الحي الهادئ الى ملاذ آمن لعصابات السرقة وترويج الممنوعات نظرا للطبيعة الجغرافية وطابعه العمراني الشعبي اللذين يميزانه عن باقي احياء المدينة المنورة، ولكون البنايات الشعبية في الحي تشكل نسبة تتجاوز الـ «40%» من وحداته السكنية من بينها عشرات المنازل الطينية المهجورة واخرى بنيت من الصخور تحمل بين احجارها اسرار الحي (الهرم) فيما المخالفات التي تقوم بها العمالة الوافدة الاسيوية داخل الدويمة اصبحت الشغل الشاغل لاهالي الحي.وعبر «هايل الشراري» عن استيائه من تلك المخالفات التي لم تقتصر على المصانع غير النظامية التي يقوم فيها وافدون مخالفون باعداد الاطعمة وتخزينها بعيدا عن اعين مراقبي صحة البيئة وامانة المدينة المنورة، وتأجير العديد من اصحاب المنازل لعمالة مخالفة (عزاب) وبصورة عشوائية بجوار عائلات داخل الحي.. حتى بدأ القلق والخوف ينتاب العديد من الاسر لتمنع اطفالها وبناتها من الخروج للشارع خوفا من سلوكيات الوافدين غير المأمونة في الدويمة.. فيما يقول عبدالواحد العوفي.. احد سكان الحي ان سبب وجود الوافدين وكثافتهم في الحي يعود الى وجود عصابات تروج وتبيع بطاقات المكالمات الهاتفية الممنوعة باسعار (10-20 الى 100) ريال تسمح بتمرير المكالمات الخارجية لساعات متواصلة بثمن بخس دون قيود ويضيف.. ورغم القبض على العديد من مثل هذه العصابات خلال العام الماضي الا ان الاف الوافدين لازالوا يتسللون الى الحي بغية الحصول على تلك البطاقات او لاغراض اخرى، حيث تزخر العديد من مساكن الوافدين في الحي بمصانع خفية للاغذية والحلويات التي تصنع بدون ترخيص وتنقلها سياراتهم الى المحلات التجارية في داخل البلد!!


-------------------------------------------
المصدر": عكاظ