المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستخبارات غررت بنا واكتشفنا انها لا تعلم شيئا عن تجهيزات وتحصينات حزب الله


الجريح
28 / 07 / 2006, 17 : 09 PM
مصادر صهيونية: الاستخبارات غررت بنا واكتشفنا انها لا تعلم شيئا عن تجهيزات وتحصينات حزب الله

القدس العربي / بعد مضي 15 يوما علي الحرب الإسرائيلية علي لبنان، ركزت لهجة القيادات العسكرية الإسرائيلية حيال أهداف العمليات علي استعادة الهيبة المفقودة للجيش وتصفية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وضرب القواعد العسكرية للحزب قبل بدء المساعي الدولية للتوصل الي تسوية سياسية، وذلك في موازاة الحديث عن استحالة الحسم العسكري. وقال المراسل السياسي لصحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلي ايتمار ايخنر، نقلا عن مصادر سياسية رفيعة المستوي في الحكومة الاسرائيلية، قولها ان الاجهزة الامنية الاسرائيلية غررت بالمستوي السياسي، تبين الان بعد اسبوعين من العدوان ان المخابرات الاسرائيلية لا تعرف شيئا عن تجهيزان حزب الله، ومن هنا فان جيش الاحتلال، علي حد تعبيرها، يتكبد الخسائر الفادحة من قبل حزب الله، الذي يفاجئ الاسرائيليين كثيرا.
وقال وزير اسرائيلي رفض الكشف عن اسمه للصحيفة انه بعد انتهاء العملية العسكرية فان لا مفر من تعيين لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في ابعاد الفشل الاستخباراتي الاسرائيلي، لكي يدفع هؤلاء ثمن فشلهم في تحديد قوة حزب الله. في نفس السياق كتب المحلل العسكري في الصحيفة اليكس فيشمان مقالا قال فيه ان المخابرات الاسرائيلية سجلت فشلا ذريعا في المواجهة مع حزب الله، وتبين انها لا تعرف شيئا عن تحضيرات وتحصينات حزب الله، مشيرا الي ان المخابرات الاسرائيلية فشلت في تجنيد عناصر من العملاء ولم تتمكن من اختراق حزب الله، وبالتالي فان العمليات العسكرية للاحتلال في جنوب لبنان مليئة بالمخاطر. وخلص فيشمان الي القول انه اذا انتهت العملية العسكرية الاسرائيلية في لبنان بدون قتل زعماء حزب الله او اسرهم فان الدولة العبرية ستكون في ورطة كبيرة للغاية تحتم تشكيل لجنة تحقيق رسمية لبحث اسباب الاخفاقات العسكرية في مواجهة حزب الله، الذي اثبت خلال الاسبوعين الاخيرين جدارته وقوته في مواجهة الجيش الاسرائيلي واعتمد علي طريقة حرب تشابه الحرب التي خاضتها المقاومة الفيتنامية مقابل الجيش الامريكي.
وتصدرت الصفحات الأولي للصحف العبرية يوم الجمعة عناوين عن الخسائر البشرية التي تكبدها الجيش الإسرائيلي في المعارك البرية، وخصوصاً مقتل عدد من جنود وحدات النخبة التي عولت عليها القيادة العسكرية كثيراً لحسم المعارك.
وبدأ قياديون كثر في الهيئة العامة للجيش البحث عن مخرج سياسي للمواجهة، إذ باتوا يدركون أنها لن تنتهي بـحسم عسكري، اذ يعرفون جيدا أنه في نهاية الأمر لن يُرفع علم أبيض في الجنوب (في اشارة الي استبعاد استسلام حزب الله)، إنما علم أزرق (علم الأمم المتحدة)، بحسب معلق الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس أمير أورن. كما برز توافق بين كبار المحللين النافذين في إسرائيل علي أن صانعي القرار في الدولة العبرية وقادتها العسكريين باتوا يبحثون عن انجاز يحفظ لهم ماء الوجه بعدما نشروا توقعات بين الإسرائيليين بأن حزب الله سيطحن في غضون أيام.
وبالنسبة الي أركان الحكومة الإسرائيلية، فإن جل ما يهمهم الآن هو اليوم التالي بعد انتهاء الحرب أو التأثير الذي ستخلفه، تحديدا في الرأي العام الإسرائيلي، بحسب صحيفة يديعوت احرونوت . وقالت هذه الصحيفة ان اكثر ما تتمناه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني هو رؤية نصر الله ميتاً لأن صورة جثته ستكوي الوعي اكثر من أي صورة لمنصة اطلاق صواريخ مدمرة. وكي الوعي مصطلح استخدمه قائد الجيش سابقاً الجنرال موشيه يعالون حين شن عملية السور الواقي في الضفة الغربية في ربيع العام 2002 لوقف الانتفاضة الفلسطينية بداعي منع الفلسطينيين من الاعتقاد بأن في امكانهم تحقيق الانتصار علي إسرائيل.
وعلي رغم امنية ليفني إلا أن أحدا من صانعي القرار في إسرائيل، والمواطنين والجنود، لا يعتقد أن في الامكان دحر حزب الله، كما كتب المعلقان البارزان في يديعوت احرونوت ناحوم برنياع وشمعون شيفر، قبل أن يضيفا نقلاً عن ضابط كبير أنه لا يجدر أن ننتظر اعلاما بيضاء (للاستسلام) ففي أحسن الأحوال سيتم ابعاد حزب الله عن الجنوب وفي نهاية عملية سياسية طويلة قد ينزع سلاحه، وهذا سيناريو متفائل جدا. كما أن ثمة فجوة كبيرة بين توقعات صانعي القرار والجمهور الإسرائيلي، وكلما طالت فترة البقاء في الملاجئ، تعاظمت التوقعات من نتائج الحرب، لكن خيبة الأمل والإحباط في الطريق الينا، علي حد تعبيرهما.
وكتب المعلق الأبرز في صحيفة هآرتس يوئيل ماركوس أن قصة الحب بين الحكومة والإسرائيليين قد لا تصمد طويلاً... الي الآن يظهر حزب الله جرأة مفاجئة، وعلي رغم دعم امريكا والدول الثماني لإسرائيل فإن حزب الله كميليشيا عسكرية لن يقضي عليه.