المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذهبت لأشكي له فشكى لي


ولدعنبر
22 / 07 / 2006, 55 : 09 PM
في زحمة الحياة ... وما أمر به من مجرياتها اليوميه
من مواقف وأحداث .......
قد تترك في النفس آلام وهموم تثقل علي
فيعجز كاهلي عن حملها
فأحتاج الى قريب ... افضفض له
والقي بشكوايا عليه
وحينها يجول بالخاطرعدة أشخاص
أرتاح للبوح لهم عن همومي وأحزاني
لكني أتردد عن اللجوء لهم ... فربما لديهم من الظروف والهموم
ما تجعلهم عاجزين عن حمل هموم أخرى
فأعدل عن فكرة اللجوء لهم
فألملم نفسي ... وهمومها
وأتذكر صديقا قديما ... الذي لطالما
حمل همي منذ عهد الطفولة
فيعاودني الحنين الى الجلوس أمامه وبثه حزني
فتتجه خطواتي نحوه بشوق كبير
فهو ذاك الصديق الذي يختلف عن جميع البشر
الهادئ السمح الذي لايمل الاستماع الى شكوايا
ومناجاتي ... ويشعر بعواطفي نحوه
ولحظ عيني المولعة به
فعيني لاتكون بهذا الاتساع الا عندما تنظر اليه
لانه الواسع العملاق الكبير
الذي تمتد أطرافه ... لتغطي معظم الكرة الارضية
انه ذلك المخلوق الساجد لله
العابد له دائما وابدا
انه البحر ... فترديد اسمه
يكفي ليشعرني بالامان
ثلاثة حروف مليئة بالانس
والراحة ... وانشراح في الصدر
فالبحر... عشقه قلبي منذ الصغر
جعلته بطلا لخواطري
وسحرا أزين به لوحاتي
ففرشاتي تتيه تطرب وهى ترسم موجاته الساحرة
بألوانه الفيروزية ... والزرقاء ... والسماوية
فها أنا أمام ... ملهمي ... حيث تسكن النفس
لمجرد النظر اليه
وكل خلجة من خلجات القلب تسكن معه
وكأنني نومت تنويما مغناطيسيا
لمجرد لقائه
فصوت موجاته تنعشني
وأن كانت هادرة
فهى تشعرني بالوعيد
وتذكرني بتقوى الله
كيف لا وهو جندي من جنوده سبحانه وتعالى
وصوت موجاته الحانية
تزيد النفس استرخاء وأنسا
ليسهل عندها البوح ... والشكوى
فاعبر له عن حزن وضيق يعتريني
أتيته لأطرح همي عليه
وأنا أعلم أنه العملاق
سيتحمل همومي كعادته ... ويخفيها بين ثنايا موجاته
الى ان يصل بها الى أعماق أعماقه
فمن مثلك يا بحري
صديق ... مخلص ... ومؤنس
فلم اليوم أراه مختلف عن كل المرات السابقة
فلهدير صوته ... لون آخر لم اعتدت عليه
فصوت موجاته ممزوجة بحرقة تطبع في القلب
آثار لسعاتها ... وكأن الصوت بكاء وأنين
لقد أتيتك يا بحري شاكيا
فلا تردني على حالك باكيا
لقد أتيتك لأبثك همي
فلما أراك اليوم ... أنت من يحمل الهم
فرد علي بموجاته المتألمة
وهو يقول ... حملت شكواك سنين طويلة
وكتمتها ... في أعماقي
لكن عليك اليوم أنت ان تستمع لي
فأنا الشاكي
فيزداد تلاطم موجاته وكانه ود لو يلفظ شيئا منه ... أو ملتصق به
وكانه انتقص من عفته ... وطهارته
فهو العابد الساجد لله
المؤتمر بأوامره ... لا يقوم بشئ من نفسه
ان غضب الا بأمر من الله
فهاهو يكتم غيضه ... امتثالا لاوامر الله
بالهدوء والصبر على العباد
فيعاود بث شكواه لي
مع صوت موجاته
ويقول امواجي الطاهرة العفيفة
التي تعشق ملامسه أقدامكم المتوضاة
وتأنس بلهوكم قربي وبلهو أطفالكم
لكنني الآن ... يعصر الحزن قلبي
ويكويني الهم كيا
فأي أنجاس حط على شواطئي ... بعد أن استوطنت
أرضكم ... فها هم يدنسون مياهي الطاهرة
ويغتالون براءة موجاتي المتراقصة المتلاعبة
فكم تخجل موجاتي من النظر الى تلك
الأجساد العارية الرخيصة
لماذا تبدل الحال ... فاين أنتم
والخوف كل الخوف من أن احرم منكم
فأنت تأنفون مثلي من رأؤية هذه المشاهد
فلاشك أنكم ستبتعدون عن شواطئ
خوفا على دينكم ودين ابناءكم
ولا يبقى لي زائرا غير هؤلاء الأنجاس
فلا تحرمني من زيارتك
وعدني بأن تعود لزيارتي
وبث اشجانك لي ... فهذا أكثر ما يسعدني
كلماته المتوسلة ... جعلت فؤادي يعتصر حزنا
عليه ... فبدل أن أودعه كعادتي
خفيفة سعيدة وقد ألقيت بحملي عليه
أجدني اودعه ... وقد حَملتُ همه على همي
فعدت ادراجي أريد بث كل تلك الهموم
الى صديق ... فلم اجد غيركم
بعد البحر لأشكي له
فهل تتشاركوني حمل ... همه
فما أظنكم الا جميعا مثلي عاشقين لهذا البحر
اعجبني هذا الموضوع واحببت ان انقله لكم

ملك روما
23 / 07 / 2006, 46 : 01 AM
بارك الله فيك أخي الكريم ...نقل موفق ماشاءالله عليك

تقبل تحياتي وتقديري....



أتوقع الموضوع في ساحة الخواطر يكون أفضل ...والرأي لك.

ولدعنبر
23 / 07 / 2006, 52 : 01 PM
اشكرك مراقبنا الغالي

ملك روما

على مرورك على الموضوع

والامر مترك اليك مع مشرف الساحة

في نقله الى ساحة اخرى