مشاهدة النسخة كاملة : كنوز الماضي (( قصص من الموروث الشعبي ))
هلالي محارب
07 / 07 / 2006, 07 : 02 PM
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله أوقاتكم جميعا بكل خير
اخواني الأفاضل وأخواتي الفاضلات
كما تعلمون أن تراثنا العريق وموروثنا الشعبي يزخر بالكثير من القصص الخالدة والنادرة
والتي تحمل بين طياتها الكثير من الصفات الطيبة والخصال الحميدة وفيها من النصح والحكمة والطرافة الشيء الكثير
والبعيدة كل البعد عن التعصبات القبلية والحزازيات التي لا طائل منها
لذلك أستأذنكم جميعا في عمل هذه الموسوعة لجمع أكبر قدر ممكن من تلك القصص الخالدة
وسوف أقوم بمشيئة الله بتقديم تلك القصص بشكل اسبوعي من خلال هذه الزاوية
ودمتم جميعا بود
احب انبة ان هذة كانت فكرة اخوي الغالي مخاوي سدير .
أخوكم
هلالي محارب
هلالي محارب
07 / 07 / 2006, 09 : 02 PM
1 - فتاة زعب
--------------------------------------------------------------------------------
قبيلة زعب من القبائل الكبيرة التي تنتشر في شبه الجزيرة العربية ومنهم البادية ومنهم الحاضرة، وقد كان الشريف حاكم مكة في الزمن الماضي قد حمى حدوده فنزلت قبيلة زعب على الحدود وجاء رجال الشريف حسين لتبعدهم عن الحمى فرأوا مع زعب إبلاً غريبة في ضخامتها وأشكالها ورأوا حليبها يتساقط على العشب من غزارته فأخبروا الشريف بذلك فبعث لهم يطلبها فأخبروه أنها ملك لجارهم بن صبخي من حرب فأرسل الشريف إلى الأمير ناصر بن سحوب أمير زعب يقول له أنه يريد الإبل ويعطي بن صبخي عن الناقة ناقتين فرفض بن صبخي ثم أعطاه عن الناقة أربع فامتنع أيضاً وأحضر ابن سحوب جاره بن صبخي ليلحّ عليه بأن يبيعها على الشريف طالما أن الشريف له رغبة بها ويلحّ في طلبها فأجابه ابن صبخي قائلاً لا تجود بها نفسي لأحدٍ إلا رغماً عني فقالوا له زعب لا تُرغم وأنت جارنا وفينا رجلٌ حيّ ، ثم أرسلت زعب للشريف تقول أن صاحبها أبى عليها ولو أنها لزعب لأرسلوها له ولكنها لجارهم وجارهم دونه رجال زعب ، وبعد مفاوضات كثيرة رأى ناصر بن سحوب أن يذهب للشريف للتفاوض معه وإقناعه فأشار عليه قومه بأن الشريف سيحبسه فأصرّ على الذهاب ورغم ذلك لم يستطع ابن سحوب إقناع الشريف فحبسه وقال للقوم الذين جاءوا معه إذهبوا ولا ترجعوا إلاّ بعد عام وأن رجعتم قبله قتلت صاحبكم ، وكان ابن سحوب مكرما في حبسه عند الشريف وبعد مضي عام حضروا فقال لهم الشريف أريد الإبل وإلا قتلت ابن سحوب فقالوا له لو قتلته وزعب كلها لن تأتي الإبل، فقال إذن أريد تسعين فرساً صفراء (بيضاء ) بدلاً عن الإبل التسعين وبقى الأمير ناصر عند الشريف ثم حضرت الخيل وعليها رجالها مدججين بالسلاح ثم سلموها له ومعها تكملة العدد حصان مهوّس وإسمه شعيطان وصفوه لسرعته فهو يلحق ولا تلحقه الخيل وكان أغلى على مهوس من روحه وقد أكرم الشريف زعب وكساهم ثم رد الخيل وقال لابد من مجيء الإبل ، واغتاظ الأمير ابن سحوب عند ذلك وعندما رأى فشل الموضوع قال للشريف سترجع الخيل ولكن إسمح لها بأن لا يكون لها عميل ( أي يأخذون و يسبون كل من كان في طريقهم وهم راجعون ) قال الشريف لها ما أمامها إلا بني حسين "أسرة الشريف" ثم خرج ابن سحوب من عند الشريف وقد ارتفع لباسه إلى مجذ الساق بسبب غضبه الشديد وكان لباسه يصل قبله إلى الكعبين ولاحظت ابنة الشريف ذلك فسألت أباها عمّا جرى فأخبرها فقالت سوف يكون أول ما يأخذهم في طريقه بنو عمك قال لماذا قالت لأني رأيت ابن سحوب خرج ولباسه قد قصر بعدما كان تحت الكعبين، وما هي إلا فترة حتى أتاهم الخبر بأن زعب سلبوا بني حسين ، فأرسل الشريف عدة فرق رجعت مهزومة ولم يحارب في هذه الفرق ابن سحوب لأن جماعته منعوه من الاشتراك خوفاً عليه من مكيدة ثم رأى الشريف أن يقود جيشاً جراراً بنفسه على زعب وقد كان الشريف رجل حرب لا يستهان به والتقوا في "ركْبـَه" ونزل كل فريق أمام الآخر وظلت السرايا والفرق تتطاحن ثلاثة شهور وسئم الشريف من ذلك فأخذ بنفسه العلم واستعد الجيش واستعدوا زعب وأطلقوا أميرهم من منعه وأعطوه سلاحه وكان ابن سحوب من جبابرة الحروب وصاح الشيخ ابن غافل وقد بلغ من الكبر عتيا قائلاً أعطوني سلاحي وفرسي وارفعوا جفوني عن عيوني فكان ذلك وصاح فيهم ابن سحوب قائلاً يا زعب دون جاركم أرخصوا أرواحكم وودع ابن غافل بناته والتقى الجيشان قبل الظهر وما أنحت الشمس على الغروب حتى مالت كفة زعب وانهزم جيش الشريف وانتهت بذلك الحرب بموت ابن غافل بعدما مات ثمانين فارس من زعب وجُرح ابن سحوب بضربةٍ في موق عينه إلا أنه سلم منها وتفقدت زعب قتلاها فما فقدوا إلا بنت ابن غافل فقد هرب بها بعيرها مع كثرة الزحام ولم تشعر إلا وهي في مكان لا تعرفه فنزلت عن بعيرها وصعدت في مكان حصين ونزل الوادي أحد الغزاة من العرب للاستراحة فرآها أميرهم مسعر بن قويد ابن شيخ الدواسر ولم يرها الباقون فأمر بالرحيل ورجع هو وقال انزلي قالت لن أنزل حتى تعطيني عهوداً ومواثيق بألا تدنس شرفي فأعطاها ما طلبت ثم نزلت فأردفها على بعيره وذهب بها وسألها من أنتِ فقالت "هتيمية ضائعة" وبقيت عندهم مدة ، فرآها بعد ذلك فبهره جمالها فقال الأمير لوالده أريد أن أتزوجها فأنكر عليه والده ذلك وقال ليست من طبقتك ثم قالت أمه سأقطع الثدي الذي أرضعك إياه إن فعلت ، فأصر على الزواج بها فتزوجها، فقام قومه بوضع بيته خلف البيوت كناية عن إهانته لزواجه من هذه البنت ، وولد له سباّع وترعرع فاستغرب القوم تصرفاته مع أولاد عمه فكانوا إذا ذبحوا الجزور أعطوه الرئة يرميها ثم ينقضُّ على قلب الجزور ويأخذه غصباً من أيدي أولاد عمه وكبر سباع فذهب يومًا مع أولاد عمه فمرّوا بمكان حرب زعب وهو لا يعلم به فرأى أحذية الخيول مرميّة ورأى قدور كبيرة فوصف لأمه كل ذلك وهي بين النساء فَجَرَتْ دموعها من عينيها فرأتها النساء فأخبرن أبا زوجها وقد كان حكيماً وكان زوجها مسعر غازياً في ذلك الوقت فعمد الأب إلى حيلة وملأ كيسا من البر وقال لها اطحنيه لنا الليلة إننا نريد أن نغزوا وكان قصده أن تهيج الرحىَ ما بها ثم اختبأ قريباً منها فظلت طول الليل تطحن وتُنشد قصيدة طويلة لم يتم العثور إلا على بعض أبياتها ، وللمعلومية فإنه قد انحدر من هذه المرأة قوم كثر , ويقال لهم آل بو سباع من الدواسر ، وقصيدة فتاة زعب بنت الأمير ابن غافل هي :
يهيضْني يـا سبّـاع دارٍ ذكرتهـا ولاعاد منها إلا مواري حيودهـا
سبّاع تبكي أمّك بعيـنٍ ودمعَهَـا من عينها يحفي مذاري خدودهـا
ولكن وقود النار بأقصى ضميرها هاضَ الغرام و بيّحَ الله سدُودهـا
ولكن حجر العيـن فيهـا مليلـة ولكن ينهش موقها مع برودهـا
دمـعٍ يشـادي قربـةٍ شُوشليّـة بعيدٍ معشّاهـا زعُـوجٍ قعودهـا
زِعبيّـةٍ يـا عـم مانـي هَفيّـة ماني من الليّ هافيـاتٍ جدودهـا
أنا من زِعب وزعب إلى أوْجَهـوا على الخيل عجْلاتٍ سريعٍ ردودها
أهل سربةٍ لا دْبرَت كِنّها مهجّـرة وِإنْ أقبلت كنَّ الجوازي وُرودهـا
لا طاح طايحهم بشوفي ترايعـوا تقول فهـودٍ مخطيـاتٍ صيودْهـا
لا صاح صياحٍ بالسّبيب تِفازَعـوا عزيِّ لغمرٍ ثبَّـرت بـهْ بلودهـا
لحقوا على مثل القطا يوم وردتـه متغانـمٍ عيـنٍ قـراحٍ برودهـا
خيـلٍ تغـذّا للبـلا والمـعـاركترهِق صناديد العِدا في طرودهـا
لا تلقّحونَ الخيل يا زعب يا هلـي ترى لقاحَ الخيل يـردي جهودهـا
إن جَتْ سماحَ الخدّ مـا يلحقـن وإن جت مع السّنْداء لزومٍ يكودها
جينا الشّريـف بديرتِـه وإلتقانـا كل القبايل جامـعٍ بـه جنودهـا
طَلَبْ علينا الخُور هجمت قصيرنا متمَوّلٍ يبغـي حنازيـب سودهـا
ياما عطينا دونهـا مـن سبيّـه تسعين صفرا إحسابها ومعدودهـا
تمامها شعيطان خيالـة مهـوّس أصايل صنع النصـارى قيودهـا
إقطع قبيلـةٍ ضفهـا مـا يـذرّي تشري جمالٍ غطها فـي بدودهـا
قصيرنا في رأس عيطـاً طويلـة بحجى ذراها من عواصيف نودها
عيّوا عليهـا لابِتـي واحتمُوهـا بمصقّـلات مِرهفـاتٍ حدودهـا
حَرَبنا العدا والبنت نشوٍ بها أمهـا واليوم قده منوة العيـن عودهـا
تسعيـن ليلـة والعرابـا معقّلـة شمخ الذراء ومحجزاتٍ عضودها
شقح البكار الليّ زهن الدباديـب قامت تضالع من مثاني زنودهـا
خيـلٍ تناحيهـا وتضـرب بالقنـا مثل التهامي يوم أحلى جرودهـا
بنات عميّ كلّهـن شقّـن الخبـا بيضِ الترايب ناقضـات جعودهـا
على الحنايـا ناقضـاتِ الجدايـل سمرِ الذّوايب كاسيـات نهودهـا
وجيهٍ تشـادي مزنـةٍ عقربيّـة أقبل مطرها يوم حنـت رعودهـا
منهن نهارَ الهوش تنخَى رجالهـا ستر العذارى ما حضر من فهودها
لباسةٍ بالهوش للـدّرْع والطـاّس و على سروج الخيل كودٍ سنودهـا
مِن صنـع داود عليهـم مشالـح تجيبه رجالٍ مِن غنايـم فهودهـا
ياما طعنوا من حربـةٍ عولقيّـة شلفا تلظى يَشرَب الـدّم عودهـا
الليّ أيتموا في يوم تسعين مُهـرة ما منهن الليّ ما تلاوي عمودهـا
تسعين مع تسعين وألفين فـارس تحت صليب الخدّ تطوي لحودهـا
تسعين منهن بين أبويه وعزوتي وتسعين عنانٍ واللواحي شهودها
قبيلةٍ كـم أذهبـت مِـن قبيلـة لا عدّت الجـودات ينعـدّ جودهـا
زِعب هُم أهلَ المدح والمجد والثنا من الربع الخالي للحجاز حدودها
إن أجْنبوا فالصّيد منهـم تحـوّز وضيحيها ومن الجوازي عنودهـا
وإن أشملوا تهـجّ مِنهـم قبايـل ودارٍ يجونه ضدهم مـا يرودهـا
لامِن نووا فـي ديـرةٍ ياهَلونهـا تقافت الظّعـان عجـلٍ شدودهـا
اركابهـم يـمّ العِـدى مِتعبينهـ ابيضَ المحاقب فاتـرات لهودهـا
يَامَا خذوا من ضدّهم مِن غنيمـة ولا صاوُغوه بلطمةٍ مـا يعودهـا
بنمرٍ تشـادي للجـراد التهامـي ما تطاوع الحكام من عظم زودها
أشوف بالحـرة ضعـون تقللّـت وابوي حمّـاي السرايـا يذودهـا
شفي معه صقـر تباريـه عنـدل مـرٍّ يباريـه و مـرٍّ يقـودهـا
أنا فتاة الحـي بنـت بـن غافـل كم من فتاةٍ غـرّ فيهـا قعودهـا
شرشوح ذودٍ ضاربٍ له خَريمـة ما ودّك يشوفه بعينـه حسُودهـا
حوّلت من نظوى ورقيت سرحـه حطيّت رفٍ فـي مِثانـي فنودهـا
وجوني ركيبٍ ونوّخوا في ذراهـا وشافني عِقيدَ القوم زيزوم قودها
قال انزلي يا بنت وانـتِ بوجهـي ولا جيته ألاّ بالوثْق من عهُودهـا
أمرٍ كِتبـه الله وصـار وتكـوّن تسبّب علينا من الأَعادي قرودهـا
بكونٍ شِديدٍ مـا تمنّـاه عـارف تعدّه عيالٍ عادها فـي مهودهـا
ذكرت وقتٍ فايتٍ قِد مضـى لهـم ويومٍ علينا من ليالـي سعودهـا
ضوٍّ زمت للمال من غب سريـة وضوٍّ زمّت عيدان الأرطىَ وقودها
لكن قرون الصّيد بأطـراف بيتنـا هشيم الغضا يدني لحامي وقودها
تسعين عينا صيدنا فـي عشيّـة وضيحيّة نجعـل دلانـا جلودهـا
قنّاصنا يذهـب شريـقٍ وينثنـي ويجيب الجوازي دامياتٍ خدودهـا
وروّاينـا يـروح يـومٍ وينثنـي ويجيب القلاصي لاحقاتٍ حدودهـا
ومدّادنـا يأخـذ حديـد وينثنـي ويجيب الجلادي ضايماتٍ هبودهـا
وغزّاينـا يغـزي حديـد وينثنـي ويجيب العرابا حافـلاتٍ ديودهـا
لنا بيـن حَبْـر وغْرابـا منـزلٍلِهن في زيـن العرابـا قعودهـا
حنّا نزلنا الحـزم تسعيـن ليلـة وغلّ الأعادي لاجيٍ في كبودهـا
لامن حجى معنا عليـمٍ ولا ذرى إلاّ شخوص العين قـب نقودهـا
ِقليبنـا غزيـرةَ الجـمّ عيـلـمما ينشدون صدورها من ورودها
طوله ثمانٍ مع ثمانٍ مـع أربـع وسطٍ من الصفرا وقبلت نفودهـا
أهل عقلةٍ بحدّ الحاذ من الغضـى ما دارها الزرّاع يبـذر مدودهـا
ألفيـن بيـتٍ نازليـن جبـاهـا وألفين بيتٍ بالمظامـي ترودهـا
تخالفوا في يـوم تسعيـن لحيـه عشان وقفـت أجنبـي بنفودهـا
دارٍ لِنـا ماهـيـب دارٍ لغيـرنـا ما حدّها الرّمله وما ورد عدودها [/poem]
وإلى قصة أخرى من قصص تراثنا العريق
أخوكم
هلالي محارب
هلالي محارب
17 / 07 / 2006, 09 : 03 PM
2 - المهادي ومفرج السبيعي
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله مساكم جميعا بكل خير
مثل ما للعرب الأوائل من معلقات فإن للعرب الأواخر معلقات أيضا وهذه إحدى معلقات وكنوز موروثنا الشعبي الغالي
فموروثنا الشعبي يزخر بالكثير من القصص القيمة والرائعة والعظيمة التي سطر مواقفها وأحداثها رجال من جزيرتنا العربية فحفظها التاريخ الأصيل لتبقى للأجيال درساً وموعظة وضربت بأحداثها الأمثال في المجالس العربية والأشعار العامية وهذه احدى تلك القصص النادرة التي لا يمكن أن يتم التطرق لموضوع الصبر أو الجيرة بدون أن تذكر قصة المهادي ومفرج السبيعي ففي هذه القصة من الطيب والشجاعة والصبر والحكمة والموعظة الشيء الكثير ، وفيها من حقوق الضيف والجار القدر الكبير ، وفيها من النخوة والشهامة الزخم الوفير .
محمد المهادي من فخذ عبيدة من قبيلة قحطان ومفرج السبيعي من قبيلة سبيع وقد عاشا في القرن الحادي عشر الهجري وللمهادي والسبيعي حكاية غريبة عجيبة وان اختلفت روايتها إلا أنها تبقى رمزا للتضحية والوفاء والإيثار
وتقدير الجار للجار في أروع الصور التي يمكن للعقل تصورها ، وقصتهما بشكل عام هي أن المهادي نزل على قبيلة سبيع وهو في طريقه ومكث عندهم أيام عشق خلالها بنت عم مفرج السبيعي ولم يكن يعرف أنها بنت عم السبيعي ونظرا لتوطد علاقته مع مفرج السبيعي اتجه المهادي لمفرج كي يخطبها له وكان السبيعي يحبها وهي تبادله نفس الحــب وعلى موعد للزواج قريبا ولكن السبيعي اكراماً للمهادي لم يخبره بتلك الحكاية وزوّجها له بغير رضاها وعندما علم المهادي من البنت عن الحكاية كاملة بقي معها اسبوع ثم طلقها لتعود لابن عمها ورحل المهادي إلى دياره،
وعندما دارت الدنيا على السبيعي وأصابه ما أصابه من سؤ الأحوال تذكر صديقه المهادي فرحل إليه هو وزوجته واولاده فاستقبله المهادي أحسن استقبال وأنزله في بيته، وفي نفس الليلة التي نزل بها السبيعي على المهادي قام السبيعي عن غير قصد بقتل ولد المهادي فكبرت المصيبة على مفرج ولكن المهادي هوّنها وكأن شيئاً لم يكن وبقي السبيعي في ديار المهادي ضيفاً مكرماً وصديقاً مقربا للمهادي فترة طويلة من الزمن ، وفي ذات ليلة سمع مفرج من جاره المهادي كلمات احتار في تفسيرها فقد كان المهاادي يقول (.. اما ارحلوا والارحلنا ..) فرحل السبيعي مستغربا عدم معارضة المهادي لرحيله ، ولكن السبيعي لم يهدأ فقد اخذ يبحث عن السبب فاكتشف ان السبب هو أن أحد أولاده قد قام بمضايقة بنت المهادي فتره طويلة وصلت إلى ما يقارب الثمان سنوات سنوات وهو يراودها عن نفسها والمهادي صابر لا يتكلم حتى أخبرته ابنته بأن الولد يكبر وقد قويت شكيمته ولم تعد تقوى على صده وبسبب ذالك قال المهادي الكلمات التي حيرت السبيعي ( ارحلو والارحلنا ) .فما كان من السبيعي الا أن قام بقتل ابنه اكراما ً لجاره المهادي ووضع رأسه في كيس وأرسله مع أكبر أبنائه إلى المهادي بعد أن رحل عنه ، وما كان من المهادي إلا أن لحق بالسبيعي وأرجعه إلى دياره وعاشا جيران بقية العمر معاً ، وهناك رواية تقول بل زوّج البنت لابن مفرج الذي أتى حاملا رأس أخيه في الكيس وعاد الابن بزوجته لوالده ثم رحلوا لديارهم ، وقد قال المهادي قصيده يتحسر على فراق مفرج السبيعي عندما رحل عنه :
يقول المهادي والمهـادي محمـدوبه عبرةٍ جمل الملأ مـا درابهـا
أنـا وجعـي مـن علـةٍ باطنيـةبأقصى الضماير ما دري وين بابها
تقد الحشا قـد ولا تنثـر الدمـاءولا يدري الهلبـاج عمـا لجابهـا
إن أبديتها بانـت لرماقـة العـداوان أخفيتها ضاق الحشا بالتهابها
ثمان سنين وجارنـا مجـرمٍ بنـاوهو مثل واطي جمرةٍ ما درابهـا
وطاها بفرش الرجل لو هي تمكنتبقى حرها ما يبرد الماء التهابهـا
ترى جارنا الماضي على كل طلبةلو كان ما يلقـى شهـودٍ غدابهـا
ياما حضينا جارنـا مـن كرامـةبليلٍ ولو بني الغبـا مـا درابهـا
وياما عطينا جارنـا مـن سبيـةليا قادهـا قوادهـا مـا انثنابهـا
نرفا خمال الجـار لـو داس زلـةكما ترفا بيـض العـذارا ثيابهـا
ترى عندنا شات القصير بها أربـعيحلف بها عقارهـا مـا درابهـا
تنـال بالمهـادي ثمـانٍ كوامـلتراقى وتشدي بالعلا من صعابهـا
لا قـال مناخيـرّ فــرد كلـمـةبحضرة خـوف الزرايـا وفابهـا
الأجواد وان قاربتهـم مـا تملهـموالأنذال وان قاربتها عفت مابهـا
الأجواد وان قالوا حديـثٍ وفوبـهوالأنذال منطوق الحكايـا كذابهـا
الأجواد مثل العد من ورده إرتـوىوالأنذال لا تسقـي ولا ينسقابهـا
الأجواد تجعل نيلها دون عرضهـاوالأنذال تجعل نيلها فـي رقابهـا
الأجواد مثل الزمل للشيـل ترتكـيوالأنذال مثل الحشو كثير الرغابها
الأجواد وان ضعفوا فيهم عراشـةوالأنذال لو سمنوا معايا صلابهـا
الأجواد يطرد همهم طول عزمهـموالأنذال يصبح همها فـي رقابهـا
الأجـواد تشبـه قـارةٍ مطلحبـةلا دارها البـردان يلقـى الذرابهـا
الأجواد مثـل الجبـال الـذي بهـاشـربٍ وظـلٍ والـذي ينهقابهـا
الأجواد صندوقين مسـك وعنبـرلا فتحـت أبوابهـا جـاك مابهـا
الأجواد مثل البدر في ليلة الدجـىوالأنذال ظلماً تايهٍ مـن سرابهـا
الأجواد مثل الدر في شامخ الـذراوالأنذال مثل الشري مـرٍ شرابهـا
الأجواد وإن حايلتهم مـا تحايلـواوالأنذال أدنـى حيلـة ثـم جابهـا
الأنذال لو غسلوا إيديهـم تنجسـتنجاسة قلوب مـا يفيـد الدوابهـا
يـارب لا تجعـل بالأجـواد نكبـهحيث لا ضاع الضعيـف التجابهـا
أنا أحب نفسي يرخص الزاد عندهايقطعك يا نفـس جزاهـا هبابهـا
لعل نفـسٍ مـا للأجـواد عندهـاوقار عسى ما تهتني في شبابهـا
عليك بعين السيـح لاجيـت واردخل الخباري فـان ماهـا هبابهـا
ترى ظبى رمـان برمـان راغـبوالأرزاق بالدنيا وهو مـا درابهـا
سقى بالحيا ما بين تيمـا وغـرّبشمال غميق الجوع ملقى هضابها
سقاها الولي من مزنـةٍ عقربيـةتنثر دقاق الماء في مثاني سحابها
لمطرت ذي ورعدت ذي بساق ذيسنا ذي وذي بالماء غارق ربابها
نسف الغثا سيبان ماها ليا أصبحتيجي الحول والماء ناقع في ترابها
دارٍ لنـا مـا هيـب دار لغيـرنـاوالأجناب لو حنـا بعيـد تهابهـا
يذلون من دهمـا دهـومٍ نجرهـانفجي بها غـرات مـن لا درابهـا
ترى الدار كالعذرا ليا عـاد مابهـاحرٍ غيورٍ فكل من جـاء زنابهـا
ياما وطن سمحات الأيدي من الوطاوعدينا عنها من دنا من هضابهـا
تهامية الرجليـن نجديـة الحشـاعذابي من الخـلان وأنـا عذابهـا
له بياض عيـون المـاء منـازلعذب زلال الماء قـراح شرابهـا
سقاني بكـأس الحـب در منهلـهعندل من البيض العـذارا أطنابهـا
أريتك ليا مسنـا الجـوع والظمـأواحتر من الجوزاء علينا التهابهـا
وحما علينا الرمل واستاقد الحصىوحما على روس المبادي هضابها
وطلّن عذارا من ورانـا يشارفـنعماهيج مطـوي العبايـا ثيابهـا
ليا نزل منا في منزل هجر نولهـامراغيث تستن لولاك في عقابهـا
غرنا على البراق في جال تيمـاءوأخذنا عليه ابـل طـوال رقابهـا
طوينا سقي الهلباج عن شمخ الذراجينـاه مـع داويـة مـا درابهـا
قطعنابهم الحبـل القصيـر وبيننـاصفون كما أفواه القوالي ارقابهـا
ولحقوا مغاوير على كـور حـزّبعلى رمك كن الظـلام انكسابهـا
قلت اللهم لا بلّهـم وابـل الحيـاولا جاذبوا بيض الترايـب ثيابهـا
ليا سرت منا يا سعود بـن راشـدعلى حرةٍ نسل الجديعـي ضرابهـا
سرها وتلقى مـن سبيـع قبيلـةكرام اللحا في طوع الأيدي لبابهـا
فلابـد مـا نفجـأ سبيـع بغـارةعلى جرد الأيدي درعوها زهابهـا
عليها من أولاد المهـادي غلمـةلا طعنوا مـا ثنّـوا فـي عقابهـا
وأنـا زبـون الجاذيـات محـمـدليا عزبوا ذود المصاليـح جابهـا
محالله عجوزٍ من سبيع بن عامـرما علمت غرّانهـا فـي شبابهـا
لها ولدٍ ما حـاش يـومٍ غنيمـةسوى كلمةٍ عجفا تمـزا وجابهـا
يعنونها عسمان الأيدي عن الخطأمحالله دنيا مـا خذينـا القضابهـا
عيون العدا كم نوخن مـن جديلـةلا قـام بـذاخ السوالـف يهابهـا
أنا أظـن دارٍ شـد عنهـا مفـرجحقيقٍ يا دار الخنـا فـي خرابهـا
وأنا أظن دارٍ نـزل يمهـا مفـرجلا بـد ينبـت الزعفـران ترابهـا
فتى ما يظلـم المـال ألا وداعـةولو يملك الدنيا جميـعٍ صخابهـا
فتى يذبح الكوم وسديـس وحايـللا قيل يبزا زادهـا مـن عذابهـا
رحل جارنا ما جـاه منـا رزيّـةوان جات ما يأتيـه منـا عتابهـا
وصلوا على سيد البرايـا محمـدعدد مالعا القمري بعالي هضابهـا
وإلى قصة أخرى من قصص تراثنا العريق
أخوكم
هلالي محارب.........
ابوحمدتمير
17 / 07 / 2006, 43 : 10 PM
مشكور على القصص اخوي هلالي محارب تحياتي لك .. ابوحمد ..
الجنوبي 2000
05 / 08 / 2006, 23 : 09 AM
مشكور على القصص اخوي هلالي محارب
............................................