محمد بن حمد
17 / 12 / 2003, 47 : 10 AM
زعب قبيلة مشهورة من فبائل العرب لها فرسانها وأمراؤها وشعراؤها ولهذه القبيلة شأن عظيم في جزيرة العرب . . . ومن حكايات هذه القبيلة العربية هذه الحكاية التي تعد من أروع قصص التضحية والفداء
يقول الراوي
ابن غافل الزعبي أحد شيوخ قبيلة زعب لا يعرف اسمه الأول بسبب مرور فترة طويلة بيننا وبينه , كان لابن غافل جار من قبيلة حرب يمتلك إبلاً لا مثيل لها في جزيرة العرب كلها وكان الشريف آن ذاك يحكم الحجاز . . . سمع الشريف بإبل الحربي فأرسل إلى الزعبي ابن غافل مرسالاً يطلب منه إبل الحربي لأن الحربي هذا برفقة الشيخ ابن غافل الزعبي . . . لم يخبر ابن غافل الحربي بخبر الإبل لأنه جاره . . . بل أرسل إليه يطلب منه شراء الإبل كلها . . . فرفض الحربي بيع إبله لأنها أغلى عليه من أولاده فهي متوارثة وليس لها مثيل في جزيرة العرب . . . بعد رفض الحربي لبيع الإبل أخبر ابن غافل مرسال الشريف أن الإبل لجارنا وجارنا لا يعطيها ولا يبيعها فاعتذر من الشريف , فلو كانت لأحد من زعب لأرغمته . . . ولكنها للجار والجار كعادتنا لا نرغمه . . . عاد مرسال الشريف لمن أرسله وأبلغه . . . فقال الشريف أخبرهم إن لم تصلني الإبل خلال فترة كذا يوم فسآخذها بحد السيف . . . فوصل الخبر لابن غافل . . . وابن غافل يعلم علم اليقين أن القبيلة مهما كان عددها لن تستطيع مواجهة حاكم كالشريف لديه جيش كامل العدد والعدة
حاول الزعبي بشتى الطرق أن يقنع الحربي ببيع الإبل الواحد بثلاث يختارها من أطيب إبل زعب وبدون أن يبلغه بخبر الشريف , والحربي يزيد تمسكاً بإبله فعرض الزعبي على الشرف أن يعطيه بدل كل ناقه فرساً وكانت الفرس تعادل عشراً من الإبل . . . فرفض الشريف . . . وعرض ابن غافل على الشريف دفع فدية بدلاً من الإبل والشريف يرفض . . . وأصر على رأيه إما تسليم إبل الحربي أو الحرب . . . وكان بإمكان زعب أن تفرض على الجار الحربي بيع الإبل اتقاء لشر الشريف . . . ولكن أبت شيمتهم ولذلك اختار ابن غافل وقبيلته الحرب ولا يلحق بهم العار من جارهم رغم علمهم أنهم لن يستطيعوا الصمود أمام الشريف وجيشه الجرار
وسار الشريف لحرب زعب . . . ووقعت الواقعة وهؤلاء بنو زعب يكافحون الواحد منهم يحارب عشرة رجال لكثرة ما مع الشريف من جيش . . . والكثرة تغلب الشجاعة . . . فهزمهم الشريف وأخذ إبل الحربي . . . وشتتهم فلم ينج منهم إلا قلة هاموا بالصحراء . . . هلك بها من هلك ونجا من نجا , ومن بين الناجين ابنة ابن غافل هرب بها جملها بالليل بالصحراء ونظراً لأنها لا تعرف مصير قومها فلم ترجع وتركته ((أي الجمل)) يسير بالصحراء حيث يشاء . . . وفي ((فيضة سدر)) أي واحة بوسط الصحراء بها سدر غفت على ظهر جملها من شدة التعب فأوقعها الجمل عن ظهره وهرب وتركها . . . فما كان منها إلا أن التجأت لإحدى شجرات السدر وكمنت على أغصان السدرة بحيث ترى ولا يراها أحد . . . ومر يوم أو يومان فكانت هناك قافلة من قبيلة ((الدواسر)) ففطن لها أحدهم
فقال لها : أأنت من الإنس أم من الجن ؟ . . فقالت : من الإنس . . . قال انزلي . . . قالت أعطني عهدا . . . فعاهدها أنها بوجهه فنزلت . . . ولم تخبرهم بقصتها . . . بل اختلقت عذراً . . . وصحبها الدوسري مع نسائه . . . وأصبحت منهم فرآها ابن أميرهم وأعجب بها فخطبها من الدوسري فاستشارها ثم قبلت فزوجها ابن أمير القبيلة . . . وبقيت عنده . . . ورزقت منه بولد أسماه أبوه ((سباع)) وكان اسماً على مسمى فقد فاق أقرانه بكل شيء بالسباقات التي يجريها أبناء البادية وركوب الخيل وغيره . . . فغار منه أقرانه . . . فذهب أحد الأطفال لوالدته يشكو لها تغلب سباع عليهم في كل شيء فقالت له والدته . . . اسأل سباع من هم أخواله ؟ . . وبذلك سوف تحبطه ولن يتغلب عليك فأمه مجهولة النسب ابنه تلك الشجرة
أعلم الولد أقرانه فأصبحوا يعيرون سباع بأخواله وأن أمه لا نسب لها . . . وهذا سباع كلما سمعهم جاء يبكي لأمه ولم يعد هو سباع الأول فلم يعد يفوق أقرانه وأصبح منطوياً على نفسه . . . حزيناً . . . ومن هنا كان لا بد للأم أن تعلمهم أنهم لا يفوقونها نسباً وحسباً وتحكي حكايتها
فأنشدت تقول
تهيضـت يا سبـاع لـدارن ذكرتهـا
ولا عاد منهـا إلا مـواري حيودهـا
سبـاع أمـك تبكـي بعينـن حفيـة
دموعهـا تحفـي مـذاري خدودهـا
لكن وقود النـار بأقصـى ضمايـري
هـاض الغـرام وبيـح الله سدودهـا
دمعـي يشـادي قربتـن شـو شليـه
بعيـدن معشاهـا زعوجـن قعودهـا
زعبيتـن يـا سبـاع مانـي بهافيـه
ولانـي من اللـي هافياتـن جدودهـا
أنا من زعـب وزعـب إلي أوجهـوا
على الخيل عجلاتن سريعـن ردودهـا
طريحهـم لا طـاح شوفـي ترايعـوا
تقـول فهـودن مخطياتـن صيودهـا
أهل سربتن لا أقفـت لكنهـا مهجـره
واليا أقبلـت كن الجـوازي ورودهـا
لحقوا علـى مثـل القطـا يـوم ورد
متغانمـن عيـن قـراحـن ورودهـا
وأن صح صايح بالسبيـب أفزعـوا له
وعزي لغمـرن ثبـرت بـه بلودهـا
خليـن تغـذا للبــلا و المعــارك
ترهب صناديـد العـدا في طرودهـا
لا تلقحون الخيـل يا زعـب يا هلـي
ترى لقـاح الخيـل يـردي جهودهـا
لا جن سماح الخـد ما يلحقـن بكـم
وإن جن مع السنـدا لزومـن يكودهـا
جانـا الشريـف بدارنـا والتقـانـا
كـل القبايـل جامعينـن جنـودهـا
طلب علينا الخـور هجعـة قصيرنـا
مصملـن يبغـي حنازيـب سودهـا
يـا مـا عطينـا دونهـا مـن سبيـة
تسعيـن صفـرا حسبهـا ومعدودهـا
تمامهـن شعيطـا خبـالـة مهـوس
أصايلـن صنـع النصـارى قيودهـا
يقطـع قبيلـة ضفهـا مـا يــذري
تشبه جمالـن عضهـا فـي بدودهـا
قصيرنـا فـي راس عيطـا طويلـة
يحجي ذراها من عواصيـف نودهـا
عيـوا عليهـا لابتـي واحتمـوهـا
بمصقـلاتـن مرهفـاتـن حيودهـا
حربنا وتو البنت نشـون بهـا أمهـا
لين استتمت واستـوى زيـن عودهـا
علـى الحنـايـا نقضـن الجـدايـل
سمـر الذوايـب كاسياتـن نهودهـا
ووجيههـن كالمـزنتيـن عقـربيـة
هلت مطرهـا يـوم حنـت رعودهـا
تسعيـن ليلـة والقـرايـن معلقــة
حـم الـذرى معقـلاتـن عضودهـا
شقح البكـار اللـي زهـن الجنايـب
قامت تضالـع من مثانـي عضودهـا
وخيلن تناجي خيـل وضـربن بالقنـا
مثل التهامـي يـوم أحلـى جرودهـا
بنـات عمـي كلهـن شقـن الخبــا
بيـض الترايـب ضافياتـن جعودهـا
كلن نهـار الهـوش تنخـا أرجالهـا
ستـر العـذارى بالمـلاقـا اسودهـا
لبـاستـن للـدرع والطـاس باللقـا
على سروج الخيل عجلـن ورودهـا
مـن صنـع داود عليهـم مشـالـح
تجيبـه رجالـن من غنايـم فهودهـا
يا ما طعنـوا فـي حربتـن عوقليـة
شلـف تلظـى يشـر بالـدم عودهـا
اللي أيتموا في يـوم تسعيـن مهـره
تحت صليب الخـد تطـوي لحودهـا
تسعين بني عمـي وابـوي واخوتـي
تسعيـن عنـان واللواحـي شهودهـا
قبيلتــن كـم أذهبـت مـن قبيلــة
إذا عـدت الجـودات ينعـد جودهـا
زعـب أهـل المـدح والمـد والثنـا
من الربع الخالي إلى الحجازي حدودها
إن جنبـوا للصيــد منهـم تحــوز
البد ووضيحـي الجـوازي عنودهـا
وإن سملـوا تهـج منهــم قبـايـل
دران يجوهـا ضـدهـم ما يرودهـا
واليـا انتـوو لديرتـن يا صلـونهـا
تقافـت الأضعـان عجلـن أشدودهـا وأركـابهـم يـم العـدا متعبينهـــا
بيـض المحاقـب مقتراتـن لهودهـا
يا ما خـذوا من ضدهـم من غنيمـة
من ذاق منهـم ضربتـن ما يعودهـا
نمـراً تشـادى للجـراد التهـامـي
ما طاعوا الحكـام من عظـم كودهـا
أشـوف بالحـره ظعــون تقللـت
أبـوي حمـاي السـرايـا يقـودهـا
شفـي معـه صفـرا تبـاريه عنـدل
مـرة يبـاريهـا ومـرة يقـودهــا
أنـا فتـاة الحـي بنـت ابـن غافـل
وكم من فتاتـن غـر فيهـا قعودهـا
شـرشـوح ذود ضاربـن له خريمـة
مـا ودك يشوفـه بعينـه حسـودهـا
حـولـت مـن ورقيـت سـرحــه
حطيت لـي عشـن باعـلا فنودهـا
جاتنـي ركابـن نوخـت في ذراهـا
وشافني عقيد القـوم زيـزوم قودهـا
قال حولي يا بنـت وانتـي بوجهـي
ولا جيتـه إلا واثقـة مـن عهودهـا
أمـرن كتبـه الله وصـار وتكـون
سبـب عليّ من الأعـادي قرودهـا
بحـرب شديـدن ما تمنـاه عـاقـل
يعـده اللي صاغـرن فـي مهودهـا
ذكرت يومن فايتـن قد مضـى لهـم
يومـن علينـا مـن ليالـي سعودهـا
صـو زمت للمال من عقـب سريـه
ضو زمت عـودان الأرطـا وقودهـا
لكن قـرون الصيـد من خلـف بيتنـا
هشيم الغضا يـدني لحامـي لهودهـا
تسعيـن عـدد صدنـا فـي عشيـه
وضيحيتـن نجعـل دلانـا جلـودهـا
قناصنـا يـروح شـريقـن وينثنـي
يجـي بالجـوازي دامياتـن خدودهـا
ورواينــا يـروي بيـومـه وينثنـي
يجـي بالعلاسـي لاحقاتـن حدودهـا
غـزاينـا يـروح بيـومـه وينثنـي
يجـي بالعرايـا ضايمتهـا ديودهـا
أتمت الأم قصيدتها فعرف الولد بالضبط من هم أخواله الذين يرفع رأسه بذكرهم وحميد أفعالهم ولعل إرادة الله تعالى أخرجت الأم من صمتها ليخلد فعل هذه القبيلة العربية على مر الأجيال وتخلد قصيدتها . . . وسارت بين الدواسر قبيلة زوجها هذه القصيدة وعرفوا من هي وعاد سباع إلى سابق عهده يتفوق على أقرانه
يقول الراوي
ابن غافل الزعبي أحد شيوخ قبيلة زعب لا يعرف اسمه الأول بسبب مرور فترة طويلة بيننا وبينه , كان لابن غافل جار من قبيلة حرب يمتلك إبلاً لا مثيل لها في جزيرة العرب كلها وكان الشريف آن ذاك يحكم الحجاز . . . سمع الشريف بإبل الحربي فأرسل إلى الزعبي ابن غافل مرسالاً يطلب منه إبل الحربي لأن الحربي هذا برفقة الشيخ ابن غافل الزعبي . . . لم يخبر ابن غافل الحربي بخبر الإبل لأنه جاره . . . بل أرسل إليه يطلب منه شراء الإبل كلها . . . فرفض الحربي بيع إبله لأنها أغلى عليه من أولاده فهي متوارثة وليس لها مثيل في جزيرة العرب . . . بعد رفض الحربي لبيع الإبل أخبر ابن غافل مرسال الشريف أن الإبل لجارنا وجارنا لا يعطيها ولا يبيعها فاعتذر من الشريف , فلو كانت لأحد من زعب لأرغمته . . . ولكنها للجار والجار كعادتنا لا نرغمه . . . عاد مرسال الشريف لمن أرسله وأبلغه . . . فقال الشريف أخبرهم إن لم تصلني الإبل خلال فترة كذا يوم فسآخذها بحد السيف . . . فوصل الخبر لابن غافل . . . وابن غافل يعلم علم اليقين أن القبيلة مهما كان عددها لن تستطيع مواجهة حاكم كالشريف لديه جيش كامل العدد والعدة
حاول الزعبي بشتى الطرق أن يقنع الحربي ببيع الإبل الواحد بثلاث يختارها من أطيب إبل زعب وبدون أن يبلغه بخبر الشريف , والحربي يزيد تمسكاً بإبله فعرض الزعبي على الشرف أن يعطيه بدل كل ناقه فرساً وكانت الفرس تعادل عشراً من الإبل . . . فرفض الشريف . . . وعرض ابن غافل على الشريف دفع فدية بدلاً من الإبل والشريف يرفض . . . وأصر على رأيه إما تسليم إبل الحربي أو الحرب . . . وكان بإمكان زعب أن تفرض على الجار الحربي بيع الإبل اتقاء لشر الشريف . . . ولكن أبت شيمتهم ولذلك اختار ابن غافل وقبيلته الحرب ولا يلحق بهم العار من جارهم رغم علمهم أنهم لن يستطيعوا الصمود أمام الشريف وجيشه الجرار
وسار الشريف لحرب زعب . . . ووقعت الواقعة وهؤلاء بنو زعب يكافحون الواحد منهم يحارب عشرة رجال لكثرة ما مع الشريف من جيش . . . والكثرة تغلب الشجاعة . . . فهزمهم الشريف وأخذ إبل الحربي . . . وشتتهم فلم ينج منهم إلا قلة هاموا بالصحراء . . . هلك بها من هلك ونجا من نجا , ومن بين الناجين ابنة ابن غافل هرب بها جملها بالليل بالصحراء ونظراً لأنها لا تعرف مصير قومها فلم ترجع وتركته ((أي الجمل)) يسير بالصحراء حيث يشاء . . . وفي ((فيضة سدر)) أي واحة بوسط الصحراء بها سدر غفت على ظهر جملها من شدة التعب فأوقعها الجمل عن ظهره وهرب وتركها . . . فما كان منها إلا أن التجأت لإحدى شجرات السدر وكمنت على أغصان السدرة بحيث ترى ولا يراها أحد . . . ومر يوم أو يومان فكانت هناك قافلة من قبيلة ((الدواسر)) ففطن لها أحدهم
فقال لها : أأنت من الإنس أم من الجن ؟ . . فقالت : من الإنس . . . قال انزلي . . . قالت أعطني عهدا . . . فعاهدها أنها بوجهه فنزلت . . . ولم تخبرهم بقصتها . . . بل اختلقت عذراً . . . وصحبها الدوسري مع نسائه . . . وأصبحت منهم فرآها ابن أميرهم وأعجب بها فخطبها من الدوسري فاستشارها ثم قبلت فزوجها ابن أمير القبيلة . . . وبقيت عنده . . . ورزقت منه بولد أسماه أبوه ((سباع)) وكان اسماً على مسمى فقد فاق أقرانه بكل شيء بالسباقات التي يجريها أبناء البادية وركوب الخيل وغيره . . . فغار منه أقرانه . . . فذهب أحد الأطفال لوالدته يشكو لها تغلب سباع عليهم في كل شيء فقالت له والدته . . . اسأل سباع من هم أخواله ؟ . . وبذلك سوف تحبطه ولن يتغلب عليك فأمه مجهولة النسب ابنه تلك الشجرة
أعلم الولد أقرانه فأصبحوا يعيرون سباع بأخواله وأن أمه لا نسب لها . . . وهذا سباع كلما سمعهم جاء يبكي لأمه ولم يعد هو سباع الأول فلم يعد يفوق أقرانه وأصبح منطوياً على نفسه . . . حزيناً . . . ومن هنا كان لا بد للأم أن تعلمهم أنهم لا يفوقونها نسباً وحسباً وتحكي حكايتها
فأنشدت تقول
تهيضـت يا سبـاع لـدارن ذكرتهـا
ولا عاد منهـا إلا مـواري حيودهـا
سبـاع أمـك تبكـي بعينـن حفيـة
دموعهـا تحفـي مـذاري خدودهـا
لكن وقود النـار بأقصـى ضمايـري
هـاض الغـرام وبيـح الله سدودهـا
دمعـي يشـادي قربتـن شـو شليـه
بعيـدن معشاهـا زعوجـن قعودهـا
زعبيتـن يـا سبـاع مانـي بهافيـه
ولانـي من اللـي هافياتـن جدودهـا
أنا من زعـب وزعـب إلي أوجهـوا
على الخيل عجلاتن سريعـن ردودهـا
طريحهـم لا طـاح شوفـي ترايعـوا
تقـول فهـودن مخطياتـن صيودهـا
أهل سربتن لا أقفـت لكنهـا مهجـره
واليا أقبلـت كن الجـوازي ورودهـا
لحقوا علـى مثـل القطـا يـوم ورد
متغانمـن عيـن قـراحـن ورودهـا
وأن صح صايح بالسبيـب أفزعـوا له
وعزي لغمـرن ثبـرت بـه بلودهـا
خليـن تغـذا للبــلا و المعــارك
ترهب صناديـد العـدا في طرودهـا
لا تلقحون الخيـل يا زعـب يا هلـي
ترى لقـاح الخيـل يـردي جهودهـا
لا جن سماح الخـد ما يلحقـن بكـم
وإن جن مع السنـدا لزومـن يكودهـا
جانـا الشريـف بدارنـا والتقـانـا
كـل القبايـل جامعينـن جنـودهـا
طلب علينا الخـور هجعـة قصيرنـا
مصملـن يبغـي حنازيـب سودهـا
يـا مـا عطينـا دونهـا مـن سبيـة
تسعيـن صفـرا حسبهـا ومعدودهـا
تمامهـن شعيطـا خبـالـة مهـوس
أصايلـن صنـع النصـارى قيودهـا
يقطـع قبيلـة ضفهـا مـا يــذري
تشبه جمالـن عضهـا فـي بدودهـا
قصيرنـا فـي راس عيطـا طويلـة
يحجي ذراها من عواصيـف نودهـا
عيـوا عليهـا لابتـي واحتمـوهـا
بمصقـلاتـن مرهفـاتـن حيودهـا
حربنا وتو البنت نشـون بهـا أمهـا
لين استتمت واستـوى زيـن عودهـا
علـى الحنـايـا نقضـن الجـدايـل
سمـر الذوايـب كاسياتـن نهودهـا
ووجيههـن كالمـزنتيـن عقـربيـة
هلت مطرهـا يـوم حنـت رعودهـا
تسعيـن ليلـة والقـرايـن معلقــة
حـم الـذرى معقـلاتـن عضودهـا
شقح البكـار اللـي زهـن الجنايـب
قامت تضالـع من مثانـي عضودهـا
وخيلن تناجي خيـل وضـربن بالقنـا
مثل التهامـي يـوم أحلـى جرودهـا
بنـات عمـي كلهـن شقـن الخبــا
بيـض الترايـب ضافياتـن جعودهـا
كلن نهـار الهـوش تنخـا أرجالهـا
ستـر العـذارى بالمـلاقـا اسودهـا
لبـاستـن للـدرع والطـاس باللقـا
على سروج الخيل عجلـن ورودهـا
مـن صنـع داود عليهـم مشـالـح
تجيبـه رجالـن من غنايـم فهودهـا
يا ما طعنـوا فـي حربتـن عوقليـة
شلـف تلظـى يشـر بالـدم عودهـا
اللي أيتموا في يـوم تسعيـن مهـره
تحت صليب الخـد تطـوي لحودهـا
تسعين بني عمـي وابـوي واخوتـي
تسعيـن عنـان واللواحـي شهودهـا
قبيلتــن كـم أذهبـت مـن قبيلــة
إذا عـدت الجـودات ينعـد جودهـا
زعـب أهـل المـدح والمـد والثنـا
من الربع الخالي إلى الحجازي حدودها
إن جنبـوا للصيــد منهـم تحــوز
البد ووضيحـي الجـوازي عنودهـا
وإن سملـوا تهـج منهــم قبـايـل
دران يجوهـا ضـدهـم ما يرودهـا
واليـا انتـوو لديرتـن يا صلـونهـا
تقافـت الأضعـان عجلـن أشدودهـا وأركـابهـم يـم العـدا متعبينهـــا
بيـض المحاقـب مقتراتـن لهودهـا
يا ما خـذوا من ضدهـم من غنيمـة
من ذاق منهـم ضربتـن ما يعودهـا
نمـراً تشـادى للجـراد التهـامـي
ما طاعوا الحكـام من عظـم كودهـا
أشـوف بالحـره ظعــون تقللـت
أبـوي حمـاي السـرايـا يقـودهـا
شفـي معـه صفـرا تبـاريه عنـدل
مـرة يبـاريهـا ومـرة يقـودهــا
أنـا فتـاة الحـي بنـت ابـن غافـل
وكم من فتاتـن غـر فيهـا قعودهـا
شـرشـوح ذود ضاربـن له خريمـة
مـا ودك يشوفـه بعينـه حسـودهـا
حـولـت مـن ورقيـت سـرحــه
حطيت لـي عشـن باعـلا فنودهـا
جاتنـي ركابـن نوخـت في ذراهـا
وشافني عقيد القـوم زيـزوم قودهـا
قال حولي يا بنـت وانتـي بوجهـي
ولا جيتـه إلا واثقـة مـن عهودهـا
أمـرن كتبـه الله وصـار وتكـون
سبـب عليّ من الأعـادي قرودهـا
بحـرب شديـدن ما تمنـاه عـاقـل
يعـده اللي صاغـرن فـي مهودهـا
ذكرت يومن فايتـن قد مضـى لهـم
يومـن علينـا مـن ليالـي سعودهـا
صـو زمت للمال من عقـب سريـه
ضو زمت عـودان الأرطـا وقودهـا
لكن قـرون الصيـد من خلـف بيتنـا
هشيم الغضا يـدني لحامـي لهودهـا
تسعيـن عـدد صدنـا فـي عشيـه
وضيحيتـن نجعـل دلانـا جلـودهـا
قناصنـا يـروح شـريقـن وينثنـي
يجـي بالجـوازي دامياتـن خدودهـا
ورواينــا يـروي بيـومـه وينثنـي
يجـي بالعلاسـي لاحقاتـن حدودهـا
غـزاينـا يـروح بيـومـه وينثنـي
يجـي بالعرايـا ضايمتهـا ديودهـا
أتمت الأم قصيدتها فعرف الولد بالضبط من هم أخواله الذين يرفع رأسه بذكرهم وحميد أفعالهم ولعل إرادة الله تعالى أخرجت الأم من صمتها ليخلد فعل هذه القبيلة العربية على مر الأجيال وتخلد قصيدتها . . . وسارت بين الدواسر قبيلة زوجها هذه القصيدة وعرفوا من هي وعاد سباع إلى سابق عهده يتفوق على أقرانه