هبوب الشمال
17 / 12 / 2003, 17 : 09 AM
مثل شعبي وإعلان .. برؤية إنسان
صباح الخير ..
قلنا ثور
قال احلبوه ..
هو مثل شعبيٌ متوارث ، يتردد على الألسنة لكل من يعارض بالمحسوس والمرئي . فما أصعب أن تدخل في نقاش أو حوار مع من يغالط ويكابر دون مبرر ، جاعلاً من عاطفته دليلاً في النقاش وأسلوباً في الحوار .
ويا ليت العاطفة التي تبرز في حواره عاطفة عامة ، فعندئذٍ يحق لنا عذره وتقدير تلك العاطفة وقيمتها الصادقة التي تملي عليه أقواله ، إنما هذا المثل ينطبق على الذي يحاورك من خلال عواطفه الذاتية الشخصية .
لكن ، هل هناك معاندة ومكابرة تتم دون سبب ؟ هل هي قضية نفسية تلك التي تدفع الواحد منا إلى المكابرة والعناد أم أنّ هناك أساس معنويٌ وماديٌ يدفع نحو هذا الموقف ؟!
أرى أنه ما من موقف يتخذه الإنسان في قضايا الحياة والمجتمع بشكل عام إلا وله مستنده وسنده في الحياة ، وله جذوره العميقة التي تملي عليه هذا الموقف أو ذاك .
فهل بعد هذا نفسر المكابرة بأنها مجرد مكابرة أم أنها بالفعل تبرهن عن موقف اجتماعي له جذوره في الحياة الدنيا وفي الوضع الإقتصادي خصوصاً ...
...............
الأميون :
بعض الناس أميون لظروف خاصة مرّت بهم ، فهم لا يقرأون ولا يكتبون بل حتى لا يستطيعون رسم أسمائهم أو إمساك القلم من أجل ذلك .
وبعض الناس درسوا وتعلموا وتخرجوا من الجامعات ولكنهم ظلوا في حدود ما درسوا وما تعلموا ، فمنهم في شغل شاغل عن مطالعة كتاب أو قراءة صحيفة أو أو .. وهؤلاء هم أميون من جهة ومتعلمون من جهة أخرى ، أميون في القضايا العامة وإن كانوا يتقنون ما تعلموه على مقاعد الدراسة إتقاناً تاماً .
فكلاهما ، هكذا وجدوا وهكذا اعتادوا وهكذا يعيشون ، لكن توجد فئة أخرى من الأميين تقرأ الصحف والكتب وتتدخل في الحوارات لكن عبر عواطفها ودون أن تعي ما تقرأ ، ولعلّ أي حوار مع هؤلاء يغدو أقسى من الصخر .
فلو اكتفى هؤلاء بالقراءة لأنفسهم لهان الأمر وسهل ، لكن المصيبة الفادحة أنهم يحاولون اقناعك أو فرض فهمهم للنصوص عليك !؟ ..
أذكر مرّة في السنة الثالثة من الجامعة في دمشق ، ذهبنا وأصدقائي إلى السينما يوم خميس ، وكان الفيلم ( زوربا ) واعلاناته تغطي اللوحة الخارجية وقد كتب عليها العبارة التالية دون وضع الهمزات : هكذا الأفلام وإلا فلا ...
يومها أصرّ أحد الزملاء على قراءتها بالشكل التالي : هكذا الافلام والافلا .. ( الرجاء ملاحظة وضع الهمزة )
وحين ضحكت وزملائي وأصريتُ عليه بأن قراءته خطاً وغير مفهومة وليس لها معنى ، ثار وغضب مني واتهمني بالجهل ..
مرّت الأيام ، وغدا زميل الدراسة قاضياً .. لكنه للأسف ظلّ يقرأ ويفهم النصوص والأمور والقضايا كما قرأ وفهم الإعلان ...
هبوب الشمال
صباح الخير ..
قلنا ثور
قال احلبوه ..
هو مثل شعبيٌ متوارث ، يتردد على الألسنة لكل من يعارض بالمحسوس والمرئي . فما أصعب أن تدخل في نقاش أو حوار مع من يغالط ويكابر دون مبرر ، جاعلاً من عاطفته دليلاً في النقاش وأسلوباً في الحوار .
ويا ليت العاطفة التي تبرز في حواره عاطفة عامة ، فعندئذٍ يحق لنا عذره وتقدير تلك العاطفة وقيمتها الصادقة التي تملي عليه أقواله ، إنما هذا المثل ينطبق على الذي يحاورك من خلال عواطفه الذاتية الشخصية .
لكن ، هل هناك معاندة ومكابرة تتم دون سبب ؟ هل هي قضية نفسية تلك التي تدفع الواحد منا إلى المكابرة والعناد أم أنّ هناك أساس معنويٌ وماديٌ يدفع نحو هذا الموقف ؟!
أرى أنه ما من موقف يتخذه الإنسان في قضايا الحياة والمجتمع بشكل عام إلا وله مستنده وسنده في الحياة ، وله جذوره العميقة التي تملي عليه هذا الموقف أو ذاك .
فهل بعد هذا نفسر المكابرة بأنها مجرد مكابرة أم أنها بالفعل تبرهن عن موقف اجتماعي له جذوره في الحياة الدنيا وفي الوضع الإقتصادي خصوصاً ...
...............
الأميون :
بعض الناس أميون لظروف خاصة مرّت بهم ، فهم لا يقرأون ولا يكتبون بل حتى لا يستطيعون رسم أسمائهم أو إمساك القلم من أجل ذلك .
وبعض الناس درسوا وتعلموا وتخرجوا من الجامعات ولكنهم ظلوا في حدود ما درسوا وما تعلموا ، فمنهم في شغل شاغل عن مطالعة كتاب أو قراءة صحيفة أو أو .. وهؤلاء هم أميون من جهة ومتعلمون من جهة أخرى ، أميون في القضايا العامة وإن كانوا يتقنون ما تعلموه على مقاعد الدراسة إتقاناً تاماً .
فكلاهما ، هكذا وجدوا وهكذا اعتادوا وهكذا يعيشون ، لكن توجد فئة أخرى من الأميين تقرأ الصحف والكتب وتتدخل في الحوارات لكن عبر عواطفها ودون أن تعي ما تقرأ ، ولعلّ أي حوار مع هؤلاء يغدو أقسى من الصخر .
فلو اكتفى هؤلاء بالقراءة لأنفسهم لهان الأمر وسهل ، لكن المصيبة الفادحة أنهم يحاولون اقناعك أو فرض فهمهم للنصوص عليك !؟ ..
أذكر مرّة في السنة الثالثة من الجامعة في دمشق ، ذهبنا وأصدقائي إلى السينما يوم خميس ، وكان الفيلم ( زوربا ) واعلاناته تغطي اللوحة الخارجية وقد كتب عليها العبارة التالية دون وضع الهمزات : هكذا الأفلام وإلا فلا ...
يومها أصرّ أحد الزملاء على قراءتها بالشكل التالي : هكذا الافلام والافلا .. ( الرجاء ملاحظة وضع الهمزة )
وحين ضحكت وزملائي وأصريتُ عليه بأن قراءته خطاً وغير مفهومة وليس لها معنى ، ثار وغضب مني واتهمني بالجهل ..
مرّت الأيام ، وغدا زميل الدراسة قاضياً .. لكنه للأسف ظلّ يقرأ ويفهم النصوص والأمور والقضايا كما قرأ وفهم الإعلان ...
هبوب الشمال