مشاهدة النسخة كاملة : اين انت من هذا الداعية المجاهد ...؟؟
ابن الجزيرة
27 / 05 / 2006, 38 : 06 PM
اين انت اخي القارئ من الداعية المجاهد الدكتور: عبد الرحمن السميط..
الذي نذر نفسه وماله واهله في سبيل الدعوة الى الله تعالى ...
دعونا اخواني نعش بعض الوقت في معرفة سيرة هذا البطل المرابط على ثغرة من ثغرات هذا الدين وهي الدعوة الى الله تعالى في قارة افريقيا.........
http://www.islamonline.net/arabic/famous/2003/09/images/pic01.jpg
عبد الرحمن السميط.. خادم فقراء أفريقيا
قبل أن يصبح أحد فرسان العمل الخيري، كان طبيبا متخصصا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، لم يكن طبيبا عاديا، بل طبيبا فوق العادة، إذ بعد أن ينتهي من عمله المهني، كان يتفقد أحوال المرضى، في أجنحة مستشفى الصباح (أشهر مستشفيات الكويت)، ويسألهم عن ظروفهم وأحوالهم الأسرية والاجتماعية والاقتصادية، ويسعى في قضاء حوائجهم، ويطمئنهم على حالاتهم الصحية.
واستمرت معه عادته وحرصه على الوقوف إلى جانب المعوزين وأصحاب الحاجة، حينما شعر صاحبها بخطر المجاعة يهدد المسلمين في أفريقيا، وأدرك خطورة حملات التنصير التي تجتاح صفوف فقرائهم في أدغال القارة السوداء، وعلى إثر ذلك آثر أن يترك عمله الطبي طواعية، ليجسد مشروعا خيريا رائدا في مواجهة غول الفقر وخطر التنصير، واستقطب معه فريقا من المخلصين، الذين انخرطوا في تدشين هذا المشروع الإنساني، الذي تتمثل معالمه في مداواة المرضى، وتضميد جراح المنكوبين، ومواساة الفقراء والمحتاجين، والمسح على رأس اليتيم، وإطعام الجائعين، وإغاثة الملهوفين
مولده ونشأته
ولد د. عبد الرحمن حمود السميط رئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر (مسلمي أفريقيا سابقا) في الكويت عام 1947م، ويحكي المقربون منه أن د. السميط بدأ العمل الخيري وأعمال البر منذ صغره، ففي المرحلة الثانوية أراد مع بعض أصدقائه أن يقوموا بعمل تطوعي، فقاموا بجمع مبلغ من المال من مصروفهم اليومي واشتروا سيارة، وكان يقوم أحد أفراد المجموعة بعد انتهاء دوامه بنقل العمال البسطاء إلى أماكن عملهم أو إلى بيوتهم دون مقابل.
تخرج في جامعة بغداد بعد أن حصل على بكالوريوس الطب والجراحة، وفي الجامعة كان يخصص الجزء الأكبر من مصروفه لشراء الكتيبات الإسلامية ليقوم بتوزيعها على المساجد، وعندما حصل على منحة دراسية قدرها 42 دينارًا كان لا يأكل إلا وجبة واحدة وكان يستكثر على نفسه أن ينام على سرير رغم أن ثمنه لا يتجاوز دينارين معتبرا ذلك نوعا من الرفاهية.
حصل على دبلوم أمراض مناطق حارة من جامعة ليفربول عام 1974م، واستكمل دراساته العليا في جامعة ماكجل الكندية متخصصًا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، وأثناء دراساته العليا في الغرب كان يجمع من كل طالب مسلم دولارًا شهريا ثم يقوم بطباعة الكتيبات ويقوم بتوصيلها إلى جنوب شرق آسيا وأفريقيا وغير ذلك من أعمال البر والتقوى.
حياة حافلة بالإنجازات
عمل إخصائيا في مستشفى الصباح في الفترة من 1980 – 1983م، ونشر العديد من الأبحاث العلمية والطبية في مجال القولون والفحص بالمنظار لأورام السرطان، كما أصدر أربعة كتب هي: لبيك أفريقيا، دمعة على أفريقيا، رسالة إلى ولدي، العرب والمسلمون في مدغشقر، بالإضافة إلى العديد من البحوث وأوراق العمل ومئات المقالات التي نشرت في صحف متنوعة، تولى منصب أمين عام جمعية مسلمي أفريقيا عام 1981م، وما زال على رأس الجمعية بعد أن تغير اسمها إلى جمعية العون المباشر في 1999م.
شارك في تأسيس ورئاسة جمعية الأطباء المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا 1976م. كما شارك في تأسيس فروع جمعية الطلبة المسلمين في مونتريال 1974- 1976، ولجنة مسلمي ملاوي في الكويت عام 1980م، واللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة 1987م، وهو عضو مؤسس في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وعضو مؤسس في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وعضو في جمعية النجاة الخيرية الكويتية، وعضو جمعية الهلال الأحمر الكويتي، ورئيس تحرير مجلة الكوثر المتخصصة في الشأن الأفريقي، وعضو مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، وعضو مجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن، ورئيس مجلس إدارة كلية التربية في زنجبار ورئيس مجلس إدارة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في كينيا.
نال السميط عددا من الأوسمة والجوائز والدروع والشهادات التقديرية، مكافأة له على جهوده في الأعمال الخيرية، ومن أرفع هذه الجوائز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، والتي تبرع بمكافأتها (750 ألف ريال سعودي) لتكون نواة للوقف التعليمي لأبناء أفريقيا، ومن عائد هذا الوقف تلقت أعداد كبيرة من أبناء أفريقيا تعليمها في الجامعات المختلفة.
ابن الجزيرة
27 / 05 / 2006, 41 : 06 PM
http://saaid.net/leqa/img/sm3-22.jpg
الخير في قارة تحتاج إليه
تركز جل نشاط السميط من خلال لجنة مسلمي أفريقيا بعد أن وضعت أجندة خيرية تنطلق في مسارات عدة منها: من أجل أن تمسح دمعة يتيم مسلم، من أجل رعاية قرية مسلمة تعليميا أو صحيا أو اجتماعيا، من أجل حفر أو صيانة بئر مياه للشرب، من أجل بناء أو صيانة مدرسة، من أجل رعاية الآلاف من المتشردين، من أجل مواجهة الخطر التنصيري الزاحف، من أجل استمرارية العمل الخيري الإسلامي. وكان اهتمامه بأفريقيا بعد أن أكدت دراسات ميدانية للجنة أن ملايين المسلمين في القارة السوداء لا يعرفون عن الإسلام إلا خرافات وأساطير لا أساس لها من الصحة، وبالتالي فغالبيتهم –خاصة أطفالهم في المدارس– عرضة لخطر التنصير، وقد نتج عن ذلك أن عشرات الآلاف في تنزانيا وملاوي ومدغشقر وجنوب السودان وكينيا والنيجر وغيرها من الدول الأفريقية صاروا ينتسبون إلى النصرانية، بينما آباؤهم وأمهاتهم من المسلمين.
قصة دخوله أفريقيا
والسميط من المؤمنين بأن الإسلام سبق جميع النظريات والحضارات والمدنيات في العمل التطوعي الاجتماعي والإنساني، وتعود قصة ولعه بالعمل في أفريقيا حين عاد إلى الكويت في أعقاب استكمال دراساته العليا، حيث كان مسكونا بطاقة خيرية هائلة أراد تفجيرها فذهب إلى وزارة الأوقاف وعرض على المسئولين رغبته في التطوع للمشاركة في الأعمال الخيرية، غير أن البيروقراطية الرسمية كادت أن تحبطه وتقتل حماسه، لكن الله شاء له أن يسافر إلى أفريقيا لبناء مسجد لإحدى المحسنات الكويتيات في ملاوي، فيرى ملايين البشر يقتلهم الجوع والفقر والجهل والتخلف والمرض، ويشاهد وقوع المسلمين تحت وطأة المنصرين الذين يقدمون إليهم الفتات والتعليم لأبنائهم في مدارسهم التنصيرية، ومن ثم فقد وقع حب هذه البقعة في قلبه ووجدانه وسيطرت على تفكيره.
وكان أكثر ما يؤثر في السميط إلى حد البكاء حينما يذهب إلى منطقة ويدخل بعض أبنائها في الإسلام ثم يصرخون ويبكون على آبائهم وأمهاتهم الذين ماتوا على غير الإسلام، وهم يسألون: أين أنتم يا مسلمون؟ ولماذا تأخرتم عنا كل هذه السنين؟ كانت هذه الكلمات تجعله يبكي بمرارة، ويشعر بجزء من المسئولية تجاه هؤلاء الذين ماتوا على الكفر.
تعرض في أفريقيا للاغتيال مرات عديدة من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره الطاغي في أوساط الفقراء والمحتاجين، كما حاصرته أفعى الكوبرا في موزمبيق وكينيا وملاوي غير مرة لكن الله نجاه.
ابن الجزيرة
27 / 05 / 2006, 42 : 06 PM
http://saaid.net/leqa/img/sm5-21.jpg
التنصير أبرز التحديات
وعن أبرز التحديات التي تواجه المسلمين في أفريقيا يقول الدكتور عبد الرحمن: ما زال التنصير هو سيد الموقف، مشيرا إلى ما ذكره د. دافيد بارت خبير الإحصاء في العمل التنصيري بالولايات المتحدة من أن عدد المنصرين العاملين الآن في هيئات ولجان تنصيرية يزيدون على أكثر من 51 مليون منصر، ويبلغ عدد الطوائف النصرانية في العالم اليوم 35 ألف طائفة، ويملك العاملون في هذا المجال 365 ألف جهاز كمبيوتر لمتابعة الأعمال التي تقدمها الهيئات التنصيرية ولجانها العاملة، ويملكون أسطولا جويا لا يقل عن 360 طائرة تحمل المعونات والمواد التي يوزعونها والكتب التي تطير إلى مختلف أرجاء المعمورة بمعدل طائرة كل أربع دقائق على مدار الساعة، ويبلغ عدد الإذاعات التي يملكونها وتبث برامجها يوميا أكثر من 4050 إذاعة وتليفزيون، وأن حجم الأموال التي جمعت العام الماضي لأغراض الكنيسة تزيد على 300 مليار دولار، وحظ أفريقيا من النشاط التنصيري هو الأوفر...
ومن أمثلة تبرعات غير المسلمين للنشاط التنصيري كما يرصدها د. السميط أن تبرعات صاحب شركة مايكروسوفت بلغت في عام واحد تقريبا مليار دولار، ورجل أعمال هولندي تبرع بمبلغ 114 مليون دولار دفعة واحدة وقيل بأن هذا المبلغ كان كل ما يملكه، وفي أحد الاحتفالات التي أقامها أحد داعمي العمل التنصيري في نيويورك قرر أن يوزع نسخة من الإنجيل على كل بيت في العالم وكانت تكلفة فكرته 300 مليون دولار حتى ينفذها، ولم تمر ليلة واحدة حتى كان حصيلة ما جمعه أكثر من 41 مليون دولار.
حصيلة مشاريع العون المباشر
وكانت حصيلة المشاريع التي نفذت في أفريقيا -كما يذكر د. السميط- حتى أواخر عام 2002م: بناء 1200 مسجد، دفع رواتب 3288 داعية ومعلما شهريا، رعاية 9500 يتيم، حفر 2750 بئرا ارتوازية ومئات الآبار السطحية في مناطق الجفاف التي يسكنها المسلمون، بناء 124 مستشفى ومستوصفا، توزيع 160 ألف طن من الأغذية والأدوية والملابس، توزيع أكثر من 51 مليون نسخة من المصحف، طبع وتوزيع 605 ملايين كتيب إسلامي بلغات أفريقية مختلفة، بناء وتشغيل 102 مركز إسلامي متكامل، عقد 1450 دورة للمعلمين وأئمة المساجد، دفع رسوم الدراسة عن 95 ألف طالب مسلم فقير، تنفيذ وتسيير عدة مشاريع زراعية على مساحة 10 ملايين متر مربع، بناء وتشغيل 200 مركز لتدريب النساء، تنفيذ عدد من السدود المائية في مناطق الجفاف، إقامة عدد من المخيمات الطبية ومخيمات العيون للمحتاجين مجانا للتخفيف على الموارد الصحية القليلة في إطار برنامج مكافحة العمى، تقديم أكثر من 200 منحة دراسية للدراسات العليا في الدول الغربية (تخصصات طب، هندسة، تكنولوجيا).
ابن الجزيرة
27 / 05 / 2006, 48 : 06 PM
http://saaid.net/leqa/img/sm4-30.jpg
وما زالت الطموحات مستمرة
وأشار إلى أن طموحات جمعية العون المباشر في أفريقيا لا تتوقف عند حد معين؛ فالجهود مستمرة لإعداد الدراسات اللازمة لإنشاء كلية لتدريب المعلمين في ملاوي؛ لأن الحاجة هناك ماسة جدا لتخريج معلمين مسلمين، فرغم أن المسلمين يشكلون 50% من عدد السكان فإن عدد المدرسين المسلمين المؤهلين لا يزيد على 40 مدرسا، فضلا عن أن الدولة تفقد سنويا ما بين 12% - 13% من العاملين في التدريس بسبب مرض الإيدز المنتشر، والاستقالات والموت الطبيعي، ويبلغ تعداد المدرسين المفقودين سنويا قرابة تسعة آلاف مدرس من أصل 90 ألفا هم مجموع المدرسين العاملين في ملاوي؛ وهو ما تسبب في خلق فجوة كبيرة وعجز واضح في المدرسين المسلمين، وبالتالي فهذا الظرف فرصة كبيرة في سد هذا الفراغ التربوي بالمعلمين المسلمين، هذا بالإضافة إلى إنشاء محطات إذاعية للقرآن الكريم، بدأت بإنشاء محطة في جمهورية توجو وهناك مائة محطة يجري العمل في مراحل تنفيذها المختلفة بمناطق مختلفة من أفريقيا، وتبلغ تكلفة المحطة الواحدة عشرة آلاف دينار كويتي، تتضمن المعدات اللازمة ومصاريف التشغيل عاما كاملا.
ولم تؤثر حملة ما يسمى الحرب العالمية على الإرهاب -في تقدير د. السميط- على العمل الخيري في أفريقيا مقارنة بالضغوط التي مورست على الهيئات الخيرية العاملة في جنوب شرق آسيا خاصة في أفغانستان وباكستان والجمهوريات الإسلامية المستقلة، يقول: "الضغوط التي تمارس ضد العمل الخيري ومنظماته هي جزء من مخطط كبير ضد الإسلام والمسلمين، ويجب أن نعمل ولا نتأثر بهذه الحملات، المهم أن نعمل عملا مدروسا ومؤسسيا، له كوادره ومتخصصوه، وقد دعوت جامعة الكويت والجامعات الخليجية إلى تدريس مادة إدارة العمل الخيري إلى أبنائنا لسد العجز في الكوادر المتخصصة التي تحتاجها الجمعيات الخيرية، خاصة أنها في حاجة ماسة إلى أفراد مدربين ومعدين إعدادا جيدا، يمكنهم الولوج في العمل الإداري على أسسه العلمية الصحيحة".
زكاة أثرياء المسلمين
ويرى د. السميط أن زكاة أموال أثرياء العرب تكفي لسد حاجة 250 مليون مسلم؛ إذ يبلغ حجم الأموال المستثمرة داخل وخارج البلاد العربية 2275 مليار دولار أمريكي، ولو أخرج هؤلاء الأغنياء الزكاة عن أموالهم لبلغت 56.875 مليار دولار، ولو افترضنا أن عدد فقراء المسلمين في العالم كله يبلغ 250 مليون فقير لكان نصيب كل فقير منهم 227 دولارا، وهو مبلغ كاف لبدء الفقير في عمل منتج يمكن أن يعيش على دخله.
وبعد أن وضعت الحرب الأنجلو-أمريكية أوزارها ضد العراق قام السميط بمهمة خيرية لإعانة الشعب العراقي، وكانت جمعية العون المباشر قد خصصت مليوني دولار لدعم الطلاب العراقيين الفقراء وإغاثة الأسر المتعففة، وفي تلك الأثناء تعرض رئيس الجمعية إلى حادث مروري في منطقة الكوت (160 كيلومترًا غرب بغداد) بعد أن اصطدمت السيارة التي كانت تقله ومرافقيه بشاحنة، توقفت فجأة؛ وهو ما أسفر عن إصابته بكسور وجروح متفرقة عولج خلالها في أحد مستشفيات الكوت ثم نقل إلى مستشفى الرازي بالكويت لاستكمال علاجه.
ابو عمر
29 / 05 / 2006, 35 : 11 AM
حفظ الله الشيخ وجعل ذلك في ميزان حسناته ونقل موفق ،،،
الجنوبي 2000
29 / 05 / 2006, 56 : 04 PM
حفظ الله الشيخ وجعل ذلك في ميزان حسناته ونقل موفق ،،،
تميراوي الرياض
02 / 06 / 2006, 06 : 01 PM
حفظ الله الشيخ وجزاك الله الف خير اخي ابن الجزيره
000000000
000000000000
ابن الجزيرة
03 / 06 / 2006, 43 : 07 AM
حياك الله اخونا ابو عمر .............بارك الله فيك وفي الشيخ عبد الرحمن السميط.
ابن الجزيرة
03 / 06 / 2006, 10 : 04 PM
حياك الله اخوي الجنوبي 2000.................... وبارك فيك
ابن الجزيرة
03 / 06 / 2006, 12 : 04 PM
سعدنا بمرورك اخي تميراوي الرياض ..............حياك الله .
الـمـلـثـم
13 / 06 / 2006, 01 : 10 AM
موضوع جميل وشيق تشكرررررررررعليه ابن الجزيرة
اذكر ان قناة المحد الفضائيه قامت ببث برنامج جميل جدا من 12 حلقه عن القاره المنسيه وذكروا جانبا من دور الدكتور عبد الرحمن السميط في الدعوه الى الاسلام
الدكتور عبد الرحمن السميط بحق داعيه مجاهد
ابن الجزيرة
14 / 06 / 2006, 04 : 10 PM
حياك الله اخونا الملثم .............بارك الله فيك وفي الشيخ عبد الرحمن السميط.
ابن الجزيرة
16 / 06 / 2006, 08 : 03 PM
اطلعت على لقاء اجرته مجلة نون مع المجاهد الصابر الدكتور عبد الرحمن السميط انقله هنا للفائدة
لقاء مجلة نون
مع الداعية عبد الرحمن السميط 1426
http://saaid.net/leqa/img/sm1-78.jpg
* كيف تنظرون إلى دور الإعلام الإسلامي في مؤازرة الدعوة؟
الإعلام الإسلامي مقصر، ولكن الدعاة كذلك مقصرون في الكتابة في الصحف أو التحدث في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وأتمنى أن يعطي الإعلام بصورة عامة هموم الدعوة ما يعطيه للرياضة والفن من اهتمام.
*هل جاءت مبادرتك متأخرة بعض الشيء؟
آن الأوان أن أتذكر الموت وداره، خاصة وأن العمر قد انقضى في الركض وراء الدنيا ولا بد لي من صحوة أعود بها إلى الله وأعبده حق العبادة من خلال الدعوة، لهذا قررت أن الوقت قد حان لأعمل لآخرتي، وأن أتفرغ للدعوة في إفريقيا وأن أعيش وسط قبيلة أصلها عربي مسلم فَقَدَت هويتها وضاع منها دينها وتحولت إلى الوثنية، أصلها من الحجاز هاجرت قبل 800 سنة إلى جنوب شرق مدغشقر، ولم يبقَ لها من الإسلام إلا تحريم أكل لحم الخنزير وكراهية الكلب وكتابة كتابهم المقدس بالحروف العربية ولكن بلغتهم، لقد نسيهم الدعاة، فنسوا دينهم وعبدوا الأحجار والأشجار.
لقد قررت أن أعيش بينهم في منطقة نائية في مدغشقر ينعدم فيها كثير من الخدمات، لمساعدتهم على العودة إلى دينهم واستعادة هويتهم..
إن عددهم نصف مليون وهم بحاجة إلى جهود كبيرة وأموال كثيرة، خاصة وأن الكنيسة بدأت العمل بينهم منذ 110 سنوات، وقد وضعنا خطة لنشر الإسلام بينهم لمدة 25 سنة وأنا بصدد جميع مبلغ 50 مليون ريال وقفاً على المسلمين الضائعين من أمثالهم. ومن ريع هذا المبلغ سوف ننفق على رواتب الدعاة والقوافل والدورات الدعوية وكفالة الطلبة في المدارس والجامعات والأيتام وحفر الآبار وتنمية المنطقة دعوياً وتعليمياً واقتصادياً وصحياً، ورغم علمي أن المبلغ المطلوب كبير لكن الله علمني أن أثق فيه وفي عونه.
وقد أسلم عشرات الألوف من أبناء هذه القبيلة، ومعدل تكلفة هداية الشخص الواحد للإسلام 312 ريالاً سعودياً، وقيمة السهم الواحد في هذا الوقف 3125 ريالاً سعودياً، ونحن هنا بحاجة ماسة إلى كفالة المزيد من الدعاة حتى نسهم في هداية هذه القبيلة إلى الإسلام، وطبع وترجمة الكتيبات، وبناء دور الأيتام وحفر الآبار...إالخ.
* ما هي ثمرات هذه الدعوة؟
لقد أسلم في أثيوبيا وشمال كينيا خمسون ألفاً من قبيلة (البوران)
وأسلم ثلاثون ألفاً في شمال كينيا من قبائل (الغبرا) و(البرجي)
وأسلم مئات الألوف في رواندا ومثلهم في ملاوي
و80 ألفاً أسلموا في جنوب تشاد
وستون ألفاً في جنوب النيجر
وعشرات الألوف في جنوب السنغال وغينيا الغابية وبنين وسيراليون وغيرها... وهذا ما جعلني أشعر بعظم مسؤوليتي أمام الله، وأن الطريق طويل والعقبة كؤود والزاد قليل، فكيف ألقي عصا الترحال وهناك الملايين ممن يحتاجون للهداية وأنا بحاجة إليهم يوم القيامة ليشهدوا لي لعلي أدخل الجنة بدعاء واحد منهم؟
لو كانت القضية دنيوية لقلت نعم بملء فمي، فعندي عشرات الأمراض من جلطة بالقلب مرتين وجلطة بالمخ مع شلل قد زال والحمد لله، وارتفاع في ضغط الدم، ومرض السكري وجلطات في الساق، وتخشن في الركبة يمنعني من الصلاة دون كرسي وارتفاع في الكولسترول ونزيف في العين وغيرها كثير، ولكن مَنْ ينقذني من الحساب يوم يشكوني الناس في إفريقيا بأنني لم أسعَ إلى هدايتهم.
وهل أبقي مع أولادي ورسولنا – صلى الله عليه وسلم – يقول: ( لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها ) وأدعو الله أن يكون ذلك رجلاً من قبائل ( الأنتيمور) التي أعمل وسطها حالياً، والتي أسلم فيها عشرات الألوف ينقذني من النار ويكون سبباً في دخولي الجنة.
ابن الجزيرة
16 / 06 / 2006, 18 : 03 PM
http://saaid.net/leqa/img/sm2-147.gif
* متى تلقي عصا الترحال؟
سألقي عصا الترحال يوم أن تضمن الجنة لي، وما دمت دون ذلك فلا مفر من العمل حتى يأتي اليقين فالحساب عسير.. كيف يراد لي أن أتقاعد وأرتاح والملايين بحاجة إلى مَنْ يهديهم؟ وكيف أرتاح بدنياً وكل أسبوع يدخل الإسلام العشرات من أبناء (الأنتيمور) من خلال برامجنا ونرى كل يوم أن أعداء الإسلام لا يدخرون جهداً ولا مالاً في سبيل إبعاد أبناء هذه القبيلة التي كانت عربية مسلمة عن الإسلام وينفقون كل سنة عشرات الملايين ولديهم عشرات من العاملين هنا؟
* ماذا عن الحادث الذي جرى لك بالعراق؟
الحادث الذي حدث لي بالعراق بعد سقوط النظام السابق لا يستحق الذكر، وكنت قد ذهبت للإغاثة وتعرضت لحادث سيارة وتراكمت المضاعفات والحمد لله رب العالمين.
الأمور في العراق قد اختاط فيها الحابل بالنابل، ولم يعد للإنسان المعتدل مجال للعمل أو المساعدة إلا بصعوبة بالغة.
*هل من أثر للتنصير في الخليج؟
التنصير في الخليج ما زال قاصراً والخطر الأكبر من تغيير القيم والغزو الفكري والعلمانية الملحدة والعولمة،
وهذا تركته لأهل الخليج ليتعاملوا معه بالحكمة.
* ما أكثر المواقف تأثيراً على نفسك؟
المواقف أكثر من أحصيها وكثيرة جداً ولكن ما زلت أذكر قرية غرب السودان أثناء مجاعة 1984م سألناهم: ماذا تطلبون؟ فقالوا: كل أطفالنا ماتوا من الجوع وبدأ الكبار يموتون بعد أن ماتت ماشيتهم وزروعهم؟ نناشدكم الله أن تحفروا لنا قبوراً لندفن موتانا، فنحن عاجزون عن حفرها بسبب الجوع، ونطلب منكم أكفاناً لموتانا.
في تلك الفترة رأيت قرى بكاملها في أثيوبيا مات سكانها وحيواناتهم وزروعهم، ولم أعثر على مسلم واحد يذكر الله، فكلهم إما في القبور أو ماتوا ولم يجدوا مَنْ يدفنهم فبقيت هياكلهم العظمية شاهداً على إهمالنا لهم.
*هل تواجهون خسائر مادية أو بشرية؟
هذا شيء طبيعي ومَنْ يُرِد الراحة الجسدية فليجلس عند زوجته ولا حاجة لله فيه، وطريق الدعوة محفوف بالمشكلات، وكل سنة نفقد حوالي 8–10 من العاملين معنا في الحروب الأهلية التي لا ننسحب منها لأن الحاجة إلى عملنا تكثر،
لقد أصبت مرتين بجلطة في القلب، وأصبت بأمراض كثيرة، ولكن هذا كله يهون إذا عظم الهدف الذي تسعى إليه.
لقد كان المخترع المشهور توماس أديسون يعمل أحياناً 36 ساعة متواصلة دون راحة في اختراعاته،
وعمل كولونيل ساندرز سنتين متواصلتين يحاول تسويق دجاج كنتكي المقلي، وكان ينام في سيارته حتى نجح وأصبح للشركة الآن حوالي عشرة آلاف مطعم في العالم ومبيعاتها السنوية بآلاف الملايين،
وهؤلاء يعملون للدنيا فأين مَنْ يعمل للآخرة من شبابنا ونسائنا؟ وفي تاريخنا قصص مشرفة عن علماء ساروا من أقصى المغرب إلى بغداد لتلقي العلم، وعلماء مثل ابن حنبل عمل حمالاً من بغداد إلى مكة حتى يأخذ حديثاً.
وهذا الإمام النووي لا يعرف له فراش ينام عليه، وكان إذا تعب يستند إلى عمود المسجد وينام ومات وعمره 44 سنة، وترك لنا عشرات الكتب التي ندرسها، ولن ينجح مَنْ لا يدفع ثمن النجاح.
ابن الجزيرة
17 / 06 / 2006, 20 : 02 PM
http://saaid.net/leqa/img/sm7-22.jpg
*ما أبرز الصعوبات التي واجهتكم في هذا المضمار؟
كانت وما زالت العقبات المالية، وتوفير الكوادر البشرية المؤهلة هي أكبر عقبة.. إن المال إذا وضع في يدٍ غير حكيمة أو بدون خبرة يتحول إلى نقمة على الدعوة.. وكل اللصوص الذين تزخر بهم إفريقيا أسهم في صنعهم كل مَنْ دفع لهم بحسن نية.
ولكن المال إذا وضع في يد أمينة يديرها عقل حكيم، تتحول إلى بلسم يشفي جراح الأمة، لقد رأيت بعض العاملين في مؤسسات خيرية يوزعون النقود في الشوارع وأغلب المستفيدين يشترون بها السجائر والخمور، ورأيت بعيني أحدهم يوزع على بعض الطلبة المسلمين نقوداً خرجوا جميعاً يتمتعون بها مع نساء الشوارع..!
بينما الكثير من مشاريعنا الدعوية متوقف، بسبب عدم توافر الدعم المادي لها، لهذا أشعر بضرورة عمل أوقاف ثابتة للدعوة الإسلامية ومشاريعها، وأن تُدار هذه الأوقاف باحتراف وبكفاءات عالية، ولنبدأ، وتأكدوا أن الله سيكون بعوننا.
* ماذا جنيت بعد 26 سنة من العمل الدعوي؟
جنيت راحة البال وشعوري بأن حياتي التي قضيتها في مساعدة إخواني في أفريقيا كانت ذات معنى ولها هدف، قد لا أكون قد حققت كل ما أسعى إليه خاصة وأنني كلما وصلت إلى هدف بدأت أسعى إلى هدف أبعد.
*هل يرافقك أبناؤك في الدعوة إلى الله؟
عندما كان أبنائي صغاراً كانت مرافقتي لهم في عطلاتهم المدرسية هي فرصتي، لكي أتعرف عليهم ويتعرفوا عليَّ، لأن الصغار منهم لم يتذكروني إذا جئت إليهم من إفريقيا، أما الآن فقد كبروا وتخرجوا جميعاً، ما عدا واحد على وشك التخرج.
ابني الأصغر عبد الله سيتخرج -إن شاء الله– طبيباً بيطرياً بعد عام ونصف. وأود أن أكون له وقفاً من مالي الخاص –إن استطعت– ينفق من ريعه حتى يتفرغ للدعوة في إفريقيا بدلاً من مزاولة مهنته إذا يسر الله لي وله، وهو فيما أرى راغب جداً في العمل في ميدان الدعوة، وأرجو ألا يفهم من هذا أنني أدعو إلى التبرع لولدي.
*هل أنت داعية أم ماذا؟
أنا أبسط من أن أكون داعية فما زلت في بداية الدرب، والدعوة حقيقة أكبر مني، والسؤال من الأفضل أن يوجه للأبناء حتى يجيبوا عنه وأنا بعيد عنهم الآن في إفريقيا.
ابن الجزيرة
17 / 06 / 2006, 30 : 02 PM
http://saaid.net/leqa/img/sm6-20.jpg
* تُرى ما الذي جعلك تترك مهنة الطب؟
العمل بالطب هو نوع من الدعوة ومن عمل الخير، وأنا شاكر جداً للروتين الحكومي الكويتي والبيروقراطية في مستشفياتنا، فلولا الله ثم هذه لما اتجهت نحو العمل الخيري في إفريقيا.
*هل اقتربت من تحقيق هدفك من الدعوة؟
أعيش من أجل إنقاذ إخواني في القارة السمراء، وأموت من أجل ذلك فما زال الهدف الأساس بعيداً جداً ولا وقت لدي الآن للتفكير في غير ذلك.
*الدعاة في الخليج هل أدوا دورهم كاملاً؟
لا أعتقد فيما عشته ورأيته ما يشجعني على قول إن الدعاة في الخليج أدوا دورهم في الدعوة في إفريقيا، نحن جميعاً مقصرون تجاه الله في إفريقيا.
*هل حدث أن تنصر أناس أسلموا على أيديكم؟
لا علم لي بذلك، ولكن لا يعني هذا أنني أنفيه، لقد رأيت مرتدين وحدثتهم ولكن لم أقابل مرتداً أسلم على يديّ حتى الآن.
*هل تذوقت طعم الفشل؟
لا نجاح أبداً بدون الفشل، النملة لا تستطيع تسلق الحائط بدون أن تسقط أكثر من مرة، والطريق إلى النجاح بمر دائماً بمحطات من الفشل، ولا خير فيمن يستسلم في المعركة الأولى.
* كيف تعاملت معك القبائل الإفريقية؟
بعض القبائل المسلمة في غرب إفريقيا فرحت بي كعربي مسلم يزورهم وأهدوني ثوباً ملكياً ونصبوني ملكاً عليهم وعندما عرضوا عليّ جارية لخدمتي رفضت
وأذكر في زيارة إلى قرية في سوازيلاند لحفر بئر هناك وجدنا المحكمة التقليدية منعقدة تحت شجرة، ولأننا لا نعرف العادات وقفنا احتراماً للمحكمة، ويبدو أن هذه جريمة في عرفهم فمروا في طابور يبصقون علينا أو يقذفون حرابهم بين أرجلنا وقالوا إن المفروض أن يحاكموننا لإهانتنا عاداتهم، طبعاً لم نحفر البئر، ولم نرجع مرة أخرى لهذه القرية..
وقد عرض عليّ الزواج أكثر من مرة من بنات زعماء إلا أنني مشغول بما هو أهم، وهو الدعوة ومن تزوج بالدعوة لا وقت له للزواج من بنات الناس.
* في أي جانب تنحصر مهمتكم في إفريقيا؟
مهمتنا هي دعوة الإنسان الإفريقي وإعادة بنائه ثقافياً ودينياً واقتصادياً واجتماعياً وصحياً، وتنمية المجتمع المهمش في إفريقيا، ولا شيء كالعلم الصحيح والدعوة بالحكمة في تحصين الإنسان من الردة.
* تعرضت للموت كثيراً.. كيف كانت ردة فعلك؟
الموت لا يأتي إلا في يوم مكتوب، ولن يموت الإنسان إلا بأجله، لقد سجنت مرتين مرة في بغداد عام 1970م وكدت أعدم ومرة 1990م عندما اعتقلتني المخابرات العراقية في الكويت، ولم أعرف مصيري، وعذبت في بغداد حتى انتزعوا اللحم من وجهي ويدي وقدمي، ولكنني كنت على يقين من أنني لن أموت إلا في اللحظة التي كتبها الله.
* في الختام مَنْ تتوقع أنه سيحمل مشعل العمل في ذات الدرب؟
إن أرحام المسلمات لم تصب بالعقم لتنجب مَنْ هو خير من عبد الرحمن السميط، ولقد أنجبت أمهاتنا صحابة رسول الله والتابعين والعلماء الأفذاذ والمجاهدين والمجددين وغيرهم، وكلهم خير ديناً ودنيا من عبد الرحمن السميط.
ولعلم قرائكم أنني تركت العمل الإداري منذ مدة وأعيش – كما ذكرت– في مكان نائي بعيد يصعب الوصول إليه، مما يعني أنني بعيد عن العمل الإداري منذ مدة، ويسرني أن تنشروا عنواني في مدغشقر وهو كالتالي:
http://saaid.net/leqa/img/sm9-19.jpg
المصدر : مجلة نون العدد الرابع
رمضان- شوال 1426هـ