تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يبتلى الصالحون في الدنيا


سُلاَفْ القَصِيدْ
20 / 03 / 2017, 00 : 04 AM
.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله و آله و صحبه و من اتبع هداه


كيف يبتلى الصالحون في الدنيا

والله يقول في القرآن: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} ؟

قال ابن القيم رحمه الله :

في قوله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً )
وليس المراد منها الحياة المشتركة بين المؤمنين والكفار ، والأبرار والفجار ، من طيب المأكل ، والمشرب ، والملبس ، والمنكح ، بل ربما زاد أعداء الله على أوليائه في ذلك أضعافاً مضاعفة ، وقد ضمن الله سبحانه لكل مَن عمل صالحاً أن يحييه حياة طيبة ، فهو صادق الوعد الذي لا يخلف وعده ، وأي حياة أطيب من حياة اجتمعت همومه كلها ، وصارت هي واحدة في مرضات الله ، ولم يستشعب قلبه ، بل أقبل على الله ، واجتمعت إرادته ، وأفكاره التي كانت منقسمة ، بكل واد منها شعبة على الله ، فصار ذكر محبوبه الأعلى ، وحبه ، والشوق إلى لقائه ، والأنس بقربه ، وهو المتولى عليه ، وعليه تدور همومه ، وإرادته ، وتصوره ، بل خطرات قلبه ... .

" الجواب الكافي " (ص 129 ، 130) .

وقال رحمه الله أيضاً :

وقد فُسرت الحياة الطيبة : بالقناعة ، والرضى ، والرزق الحسن ، وغير ذلك ، والصواب : أنها حياة القلب ، ونعيمه ، وبهجته ، وسروره بالإيمان ، ومعرفة الله ، ومحبته ، والإنابة إليه ، والتوكل عليه ؛ فإنه لا حياة أطيب من حياة صاحبها ، ولا نعيم فوق نعيمه ، إلا نعيم الجنة

" مدارج السالكين " (3 / 259).

قال ابن القيم - يصف حال شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو يتنقل في أصناف من البلاء والاختبار - :

قال لي مرة - يعني : شيخ الإسلام - :

ما يصنع أعدائي بي ؟!
أنا جنتي وبستاني في صدري ، أنَّى رحت فهي معي لا تفارقني ، إنّ حبْسي خلوة ، وقتْلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة " .

وكان يقول في محبسه في القلعة :

" لو بذلت ملء هذه القلعة ذهباً ما عدل عندي شكر هذه النعمة " ،

أو قال : " ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير " ، ونحو هذا .

وكان يقول في سجوده وهو محبوس :

" اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله ،

وقال لي مرة :

" المحبوس من حُبس قلبه عن ربه تعالى ، والمأسور من أسره هواه " ،

ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال : {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} [الحديد :13] ، وعلم الله ما رأيتُ أحداً أطيب عيشاً منه قط ، مع كل ما كان فيه من ضيق العيش ، وخلاف الرفاهية والنعيم ، بل ضدها ، ومع ما كان فيه من الحبس ، والتهديد ، والإرهاق ، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشاً ، وأشرحهم صدراً ، وأقواهم قلباً ، وأسرهم نفساً ، تلوح نضرة النعيم على وجهه ، وكنا إذا اشتد بنا الخوف ، وساءت منا الظنون ، وضاقت بنا الأرض : أتيناه ، فما هو إلا أن نراه ، ونسمع كلامه ، فيذهب ذلك كله ، وينقلب انشراحاً ، وقوةً ، ويقيناً ، وطمأنينة ، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه ، وفتح لهم أبوابها في دار العمل ، فأتاهم من روحها ، ونسيمها ، وطيبها ، ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها ..

كلاش تمير
20 / 03 / 2017, 35 : 09 AM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

ابو النوري
20 / 03 / 2017, 45 : 11 AM
جزاك الله خير

» اِلـَوَفْآءْ بـِنْـتْ
21 / 03 / 2017, 36 : 07 AM
جزاكِ الله الجنة ..!

سُلاَفْ القَصِيدْ
10 / 04 / 2017, 33 : 02 AM
الله يسعدكم دوووم ع هالحضور الوافي
لاخلا ولاعدم ...